لست من رجالات الإقتصاد وخبراؤه ولاأدعي أني درسته أو قدمت فيه بحثاً قد يكون ذاقيمة غير أني ملم نسبياً بقدر يسير في بعض معاني الاقتصاد والسوق وغيرها بمعنى «عندي فكرة» بالإضافة لكوني من جماعة «ربي يعرفوه بالعقل» يعني ببساطة حتى أنا « نفهم في البيجو» كالكثيرين الذي تضج بهم الساحة بمختلف منابرها وإن كنت مختلفاً معهم وعنهم .
زمان .. وليس بالزمان البعيد يعني في أعوام تلت حروب الإخوة الأعداء بعد 2014 تحديداً وبعد عمليات تذكرني بسبيستون قناة شباب المستقبل مثل البرق الخاطف ورعد الفضاء وغيرها من المسميات التى لسنا هنا بشأنها بقدى ما نحن هنا بشأن نتائجها وماترتب عليها من تهجير وقتل وتبدل في السوق وارتفاعات مجنونة للدولار بالإضافة لفقدان السيولة النقدية في المصارف بما صاحب ذلك من سلوكيات فاسدة من جميع الأطراف في الدولة أدت إلى فقدان الثقة بين الناس وجميع مرافق الدولة .
غياب أو انعدام السيولة النقدية في المصارف جعل الناس في حالة من عدم الشعور بالأمان وبالتالي بادر الى التحايل على متطلباته والسعي مه أجل لقمة العيش التي إستغل التجار قدسيتها وضرورتها ومارسوا أبشع وسائل الإستغلال والتغول والمتاجرة .
أذكر أننا كنا نشتري التموين «السبيزا» بالشيك المصدق تكرما من التاجر بزيادة وصلت لحد الستين في المائة 60% عن سعر الكاش وانخفضت تدريجيا بعد صدور وتفعيل بطاقات السحب الذاتي لتصل هي وبطاقة الATM الى نسبة ال15%. واختنق السوق بإنخفاض القدرة الشرائية حيث لم يعد للناس «بيش يشروا».. قمحت يعني ..
فبادر السراج باستصدار منحة « أرباب الأسر» بالدولار بسعر المصرف كتنفيس عن السوق والمواطن واستحداث نافذة للسيولة تحرك ولو نسبيا الوضع الإقتصادي المشلول ..
حاصيلتوا …
بدأ الدولار يرتقى من 4دينار الى أن وصل في ذروته الى10دينار متراوحا مابين فوق وتحتها .
أتذكر أن باكو الحليب الإيطالي late وهو حليب درجة أولى كان والدولار تقريبا في التسعة دينار كان باكو الحليب يساوي 10دينار ونصف للستيكة بها 6باكوات وقد يزيد أو ينقص تقريبا دينارين أو ثلاثة .يعني سعر الباكو يتراوح مابين 2دينار إلى 3دينار في الفترة كما قلنا والدولار وصل ذروته ب10دينار في السوق السوداء .
الغريب في الأمر أنه وبمجرد إنخفاض سعر الدولار في السوق السوداء أو السوق الموازي ووصوله الى «تحديدا» 6.50 دينار يرتفع سعر نفس باكو الحليب ليصل الى ال8 دينار وأكثر .ويختلف سعر البيع بالكاش عن الشيك والبطاقة .
وكلنا عشناه الوضع هذا .
وهذا عجيب . فلو أن لارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء علاقة بسعر السلع بشكل حقيقي ومباشر لرأينا ذلك في السوق ولكن ارتفعت الأسعار بسبب الحروب وجشع التجار ولم تنخفض ولن تنخفض بإنخفاض الدولار وارتفاعه. فالمعروف والبديهي ارتفاع الدولار يعني غلاء الأسعار .فلماذا حدث العكس عندنا في السوق الليبي .
برأيي وباعتباري «نفهم فالبيجو» إن مشكلة البلد في التجار «الفجار» وليس في الدولار «المحتار» التجار هم لصوص المال العام الذين تحصلوا على الاعتمادات ليجلبوا لنا حاويات من تراب القمر والمريخ و رشاد من كوكب زحل ورأيناهم في وسائل الاعلام كونوا الثروات كما كونها تجار الحروب ولصوص الأوطان. وأطلقوا للمواطن شعار«مشكلتك من الدولار» بينما الحقيقة يابن البلد .. مشكلتك من التجار الفجار .
وعصبني كان جاب لك رأس ..
وشوطي كان جاب لك دوارة