إقتصادالاولىالرئيسيةحوار

فوزي وادي: الحل في تعزيز الرقابة

فائزة العجيلي

شهدَ‭ ‬الوضعُ‭ ‬المالي،‭ ‬والاقتصادي‭ ‬للبلادِ‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬ارتفاعًا‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬العُملات‭ ‬الصعبة،‭ ‬وأسعار‭ ‬السلع‭ ‬والبضائع،‭ ‬مصحوبًا‭ ‬بشحٍ‭ ‬في‭ ‬السيولة‭ ‬داخل‭ ‬المصارف،‭ ‬وازدياد‭ ‬معاناة‭ ‬المواطن‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬توفير‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الأساسية‭ ‬لأسرته‭ .. ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تغيير‭ ‬إدارة‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي،‭ ‬والقرارات‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬الإدارة‭ ‬الجديدة‭ ‬لحلحلة‭ ‬الوضع‭ ‬المتأزم،‭ ‬جاءتْ‭ ‬بانفراجة‭ ‬للوضع،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬في‭ ‬أولها،‭ ‬وتحتاج‭ ‬لمزيدٍ‭ ‬من‭ ‬القرارات،‭ ‬والإجراءات‭ ‬التنفيذية،‭ ‬حتى‭ ‬يعود‭ ‬الاستقرار‭ ‬المالي،‭ ‬والاقتصادي‭ ‬لوضعه‭ ‬الطبيعي،‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬تمتلك‭ ‬أكبر‭ ‬احتياطي‭ ‬نفطي‭ ‬في‭ ‬أفريقيا‭.‬

لتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الوضع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والمالي‭ ‬للدولة،‭ ‬ومدى‭ ‬نجاعة‭ ‬الإجراءات‭ ‬المتخذة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الإدارة‭ ‬الجديدة‭ ‬للمركزي،‭ ‬حاورت‭ ‬صحيفة‭ )‬فبراير‭( ‬الخبير‭ ‬الاقتصادي‭ ‬أ‭.‬فوزي‭ ‬أحمد‭ ‬وادي‭.. ‬وتوجّهت‭ ‬إليه‭ ‬بالأسئلة‭ ‬التالية،‭ ‬ليجيب‭ ‬عنها،‭ ‬في‭ ‬حوصلة‭ ‬علمية‭ ‬اقتصادية،‭ ‬تّشرّح‭ ‬الوضع‭ ‬الحالي،‭ ‬وترسم‭ ‬آفاقًا‭ ‬للحلول‭ ‬والمبادرات‭..‬

‭- ‬كيف‭ ‬يؤثر‭ ‬السوق‭ ‬الموازي‭ ‬للعملة‭ ‬الصعبة‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الليبي؟

‭- ‬ما‭ ‬الخطوات‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي‭ ‬اتخاذها،‭ ‬لضبط‭ ‬أسعار‭ ‬العُملة‭ ‬الصعبة‭ ‬‮«‬الدولار‮»‬،،‭ ‬وإعادة‭ ‬القوة‭ ‬للدينار‭ ‬الليبي؟

‭- ‬كيف‭ ‬تنظرون‭ ‬إلى‭ ‬بند‭ ‬المرتبات،‭ ‬وارتفاع‭ ‬قيمتها‭ ‬ومدى‭ ‬تأثيرها‭ ‬على‭ ‬الميزانية‭ ‬العامة،‭ ‬وإيرادات‭ ‬البلاد؟

‭- ‬هل‭ ‬وضع‭ ‬ضريبة‭ ‬على‭ ‬مبيعات‭ ‬العُملة‭ ‬الصعبة‭ ‬كانت‭ ‬خطوة‭ ‬صحيحة‭ ‬أم‭ ‬لا؟

وما‭ ‬النتائج‭ ‬الإيجابية،‭ ‬والسلبية‭ ‬المترتبة‭ ‬عن‭ ‬ذلك؟

‭- ‬مخصصات‭ ‬الأغراض‭ ‬الشخصية‭ ‬من‭ ‬العُملة‭ ‬الصعبة،‭ ‬أسهمتْ‭ ‬في‭ ‬ازدياد‭ ‬حجم‭ ‬العملات‭ ‬المتداولة‭ ‬خارج‭ ‬النطاق‭ ‬الرسمي‭ .. ‬ما‭ ‬الحل‭ ‬لتفادي‭ ‬ذلك؟‭!‬

‭- ‬ما‭ ‬تأثير‭ ‬خفض‭ ‬سعر‭ ‬بيع‭ ‬الُعملات‭ ‬الصعبة‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المحلي؟

‭- ‬مشكلات‭ ‬وصعوبات‭ ‬متراكمة‭ ‬تواجهها‭ ‬إدارة‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي‭ ‬الجديدة،‭ ‬منها‭ ‬ُشح‭ ‬السيولة‭ ‬النقدية‭ ‬بالمصارف،‭ ‬وضعف‭ ‬القوة‭ ‬الشرائية‭ ‬للدينار‭ ‬الليبي،‭ ‬والعجز‭ ‬المتكرَّر‭ ‬في‭ ‬مدفوعات‭ ‬النقد‭ ‬الأجنبي‭..‬كيف‭ ‬سيتم‭ ‬التغلب‭ ‬عليها،‭ ‬وهل‭ ‬بالإمكان‭ ‬عودة‭ ‬القوة‭ ‬للدينار‭ ‬الليبي‭ ‬خلال‭ ‬المدى‭ ‬القريب؟

‭- ‬رغم‭ ‬انخفاض‭ ‬سعر‭ ‬الدولار،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أسعار‭ ‬السلع‭ ‬والبضائع‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬مرتفعة،‭ ‬ما‭ ‬دور‭ ‬وزارة‭ ‬الاقتصاد،‭ ‬والمصرف‭ ‬المركزي؟

‭ ‬وأجاب‭ ‬الأستاذ‭/ ‬فوزي‭ ‬أحمد‭ ‬وادي‭ :-‬

سوق‭ ‬العُملات‭ ‬الموازي‭ ‬‮«‬السوق‭ ‬السوداء‮»‬‭ ‬للعملات‭ ‬الصعبة‭ ‬يؤثر‭ ‬سلبًا‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الليبي‭ ‬بعدة‭ ‬طرق‭ ‬مهمة،‭ ‬نظرًا‭ ‬لكونه‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬قيمة‭ ‬الدينار،‭ ‬ويخلق‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬الاقتصادي‭.‬

1‭. ‬ضعف‭ ‬قيمة‭ ‬الدينار‭ ‬الليبي‭:‬‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬الموازي،‭ ‬تُباع‭ ‬العملات‭ ‬الأجنبية‭ ‬بأسعار‭ ‬أعلى‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬سعر‭ ‬الصرف‭ ‬الرسمي،‭ ‬ما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬خفض‭ ‬قيمة‭ ‬الدينار‭ ‬الليبي‭. ‬ومع‭ ‬استمرار‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬الُعملات‭ ‬الأجنبية‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬الموازي،‭ ‬يزداد‭ ‬الفرق‭ ‬بين‭ ‬السعر‭ ‬الرسمي،‭ ‬وسعر‭ ‬السوق‭ ‬السوداء،‭ ‬مما‭ ‬يضعف‭ ‬الدينار‭ ‬أكثر‭.‬

2‭. ‬زيادة‭ ‬معدلات‭ ‬التضخم‭:‬‭ ‬بسبب‭ ‬ارتفاع‭ ‬تكاليف‭ ‬الاستيراد‭ ‬من‭ ‬السوق‭ ‬السوداء،‭ ‬تزداد‭ ‬أسعار‭ ‬السلع‭ ‬والخدمات‭ ‬الأساسية‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬المحلي،‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬التضخم،‭ ‬ويؤثر‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬على‭ ‬القدرة‭ ‬الشرائية‭ ‬للمواطنين‭. ‬وهذا‭ ‬التأثير‭ ‬يكون‭ ‬أكثر‭ ‬حدةً‭ ‬عندما‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬المواطنون‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬العُملات‭ ‬الأجنبية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬القنوات‭ ‬الرسمية‭ ‬بأسعار‭ ‬معقولة‭.‬

3‭. ‬تقليل‭ ‬ثقة‭ ‬المستثمرين‭:‬‭ ‬يؤدي‭ ‬وجود‭ ‬سوق‭ ‬موازٍ‭ ‬غير‭ ‬خاضع‭ ‬للرقابة‭ ‬إلى‭ ‬خلق‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬ويجعل‭ ‬بيئة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬غير‭ ‬جذابة‭ ‬للاستثمار،‭ ‬حيث‭ ‬يشعر‭ ‬المستثمرون‭ ‬بعدم‭ ‬الأمان‭ ‬تجاه‭ ‬قيمة‭ ‬العملة‭ ‬والتقلبات‭ ‬الحادة‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬عوائدهم‭.‬

4‭. ‬انخفاض‭ ‬الإيرادات‭ ‬الحكومية‭: ‬يؤثر‭ ‬السوق‭ ‬الموازي‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬إيرادات‭ ‬الحكومة،‭ ‬حيث‭ ‬تُدار‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المعاملات‭ ‬خارج‭ ‬النظام‭ ‬المصرفي‭ ‬الرسمي‭.‬

هذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬تفقد‭ ‬الفرصة‭ ‬لتحصيل‭ ‬الضرائب‭ ‬والرسوم‭ ‬من‭ ‬المعاملات‭ ‬المالية،‭ ‬مما‭ ‬يؤثر‭ ‬سلباً‭ ‬على‭ ‬الميزانية‭ ‬العامة،‭ ‬ويقلل‭ ‬من‭ ‬قدرة‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬الأساسية‭.‬

5‭.‬زيادة‭ ‬الفساد‭ ‬والتهريب‭:‬‭ ‬وجود‭ ‬سوق‭ ‬موازٍ‭ ‬مزدهر‭ ‬يعزَّزُ‭ ‬من‭ ‬الأنشطة‭ ‬غير‭ ‬القانونية‭ ‬مثل‭ : )‬التهريب‭ ‬وتداول‭ ‬العملة‭ ‬خارج‭ ‬الأطر‭ ‬القانونية‭(. ‬وهذا‭ ‬بدوره‭ ‬يعزَّز‭ ‬الفساد‭ ‬ويضعف‭ ‬المؤسسات‭ ‬الرسمية‭.‬

الحل‭ ‬الفعّال‭ ‬يتطلب‭ ‬تعزيز‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬تداول‭ ‬العملات‭ ‬الأجنبية،‭ ‬واتباع‭ ‬سياسات‭ ‬اقتصادية‭ ‬تدعم‭ ‬استقرار‭ ‬الدينار،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬توفير‭ ‬العملات‭ ‬الأجنبية‭ ‬بأسعار‭ ‬مقبولة‭ ‬عبر‭ ‬القنوات‭ ‬الرسمية‭.‬

أما‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬الخطوات‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬إتباعها‭ ‬من‭ ‬مصرف‭ ‬ليبيا‭ ‬المركزي‭ ‬لضبط‭ ‬أسعار‭ ‬العُملة‭ ‬والآن‭ ‬سيتم‭ ‬الحديث‭ ‬على‭ ‬أهمها‭ ‬وهي‭ ‬سياسات‭ ‬النقدية‭ ‬بيد‭ ‬مصرف‭ ‬ليبيا‭ ‬المركزي‭ ‬أولها‭ ‬فتح‭ ‬الاعتمادات‭ ‬حسب‭ ‬احتياج‭ ‬السوق‭ ‬الليبي،‭ ‬والمواطن‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬مثل‭ ‬ما‭ ‬تحدثنا‭ ‬مرارًا‭ ‬وتكرارًا‭ ‬عدم‭ ‬فتح‭ ‬الاعتمادات‭ ‬إلا‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬موافقة‭ ‬وزارة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتجارة‭ ‬لأنها‭ ‬هي‭ ‬الجهة‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬تعرف‭ ‬احتياجات‭ ‬المواطن،‭ ‬والسوق‭ ‬الليبي،‭ ‬والسلع‭ ‬الأساسية‭ ‬أما‭ ‬عن‭ ‬السلع‭ ‬التي‭ ‬تخدم‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬وخاصة‭ ‬عند‭ ‬يتم‭ ‬استراد‭ ‬السلع‭ ‬لا‭ ‬يفتح‭ ‬اعتماد‭ ‬إلا‭ ‬بموافقة‭ ‬الوزارة،‭ ‬وإن‭ ‬يتم‭ ‬فتح‭ ‬اعتماد‭ ‬للسلع‭ ‬الأساسية‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬السلع‭ ‬

‭)‬أ‭ – ‬ب‭ – ‬ج‭( ‬السلع‭) ‬أ‭ ( ‬هي‭ ‬السلع‭ ‬الاساسية‭ ‬و‭)‬ب‭( ‬السلع‭ ‬التي‭ ‬يستهلكها‭ ‬المواطن‭ ‬مثلا‭ ‬العصائر‭ ‬أما‭ ‬سلعة‭ )‬ج‭( ‬فهي‭ ‬الكماليات‭ ‬التي‭ ‬يستهلكها‭ ‬المواطن‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬السلع‭ ‬الغذائية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يحتاجها‭ ‬المواطن‭ ‬وهنا‭ ‬يمكن‭ ‬على‭ ‬مصرف‭ ‬ليبيا‭ ‬المركزي‭ ‬تحديد‭ ‬الإيرادات‭ ‬الكاملة‭ ‬من‭ ‬العُملة‭ ‬الأجنبية،‭ ‬ومقارنها‭ ‬بالطلب‭ ‬على‭ ‬استراد‭ ‬ويأخذ‭ ‬في‭ ‬عين‭ ‬الاعتبار‭ ‬هذه‭ ‬الخطوات‭ ‬فتح‭ ‬الاعتمادات‭ ‬بالتدريج‭ ‬كذلك‭ ‬على‭ ‬مصرف‭ ‬ليبيا‭ ‬المركزي‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬البرلمان‭ ‬والجهات‭ ‬ذات‭ ‬الاختصاص‭ ‬لتقوية‭ ‬الدينار‭ ‬الليبي‭ ‬برفع‭ ‬الضريبة‭ ‬المفروضة‭ ‬على‭ ‬العُملة‭ ‬الاجنبية‭ ‬بشكل‭ ‬نهائي‭ ‬وبهذا‭ ‬سيكون‭ ‬هناك‭ ‬استقرار‭ ‬في‭ ‬الاسعار‭ .. ‬أما‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬الحكومة‭ ‬خاصة‭ ‬الوزارة‭ ‬المالية‭ ‬فعليها‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬بتحويل‭ ‬الطلبات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الميزانية‭ ‬العامة‭ .. ‬ما‭ ‬هي‭ ‬الأولويات‭ ‬التي‭ ‬يجتاج‭ ‬اليها‭ ‬المواطن‭ ‬الليبي‭ ‬سواء‭ ‬أكان‭ ‬في‭ ‬الباب‭ ‬الأول‭ ‬أو‭ ‬الثاني‭ ‬أو‭ ‬الثالث‭ ‬أو‭ ‬الرابع‭ ‬ولا‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬عشوائية‭ ‬في‭ ‬تحويل‭ ‬الطلبات‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الأمر‭ ‬مصرف‭ ‬ليبيا‭ ‬المركزي‭ ‬تدخل‭ ‬إليه‭ ‬إيرادات‭ ‬سواء‭ ‬أكانت‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬أم‭ ‬إيرادات‭ ‬أخرى‭ ‬محلية‭ ‬لهذا‭ ‬تكون‭ ‬محدودة‭ ‬وعليه‭ ‬مقارنتها‭ ‬بم‭ ‬يتم‭ ‬طلبه‭ ‬من‭ ‬السوق‭.‬

فيما‭ ‬يخص‭ ‬بند‭ ‬المرتبات‭ ‬ورفع‭ ‬قيمتها‭ ‬ومقارنتها‭ ‬بدخل‭ ‬الدولة‭ ‬الليبية‭ ‬الآن‭ ‬هناك‭ ‬ضغط‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬بند‭ ‬المرتبات‭ ‬كل‭ ‬شهر‭ ‬فيه‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬الموظفين‭ ‬الدولة‭ ‬الليبية‭ ‬وهذا‭ ‬ضغظ‭ ‬على‭ ‬الميزانية‭ ‬العامة‭ ‬وعلى‭ ‬مصرف‭ ‬ليبيا‭ ‬المركزي‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬سياسات‭ ‬تتماشى‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تركيز‭ ‬على‭ ‬التوظيف‭ ‬الدولة‭ ‬والآن‭ ‬وزارة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬في‭ ‬طور‭ ‬وضع‭ ‬خطط‭ ‬في‭ ‬التنويع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬تشغيل‭ ‬الموظفين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬والتقليل‭ ‬من‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬بند‭ ‬المرتبات‭ ‬بالفعل‭ ‬كل‭ ‬شهر‭ ‬يرتفع‭ ‬سواء‭ ‬أكان‭ ‬مفرجات‭ ‬مالية‭ ‬أم‭ ‬توظيف‭ ‬جديد‭ ‬فلا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬سياسات‭ ‬معينة‭ ‬ليتم‭ ‬تركيز‭ ‬على‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭.‬

بخصوص‭ ‬فرض‭ ‬الضريبة‭ ‬على‭ ‬العُملة‭ ‬الأجنبية‭ ‬هذه‭ ‬ليستْ‭ ‬بالسياسة‭ ‬المناسبة‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬سبب‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬الأسعار‭ ‬وزاد‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬الوضع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬فلا‭ ‬بد‭ ‬رفع‭ ‬الضريبة‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬فهذا‭ ‬يمكن‭ ‬لتغطية‭ ‬بعض‭ ‬المصاريف‭ ‬أو‭ ‬دعم‭ ‬الميزانية‭ ‬العامة‭ ‬لأن‭ ‬الاستراد‭ ‬ليستْ‭ ‬من‭ ‬السلع‭ ‬الأساسية‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬الليبية‭ ‬أو‭ ‬بند‭ ‬الاستيراد‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬الحاجة‭ ‬من‭ ‬السوق‭ ‬الليبي‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬نتيجة‭ ‬التهريب‭ ‬بدل‭ ‬من‭ ‬رفع‭ ‬الضريبة‭ ‬فعلى‭ ‬الحكومة‭ ‬والجهات‭ ‬الأخرى‭ ‬الضغظ‭ ‬على‭ ‬رفع‭ ‬الضريبة‭ ‬واستعمال‭ ‬سياسة‭ ‬لمصرف‭ ‬ليبيا‭ ‬المركزي‭ ‬وكذلك‭ ‬لتتماشى‭ ‬مع‭ ‬الوضع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الليبي‭.‬

بخصوص‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬انخفاض‭ ‬في‭ ‬سعر‭ ‬الدولار،‭ ‬فما‭ ‬دور‭ ‬وزارة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬ومصرف‭ ‬ليبيا‭ ‬المركزي‭ ‬صحيح‭ ‬هنا‭ ‬نلاحظ‭ ‬انخفض‭ ‬سعر‭ ‬دولار‭ ‬من‭ ‬سبعة‭ ‬دينارات‭ ‬ونصف‭ ‬الدينار‭ ‬إلى‭ ‬ستة‭ ‬دينارات‭ ‬يزيد‭ ‬قليلاً‭ ‬أو‭ ‬يقل‭ ‬قليلاً‭ ‬عن‭ ‬ستة‭ ‬دينار‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬في‭ ‬انخفاض‭ ‬السلع‭ ‬هذا‭ ‬يرجع‭ ‬في‭ ‬أغلبية‭ ‬الحال‭ ‬إلى‭ ‬التجار‭ ‬الآن‭ ‬بعض‭ ‬التجار‭ ‬متحكمين‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬السلع‭ ‬يبيعون‭ ‬السلع‭ ‬بسعر‭ ‬الدولار‭ ‬بسبعة‭ ‬دينارات‭ ‬أو‭ ‬سبعة‭ ‬ونصف‭ ‬وهناك‭ ‬بضائع‭ ‬في‭ ‬المخازن‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬فيه‭ ‬سلع‭ ‬تم‭ ‬انخفاض‭ ‬في‭ ‬أسعارها‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬الكبرى‭ ‬بطرابلس‭ ‬وخارجها،‭ ‬وعلى‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي‭ ‬التخفيض‭ ‬في‭ ‬سعر‭ ‬دولار،‭ ‬وسينزل‭ ‬السعر‭ ‬في‭ ‬القريب‭ ‬سيكون‭ ‬هناك‭ ‬ضغط‭ ‬على‭ ‬التجار‭ ‬بتوفير‭ ‬العُملة‭ ‬بسعر‭ ‬أقل‭ ‬وسيستنفذ‭ ‬ما‭ ‬لديهم‭ ‬من‭ ‬المخازن،‭ ‬وعليه‭ ‬نأمل‭ ‬منهم‭ ‬تخفيض‭ ‬أسعار‭ ‬البضائع‭ ‬خاصة‭ ‬السلع‭ ‬الأساسية‭ ‬وأن‭ ‬دور‭ ‬وزارة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬المركزي‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬خطة‭ ‬متكاملة‭ ‬لتخفيض‭ ‬أسعار‭ ‬السلع‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬الاستيراد‭ ‬ومع‭ ‬فتح‭ ‬معبر‭ ‬‮«‬راس‭ ‬جدير‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يغذي‭ ‬السوق‭ ‬الليبي‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬السلع‭ ‬الأساسية‭ ‬ونعتقد‭ ‬سيتم‭ ‬خفض‭ ‬السلع‭ ‬الأساسية‭ ‬تدريجيًا‭ ‬مهما‭ ‬تمسك‭ ‬التجار‭ ‬بذلك‭.‬

وفي‭ ‬الختام‭ .. ‬باعتباري‭ ‬خبيرًا‭ ‬اقتصاديًا‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬تفعيل‭ ‬السياسيات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الثلاث‭ ‬السياسة‭ ‬التجارية‭ ‬التي‭ ‬تختص‭ ‬بها‭ ‬وزارة‭ ‬الاقتصاد،‭ ‬وكذلك‭ ‬السياسة‭ ‬المالية‭ ‬التي‭ ‬تختص‭ ‬بها‭ ‬وزارة‭ ‬المالية‭ ‬والسياسة‭ ‬النقدية‭ ‬التي‭ ‬يختص‭ ‬بها‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي،‭ ‬ولا‭ ‬بد‭ ‬أنّ‭ ‬تعمل‭ ‬هذه‭ ‬الجهات‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬واحد‭ ‬وفي‭ ‬تنسيق‭ ‬مباشر‭ ‬فيما‭ ‬بينها‭ ‬حتى‭ ‬يتم‭ ‬استقرار‭ ‬الوضع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والآن‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬وزارة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العمل‭ ‬مباشرة‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬المالية،‭ ‬ومصرف‭ ‬ليبيا‭ ‬المركزي،‭ ‬وتكون‭ ‬هذه‭ ‬السياسيات‭ ‬باشراف‭ ‬وزارة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬أدرى‭ ‬باحتياجات‭ ‬السوق‭ ‬الليبي‭ ‬سواء‭ ‬أكان‭ ‬من‭ ‬سلع‭ ‬أم‭ ‬تنمية‭ ‬أم‭ ‬دعم‭ ‬بقية‭ ‬القطاعات‭ ‬وعندما‭ ‬نفعل‭ ‬هذه‭ ‬السياسيات‭ ‬سيتم‭ ‬استقرار‭ ‬الوضع‭ ‬الليبي‭ ‬مثل‭ ‬ما‭ ‬ذكرنا‭ ‬وتكون‭ ‬تحت‭ ‬اشراف‭ ‬حكومة‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية،‭ ‬ومشكورين‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتجارة‭ ‬بوضع‭ ‬مقترح‭ ‬يقدم‭ ‬إلى‭ ‬مجلس‭ ‬الوزارة‭ ‬ويتم‭ ‬اصدار‭ ‬قرار‭ ‬بخصوص‭ ‬تشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬برئاسة‭ ‬الحكومة،‭ ‬والوزارات‭ ‬المختصة‭ ‬لتفعيل‭ ‬السياسات‭ ‬الثلاث‭ ‬حتى‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬تناغمٌ‭ ‬في‭ ‬الوضع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الليبي،‭ ‬وأن‭ ‬السياسيات‭ ‬الثلاث‭ ‬تتجه‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬واحد‭ ‬وتكون‭ ‬متماشية‭ ‬مع‭ ‬بعضها‭ ..‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى