
قبل أكثر من عقدين من الزمن ضجت كل براحات الصحافة المقروءة او عبر فضاءات القاعات الثقافية بإشكالية التواصل بين الأجيال..وتضخم الأسباب وخاصة تلك التي مبعثها اللامبالاة بموروت الأجيال عند الكثير ممن كانوا روادا للثقافة والأدب وغير ذلك ..
لم يكن قلق الرواد وحتى من وصفوا بأقلام واعدة مجرد حالة عابرة.. ولم تكن مخاوفهم على الموروث المجتمعي وحتى الابداعي مجرد تكهنات وثرثرة غزت الصفحات الثقافية والندوات والحوارات.. بل بالفعل أصبحنا نلامس صدق كل تلك الألسن في ذلك الوقت ويقين ما تكهنت به من هشاشة الروابط الإنسانية والابداعية التي كانت تحتاج إلى حالة علاجية كي تتأصل في الأجيال المتعاقبة..
تغيير النمط الإبداعي الحالي لم يكن مجرد حالة إبداعية تساير مخرجات وتطور العصر وتقنياته فقط .. بل كان نتجية الهوة السحيقة التي فصلت الابداع الورقي الى رواد هذا العصر من صناع المحتوى
..وهشاشة التواصل هي من خلقت صناعة إبداع آخر متجرد من أسس وموروث وصف بأنه قديم لايصلح بأن يكون مادة إبداعية أو محتوى مكتسب للشخصيات البارزة على اسطح شاشات السوشيل ميديا.. لقد رصف هؤلاء طريق تميزهم وانتشارهم لوحدهم ولاعلاقة لرواد هذا البلد بالتحديد في بناء شخصيتهم المرموقة حاليا.. لهذا بقي الابداع الإنساني المتداول على الورق مجرد مرحلة لم تخلق لنفسها حتى جيل يعترف بها أو يساير إبداعها المصنوع من الحبر والمفردة التقليدية أو السردية الحرة..
لذا كان مااعتبره الرواد في كافة المجالات نشاز هو في الحقيقة نجومية مفروضة بواقع التفاعلات اكتسبت انتشارها فيما بينها وبعيدا عن نقد كان يشخص أي حالة ابداعية تصدرت المشهد..
بالفعل نحن نعيش عصر البلوقر والتك توك بكل مافيها من سطحية وتفاهة سيطرت على ذائقة المتلقي وأصبحت قامات مشهدنا الثقافي والاعلاميال