قبل ذي قبل نتوجه بخالص آيات الشكر لكل الكوادر الطبية والطبية المساعدة والإداريين والمسؤولين وأيضًا جهاز الإمداد الطبي، ولكل من وهب حياته للعمل في المستشفيات، والمراكز المتخصصة في أمراض الكلى، أو الأورام، أو القلب، والتخصصات الحرجة الأخرى بمد يد المساعدة لكل مريض محتاج.
موضوع استطلاعنا هذه المرة كان من داخل مركز قرطبة لغسيل الكلى بغوط الديس حملنا أسئلتنا التي تتمحور عن مستوي خدمات المركز للمرضى الفشل الكلوي، وعن نقص الأدوية وعن حاجة المركز لطواقم تمريض وفنيين متخصصين ومدربين وعن الوعي الصحي والثقافي وطرق الوقاية من هذا المرض، خاصة وكما علمنا أن العدد في تزايد خاصة بين شريحة الأطفال والشباب، وكبار السن طبعًا
قبل إلالتقاء بالكوادر الطبية والمسؤولين قمنا بجولة داخل الأقسام والتقينا بعدد من المرضى لسؤالهم عن الخدمات التي يقدمها المركز، ومدى توفر الدواء وقصة المرض مع بعضهم، أو كيف بدأت رحلته الشاقة مع الغسيل .
الحاج سالم عبدالله قال :
إن تجربته مع الغسيل كانت منذ ثلاث سنوات بسبب مرض السكري وعدم مراجعته الدائمة للطبيب؛ حيث وجد أن التراكمي وصل إلى )11( وكان مهملاً لصحته وغير منتظم في اخذ الدواء اللازم مما تسبب له في فشل عمل الكلى.
أما الحالة الأخرى فكانت للسيدة هبة وهي في منتصف الثلاثينيات من عمرها وعن سبب حالتها تقول إن زواج الأقارب – زوجي قريبي- حدث معي ترسبات في مادة «الاوكزاليت»، وهذه المادة عبارة عن كالسيوم وهذا الكالسيوم عبارة عن مادة بيضاء كـ«البودر» عندما تزيد نسبتها في الدم وتنزل على الكليتين تتجمع مع الوقت وتكون حصى، وعلى مدار السنوات تتجمع على الكلية، وتكون شيئًا يشبه «الهالة البيضاء» يغلف الكلى، ويوفقها بالتالي عن العمل.
أما السيدة فاطمة دومة في عقدها السادس من العمر تقول :
إنها مريضة سكري غير منتظمة بزيارة الطبيب ولا تأخذ الأدوية مما أوصلها إلى ماهي عليه الآن من فشل عمل الكليتين.
أيضًا أسامة شاب في بداية الثلاثينيات من عمره كان لديه ارتفاع بالضغط دون معرفته بذلك، وكان يحس بالألم ولكن لم يذهب للطبيب ليعالج نفسه قبل فوات الأوان إلى أن سقط في يوم ونقلوه للمستشفى حيث كان ضغطه) 190\10( تم تحويله للغسيل بعد أن وجدوا أن نسبة «اليوريا» مرتفعة في الكليتين.
كذلك حالة رايناها لسيدة مسنة كانت تعاني من الروماتيزم، وتأخذ في «كورتزون» لفترة طويلة مما تسبب في فشل عمل كليتيها .
أي أن ما نسبته 70 % من الحالات كانوا يعانون من مشكلات في ضغط الدم وعدم الانتظام في أخذ الدواء وكذلك قلة اهتمام من المرضى أحيانًا وتهاون في زيارة الطبيب، إلى جانب شراء الدواء المقلد، لرخصه ربما أو عدم وجود الدواء الأصلي في الأساس لغلاء سعره.
إلا أن الشيء الايجابي الذي يثلج الصدور حقًا، أن اغلب الحالات لم تشتكِ من سوء الخدمات التي يقدمها المركز، أو عدم توفر أي دواء أو من الكادر الطبي والتمريض بل بالعكس الكل ممتنون لمستوى الخدمات باستثناء حالة أو اثنتين نوهت إلى غلاء بعض الأدوية وعدم قدرتهم على شرائها،
ومن داخل مركز قرطبة ،وبعد ختام جولتنا مع المرضى كان لا بد أن نلتقي بالدكتور أحمد صالح احميدة – مدير إدارة الشؤون الطبية.
الذي سألناه عن أن بعض المستشفيات والمراكز تشتكي من نقص الكوادر الطبية المتخصصة بغسيل الكلى ؟لماذا هذا العجز الحاصل؟
نعم هناك نقصٌ في الكوادر المتخصصة بالكلى تحديدًا من فنيي وتمريض، وأغلب الذين يتقدمون لهذه الوظيفة إما من خريجي دبلوم تمريض، أو دورة اسعافات أولية، فني الغسيل تخصص محدود جدًا والموجودين حاليًا لا يتعدى 5 – 10 أشخاص في حين أن عدد مرضى المركز 250 حالة أي فني واحد لكل 5 حالات عدد المرضى في تزايد يعني مثلا نعمل بنظام التناوب صباحي، ومسائي، وليلي، يصل فيه العدد للمرضى من 95 إلى 115على اعتبار وجود ثلاث شركات هي من تقوم بتوفير آلات الغسيل، والمشغلات وهي شركــة )قمبر، فرزينس، نيبرو(.
يشتكي بعض المرضى من عدم توفر بعض الأدوية، هل سيتم توفيرها قريبا؟
موضوع الأدوية موضوع شايك بعض الشيء، ويتبع جهاز الإمداد الطبي الذي هو يقوم من يوفير الأدوية للمرضى خاصة الغالية منها؛ فمثلا «الهيمون البومن» ثمنه 900 دينار يعطى للمرضى لتعديل الضغط خوفًا من حدوث أي أمر طاريء أثناء الغسيل، وهو مكلفٌ جدًا على اعتبار 250 حالة، وغيرها من الأدوية تكلفتها بالملايين بارك الله فيهم .. أما فيما يخص بعض الأدوية البسيطة الأخرى نقوم بتوفيرها من ميزانية المركز البسيطة حسب الميزانية الممنوحة لنا من بنط الباب الثاني من الوزارة بند المشتريات.
جهاز الإمداد الطبي متعاون معنا جدًا ما يهمنا فقط هو سرعة الاستجابة .
لماذا لا يتم توفير المشغلات الخاصة بالغسيل بصفة مستمرة تفايًا لأي نقص؟
السبب أمورٌ تنظيمية، وقد تم تاركها الآن والمراكز والوزارة مرتبطة مع بعضها على مستوى البلاد وتم الربط والأنظمة متصلة ببعضها وهي برامج مستحدثة بالكامل بها كل بيانات المركز من عدد المرضى أعمارهم، أرقامهم الوطنية، وكل التفاصيل والبيانات والآلية في تطور بيننا وبين الوزارة، وبهذا لن يكون بإذن الله هناك عجزٌ في المشغلات، ولا تعطيل في الجلسات، أفضل من الروتين الورقي الإداري الذي كان سابقًا.
ارجع واؤكد أن الحالات في تزايد من ناحية الأضرار النفسية للمريض نفسة، أو من ناحية انها القدرة المالية للدولة، انشاء مراكز جديدة وتوفير مشغلات مثلا من 30 مليونًا أصبحنا في 60مليون ومنها إلى 100مليون وهكذا .
أما من الناحية الاجتماعية الحالات تزيد نتيجة نقص الوعي خاصة بين الأطفال والشباب السبب الرئيس في ذلك الأمراض المزمنة من ناحية ونوع الأدوية من ناحية أخرى معظم الأدوية التي تدخل السوق الليبي مقلَّدة، إما هندية، إما تركية إما بنغلاديشية، أيًضا استعمال «الهيدروكرتزون» بالنسبة للأطفال بكثرة، واخذ المسكنات بشكل كبير وهذا على المدى الطويل يتعب عمل الكليتين، ملهيات الحياة وضغوطها تضطر الكثيرين لاخذ مسكنات وأدوية تسبب في ترسبات على المدى الطويل في الكلى الارتفاع المستمر للضغط يضرب الكلى، لحل هذه المشكلة اتمنى من الدولة أن تشرف بنفسها على الأدوية من ناحية وضع معايير الجودة وفق اشتراطات صحية، ويكون هناك رقابة على الدواء المستورد من قبل الشركات بحيث يكون من المراكز المتخصصة والمتعاملة من الدولة .
انبه كذلك على المرضى خاصة مرضى الأمراض المزمنة مراجعة طبيبهم المختص بصفة دورية ومنتظمة ضرورة أن تكون هناك ثقافة صحية للمجتمع لتلافي العديد من الأمراض.
كيف يمكن حل اشكالية عدم توفر الكادر المؤهل من التمريض خاصة في المناطق البعيدة عن مركز العاصمة؟
يتمذلك بالربط بين وزارتي التعليم والصحة في توفير المراكز المتخصصة بما يتطلبه سوق العمل، وتزايد الاعداد والمراكز في )غوط الرمان ابي سليم( الاعداد كما قلنا في تزايد لا تناقص وهذا طبعًا يحتاج لكادر طبي متمرس في غسيل الكلى موضوع الغسيل عبارة عن قطعة صغيرة يتم ربطها بين الشريان والوريد تسمي «فستيولا» تحتاج إلى فني متخصص )يعرف يركبها لأنها لو انضربت لا سمح الله لن نستطيع تصليحها( تمشي مع المريض لعشر سنوات لقدام .
أما الدكتورة آمنة علي رئيسة الأطباء..
فسألناها ما إذا كانت إعداد مرضى غسيل الكلى في تزايد، وما السبب؟
أكدتْ بالقول إنّ الأعداد في تزايد، وحاليًا لا أملك احصائية دقيقة بالاعداد، إلا أنها متزايدة خاصة فيما يخص مرضى الأمراض المزمنة كـ«السكري والضغط»، ومايحدث من تكيسات على الكلى، واتباع البعض لعادات غذائية سيئة، واعتمادهم في نظامهم الغذائي بشكل اساسي على المعلبات، التي لا تعطي الجسم الغذاء المتكام، وتزيد من ضغط الدم الأمر الذي يضر بالأوعية الدموية للكلى.
هل هناك آلية عمل ستعتمدونها خلال المدة القادمة بخصوص مرضى الكلى؟
نتمني تفعيل زراعة الأعضاء، وأن يكون هناك متبرعون ليس من العائلة، وحسب بل من المتطوعين، ومن الأصدقاء والأحباب، ومن عامة النَّاس، وأن تكون هناك ثقافة التبرع في مجتمعنا لانقاذ حياة الكثيرين؛ أيضًا نتمنى من الإمداد الطبي بأن يمدنا باستشاريين، وفنيين متخصصين ومدربين في الكلى.