احتياجاتُ الطفل بشكل عام هي متساوية في كل بقاع الدنيا، وطلباته معروفة ألعابٌ ومكانٌ يلعب فيه في المقام الأول إضافة إلى أكلٍ جيدٍ يُقيم به صلبه، وأحلام يستقيها من خلال مشاهداته ومن خلال أسرته، وأقاربه وكل بلدان العالم المتقدم أولت اهتمامًا منقطع النظير بالأطفال لأنهم عماد المستقبل .
فالتعليم الجيد، والاهتمام الذي يستحقه يصنع منه رجل الغد الذي يستلم قيادة الدولة بعد رحيل من كان يقودها
لكن عندنا فالأمر مختلف جدًا من حيث مدارس متهالكة، وحدائق غائبة وشوارع تراب خالية من الأسفلت.
هذا هو حال بيئة ليبيا التى نطلب منها أن تنتج طفلًا سويًا في كل تلك الغيابات .
زيارة قصيرة إلى المدارس تفصح لكَ عن حال التعليم في بلاد يحلم ساكنوها بوجود الاستقرار وبيئة تصلح للحياة.
أما الحدائق فالحديث عنها يطرح كثيرًا من الأسئلة أين التخطيط السليم؟، وأين الأراضي المخصَّصة للحدائق واخال أن تلك الأسئلة ستظل معلقة إلى وقت طويل فلم يعد هناك أمكنة يمكن تخصيصها لهذا المجال طالما الحديقة ليست من مسؤولية ساكن المكان .
أمينة الصغيرة في كل يوم تسأل والديها عن أخذها إلى الحديقة التى تشاهدها في التلفزيون، ومن خلال شاشة هاتف أختها الكبيرة وهي لا تعلم أنه بمكان ايجاد حديقة، أو مكان يتسع لحركتها ولحلمها الصغير في وجود حديقة مثل بقية بلدان العالم .
اقران أمينة كثرٌ بعضهم فقد الثقة في وجود تلك الأمكنة وصار يلعب في شوارع التراب، والبعض الآخر كان محظوظًا بسبب قدرة والديه على نقله إلى بلد أخرى تتيح له كل تلك الأنشطة .
طبعًا الحديث عن الرسم والمكتبات، وتنمية الهوايات أمر مبالغ فيه ولا مكان له بالمرة في بيئتنا ناهيك عن غياب وجود مراكز دعم اجتماعي ونفسي في ظل تلك الأشياء التي تعيق حياة الطفل الليبي .
اعلم أنه حديث موجع وعبارة عن الحرث في البحر حين يسمعك أحدها ويصفك بالحالم في ظل ما نعانيه من غياب للتخطيط السليم لإيجاد بيئة تصلح للحياة .
ورغم كل ما يعانيه الطفل عندنا تظل أحلام أمينة ورفقاتها تبحث عمن يستطيع تنفيذها على أرض الواقع.