
{شاع في العاصمة طرابلس استخدام الموتوسيكل الإيطالي جيليرا Gilera) ) .. والموتوسيكل قودزي كوسيلة للتنقل .. وانتشرت هذه الظاهرة كذلك في مدينة بنغازي .. ونتج عن ذلك ظهور فئة الميكانيكيين المتخصصين في إصلاح وصيانة الموتوسيكل ..
كانت ليبيا ساحة لصراع الدول الكبرى في الحرب العالمية الثانية وكان للدراجة النارية حضورها في المعركة لتؤدي مهمة نقل البريد والمعلومات وإسعاف الجرحى .. وتشارك أيضا في المعارك .. واشتهرت الدراجة الألمانية BMW-R75 التي أطلق عليها الليبيون اسم ( الفلوكة ) لأنها كانت مزودة بعربة جانبية لنقل راكب أو حمولة إضافية ..}
انتشرتْ في السنوات الأخيرة ظاهرة جديدة داخل المجتمع الليبي خاصة بين فئة الشباب ألا وهي ركوب الدراجات النَّارية بكثرة داخل شوارع وأزقة وحواري مدينة طرابلس وعديد المدن الاخرى غير أنها انتشرت وبكثرة بين الأوساط الشبابية في مدينتي طرابلس وبنغازي وهذا يرجح بكل تأكيد إلى جملة من الاسباب المختلفه التي تنبع حتمًا من مبدأ خصوصية المجتمع المدني من ناحية الازدحام والاكتظاظ السكاني ناهيك عن التطور في آلية العمل في بعض الجهات مثل خدمة «بريستو»، وهي خدمة التوصيل التي باتت سمة للبيع والشراء بين كافة الطبقات وهو ما جعل من الدرجات النارية«الموطو» الطريقة الاسرع والاسهل لكثير من الشباب ولكن ما لا يعرفه البعض أن الدراجات النارية ليست بالجديدة على المجتمع الليبي يقول الكاتب «محمد العنيزي» :
إنّ ليبيا من أول الدول العربية التي راجت فيها ظاهرة قيادة الدراجة النارية «الموتوسيكل» من فئة «ماتور 4 سلندر» التي تميزت بقوة المحرك وسرعته الكبيرة، وانتشرت مع جيل شباب السبعينيات من القرن الماضي لتبرز مواهب ليبية في قيادة الدراجة النارية أتقنت أداء الحركات التي تتسم بروح المغامرة والشجاعة .. وفي السنوات الأخيرة لاقت هذه الرياضة إقبالا واسعا بين الشباب في كبرى المدن الليبية .. بعد أن تغيرت نظرة المجتمع إلى هذه الرياضة التي كان يراها الناس بنظرة دونية .. وأصبح لها أندية خاصة بها ومجموعات تقوم بالرحلات خارج المدن وتشارك بعروضها في حفلات الزفاف .. وتشارك أيضا في المهرجانات الدولية ..
دراجات قديمة : مع دخول المستعمر الإيطالي إلى ليبيا عام 1911م عرف الليبيون الدراجة النارية لأول مرة بعد ما يقارب الثلاثة عقود من تاريخ صناعتها على يد المهندس الألماني «غوتليب ديملر» عام 1885م وهذا الأمر خلافًا للسيارات التي تأخر دخولها إلى ليبيا حيث دخلت أول سيارة للبلاد عام 1910م في نهاية الحكم العثماني للبلاد..
شاع في العاصمة طرابلس استخدام الموتوسيكل الإيطالي جيليرا «Gilera .. والموتوسيكل «قودزي» كوسيلة للتنقل .. وانتشرت هذه الظاهرة كذلك في مدينة بنغازي .. ونتج عن ذلك ظهور فئة الميكانيكيين المتخصصين في إصلاح وصيانة الموتوسيكل ..
كانت ليبيا ساحة لصراع الدول الكبرى في الحرب العالمية الثانية، وكان للدراجة النارية حضورها في المعركة لتؤدي مهمة نقل البريد والمعلومات وإسعاف الجرحى .. وتشارك أيضا في المعارك .. واشتهرت الدراجة الألمانية BMW-R75 التي أطلق عليها الليبيون اسم «الفلوكة» لأنها كانت مزودة بعربة جانبية لنقل راكب، أو حمولة إضافية ..
وبمرور الزمن تحولت دراجات الحرب العالمية الثانية إلى مقتنيات تعرض في المتاحف ..
واستخدم الليبيون بعد الحرب العالمية الثانية في سنوات الأربعينيات الدراجات البريطانية الصنع التي دخلت البلاد في عهد الإدارة العسكرية البريطانية مثل الـ«بياسا p.s.a والماشليز ..والنورتون Norton » وهي من أشهر أنواع الدراجات البريطانية التي فازت بجوائز مسابقة جزيرة مان الدولية عام 1949 .. واستمر كذلك استخدام الدراجة الإيطالية القودزي ..
الفيسبا والامبريتا الإيطالية
مع بداية سنوات الاستقلال وخلال حقبة الخمسينيات والستينيات انتشرت في ليبيا الدراجة «السكوتر» من نوع الفيسبا الإيطالية الصنع ويعني اسمها حشرة الدبور، ويعود تاريخ صناعتها إلى عام 1946 وكانت تتميز بالراحة في قيادتها واستعملها الليبيون كوسيلة للنقل داخل المدن ..كما انتشرت في ليبيا الدراجة السكوتر من نوع «امبريتا» .. وانتشرت الفيسبا في جميع انحاء العالم واقتناها مشاهير النجوم ..
عرف الليبيون في تلك السنوات أيضا الدراجة النارية التي تجر خلفها عربة صغيرة لنقل البضائع ذات الحمولة المتوسطة وأطلقوا عليها اسم «التريشيكلو» ..
وشهدت المدن الليبية بعد ذلك خلال حقبة الستينيات دخول الدراجة الفرنسية نوع «بيجو» عن طريق السيد محمد حنيش وكيل دار البيجو، وكان مقرها في بنغازي ثم انتشرت في السبعينيات الدراجة البيجو 103التي تم تصنيعها عام 1971كما انتشرت هذه الدراجة بصورة كبيرة في دول المغرب العربي .
وفي تلك الحقبة كانت الدراجات النارية لا تتجاوز قوة محركها 2 سلندر ..
الدراجة النارية 4 سلندر في ليبيا :
في عام 1970 كان سائق الدراجات النارية إبراهيم الفلاح أحد شباب مدينة بنغازي يطالع مجلة لبنانية فوقعت عيناه على صورة دعاية لدراجة نارية من فئة ماتور ال 4 سلندر .. حمل الفلاح صورة الدراجة إلى وكيل شركة الهوندا حسن سفراكس .. واتفق معه على أحضار ثلاث دراجات نارية ذات ماتور 4 سلندر..
دخلت أول ثلاث دراجات نارية إلى ليبيا من نوع هوندا اليابانية ماتور 4 سلندر ..تم تركيب دراجة ابراهيم الفلاح ثم دراجتين لكل من ابراهيم شتوان وخالد الشامي .
في العام 1971 اجتاز إبراهيم الفلاح الحدود الليبية إلى جمهورية مصر في رحلة بدراجته النارية هوندا ماتور 4 سلندر .. وكتبت الصحف المصرية مانشيت :
)الشباب الليبي يعبر الحدود على الدراجات النارية( ..في عام 1974 باع ابراهيم الفلاح دراجته الهوندا 4 سلندر إلى أحد شباب مدينة طرابلس لتكون أول دراجة من هذا النوع تدخل طرابلس .. وفي العام نفسه أدخل ابراهيم الفلاح إلى ليبيا أول دراجة نارية من نوع ماتور 6 سلندر .. وانتشرت هذه الدراجات التي تميزت بسرعتها العالية واقتناها العديد من الشباب في تلك السنوات وقاموا بالعديد من الرحلات الجماعية داخل البلاد وخارجها ..
وعلى مستوى الرحلات الخارجية لليبيين شهد عام 1977 أطول رحلة على الدراجة النارية قام بها المرحوم عبد العزيز الشاعر متجها من بنغازي إلى طرابلس ومن هناك شحن دراجته النارية مسافرا لإيطاليا ليبدأ منها رحلته نحو فرنسا والدانمارك ..
ولكن ومع التطور التكنولوجي بعثه للدراجات الناريه مشاركات وتنظيمات على مستوى كبير داخل الاراضي الليبيه فكانت تنظيمات الرالي الليبي في اروع صوره وخلال السنوات الاخيره وانتشرت عده روابط وهيئات تتبنى هذه النشاطات فكان فريق متحجون للديبيه للدراجات الناريه ونادي طرابلس للدرجات الناريه وغيرها من الروابط ات الصله خفيف فبراير عام 2023 قام متحدون ليبيا الدراجات الناريه باقامه مهرجان دولي للرياضه الميكانيكيه بالعاصمه طرابلس لمشاركه 400 دراجه عربي واجنبي وذلك بتقديم عروض الدراجات الناريه بانواعها وتشكيلاتها وموديلاتها في ساحات ميناء الشعب حيث اقيمت كذلك مسابقه المهارات وبطوله ( Stuht) بمشاركه دراجين لديهم خبره واسعه في هذا المجال وتنظيم استعراض داخل شوارع مدينه طرابلس وحالات سياحيه في عدد من المدن بهدف خلق سبل للتعارف وتبادل الخبرات بهذا النوع من الرياضات
ولكن وفي المقابل ورغم كل ما ذكرناه فان الدراجات النارية كان لها الكثير من المآسي داخل ليبيا من حوادث وخروقات ففي 23 نوفمبر 2024 اعنلت مديرية امن طرابلس مخالفه 50 دراجه ناريه شامله القياده دون لوحات معدنيه ورخص وعدم استكمال الاجراءات القانونيه وفى 29 سبتمبر من العام الماضي 2024 اعلنت مديريه امن طرابلس ضبط 200 دراجه ناريه مخالفه خلال حمل امنيه لقسم شرطه النجده كان يقود هذه الدرجات اجانب وغير مستوفين للاجراءات القانونيه بالاضافه الى قيامهم بمضايقه العائلات ومنتزهات العامه الى جانب كل ذلك فيبقى الجانب السلبي الذي ما زال يزعج الشارع الليبي منها ازدياد عدد دراجات النارية داخل شوارع طرابلس واستعمالها الخاطئ بخاصة كثرة خدمة التوصيل البريستو وذلك بسبب مضايقتها للمارة وعدم خضوع هذه الدراجات لشروط السلامه والتقيد بالقوانين واللوائح التي يخضع لها أساسا هذا النوع من المركبات