
في سابقة لم تكن الأولى، ظهر علينا رئيس نقابة الخبَّازين محمد أبوخريص بتصريح يؤكد فيه إحتمالية رفع سعر الخبز، الذي أعربت عنه بعض المخابز بمدينة طرابلس، وذلك بعد أن ارتفع سعر صرف الُعملات الاجنبية مقارنة بالدينار الليبي على نحوٍ سريع، ما أدَّى إلى زيادة كبيرة في أسعار الدقيق؛ حيث ارتفع سعر القنطار الواحد من الدقيق من 195 إلى 255 دينارًا، وهذا السبب الرئيس الذي دفع بأصحاب المخابز إلى تبنّي فكرة الزيادة ليصل سعر )الفردتان( بدينار بدلاً من سعره السابق )الأربع فرادي( .
ومع مخاطبة رئيس النقابة لرئيس الحكومة، ووزير الاقتصاد للنظر في المسألة، طالب هو الآخر بضرورة دعم الخبز، أو السماح للنقابة برفع الأسعار .
مُحذِّراً من أن استمرارية الوضع القائم ، سيؤول إلى خيارين لا ثالث لهما : إما العمل بالخسارة، أو إغلاق المخابز.
ووسط هذا التجاذب توجَّس المواطنون خيفةً من مغبَّة ما قد يترتب عليه مصير قُوت البيت الليبي، التي تترأّس مائدته «فردة الخبزة» التي تُعَدُّ من ضمن أولويات الطعام اليومي لكل فئات المجتمع على إختلاف مستوياتهم المادية. لأن ثقافة الخبز تجعلهم متحدين على فكرة أن غلاءه يعني صعوبة الحصول عليه.
ما يفسر تهديدهم بالجوع الأكيد..!
فالليبي في العموم لا يأبه بتوفر الفاكهة لو وجد سلتها فارغة، ولكنه يحمل حيرة قفة الخبز إذا ما لم تكن مليئة بما يسد حاجة أسرته، ويزيد .
حول ما يُثار في الوسط المحلي بشأن الخبز، رصدنا بعض الآراء نستعرضها في التالي:
طارق خليفة موظف ورب أسرة تتكون من ستة أفراد يقول :
هذا ليس موضوعًا هينًا كل شيء يمكن التلاعب به إلا قوة الليبيين حاليًا تباع أربع فرادي بدينار، وبعض المخابز ثلاث بدينار رب الأسرة الكبيرة يحتاج إلى 20 فردة في اليوم اقل شيء بقيمه خمسه وسبعه دينار واحسبي المبلغ كم سيكون شهريا والفرده الواحده لا تشبع كما كانت في السابق بسبب المحسنات لم يتركوا فيها روح ولا طعم ولا قيمه غذائيه الطفل تعطيه برده كامله ويقول لك مازلت جائعا المواطن غير مسؤول عن زياده سعر الصرف بل اولا واخيرا المسؤوليه ترجع لوزاره الاقتصاد لابد ان تضع تسعير محدده لكل المواد الاساسيه وعلى راسها الخبزه والا يسمح لاي جهه بالتلاعب في سعرها وحتى الاربعه بدينار تعتبر غاليه لان وزنها غير مطابق الاربعه اليوم بوزن وفرده واحده زمان ولو فرضنا وحصل ورفعوا الدعم عن الوقود سيغلى سعر النافطه التي تعتمد عليها المخابز في تشغيل افرانها فقد يصل سعر فرده الخبز الى 5 دينار هذا محتمل في ظل التضخم الحاصل نسال الله ان يصلح حال البلاد.
ابتسام الكامل اخصائيه إجتماعية افادتنا بالقول:
زيادة سعر الرغيف هذا شأن اقتصادي لا يستطيع المواطن العادي الافتاء فيه، وعن نفسي أرى وضع بلادنا من ناحيه المخابز الكثيره والمنتشره في كل حي اعتبر شكل الخبز وحتى سعره ممتاز مقارنه بالدول الاخرى هناك البريوش والتوست والخبزة المحورة والعاديه والشوفان وحتى خبز التنور الفطيره وكل الاصناف متوفره حسب الاذواق تجدي في كل منطقه او شارع اكثر من ثلاثة مخابز، وهذه نعمة تفتقر إليها شعوب اخرى ، ومن رأيي حتى رجال الحرس البلدي غير مقصرين في حملاتهم الدورية على النظافة والتنظيم الداخلي للمخابز، ويعجبني حرص اصحابها على وضع القفازات وتغطية الفطائر المعسله بشاش التول الشفاف، منعاً للتلوث وتوفير كماشات لتناول المخبوزات الأخرى، كل هذه الامتيازات اراها ثقافة جديدة وبالنسبه للسعر اعتقد 5 دينارات لفطور الصباح و5 للمساء هو متوسط استهلاك العائله الصغيره اي في الشهر تحتاج الى 300 دينار تقريبا مصاريف الخبز هذا باقي الاحتياجات من حليب وغيره..
الطفل يأكل الخبز على مدار اليوم اكثر من اربع مرات، حتى لو لم يكن جائعًا كسد على كسره خبز فاضيه .
هكذا اعتاد ابناؤنا، ولو لم تتحسن المعاشات على مستوى كل الوزارات من الصعب على المواطن مقاومه المزيد من الغلاء، لو افترضنا وحدث وطبق قرار رفع سعر الخبز اتوقع نشوب ثوره خبز في ليبيا التي لا تقل ضراورة عن ثورة الحريات.
الأخت آمال جمهور .. معلمة بإحدى مدارس سوق الجمعة تقول :
سبق وتحملنا عدة حروب وضعونا فيها دون اختيارنا في )البنزينه وغياب الكهرباء وانقطاع المياه(، وغيرها لكن لا اعتقد سنقبل بمحاربتهم لنا في قوتنا الذي نخرج عليه آباء وامهات ساعين في كسبه باشق الطرق فقط كنا نردد في مثل شعبي عندنا نعبر به عن فقر الامكانات فنقول مجازاً : )والله ما نكساب حتى كسرة خبزة( بمعنى لو لم يوجد الخبز في البيت يعد بيتًا فقيرًا ، وخاليًا من الرزق.
زميلتها معلمة أيضًا تحفظت على اسمها عقبتْ قائله:
لو قدر الله وطبق قرار زيادة سعر الخبزة ستخرج عليهم ثورة الجياع كما حصل في تاريخ عدة شعوب فهم بهذه القرارات المرهقه لجيب المواطن سيحصدون غضب الناس لا بد من وقفة جماعية جادة يتظاهر بها المواطنون أمام صنَّاع القرار احتجاجًا على ما اوصلون إليه فحتى اسعار الخبز في الوقت الحالي تعد مرتفعه وغير متوافقه مع الجودة، والوزن.
المعلمة سندس قالت:
اليوم صرنا شعبًا منقسمًا إلى طبقتين متوسطه مكافحة، وطبقه مرتاحه قد لا يؤثر فيها الزياده الخبز عند الليبيين اساس الغذاء حتى اطفالنا الرضع نفطمهم بواسطة الخبز، وفي غياب اللحم الخبز يكون بديلًا بكسرها في سلطة «الشرموله» وتفوت بها وجبه وكل العائله تكون شبعانه، وتضيف كل شيء غلوا فيه حتى الخضار الباذنجان بـ 7 دينارات الفلفل الحلو بتسعة دينارات صندوق الزيت بـ 115 دينارًا، وطماطم الشيء نفسه سكتنا على كل ذلك هل سنسكت على الخبز ايضا نحن نقول الخبز والماء هو الحياة، المواطن الليبي صار يضحي بالعديد من الاشياء في كل مرة يتنازل عن حقوقه ولا يستمتع بثروته فوق ارضه وحتى لو تراجعوا عن قرار الزياده اعتبره اشاره غير مطمئنه على مصير خبزنا في المستقبل الاتي.
الأخ )…..( رفض ذكر اسمه ، وهو يعمل بائعاً في مخبز باب غشير، عند سؤاله عن صاحب المخبز قال:
انه يعمل بالفتره المسائيه فطلبنا رايه بالموضوع اجاب سبق وان زادوا سعر الخبز في سنوات مضت عندما ارتفع سعر الدولار لكن بعدها عادت الامور كما كانت، ازدهرت المخابز باصناف متنوعه من الخبز والخبيز وحتى المعجنات الاخرى من موالح وحلويات وكما ترين امامك اكثر من 30 صنفًا من النوعين تلاقي اقبالًا كبيرًا جدًا من كل الفئات والناس بصفه عامه لن تتوقف عن شراء الخبز حتى لو حصل فعلا وزادوا في ثمنه ولو وصل لـ 10 دينارات سيشترونه هكذا هم الليبيون.
مجدي عمر .. طالب جامعي قال : ليبيا تنهار اقتصاديا كما نرى كل يوم خبر جديد يتعلق بانهيار الاقتصاد!! وهذا سيكون بداية الدمار الحقيقي بتسلسل الجرائم من سرقة وقتل وخطف لاجل الحصول على لقمة العيش وكذلك ازدياد التجاوزات في كل القطاعات هذه سياسة تجويع متعمد فقد صعدوا سعر الصرف والمواطنين لم يعترضوا والمخابز ستستغل الحدث لصالحها سيستمر السكوت مع الأسف، حالنا يبكي !
سليم التكبالي صاحب مخبز في شارع الجمهورية قال :
نحن الأن في حاله ترقُّب، التجار سامحهم الله زادوا في الدقيق من 190 د.ل إلى 245 د.ل وماشي في الزائد، لأن المصانع توقفت نحن نشتري الدقيق من السوق السوداء منذ 2015 والأسعار لو تظل على هذا الحال لن تكون عادلة، وأود التنويه لنقطة في السابق وصل الدقيق 280 دينارًا مخبزنا الاربعة فرادي بدينار ولم اقبل بيبيعها بحجم «البانينا»، لانها ستكون قشرة فقط انا كصاحب مخبز اخذ صندوق المُحَسِّن بـ 440 دينارًا يعد غير رخيص لو كنتُ اريد مصلحة في تضخيم حجم الخبز الافضل لي ان لا اشتريه وتبقى الفلوس في جيبي، ولكن بسبب عدم جودة الدقيق مضطرين لاضافته بنسب قانونية بسيطة، لكن بعض العمال المصريين في اكثر المخابز – مع احترامي لهم- يضاعفون عدد الارغفه لمضاعفه المكسب فيزيدون نسبة المحسن المصرح بها ..!
لذلك انا لا يمكن أن أوظف عاملًا مصريًا العمال عندي بنغلاديش، وتوانسة، وسودانيين من اول ما فتحت المخبز نحن أصحاب صنعة ، ولسنا تجارًا، اخذنا صنعتنا من جد الجد هذه ليست أول كوشه نفتحها كانت عندنا واحدة في شارع الصحافة أمام سوق البسمة من 1945م هي لجدي، والوالد كان عنده مخبز «كوشة» في المدينه القديمه .
وأحب ان أؤكد على نقطة يجب توضيحها هي ان الدقيق لما ارتفع لـ 290 و 300 دينار القنطار انباعت الخبزة بثلاثة دينار، لكن السكر والزيت والخميرة والمُحسِّن كانت اسعارهم منخفضة، أما الآن اختلفت الحسبة، صار فرق كبير لأني مثلاً أحتاج إلى ثلاثة شوالات أو أكياس يومياً، والكيس أشتريه بـ 175 يعني يلزمني أكثر 525 دينارًا يومياً خسائر ومصاريف، ليس كل شيء مكسبًا إلى جانب التركيز على جودة الرغيف، ونظافة المكان.
نبيع في خبزة محورة بالقمح، والدقيق العادي
وتعودنا أن نسمح لكل من يحتاج للخبزة العادية، ولا يملك ثمنها، أن يتفضل بأخذ ما يسد حاجته دون مقابل.
في الأخير أقول : أنا كمواطن ليبي قبل أن أكون صاحب كوشة أطالب بضروره توحيد سعر الصرف لنخرج من دوامة رفع الأسعار في كل شيء، وليس الخبز فقط.