رأي

إطارات لتصحيح المسارات؟؟!

محمد الرحومي

في‭ ‬غياب‭ ‬تام‭ ‬كالعادة‭ ‬لثقافة‭ ‬الاحتجاج‭ ‬والتظاهر‭  ‬أصبح‭ ‬حرق‭ ‬الإطارات‭ ‬في‭ ‬الطرقات‭ ‬والشوارع‭ ‬العامة‭ ‬متلازم‭ ‬لأي‭ ‬ردة‭ ‬فعل‭ ‬أو‭ ‬احتجاج‭ ‬أو‭ ‬المطالبة‭ ‬بحقوق‭  ‬عن‭ ‬أي‭ ‬قضية‭ ‬حكومية‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬مؤسساتية‭..‬

شبكة‭ ‬الطرق‭ ‬هي‭ ‬الضحية‭ ‬دائما‭ ‬وعرقلة‭ ‬المواطن‭ ‬هو‭ ‬الرهان‭ ‬لكسب‭ ‬أي‭ ‬احتجاج‭ ‬وتحقيق‭ ‬مطالب‭ ‬المتظاهرين‭..‬

لماذا‭ ‬لاتكون‭ ‬البيانات‭ ‬والساحات‭ ‬العامة‭ ‬بديلا‭ ‬عن‭ ‬حرق‭ ‬الإطارات‭ ‬في‭ ‬الطرقات‭.. ‬ولماذا‭ ‬لاتكون‭ ‬الشعارات‭ ‬بديلا‭ ‬عن‭ ‬قفل‭ ‬الطرقات‭ ‬بالسواتر‭ ‬الترابية‭ ‬ومخلفات‭ ‬البناء‭..‬

مازلنا‭ ‬ندفع‭ ‬الثمن‭ ‬باهضا‭ ‬في‭ ‬اي‭ ‬احتجاج‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬قضية‭ .. ‬كما‭ ‬لازالت‭ ‬نوايانا‭ ‬تتجه‭ ‬إلى‭ ‬تدمير‭ ‬أي‭ ‬منجز‭ ‬او‭ ‬مؤسسة‭ ‬كلما‭ ‬ازدادت‭ ‬أزماتنا‭ ‬السياسية‭ ‬أو‭ ‬الاقتصادية‭ ‬أو‭ ‬الاجتماعية‭ ‬أو‭ ‬غيرها‭ ..‬

الاحتجاج‭ ‬هو‭ ‬تصحيح‭ ‬مسار‭ ‬ووجهة‭ ‬نظر‭ ‬شعبية‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬قضية‭ ‬أو‭ ‬أزمة‭ ‬تأذى‭ ‬منها‭ ‬المواطن‭..‬

والاحتجاج‭ ‬هو‭ ‬مشهد‭ ‬شعبوي‭ ‬متحضر‭ ‬يفرض‭ ‬على‭ ‬الحكومات‭ ‬تصحيح‭ ‬المسار‭ ‬والالتفات‭ ‬إلى‭ ‬قضاياها‭ ‬وأزماتها‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬حلول‭ ‬لها‭..‬

من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬توصيات‭ ‬كل‭ ‬احتجاج‭ ‬بيانات‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬الحلول‭ ‬لا‭ ‬نيران‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬العبث‭ ‬بالممتلكات‭..‬

لقد‭ ‬تحولت‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬والمظاهرات‭ ‬إلى‭ ‬أزمة‭ ‬حقيقية‭ ‬فاقت‭ ‬أسبابها‭ ‬بكثير‭ .. ‬عطلت‭ ‬المصالح‭ ‬العامة‭ ‬وخسر‭ ‬بسببها‭ ‬المواطن‭ ‬نفسه‭ ‬اكثر‭ ‬ممن‭ ‬كان‭ ‬يرجو‭ ‬منها‭ ..‬

الحقوق‭ ‬مشروعة‭ ‬لكل‭ ‬مواطن‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬احتجاجه‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬متفردا‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الأسلوب‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مبنيا‭ ‬على‭ ‬احترام‭ ‬مقدرات‭ ‬وممتلكات‭ ‬الشعب‭..‬

الاحتجاج‭ ‬مثل‭ ‬النقد‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬بناء‭ ‬لا‭ ‬هداما‭ ‬وعبثيا‭.. ‬وهذا‭ ‬مايجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬احتراما‭ ‬للمواطن‭ ‬وللدولة‭ .. 

كونوا‭ ‬بخير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى