إستطلاعاتالرئيسية

سيول سبها.. غياب البنية التحتية ضــاعف الكارثة

عزيزة محمد / سالمة عطيوة

شهدت‭ ‬مدينة‭ ‬سبها‭ ‬هطول‭ ‬أمطار‭ ‬استمرت‭ ‬لعدة‭ ‬ساعات،‭ ‬مما‭ ‬أسفر‭ ‬عن‭ ‬أضرار‭ ‬مادية‭ ‬ملموسة‭ ‬وتسببت‭ ‬في‭ ‬غرق‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المنازل‭ ‬والشوارع‭ ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬مدة‭ ‬هطول‭ ‬الأمطا‭ ‬لم‭ ‬تتجاوز‭ ‬الثلاث‭ ‬ساعات،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الأضرار‭ ‬الناتجة‭ ‬كانت‭ ‬كبيرة،‭ ‬مما‭ ‬يسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬هشاشة‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬في‭ ‬المدينة‭..‬

في‭ ‬هذا‭ ‬الاستطلاع،‭ ‬نستعرض‭ ‬آراء‭ ‬المواطنين‭ ‬حول‭ ‬تأثير‭ ‬الأمطار‭ ‬على‭ ‬مدينة‭ ‬سبها،‭ ‬مقارنة‭ ‬بالمدن‭ ‬الساحلية‭ ‬التي‭ ‬تشهد‭ ‬هطولًا‭ ‬غزيرًا‭ ‬للأمطار‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬فصل‭ ‬الشتاء‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬الأضرار‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬سبها‭.‬

البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الهشة‭ ‬تحديات‭ ‬لا‭ ‬تنتهي‭:‬

‭ ‬تقول‭: ‬منى‭ ‬توكة‭ ‬صحفية‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬سبها‭ :‬

المدينة‭ ‬ليست‭ ‬مهيأة‭ ‬لمواجهة‭ ‬الأمطار‭ ‬الغزيرة‭ ‬بسبب‭ ‬ضعف‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬وتشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬منزلها‭ ‬لم‭ ‬يتعرض‭ ‬لأي‭ ‬ضرر‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬منازل‭ ‬أخرى‭ ‬انهارت‭ ‬أسقفها‭ ‬فوق‭ ‬ساكنيها‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الشوارع‭ ‬غمرتها‭ ‬المياه‭ ‬حتى‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬مركز‭ ‬سبها‭ ‬الطبي‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يسلم‭ ‬بدوره‭ ‬من‭ ‬الأضرار‭..‬

وأضافت‭: ‬‮«‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬يعكس‭ ‬فشل‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬تصميم‭ ‬المنازل‭ ‬والطرق‭ ‬بشكل‭ ‬يمكنه‭ ‬التصدي‭ ‬لأي‭ ‬كارثة‭ ‬طبيعية‭ ‬لقد‭ ‬حان‭ ‬الوقت‭ ‬لتدرك‭ ‬الحكومة‭ ‬أن‭ ‬ناقوس‭ ‬الخطر‭ ‬قد‭ ‬دق‭ ‬وأن‭ ‬عليهم‭ ‬تغيير‭ ‬خططهم‭ ‬وتحديث‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬لمواجهة‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الكوارث‭.‬‮»‬‭ ‬أن‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬احتمالية‭ ‬حدوث‭ ‬كوارث‭ ‬طبيعية‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬وأنه‭ ‬يجب‭ ‬الاستعداد‭ ‬لذلك‭ ‬واعتبرت‭ ‬أن‭ ‬الأمطار‭ ‬الأخيرة‭ ‬كانت‭ ‬اختبارًا‭ ‬يؤكد‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬خطط‭ ‬فعالة‭ ‬ومستدامة‭ ‬لتحسين‭ ‬الوضع‭ ‬الحالي‭ ‬وحماية‭ ‬المدينة‭ ‬وسكانها‭..‬

وتابعت‭ ‬بقولها‭ :‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬خطر‭ ‬مع‭ ‬تزايد‭ ‬المشاكل‭ ‬التي‭ ‬نتجت‭ ‬عن‭ ‬اختلاط‭ ‬مياه‭ ‬الأمطار‭ ‬بمياه‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي،‭ ‬أصبح‭ ‬الوضع‭ ‬خطيرًا‭ ‬على‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬فقد‭ ‬تسبب‭ ‬غمر‭ ‬الشوارع‭ ‬بالمياه‭ ‬الملوثة‭ ‬في‭ ‬إغلاق‭ ‬الطريق‭ ‬الدائري‭ ‬الرئيسي،‭ ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬المنطقة‭ ‬مأوى‭ ‬للحشرات‭ ‬والبعوض،‭ ‬وبالتالي‭ ‬زاد‭ ‬من‭ ‬احتمالية‭ ‬انتشار‭ ‬الأمراض‭ ‬يؤكد‭ ‬المواطنون‭ ‬أن‭ ‬الحل‭ ‬المؤقت‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬شفط‭ ‬المياه‭ ‬المتجمعة‭ ‬سريعًا،‭ ‬دون‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬انتظار‭ ‬تنفيذ‭ ‬مشاريع‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‭ ‬لإصلاح‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭..‬

فرحة‭ ‬ممزوجة‭ ‬بالقلق‭..‬

‭ ‬أبدى‭ ‬فوزي‭ ‬محمد‭ ‬صالح،‭ ‬أحد‭ ‬سكان‭ ‬المنطقة‭ ‬سعادته‭ ‬بهطول‭ ‬الأمطار‭ ‬رغم‭ ‬الأضرار‭ ‬التي‭ ‬خلفتها‭ ‬وقال‭: ‬‮«‬الأمطار‭ ‬كانت‭ ‬نعمة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لنا،‭ ‬فالجنوب‭ ‬نادرًا‭ ‬ما‭ ‬يشهد‭ ‬هطولاً‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬لا‭ ‬يمكننا‭ ‬تجاهل‭ ‬الأضرار‭ ‬المادية‭ ‬التي‭ ‬لحقت‭ ‬بالمنازل‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية‭.‬‮»‬

وأضاف‭ ‬فوزي‭ ‬أن‭ ‬ضعف‭ ‬المنازل‭ ‬وانهيار‭ ‬أسقفها‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬سوء‭ ‬البناء‭ ‬وعدم‭ ‬الاستعداد‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬الظواهر‭ ‬الجوية،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التخطيط‭ ‬الجيد‭ ‬كان‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يقلل‭ ‬من‭ ‬حجم‭ ‬الخسائر

الأضرار‭ ‬بين‭ ‬المنازل‭ ‬الصحية‭ ‬والعشوائية‭ ..‬

قال‭ ‬محمد‭ ‬عمر،‭ ‬أحد‭ ‬سكان‭ ‬محلة‭ ‬المنشية،‭ ‬إن‭ ‬الأمطار‭ ‬التي‭ ‬هطلت‭ ‬في‭ ‬سبها‭ ‬تعتبر‭ ‬كارثة،‭ ‬ولكنها‭ ‬ليست‭ ‬بنفس‭ ‬حجم‭ ‬الكوارث‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬مناطق‭ ‬مثل‭ ‬درنة‭ ‬وتهالا‭ ‬ورغم‭ ‬توقف‭ ‬الأمطار‭ ‬بعد‭ ‬ساعة‭ ‬تقريباً،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الأضرار‭ ‬كانت‭ ‬واضحة،‭ ‬حيث‭ ‬غمرت‭ ‬المياه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المنازل‭. ‬وأوضح‭ ‬أن‭ ‬المنازل‭ ‬المتضررة‭ ‬تنقسم‭ ‬إلى‭ ‬نوعين‭: ‬الأول‭ ‬يتكون‭ ‬من‭ ‬منازل‭ ‬مبنية‭ ‬بطرق‭ ‬حديثة‭ ‬ولكنها‭ ‬تفتقر‭ ‬لأنظمة‭ ‬تصريف‭ ‬مياه‭ ‬الأمطار،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تجمع‭ ‬المياه‭ ‬على‭ ‬الأسطح‭ ‬وغمر‭ ‬بعض‭ ‬المنازل‭ ‬أما‭ ‬النوع‭ ‬الثاني‭ ‬فهو‭ ‬المنازل‭ ‬العشوائية‭ ‬التي‭ ‬تفتقر‭ ‬إلى‭ ‬معايير‭ ‬البناء‭ ‬الجيدة،‭ ‬مما‭ ‬جعلها‭ ‬أكثر‭ ‬عرضة‭ ‬للانهيار‭.‬

وأضاف‭ ‬عمر‭: ‬‮«‬تعاني‭ ‬المدينة‭ ‬أيضاً‭ ‬من‭ ‬انقطاع‭ ‬التيار‭ ‬الكهربائي‭ ‬وتوقف‭ ‬الحركة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الشوارع‭ ‬التي‭ ‬امتلأت‭ ‬بالمياه‭ ‬الممزوجة‭ ‬بمياه‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬والأمر‭ ‬الأكثر‭ ‬إيلاماً‭ ‬هو‭ ‬وقوع‭ ‬حالتي‭ ‬وفاة،‭ ‬واحدة‭ ‬بسبب‭ ‬صعق‭ ‬كهربائي‭ ‬والأخرى‭ ‬بسبب‭ ‬حادث‭ ‬مروري‭.‬‮»‬

وأشار‭ ‬عمر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الخطوة‭ ‬التالية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتضمن‭ ‬تقييم‭ ‬الأضرار‭ ‬في‭ ‬المنازل‭ ‬المتضررة،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬شفط‭ ‬المياه‭ ‬المتجمعة‭ ‬لإعادة‭ ‬حركة‭ ‬المرور‭ ‬في‭ ‬المدينة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬استعادة‭ ‬التيار‭ ‬الكهربائي‭ ‬تدريجياً‭ ‬وفقاً‭ ‬لتقديرات‭ ‬السلامة‭..‬

سخرية‭ ‬وسط‭ ‬الأزمة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭..‬

عبّرت‭ ‬سمية‭ ‬أحمد‭ ‬معلمة‭ ‬من‭ ‬المدينة،‭ ‬بطريقة‭ ‬ساخرة‭ ‬عن‭ ‬تدني‭ ‬مستوى‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭. ‬وقالت‭: ‬‮«‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬المناطق‭ ‬سيئة،‭ ‬مع‭ ‬نقص‭ ‬في‭ ‬سيارات‭ ‬الإسعاف‭ ‬وشفط‭ ‬المياه‭ ‬وحتى‭ ‬سيارات‭ ‬الإطفاء‭ ‬لقد‭ ‬توقفت‭ ‬الأمطار‭ ‬في‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬ساعة،‭ ‬ولو‭ ‬استمرت‭ ‬لأصبح‭ ‬الوضع‭ ‬كارثيًا‭ ‬لأن‭ ‬معظم‭ ‬المباني‭ ‬عشوائية‭ ‬وأسقفها‭ ‬هشة‭.‬‮»‬

وأضافت‭ ‬بابتسامة‭: ‬‮«‬ورغم‭ ‬ذلك،‭ ‬كان‭ ‬منظر‭ ‬المطر‭ ‬جميلًا‭ ‬مع‭ ‬طلاء‭ ‬جدران‭ ‬العمارات‭ ‬المطلة‭ ‬على‭ ‬قصر‭ ‬فزان‭ ‬أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬لمشاكل‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي،‭ ‬فلا‭ ‬تقلقوا،‭ ‬كلها‭ ‬يومين‭ ‬وتجف‭ ‬المياه‭ ‬بقدرة‭ ‬قادر‭ ‬نحن‭ ‬معتادون‭ ‬على‭ ‬الحلول‭ ‬السطحية،‭ ‬وهذه‭ ‬البلاد‭ ‬تسير‭ ‬بالبركة‭ ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬بعيد‭.‬‮»‬

فرحة‭ ‬ممزوجة‭ ‬بالقلق‭ ‬من‭ ‬جهتها‭:‬

أعربت‭ ‬خديجة‭ ‬بدر‭ ‬عن‭ ‬مشاعر‭ ‬مختلطة‭ ‬بين‭ ‬الفرح‭ ‬والتوتر‭ ‬أثناء‭ ‬هطول‭ ‬الأمطار‭ ‬وقالت‭: ‬‮«‬كان‭ ‬المطر‭ ‬الذي‭ ‬انتظرناه‭ ‬طويلاً‭ ‬يحمل‭ ‬في‭ ‬طياته‭ ‬بعض‭ ‬التوتر‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬الأرض‭ ‬كانت‭ ‬عطشى‭ ‬واحتضنت‭ ‬القطرات‭ ‬بشغف،‭ ‬لكن‭ ‬القلق‭ ‬من‭ ‬غرق‭ ‬المنازل‭ ‬بسبب‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬المتهالكة‭ ‬كان‭ ‬حاضرًا‭ ‬في‭ ‬أذهاننا‭.‬‮»‬

وأشارت‭ ‬بدر‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬ليست‭ ‬مع‭ ‬تضخيم‭ ‬الأحداث،‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الصفحات‭ ‬قد‭ ‬تجعل‭ ‬الناس‭ ‬يعتقدون‭ ‬بوجود‭ ‬كارثة،‭ ‬مع‭ ‬نزوح‭ ‬ووفاة‭ ‬وأضافت‭ ‬أن‭ ‬سبها‭ ‬ظهرت‭ ‬على‭ ‬حقيقتها،‭ ‬وأكدت‭ ‬أنها‭ ‬سمعت‭ ‬عن‭ ‬تشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬لحصر‭ ‬الأضرار‭ ‬وضرورة‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬تجربة‭ ‬هطول‭ ‬الأمطار‭ ‬الغزيرة،‭ ‬التي‭ ‬استمرت‭ ‬لمدة‭ ‬لم‭ ‬تتجاوز‭ ‬الساعة،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬لو‭ ‬استمرت‭ ‬الأمطار‭ ‬لخمس‭ ‬أو‭ ‬عشر‭ ‬ساعات،‭ ‬لغرقت‭ ‬المدينة‭ ‬بالكامل

دعت‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬مشددة‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬نقاط‭ ‬أساسية‭:‬

تغيير‭ ‬التوصيلات‭ ‬الكهربائية‭**: ‬استبدال‭ ‬الشبكات‭ ‬الهوائية‭ ‬القديمة‭ ‬بشبكة‭ ‬أرضية‭ ‬حديثة،‭ ‬وعدم‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الأعمدة‭ ‬الخشبية‭ ‬التي‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬الخمسينات‭.‬

تحسين‭ ‬غرف‭ ‬المحولات‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تُبنى‭ ‬بجودة‭ ‬عالية‭ ‬لمنع‭ ‬تسرب‭ ‬المياه‭ ‬إليها‭.‬

رصف‭ ‬الطرق‭ ‬مع‭ ‬مد‭ ‬شبكة‭ ‬تصريف‭ ‬مياه‭ ‬الأمطار‭ ‬والصرف‭ ‬الصحي‭ ‬أو‭ ‬خزانات‭ ‬أرضية‭ ‬كبيرة‭ ‬للاستفادة‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬ري‭ ‬الحدائق‭.‬

فتح‭ ‬المسارات‭ ‬في‭ ‬شوارع‭ ‬الأحياء‭ ‬وفقاً‭ ‬للتخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬ورصف‭ ‬جميع‭ ‬الشوارع‭.‬

مشروع‭ ‬شبكة‭ ‬مياه‭ ‬شرب‭ ‬إنشاء‭ ‬شبكة‭ ‬كاملة‭ ‬بمحطاتها‭ ‬الضخمة‭ ‬لتلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬المدينة‭ ‬من‭ ‬مياه‭ ‬الشرب‭ ‬النظيفة‭.‬

صرف‭ ‬صحي‭ ‬جديد‭ ‬بدء‭ ‬مشروع‭ ‬بشبكة‭ ‬ذات‭ ‬أنابيب‭ ‬قطر‭ ‬2‭ ‬متر‭.‬

بناء‭ ‬وحدات‭ ‬سكنية‭ ‬إنشاء‭ ‬عشرة‭ ‬آلاف‭ ‬وحدة‭ ‬سكنية‭ ‬دور‭ ‬أرضي‭ ‬تناسب‭ ‬العائلة‭ ‬الليبية‭ ‬بمساحة‭ ‬500‭ ‬متر‭ ‬مربع‭ ‬ومسقوفة‭ ‬بمساحة‭ ‬230‭ ‬متر‭ ‬مربع،‭ ‬تشمل‭ ‬كافة‭ ‬المرافق‭ ‬والخدمات‭.‬

وأشارت‭ ‬بدر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المشاريع‭ ‬الأخرى‭ ‬والصيانة‭ ‬تأتي‭ ‬في‭ ‬الدرجة‭ ‬الثانية،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬أصحاب‭ ‬القرار‭ ‬وأهل‭ ‬الاختصاص‭ ‬يتحملون‭ ‬مسؤولية‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬سبها‭ ‬أمام‭ ‬أنفسهم‭ ‬وأمام‭ ‬الله‭.‬

قالت‭ ‬حميدة‭ ‬علي،‭ ‬حاملة‭ ‬ماجستير‭ ‬في‭ ‬المناهج‭ ‬وطرق‭ ‬التدريس‭ ‬وعضو‭ ‬لجنة‭ ‬تقييم‭ ‬الإدماج‭ ‬المدرسي‭:‬

إن‭ ‬غيثاً‭ ‬قد‭ ‬يأتي،‭ ‬لكن‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬للمدينة‭ ‬ليست‭ ‬مهيأة‭ ‬لذلك‭ ‬وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المنازل،‭ ‬حتى‭ ‬الصحية‭ ‬منها،‭ ‬لا‭ ‬تتوفر‭ ‬على‭ ‬التجهيزات‭ ‬اللازمة‭ ‬لمواجهة‭ ‬الأوضاع‭ ‬الراهنة‭.‬

وأضافت‭ ‬علي‭ ‬أن‭ ‬الطرقات‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تتجمع‭ ‬فيها‭ ‬المياه‭ ‬الملوثة،‭ ‬التي‭ ‬للأسف‭ ‬أصبحت‭ ‬مسابح‭ ‬للأطفال‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬غياب‭ ‬الوعي‭ ‬لدى‭ ‬المواطنين‭ ‬بمخاطر‭ ‬هذه‭ ‬المياه‭ ‬وأوضحت‭ ‬أن‭ ‬اختلاط‭ ‬المياه‭ ‬بمياه‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬وبقايا‭ ‬القمامة،‭ ‬التي‭ ‬تُعتبر‭ ‬سمة‭ ‬شائعة‭ ‬في‭ ‬البلدية،‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬حجم‭ ‬المشكلة‭.‬

‭ ‬واضافت‭ ‬من‭ ‬الاهمية‭ ‬رفع‭ ‬الوعي‭ ‬لدى‭ ‬المواطنين‭ ‬حول‭ ‬المضار‭ ‬الصحية‭ ‬والبيئية‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الظروف،‭ ‬مشددة‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬اتخاذ‭ ‬خطوات‭ ‬عاجلة‭ ‬لتحسين‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬وضمان‭ ‬سلامة‭ ‬السكان‭..‬

‭)‬2‭(‬

صرّح‭ ‬المهندس‭ ‬عبدالسلام‭ ‬إدريس‭ ‬الشارف،‭ ‬مدير‭ ‬إدارة‭ ‬شؤون‭ ‬الإصحاح‭ ‬البيئي‭ ‬ببلدية‭ ‬سبها،‭ ‬بأن‭ ‬الكميات‭ ‬الكبيرة‭ ‬من‭ ‬الأمطار‭ ‬التي‭ ‬هطلت‭ ‬مؤخراً‭ ‬كانت‭ ‬غير‭ ‬معتادة،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬تشهد‭ ‬المنطقة‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬السيول‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭. ‬وأكد‭ ‬الشارف‭ ‬أن‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬ستعمل‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬التدابير‭ ‬اللازمة‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الظواهر‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مكتب‭ ‬هيئة‭ ‬الأرصاد‭ ‬الجوية‭ ‬بسبها،‭ ‬برئاسة‭ ‬عبدالسلام‭ ‬عبدالله‭ ‬اكريم،‭ ‬قد‭ ‬عقد‭ ‬اجتماعاً‭ ‬مع‭ ‬عميد‭ ‬البلدية‭ ‬لمناقشة‭ ‬هذه‭ ‬المسألة‭. ‬وأوضح‭ ‬أن‭ ‬إدارة‭ ‬شؤون‭ ‬الإصحاح‭ ‬البيئي‭ ‬ببلدية‭ ‬سبها‭ ‬تتابع‭ ‬الوضع‭ ‬البيئي‭ ‬والصحي‭ ‬داخل‭ ‬البلدية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬مكافحة‭ ‬الآفات‭ ‬وضمان‭ ‬جودة‭ ‬المياه‭.‬

وفي‭ ‬تقييم‭ ‬الوضع‭ ‬البيئي‭ ‬والصحي‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬المتضررة‭ ‬من‭ ‬الأمطار‭ ‬الغزيرة،‭ ‬ذكر‭ ‬الشارف‭ ‬أن‭ ‬تجمع‭ ‬البرك‭ ‬والمستنقعات‭ ‬واختلاطها‭ ‬بمياه‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬انتشار‭ ‬روائح‭ ‬كريهة‭ ‬وزيادة‭ ‬في‭ ‬أعداد‭ ‬البعوض‭ ‬والحشرات‭ ‬الضارة‭ ‬التي‭ ‬تنقل‭ ‬الأمراض،‭ ‬واصفاً‭ ‬الوضع‭ ‬البيئي‭ ‬بالكارثي‭. ‬وأعرب‭ ‬عن‭ ‬مخاوفه‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬الأمراض‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الوضع‭ ‬بسرعة‭.‬

وأكد‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬عمليات‭ ‬شفط‭ ‬البرك‭ ‬والمستنقعات،‭ ‬ستقوم‭ ‬إدارة‭ ‬شؤون‭ ‬الإصحاح‭ ‬البيئي‭ ‬برش‭ ‬المناطق‭ ‬المتضررة‭ ‬بواسطة‭ ‬مختصين‭ ‬باستخدام‭ ‬أجهزة‭ ‬ضبابية‭ ‬ورذاذية‭ ‬محمولة‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬الأمراض‭ ‬وضمان‭ ‬سلامة‭ ‬السكان‭.‬

‭)‬3‭(‬

الأمطار‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية‭ ‬الضعيفة

يقول‭ ‬أحمد‭ ‬البدوري‭ ‬من‭ ‬سبها‭: ‬‮«‬الأمطار‭ ‬التي‭ ‬هطلت‭ ‬في‭ ‬سبها‭ ‬استمرت‭ ‬حوالي‭ ‬ثلاث‭ ‬ساعات،‭ ‬ورغم‭ ‬قصر‭ ‬المدة‭ ‬مقارنة‭ ‬بمدن‭ ‬الساحل‭ ‬التي‭ ‬تتعرض‭ ‬للأمطار‭ ‬لسبع‭ ‬ساعات‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬وعلى‭ ‬مدار‭ ‬فصل‭ ‬الشتاء،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الأضرار‭ ‬في‭ ‬سبها‭ ‬كانت‭ ‬أكبر‭. ‬المدن‭ ‬الساحلية‭ ‬لا‭ ‬تعاني‭ ‬بنفس‭ ‬المستوى‭ ‬لأن‭ ‬لديها‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬قوية‭.‬‮»‬

وأضاف‭: ‬‮«‬من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬سبها‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬غياب‭ ‬شبه‭ ‬كامل‭ ‬للبنية‭ ‬التحتية‭. ‬إذا‭ ‬استمرت‭ ‬الأمطار‭ ‬بنفس‭ ‬الوتيرة‭ ‬التي‭ ‬تسقط‭ ‬في‭ ‬الساحل،‭ ‬فإن‭ ‬عدد‭ ‬الضحايا‭ ‬والأضرار‭ ‬سيزداد‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬وملحوظ‭.‬‮»‬

المخاوف‭ ‬من‭ ‬تكرار‭ ‬الكارثة‭ ‬مع‭ ‬غياب‭ ‬أنظمة‭ ‬تصريف‭ ‬مياه‭ ‬الأمطار‭ ‬وشبكات‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬المتطورة،‭ ‬تتزايد‭ ‬المخاوف‭ ‬من‭ ‬احتمالية‭ ‬تكرار‭ ‬هذه‭ ‬الكارثة‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬كمية‭ ‬الأمطار‭ ‬قد‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تزايد‭ ‬حالات‭ ‬الوفاة‭ ‬وتفاقم‭ ‬الأضرار‭ ‬المادية‭.‬

في‭ ‬حديثه‭ ‬حول‭ ‬تأثير‭ ‬الأمطار‭ ‬الأخيرة‭ ‬على‭ ‬مدينة‭ ‬سبها‭ ‬والمناطق‭ ‬المجاورة،‭ ‬أشار‭ ‬حسن‭ ‬الطاهر‭ :‬

أن‭ ‬الأضرار‭ ‬التي‭ ‬تسببت‭ ‬بها‭ ‬الأمطار‭ ‬لا‭ ‬تعتبر‭ ‬كبيرة‭ ‬مقارنة‭ ‬بمناطق‭ ‬أخرى‭ ‬فقد‭ ‬شهدت‭ ‬مدينة‭ ‬سبها‭ ‬وبعض‭ ‬المناطق‭ ‬الجنوبية‭ ‬الغربية،‭ ‬مثل‭ ‬تهالة‭ ‬والأيسين‭ ‬والبركت‭ ‬والمنصورة،‭ ‬كميات‭ ‬من‭ ‬الأمطار‭ ‬لم‭ ‬تُسجل‭ ‬منذ‭ ‬سبعينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭..‬

وأشار‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬الخسائر‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬البيوت‭ ‬العشوائية‭ ‬وغير‭ ‬الصحية،‭ ‬وخاصة‭ ‬تلك‭ ‬الواقعة‭ ‬في‭ ‬مجرى‭ ‬الوادي‭ ‬وممر‭ ‬السيل‭.‬

‭*‬ضرورة‭ ‬التخطيط‭ ‬السليم‭:*‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتقليل‭ ‬الخسائر،‭ ‬اعتبر‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬عدم‭ ‬السماح‭ ‬بالبناء‭ ‬في‭ ‬ممرات‭ ‬السيول‭ ‬كما‭ ‬دعا‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬قيام‭ ‬جهاز‭ ‬الطرق‭ ‬والجسور‭ ‬بتنظيف‭ ‬المجاري‭ ‬في‭ ‬ممر‭ ‬الأودية‭ ‬على‭ ‬الطرق‭ ‬العامة،‭ ‬لتفادي‭ ‬تغيير‭ ‬مجرى‭ ‬السيل‭ ‬وجرف‭ ‬الطريق‭ ‬المعبد‭.‬

أهمية‭ ‬التحذيرات‭ ‬الجوية

اختتم‭ ‬الطاهر‭ ‬حديثه‭ ‬بالإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬وجود‭ ‬مكاتب‭ ‬الأرصاد‭ ‬الجوية‭ ‬لتقديم‭ ‬التحذيرات‭ ‬اللازمة‭ ‬للسكان،‭ ‬مما‭ ‬يساعد‭ ‬في‭ ‬تقليل‭ ‬المخاطر‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالأمطار‭ ‬الغزيرة‭.‬

تسلط‭ ‬هذه‭ ‬الآراء‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬التخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬السليم‭ ‬والاستعداد‭ ‬لمواجهة‭ ‬الظروف‭ ‬المناخية،‭ ‬لضمان‭ ‬سلامة‭ ‬السكان‭ ‬وتقليل‭ ‬الخسائر‭.‬

الحلول‭ ‬المطلوبة‭ ‬يؤكد‭ ‬المواطنون‭ ‬في‭ ‬سبها‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تحسين‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬بشكل‭ ‬عاجل،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تطوير‭ ‬شبكات‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬وتصريف‭ ‬مياه‭ ‬الأمطار،‭ ‬لضمان‭ ‬استعداد‭ ‬المدينة‭ ‬لمواجهة‭ ‬الظروف‭ ‬المناخية‭ ‬القاسية‭. ‬كما‭ ‬يدعون‭ ‬الحكومة‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬سريعة‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬المخاطر‭ ‬وضمان‭ ‬سلامة‭ ‬المواطنين‭.‬

ختامًا‭ ‬يبقى‭ ‬السؤال‭ ‬المطروح‭: ‬هل‭ ‬ستستجيب‭ ‬الجهات‭ ‬المسؤولة‭ ‬بسرعة‭ ‬لحل‭ ‬هذه‭ ‬المشكلات‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تتفاقم؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى