لا يفصل منطقة الفيض وتخوم مدينة بنغازي إلا مسافة قصيرة.. لكنها كافية لإحداث نمط من الحياة مختلف عن حياة المدن إلى حد بعيد. فبينما تتكئ منطقة الفيض بجوار الأودية المنحدرة من الجبل الذي يمدها بماء الحياة من الأودية الملتفة حول الفيض.. تنتصب النجوع الأربعة لمجتمع الفيض لتروي قصتها.. داخل عزلتها المتوهمة.
تتداخل القصص والحكايات والشخصيات والأحداث داخل هذه البقعة الخضراء المنبثة على السهول. فيتحرك الفيضيون والفيضيات هنا وهنالك حول سبل الحياة البسيطة والميسرة.. فذاك يرعى مواشيه وهذا يحصد زرعه وتلك تذهب مع جاراتها لالتقاط الحطب وورد الماء.. وذاك “يحدّر” إلى المدينة لتبادل السلع مع أهلها.
بينما تتكرر المناسبات المنعقدة بجوار “مقبرة الشياب” والتي تتحول إلى مواسم حافلة بالبهجة واللقاءات بين سكان الفيض…كما تعمر باللقاءات بين فتيان وفتيات الفيض للاستماع إلى شهر الغزل والتشبيب والصوب. التي تعكس اريج علائق المحبة.. والتي تثمر عن قصص عشق سرعان ما تنتظم الى علاقات زواج في موسم الح