الاولى

الخبز والأسعار : هــل يـقـضـم الــدولار ما تـبـقــى ؟!

هناء الجواشي

في‭ ‬سابقة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬الأولى،‭ ‬ظهر‭ ‬علينا‭ ‬رئيس‭ ‬نقابة‭ ‬الخبَّازين‭ ‬محمد‭ ‬أبوخريص‭ ‬بتصريح‭ ‬يؤكد‭ ‬فيه‭ ‬إحتمالية‭ ‬رفع‭ ‬سعر‭ ‬الخبز،‭ ‬الذي‭ ‬أعربت‭ ‬عنه‭ ‬بعض‭ ‬المخابز‭ ‬بمدينة‭ ‬طرابلس،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬ارتفع‭ ‬سعر‭ ‬صرف‭ ‬الُعملات‭ ‬الاجنبية‭  ‬مقارنة‭ ‬بالدينار‭ ‬الليبي‭ ‬على‭ ‬نحوٍ‭ ‬سريع،‭ ‬ما‭ ‬أدَّى‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬الدقيق؛‭ ‬حيث‭ ‬ارتفع‭ ‬سعر‭ ‬القنطار‭ ‬الواحد‭ ‬من‭ ‬الدقيق‭ ‬من‭  ‬195‭ ‬إلى‭ ‬255‭ ‬دينارًا،‭  ‬وهذا‭ ‬السبب‭ ‬الرئيس‭ ‬الذي‭ ‬دفع‭ ‬بأصحاب‭ ‬المخابز‭ ‬إلى‭ ‬تبنّي‭ ‬فكرة‭ ‬الزيادة‭ ‬ليصل‭ ‬سعر‭ )‬الفردتان‭(  ‬بدينار‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬سعره‭ ‬السابق‭ )‬الأربع‭ ‬فرادي‭( . ‬

ومع‭ ‬مخاطبة‭ ‬رئيس‭ ‬النقابة‭ ‬لرئيس‭ ‬الحكومة،‭ ‬ووزير‭ ‬الاقتصاد‭ ‬للنظر‭ ‬في‭ ‬المسألة،‭ ‬طالب‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬بضرورة‭ ‬دعم‭ ‬الخبز،‭ ‬أو‭ ‬السماح‭ ‬للنقابة‭ ‬برفع‭ ‬الأسعار‭ .‬

‭ ‬مُحذِّراً‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬استمرارية‭ ‬الوضع‭ ‬القائم‭ ‬،‭ ‬سيؤول‭ ‬إلى‭ ‬خيارين‭ ‬لا‭ ‬ثالث‭ ‬لهما‭ : ‬إما‭ ‬العمل‭ ‬بالخسارة،‭ ‬أو‭ ‬إغلاق‭ ‬المخابز‭.‬

‭ ‬ووسط‭ ‬هذا‭ ‬التجاذب‭ ‬توجَّس‭ ‬المواطنون‭ ‬خيفةً‭ ‬من‭ ‬مغبَّة‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يترتب‭ ‬عليه‭ ‬مصير‭ ‬قُوت‭ ‬البيت‭ ‬الليبي،‭ ‬التي‭ ‬تترأّس‭ ‬مائدته‭ ‬‮«‬فردة‭ ‬الخبزة‮»‬‭ ‬التي‭  ‬تُعَدُّ‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬أولويات‭ ‬الطعام‭ ‬اليومي‭ ‬لكل‭ ‬فئات‭ ‬المجتمع‭ ‬على‭ ‬إختلاف‭ ‬مستوياتهم‭ ‬المادية‭. ‬لأن‭ ‬ثقافة‭ ‬الخبز‭ ‬تجعلهم‭ ‬متحدين‭ ‬على‭ ‬فكرة‭ ‬أن‭ ‬غلاءه‭ ‬يعني‭ ‬صعوبة‭ ‬الحصول‭ ‬عليه‭.‬

‭ ‬ما‭ ‬يفسر‭ ‬تهديدهم‭ ‬بالجوع‭ ‬الأكيد‭..! ‬

فالليبي‭ ‬في‭ ‬العموم‭ ‬لا‭ ‬يأبه‭ ‬بتوفر‭ ‬الفاكهة‭ ‬لو‭ ‬وجد‭ ‬سلتها‭ ‬فارغة،‭  ‬ولكنه‭ ‬يحمل‭ ‬حيرة‭ ‬قفة‭ ‬الخبز‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مليئة‭ ‬بما‭ ‬يسد‭ ‬حاجة‭ ‬أسرته،‭ ‬ويزيد‭ .‬

‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬يُثار‭ ‬في‭ ‬الوسط‭ ‬المحلي‭ ‬بشأن‭ ‬الخبز،‭ ‬رصدنا‭ ‬بعض‭ ‬الآراء‭ ‬نستعرضها‭ ‬في‭ ‬التالي‭:‬

طارق‭ ‬خليفة‭ ‬موظف‭ ‬ورب‭ ‬أسرة‭ ‬تتكون‭ ‬من‭ ‬ستة‭ ‬أفراد‭ ‬يقول‭ :‬

هذا‭ ‬ليس‭ ‬موضوعًا‭ ‬هينًا‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬يمكن‭ ‬التلاعب‭ ‬به‭ ‬إلا‭ ‬قوة‭ ‬الليبيين‭ ‬حاليًا‭ ‬تباع‭ ‬أربع‭ ‬فرادي‭ ‬بدينار،‭ ‬وبعض‭ ‬المخابز‭ ‬ثلاث‭ ‬بدينار‭ ‬رب‭ ‬الأسرة‭ ‬الكبيرة‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬20‭ ‬فردة‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬اقل‭ ‬شيء‭ ‬بقيمه‭ ‬خمسه‭ ‬وسبعه‭ ‬دينار‭ ‬واحسبي‭ ‬المبلغ‭ ‬كم‭ ‬سيكون‭ ‬شهريا‭ ‬والفرده‭ ‬الواحده‭ ‬لا‭ ‬تشبع‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬بسبب‭ ‬المحسنات‭ ‬لم‭ ‬يتركوا‭ ‬فيها‭ ‬روح‭ ‬ولا‭ ‬طعم‭ ‬ولا‭ ‬قيمه‭ ‬غذائيه‭ ‬الطفل‭ ‬تعطيه‭ ‬برده‭ ‬كامله‭ ‬ويقول‭ ‬لك‭ ‬مازلت‭ ‬جائعا‭ ‬المواطن‭ ‬غير‭ ‬مسؤول‭ ‬عن‭ ‬زياده‭ ‬سعر‭ ‬الصرف‭ ‬بل‭ ‬اولا‭ ‬واخيرا‭ ‬المسؤوليه‭ ‬ترجع‭ ‬لوزاره‭ ‬الاقتصاد‭ ‬لابد‭ ‬ان‭ ‬تضع‭ ‬تسعير‭ ‬محدده‭ ‬لكل‭ ‬المواد‭ ‬الاساسيه‭ ‬وعلى‭ ‬راسها‭ ‬الخبزه‭ ‬والا‭ ‬يسمح‭ ‬لاي‭ ‬جهه‭ ‬بالتلاعب‭ ‬في‭ ‬سعرها‭ ‬وحتى‭ ‬الاربعه‭ ‬بدينار‭ ‬تعتبر‭ ‬غاليه‭ ‬لان‭ ‬وزنها‭ ‬غير‭ ‬مطابق‭ ‬الاربعه‭ ‬اليوم‭ ‬بوزن‭ ‬وفرده‭ ‬واحده‭ ‬زمان‭ ‬ولو‭ ‬فرضنا‭ ‬وحصل‭ ‬ورفعوا‭ ‬الدعم‭ ‬عن‭ ‬الوقود‭ ‬سيغلى‭ ‬سعر‭ ‬النافطه‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬عليها‭ ‬المخابز‭ ‬في‭ ‬تشغيل‭ ‬افرانها‭ ‬فقد‭ ‬يصل‭ ‬سعر‭ ‬فرده‭ ‬الخبز‭ ‬الى‭ ‬5‭ ‬دينار‭ ‬هذا‭ ‬محتمل‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التضخم‭ ‬الحاصل‭ ‬نسال‭ ‬الله‭ ‬ان‭ ‬يصلح‭ ‬حال‭ ‬البلاد‭. ‬

ابتسام‭ ‬الكامل‭ ‬اخصائيه‭ ‬إجتماعية‭ ‬افادتنا‭ ‬بالقول‭: ‬

‭ ‬زيادة‭ ‬سعر‭ ‬الرغيف‭ ‬هذا‭ ‬شأن‭ ‬اقتصادي‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬المواطن‭ ‬العادي‭ ‬الافتاء‭ ‬فيه،‭  ‬وعن‭ ‬نفسي‭ ‬أرى‭ ‬وضع‭ ‬بلادنا‭ ‬من‭ ‬ناحيه‭ ‬المخابز‭ ‬الكثيره‭ ‬والمنتشره‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬حي‭ ‬اعتبر‭ ‬شكل‭ ‬الخبز‭ ‬وحتى‭ ‬سعره‭ ‬ممتاز‭ ‬مقارنه‭ ‬بالدول‭ ‬الاخرى‭ ‬هناك‭ ‬البريوش‭ ‬والتوست‭ ‬والخبزة‭ ‬المحورة‭ ‬والعاديه‭ ‬والشوفان‭ ‬وحتى‭ ‬خبز‭ ‬التنور‭ ‬الفطيره‭ ‬وكل‭ ‬الاصناف‭ ‬متوفره‭ ‬حسب‭ ‬الاذواق‭ ‬تجدي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬منطقه‭ ‬او‭ ‬شارع‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬مخابز،‭ ‬وهذه‭ ‬نعمة‭ ‬تفتقر‭ ‬إليها‭ ‬شعوب‭ ‬اخرى‭ ‬،‭ ‬ومن‭ ‬رأيي‭ ‬حتى‭ ‬رجال‭ ‬الحرس‭ ‬البلدي‭ ‬غير‭ ‬مقصرين‭ ‬في‭ ‬حملاتهم‭ ‬الدورية‭ ‬على‭ ‬النظافة‭ ‬والتنظيم‭ ‬الداخلي‭ ‬للمخابز،‭ ‬ويعجبني‭  ‬حرص‭ ‬اصحابها‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬القفازات‭ ‬وتغطية‭ ‬الفطائر‭ ‬المعسله‭ ‬بشاش‭  ‬التول‭ ‬الشفاف،‭ ‬منعاً‭ ‬للتلوث‭ ‬وتوفير‭ ‬كماشات‭ ‬لتناول‭ ‬المخبوزات‭ ‬الأخرى،‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الامتيازات‭ ‬اراها‭ ‬ثقافة‭ ‬جديدة‭ ‬وبالنسبه‭ ‬للسعر‭ ‬اعتقد‭ ‬5‭ ‬دينارات‭ ‬لفطور‭ ‬الصباح‭ ‬و5‭ ‬للمساء‭ ‬هو‭ ‬متوسط‭ ‬استهلاك‭ ‬العائله‭ ‬الصغيره‭ ‬اي‭ ‬في‭ ‬الشهر‭ ‬تحتاج‭ ‬الى‭ ‬300‭ ‬دينار‭ ‬تقريبا‭ ‬مصاريف‭ ‬الخبز‭ ‬هذا‭ ‬باقي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬من‭ ‬حليب‭ ‬وغيره‭..‬

‭ ‬الطفل‭ ‬يأكل‭ ‬الخبز‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬اليوم‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬اربع‭ ‬مرات،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬جائعًا‭ ‬كسد‭ ‬على‭ ‬كسره‭ ‬خبز‭ ‬فاضيه‭ .‬

‭ ‬هكذا‭ ‬اعتاد‭ ‬ابناؤنا،‭ ‬ولو‭ ‬لم‭ ‬تتحسن‭ ‬المعاشات‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬كل‭ ‬الوزارات‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬على‭ ‬المواطن‭ ‬مقاومه‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الغلاء،‭ ‬لو‭ ‬افترضنا‭ ‬وحدث‭ ‬وطبق‭ ‬قرار‭ ‬رفع‭ ‬سعر‭ ‬الخبز‭ ‬اتوقع‭ ‬نشوب‭ ‬ثوره‭ ‬خبز‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬ضراورة‭ ‬عن‭ ‬ثورة‭ ‬الحريات‭. ‬

الأخت‭ ‬آمال‭ ‬جمهور‭  .. ‬معلمة‭ ‬بإحدى‭ ‬مدارس‭ ‬سوق‭ ‬الجمعة‭ ‬تقول‭ :‬

‭ ‬سبق‭ ‬وتحملنا‭ ‬عدة‭ ‬حروب‭ ‬وضعونا‭ ‬فيها‭ ‬دون‭ ‬اختيارنا‭ ‬في‭ )‬البنزينه‭ ‬وغياب‭ ‬الكهرباء‭ ‬وانقطاع‭ ‬المياه‭(‬،‭ ‬وغيرها‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬اعتقد‭ ‬سنقبل‭ ‬بمحاربتهم‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬قوتنا‭ ‬الذي‭ ‬نخرج‭ ‬عليه‭ ‬آباء‭ ‬وامهات‭ ‬ساعين‭ ‬في‭ ‬كسبه‭ ‬باشق‭ ‬الطرق‭ ‬فقط‭ ‬كنا‭ ‬نردد‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬شعبي‭ ‬عندنا‭ ‬نعبر‭ ‬به‭ ‬عن‭ ‬فقر‭ ‬الامكانات‭ ‬فنقول‭ ‬مجازاً‭ : )‬والله‭ ‬ما‭ ‬نكساب‭ ‬حتى‭ ‬كسرة‭ ‬خبزة‭( ‬بمعنى‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬يوجد‭ ‬الخبز‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬يعد‭ ‬بيتًا‭ ‬فقيرًا‭ ‬،‭ ‬وخاليًا‭ ‬من‭ ‬الرزق‭. ‬

زميلتها‭ ‬معلمة‭ ‬أيضًا‭ ‬تحفظت‭ ‬على‭ ‬اسمها‭ ‬عقبتْ‭ ‬قائله‭:‬

‭ ‬لو‭ ‬قدر‭ ‬الله‭ ‬وطبق‭ ‬قرار‭ ‬زيادة‭ ‬سعر‭ ‬الخبزة‭ ‬ستخرج‭ ‬عليهم‭ ‬ثورة‭ ‬الجياع‭ ‬كما‭ ‬حصل‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬عدة‭ ‬شعوب‭ ‬فهم‭ ‬بهذه‭ ‬القرارات‭ ‬المرهقه‭ ‬لجيب‭ ‬المواطن‭ ‬سيحصدون‭ ‬غضب‭ ‬الناس‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬وقفة‭ ‬جماعية‭ ‬جادة‭ ‬يتظاهر‭ ‬بها‭ ‬المواطنون‭ ‬أمام‭ ‬صنَّاع‭ ‬القرار‭ ‬احتجاجًا‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬اوصلون‭ ‬إليه‭ ‬فحتى‭ ‬اسعار‭ ‬الخبز‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭ ‬تعد‭ ‬مرتفعه‭ ‬وغير‭ ‬متوافقه‭ ‬مع‭ ‬الجودة،‭ ‬والوزن‭. ‬

المعلمة‭ ‬سندس‭ ‬قالت‭: ‬

‭ ‬اليوم‭ ‬صرنا‭ ‬شعبًا‭ ‬منقسمًا‭ ‬إلى‭ ‬طبقتين‭ ‬متوسطه‭ ‬مكافحة،‭ ‬وطبقه‭ ‬مرتاحه‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يؤثر‭ ‬فيها‭ ‬الزياده‭ ‬الخبز‭ ‬عند‭ ‬الليبيين‭ ‬اساس‭ ‬الغذاء‭ ‬حتى‭ ‬اطفالنا‭ ‬الرضع‭ ‬نفطمهم‭ ‬بواسطة‭ ‬الخبز،‭  ‬وفي‭ ‬غياب‭ ‬اللحم‭ ‬الخبز‭ ‬يكون‭ ‬بديلًا‭ ‬بكسرها‭ ‬في‭ ‬سلطة‭ ‬‮«‬الشرموله‮»‬‭ ‬وتفوت‭ ‬بها‭ ‬وجبه‭ ‬وكل‭ ‬العائله‭ ‬تكون‭ ‬شبعانه،‭ ‬وتضيف‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬غلوا‭ ‬فيه‭ ‬حتى‭ ‬الخضار‭ ‬الباذنجان‭ ‬بـ‭ ‬7‭ ‬دينارات‭ ‬الفلفل‭ ‬الحلو‭ ‬بتسعة‭ ‬دينارات‭ ‬صندوق‭ ‬الزيت‭ ‬بـ‭ ‬115‭ ‬دينارًا،‭ ‬وطماطم‭ ‬الشيء‭ ‬نفسه‭ ‬سكتنا‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬هل‭ ‬سنسكت‭ ‬على‭ ‬الخبز‭ ‬ايضا‭ ‬نحن‭ ‬نقول‭ ‬الخبز‭ ‬والماء‭ ‬هو‭ ‬الحياة،‭  ‬المواطن‭ ‬الليبي‭ ‬صار‭ ‬يضحي‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬الاشياء‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬يتنازل‭ ‬عن‭ ‬حقوقه‭ ‬ولا‭ ‬يستمتع‭ ‬بثروته‭ ‬فوق‭ ‬ارضه‭ ‬وحتى‭ ‬لو‭ ‬تراجعوا‭ ‬عن‭ ‬قرار‭ ‬الزياده‭ ‬اعتبره‭ ‬اشاره‭ ‬غير‭ ‬مطمئنه‭ ‬على‭ ‬مصير‭ ‬خبزنا‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬الاتي‭. ‬

الأخ‭ )…..( ‬رفض‭ ‬ذكر‭ ‬اسمه‭ ‬،‭ ‬وهو‭ ‬يعمل‭ ‬بائعاً‭ ‬في‭ ‬مخبز‭ ‬باب‭ ‬غشير،‭ ‬عند‭ ‬سؤاله‭ ‬عن‭ ‬صاحب‭ ‬المخبز‭ ‬قال‭:‬

‭ ‬انه‭ ‬يعمل‭ ‬بالفتره‭ ‬المسائيه‭ ‬فطلبنا‭ ‬رايه‭ ‬بالموضوع‭ ‬اجاب‭ ‬سبق‭ ‬وان‭ ‬زادوا‭ ‬سعر‭ ‬الخبز‭ ‬في‭ ‬سنوات‭ ‬مضت‭ ‬عندما‭ ‬ارتفع‭ ‬سعر‭ ‬الدولار‭ ‬لكن‭ ‬بعدها‭ ‬عادت‭ ‬الامور‭  ‬كما‭ ‬كانت،‭ ‬ازدهرت‭ ‬المخابز‭ ‬باصناف‭ ‬متنوعه‭ ‬من‭ ‬الخبز‭ ‬والخبيز‭ ‬وحتى‭ ‬المعجنات‭ ‬الاخرى‭ ‬من‭ ‬موالح‭ ‬وحلويات‭ ‬وكما‭ ‬ترين‭ ‬امامك‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬صنفًا‭ ‬من‭ ‬النوعين‭ ‬تلاقي‭ ‬اقبالًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬جدًا‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الفئات‭ ‬والناس‭ ‬بصفه‭ ‬عامه‭ ‬لن‭ ‬تتوقف‭ ‬عن‭ ‬شراء‭ ‬الخبز‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬حصل‭ ‬فعلا‭ ‬وزادوا‭ ‬في‭ ‬ثمنه‭ ‬ولو‭ ‬وصل‭   ‬لـ‭ ‬10‭ ‬دينارات‭  ‬سيشترونه‭ ‬هكذا‭  ‬هم‭ ‬الليبيون‭.‬

مجدي‭ ‬عمر‭ .. ‬طالب‭ ‬جامعي‭ ‬قال‭ :‬  ‬ليبيا‭ ‬تنهار‭ ‬اقتصاديا‭ ‬كما‭ ‬نرى‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬خبر‭ ‬جديد‭ ‬يتعلق‭ ‬بانهيار‭ ‬الاقتصاد‭!! ‬وهذا‭ ‬سيكون‭ ‬بداية‭ ‬الدمار‭ ‬الحقيقي‭ ‬بتسلسل‭ ‬الجرائم‭ ‬من‭ ‬سرقة‭ ‬وقتل‭ ‬وخطف‭ ‬لاجل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬لقمة‭ ‬العيش‭ ‬وكذلك‭ ‬ازدياد‭ ‬التجاوزات‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬القطاعات‭ ‬هذه‭ ‬سياسة‭ ‬تجويع‭ ‬متعمد‭ ‬فقد‭ ‬صعدوا‭ ‬سعر‭ ‬الصرف‭ ‬والمواطنين‭ ‬لم‭ ‬يعترضوا‭ ‬والمخابز‭ ‬ستستغل‭ ‬الحدث‭ ‬لصالحها‭ ‬سيستمر‭ ‬السكوت‭ ‬مع‭ ‬الأسف،‭ ‬حالنا‭ ‬يبكي‭ !‬

سليم‭ ‬التكبالي‭ ‬صاحب‭ ‬مخبز‭ ‬في‭ ‬شارع‭ ‬الجمهورية‭  ‬قال‭ : ‬

نحن‭ ‬الأن‭ ‬في‭ ‬حاله‭ ‬ترقُّب،‭ ‬التجار‭ ‬سامحهم‭ ‬الله‭ ‬زادوا‭ ‬في‭ ‬الدقيق‭ ‬من‭ ‬190‭ ‬د‭.‬ل‭ ‬إلى‭ ‬245‭ ‬د‭.‬ل‭ ‬وماشي‭ ‬في‭ ‬الزائد،‭ ‬لأن‭  ‬المصانع‭ ‬توقفت‭ ‬نحن‭ ‬نشتري‭ ‬الدقيق‭ ‬من‭ ‬السوق‭ ‬السوداء‭ ‬منذ‭ ‬2015‭ ‬والأسعار‭ ‬لو‭ ‬تظل‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الحال‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬عادلة،‭  ‬وأود‭ ‬التنويه‭ ‬لنقطة‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬وصل‭ ‬الدقيق‭ ‬280‭ ‬دينارًا‭ ‬مخبزنا‭ ‬الاربعة‭ ‬فرادي‭  ‬بدينار‭  ‬ولم‭ ‬اقبل‭ ‬بيبيعها‭ ‬بحجم‭ ‬‮«‬البانينا‮»‬،‭  ‬لانها‭ ‬ستكون‭ ‬قشرة‭ ‬فقط‭ ‬انا‭ ‬كصاحب‭ ‬مخبز‭ ‬اخذ‭ ‬صندوق‭ ‬المُحَسِّن‭ ‬بـ‭ ‬440‭ ‬دينارًا‭ ‬يعد‭ ‬غير‭ ‬رخيص‭ ‬لو‭ ‬كنتُ‭ ‬اريد‭ ‬مصلحة‭ ‬في‭ ‬تضخيم‭ ‬حجم‭ ‬الخبز‭ ‬الافضل‭ ‬لي‭ ‬ان‭ ‬لا‭ ‬اشتريه‭ ‬وتبقى‭ ‬الفلوس‭ ‬في‭ ‬جيبي،‭ ‬ولكن‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬جودة‭ ‬الدقيق‭ ‬مضطرين‭ ‬لاضافته‭ ‬بنسب‭ ‬قانونية‭ ‬بسيطة،‭ ‬لكن‭ ‬بعض‭ ‬العمال‭ ‬المصريين‭ ‬في‭ ‬اكثر‭ ‬المخابز‭ – ‬مع‭ ‬احترامي‭ ‬لهم‭-  ‬يضاعفون‭ ‬عدد‭ ‬الارغفه‭ ‬لمضاعفه‭ ‬المكسب‭ ‬فيزيدون‭ ‬نسبة‭ ‬المحسن‭ ‬المصرح‭ ‬بها‭ ..!‬

لذلك‭ ‬انا‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬أوظف‭ ‬عاملًا‭ ‬مصريًا‭ ‬العمال‭ ‬عندي‭ ‬بنغلاديش،‭ ‬وتوانسة،‭ ‬وسودانيين‭ ‬من‭ ‬اول‭ ‬ما‭ ‬فتحت‭ ‬المخبز‭ ‬نحن‭ ‬أصحاب‭ ‬صنعة‭ ‬،‭ ‬ولسنا‭ ‬تجارًا،‭ ‬اخذنا‭ ‬صنعتنا‭ ‬من‭ ‬جد‭ ‬الجد‭ ‬هذه‭ ‬ليست‭ ‬أول‭ ‬كوشه‭ ‬نفتحها‭ ‬كانت‭ ‬عندنا‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬شارع‭ ‬الصحافة‭ ‬أمام‭ ‬سوق‭ ‬البسمة‭ ‬من‭ ‬1945م‭ ‬هي‭ ‬لجدي،‭ ‬والوالد‭ ‬كان‭ ‬عنده‭ ‬مخبز‭ ‬‮«‬كوشة‮»‬‭ ‬في‭ ‬المدينه‭ ‬القديمه‭ .‬

وأحب‭ ‬ان‭ ‬أؤكد‭ ‬على‭ ‬نقطة‭ ‬يجب‭ ‬توضيحها‭ ‬هي‭ ‬ان‭ ‬الدقيق‭ ‬لما‭ ‬ارتفع‭ ‬لـ‭ ‬290‭ ‬و‭ ‬300‭ ‬دينار‭ ‬القنطار‭ ‬انباعت‭ ‬الخبزة‭ ‬بثلاثة‭ ‬دينار،‭ ‬لكن‭ ‬السكر‭ ‬والزيت‭ ‬والخميرة‭ ‬والمُحسِّن‭ ‬كانت‭ ‬اسعارهم‭ ‬منخفضة،‭  ‬أما‭ ‬الآن‭ ‬اختلفت‭ ‬الحسبة،‭  ‬صار‭ ‬فرق‭ ‬كبير‭ ‬لأني‭ ‬مثلاً‭ ‬أحتاج‭ ‬إلى‭ ‬ثلاثة‭ ‬شوالات‭ ‬أو‭ ‬أكياس‭ ‬يومياً،‭ ‬والكيس‭ ‬أشتريه‭ ‬بـ‭ ‬175‭ ‬يعني‭ ‬يلزمني‭ ‬أكثر‭  ‬525‭ ‬دينارًا‭ ‬يومياً‭ ‬خسائر‭ ‬ومصاريف،‭  ‬ليس‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬مكسبًا‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬جودة‭ ‬الرغيف،‭ ‬ونظافة‭ ‬المكان‭.‬

‭ ‬نبيع‭ ‬في‭ ‬خبزة‭ ‬محورة‭ ‬بالقمح،‭ ‬والدقيق‭ ‬العادي‭   

وتعودنا‭ ‬أن‭ ‬نسمح‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يحتاج‭ ‬للخبزة‭ ‬العادية،‭  ‬ولا‭ ‬يملك‭ ‬ثمنها،‭ ‬أن‭ ‬يتفضل‭ ‬بأخذ‭ ‬ما‭ ‬يسد‭ ‬حاجته‭ ‬دون‭ ‬مقابل‭.‬

‭ ‬في‭ ‬الأخير‭ ‬أقول‭ : ‬أنا‭ ‬كمواطن‭ ‬ليبي‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬صاحب‭ ‬كوشة‭ ‬أطالب‭ ‬بضروره‭ ‬توحيد‭ ‬سعر‭ ‬الصرف‭ ‬لنخرج‭ ‬من‭ ‬دوامة‭ ‬رفع‭ ‬الأسعار‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬وليس‭ ‬الخبز‭ ‬فقط‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى