رأي

لماذا نعادي أمريكا؟!

رأفت بالخير

يبدو أننا كليبيين لم نستوعب الدروس التاريخية التي عاشتها ليبيا طوال عقود مضت، ولم نفهم كيف يسير هذا العالم من حولنا، حيث القوي يأكل الضعيف، أو يسحقه ح أحسن الأحوال، في شبه عدم احترام للقوانين، والمواثيق والمعاهدات الدولية.

إن العمل على معاداة الولايات المتحدة، أو البقاء معها في حالة الشّك، يجعل من ليبيا هدفا سهلا للمناورات السياسية لعدد من الدول الإقليمية وشبه الإقليمية، ولذلك فإن تكرار أخطاء الماضي القريب السياسية في التعامل مع أكبر قوة دولية، لن تنفع الليبيين في شيء، بل ستزيد الطّين بِلّة، كما يقولون.

ودفعت بلادنا أثمانا بشرية ومالية واقتصادية من سوء العلاقات مع الولايات المتحدة، وستدفع أكثر إذا واصلنا بهذا النّهج المتخلف في علاقتنا مع أهم دولة في العالم، شئنا أم أبينا!

يجب أن نتعلم من الدول العربية، التي أسست لشراكات استراتيجية مع الولايات المتحدة وغيرها من الدول الأوروبية لحماية شعوبها وتأمين سيادتها، وردع أي محاولات لزعزعة استقرارها، حيث نشهد منذ أكثر من عقدين، حالة الازدهار الكبيرة التي تعيشها دول الخليج، مع تأكيدنا على أهمية تأسيس نظام ديمقراطي لا مركزي، يحترم حقوق الإنسان.

لكن قبل ذلك، يتوجب علينا كليبيين أن نتوحد، وأن نؤمن بقدراتنا أبناء وطن واحد، بأن الفرصة لا تزال أمامنا، ويمكننا استغلالها، لتحقيق الازدهار والرفاه، بعيدا عن شعارات بائسة، خلّفت لنا البؤس والفقر والدّمار، وخلقت لنا عداوات مع القاصي والدّاني، دون أسباب واضحة، سوى رغبات أفراد لإرضاء شخوصهم النّرجسية وطموحاتهم التوسعية العشوائية.

وليس عيباً أن نعترف بأخطائنا في تقدير المواقف السياسية التي اتخذتها السلطات الحاكمة سابقا، وأن نعمل على تصحيح هذه الأخطاء، سعيا لتحقيق مصالح الأمة الليبية، وسط تحديات كبيرة تواجهنا، كشعب لا يتجاوز عدد أفراده 10 ملايين نسمة، في محيط من الدول يصل عدد سكانها إلى 200 مليون نسمة أو يزيد، وهذا يحتم علينا أن نشتري كبيرا ليحمينا من مخاطر معلومة أو غير معلومة.

إذا هناك فرصة كبيرة أمام ليبيا، للاستفادة من الخبرات الأمريكية في مجالات النفط والغاز، والتعليم، والطب، والزراعة، في ظل رغبة الإدارة الأمريكية الجديدة لتحقيق أكبر المكاسب الاقتصادية، مع رئيس يؤمن بإنجاز الصفقات أكثر من إيمانه بأي قيم أخرى!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى