الرئيسيةزووم

الـلـيـبـي ضــحيـة عــلــــى طـول الخـط

انتصار المغيربي

الدولار‭ ‬2

  ‬‭ ‬تُعد‭ ‬أسعار‭ ‬الصرف‭ ‬للعملات‭ ‬الأجنبية‭ ‬مقابل‭ ‬الدينار‭ ‬الليبي‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الأكثر‭ ‬تأثيرًا‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬المواطنين؛‭ ‬حيث‭ ‬يعكس‭ ‬تغير‭ ‬سعر‭ ‬الدولار‭ ‬تحديات‭ ‬كبيرة‭ ‬تواجه‭ ‬المجتمع‭ ‬الليبي‭ .‬

‮  ‬‭ ‬وقد‭ ‬شهدتْ‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬تقلبات‭ ‬في‭ ‬سعر‭ ‬الدولار،‭ ‬مما‭ ‬أثر‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬على‭ ‬القدرة‭ ‬الشرائية‭ ‬للأسر‭ ‬وعلى‭ ‬أسعار‭ ‬السلع‭ ‬الأساسية‭.‬

في‭ ‬هذه‮ ‬‭ ‬المتابعة‭ ‬الصحفية‭ ‬سيتم‭ ‬تناول‭ ‬الأبعاد‭ ‬المختلفة‭ ‬لهذا‭ ‬التأثير،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬ارتفاع‭ ‬تكاليف‭ ‬المعيشة‭ ‬إلى‭ ‬الضغوط‭ ‬المالية‭ ‬المتزايدة‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬المواطنون،‭ ‬مستعرضةً‭ ‬الآثار‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬والاقتصادية‭ ‬المترتبة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬الحكومية‭ ‬والمجتمعية‭ ‬تجاه‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭.‬‭ ‬

سعر‭ ‬الصرف‭ :‬

د‭.‬رشيد‭ ‬علي‭ ‬الميهوب‭ ‬مستشار‭ ‬البناء‭ ‬المؤسسي،‭ ‬والتخطيط‭ ‬الاستراتيجي‮ ‬قال‭ :‬

زيادة‭ ‬ضريبة‭ ‬على‭ ‬الدولار‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تؤثر‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬معيشة‭ ‬المواطن‭ ‬الليبي‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬احتمال‮ ‬‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‮ ‬‭ ‬السلع‭ ‬المستوردة،‭ ‬وهذا‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬تكلفة‭ ‬المعيشة‭ ‬حيث‭ ‬يعتمد‭ ‬السوق‭ ‬الليبي‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬الواردات‭.‬

وأكد‭ ‬‮«‬الميهوب‮»‬‭ :‬‭ ‬إذا‭ ‬ارتفعت‭ ‬الأسعار‭ ‬ولم‭ ‬تتزامن‭ ‬مع‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬المرتبات‭ ‬فإن‭ ‬القدرة‭ ‬الشرائية‭ ‬للمواطنين‭ ‬ستتدهور،‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تقليل‭ ‬مستوى‭ ‬المعيشة‭.‬

وأضاف‮ ‬‭:‬‭ ‬قد‭ ‬تؤدي‭ ‬زيادة‭ ‬الضريبة‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬التكاليف‭ ‬على‭ ‬الأعمال‭ ‬التجارية،‭ ‬مما‭ ‬قد‭ ‬ينعكس‭ ‬في‭ ‬تقليل‭ ‬الاستثمارات‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬تسريح‭ ‬العمال،‭ ‬وأيضاً‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬زيادة‭ ‬الضرائب،‭ ‬قد‭ ‬يتجه‭ ‬البعض‭ ‬إلى‭ ‬السوق‭ ‬السوداء‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬الدولار‭ ‬مما‭ ‬يعقد‭ ‬الأمور‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬ويزيد‭ ‬من‭ ‬الفساد‭. ‬كما‭ ‬من‭ ‬المتوقع‮ ‬‭ ‬أن‭ ‬تزيد‭ ‬الضغوط‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬زيادة‭ ‬الأسعار‭ ‬من‭ ‬التوترات‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬مما‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬احتجاجات‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬استقرار‭ ‬بسبب‭ ‬الآثار‭ ‬السلبية‭ ‬لسياسة‭ ‬المركزي‭ ‬على‭ ‬معيشة‭ ‬المواطن‭ ‬الليبي،‭ ‬مما‭ ‬يتطلب‭ ‬استجابة‭ ‬حكومية‭ ‬فعالة‭ ‬للتخفيف‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الآثار‭.‬

أ‭. ‬زهير‭ ‬ارحومة‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬بلدية‭ ‬صرمان‮ ‬‭ ‬قال‮ ‬‭ :‬

عدم‭ ‬استقرار‭ ‬سعر‭ ‬الدولار‭ ‬له‭ ‬آثار‭ ‬سلبية‭ ‬على‭ ‬معيشة‭ ‬المواطن‭ ‬الليبي‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود‭ ‬ومن‭ ‬أصحاب‭ ‬المعاشات‭ ‬التضامنية‭ ‬وهم‭ ‬الشريحة‭ ‬الضعيفة‭ ‬فمنهم‭ ‬المعاقون‭ ‬والعجزة‭ ‬وكبار‭ ‬السن،‭ ‬والمرضى‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬دائماً‭ ‬من‭ ‬سياسة‭ ‬سوء‭ ‬إدارة‭ ‬الأموال‭ ‬الليبية‭ .‬

‮ ‬‭ ‬وأوضح‭ :‬‭ ‬أن‭ ‬تغير‭ ‬سعر‭ ‬الصرف‭ ‬يعد‭ ‬عبثًا‭ ‬بمقدرات‭ ‬الشعب‭ ‬الليبي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مسؤولين‭ ‬لا‭ ‬يولون‭ ‬اهتمامًا‭ ‬بالدراسة‭ ‬العلمية،‭ ‬أو‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬والأخذ‭ ‬بالتوصيات‭ ‬لحل‭ ‬عديد‭ ‬المشكلات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬كما‭ ‬أنهم‭ ‬لا‭ ‬يستفيدوا‭ ‬من‭ ‬الدروس‭ ‬السابقة‭ ‬ولم‭ ‬تعالج‭ ‬فوضى‭ ‬الاقتصاد‭ ‬بشكل‭ ‬سليم‮ ‬‭ ‬حتى‭ ‬أصبح‭ ‬أغلب‭ ‬المواطنين‭ ‬لا‭ ‬يثقون‭ ‬في‭ ‬سياسة‭ ‬إدارة‭ ‬المال‭ ‬العام،‭ ‬ومع‭ ‬زيادة‭ ‬شريحة‭ ‬الفقراء‭ ‬في‭ ‬المجتمع‮ ‬‭ ‬يتبين‮ ‬‭ ‬إنهم‮ ‬‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬اهتماماتهم‭ ‬ما‭ ‬ينتج‭ ‬من‭ ‬القرارات‮ ‬‭ ‬الفجائية‭ ‬وتعاسة‭ ‬المواطنين‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬ثبات‭ ‬سعر‭ ‬صرف‭ ‬الدولار‭ .‬

‮ ‬‭ ‬حيث‭ ‬تصدر‭ ‬القرارات‭ ‬من‭ ‬المركزي‭ ‬دون‭ ‬معالجة‭ ‬مصادر‭ ‬هدر‭ ‬أموال‭ ‬الليبيين‭. ‬أو‭ ‬معاقبة‭ ‬المفسدين‭ ‬الذين‭ ‬استمروا‭ ‬في‭ ‬سياسة‭ ‬النهب‭ ‬والسرقة‭ ‬دون‭ ‬رسم‭ ‬سياسة‭ ‬اقتصادية‭ ‬وتوقع‭ ‬تأثيرها‭ ‬على‭ ‬معيشة‭ ‬المواطنين،‭ ‬فالعديد‭ ‬من‭ ‬القرارات‮ ‬‭ ‬الخاطئة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬المواطن‭ ‬ذي‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود‭ ‬الذي‭ ‬بات‭ ‬يحلم‭ ‬أن‭ ‬يعيش‭ ‬بكرامة‭ ‬وأمن‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬دولة‭ ‬تحميه‭ ‬وتوفر‭ ‬له‭ ‬احتياجاته‭.‬

‮ ‬لكن‭ ‬للأسف‭ ‬مسؤولون‭ ‬في‭ ‬أهم‭ ‬قطاع‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬يصدرون‭ ‬قرارات‭ ‬لحل‭ ‬مشكلتهم‭ ‬كعجز‭ ‬في‭ ‬احتياط‭ ‬المركزي‭ ‬وليس‭ ‬حل‭ ‬مشكلة‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬تقوية‭ ‬الدينار‭ ‬وثبات‭ ‬سعر‭ ‬صرف‭ ‬الدولار‭ .‬

وأكد‭ ‬‮«‬رحومة‮»‬‭ :‬‭ ‬إن‭ ‬فوضى‭ ‬القرارات‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬إدارة‭ ‬‮«‬أموال‮ ‬‭ ‬الشعب‮»‬‭ ‬لا‭ ‬تخدم‭ ‬أصحاب‭ ‬الاعتمادات‭ ‬المحدودين‭ ‬ورؤوس‭ ‬التجار‭ ‬الكبار‮ ‬‭ ‬الذين‭ ‬يهدفون‭ ‬إلى‭ ‬الربح‭ ‬السريع‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬المواطن‭ ‬المغلوب‭ ‬على‭ ‬أمره،‭ ‬وكذلك‭ ‬القرارات‭ ‬الفجائية‭ ‬لتجار‭ ‬العملات‭ ‬في‮ ‬‭ ‬السوق‭ ‬السوداء‭ ‬أي‭ ‬السوق‭ ‬الموازي؛‭ ‬حيث‭ ‬يظهر‭ ‬الفساد‭ ‬واضحاً‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬‮«‬المشير‮»‬‭ ‬بالمدينة‭ ‬القديمة‭ ‬وفيه‭ ‬تباع‭ ‬صناديق‭ ‬جديدة‭ ‬فيها‭ ‬مبالغ‭ ‬باهظة‭ ‬من‭ ‬العملة‮ ‬‭ ‬لو‭ ‬استمر‭ ‬الفساد‭ ‬المالي‭ ‬هكذا‭ ‬مع‭ ‬انعدام‭ ‬الوطنية‭ ‬ربما‭ ‬تدفع‭ ‬بليبيا‭ ‬إلى‭ ‬الاقتراض‭ ‬من‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬تسعي‭ ‬آليه‮ ‬‭ ‬الدول‭ ‬الأجنبية‭ ‬الطامعة‭ ‬في‭ ‬نفط‭ ‬الليبيين،‭ ‬وقد‭ ‬يحققون‭ ‬هدفهم‭ ‬بمساعد‭ ‬ضعاف‭ ‬النفوس‮ ‬‭ ‬لنصل‭ ‬إلى‭ ‬سياسة‭ ‬‮«‬النفط‭ ‬مقابل‭ ‬الغذاء‮»‬،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬نجحت‭ ‬فيه‭ ‬الدول‭ ‬الأجنبية‮ ‬‭ ‬في‭ ‬‮«‬العراق‭ ‬ولبنان‮»‬،‭ ‬وغيرهما‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬فوضى،‭ ‬وأزمات‭ ‬اقتصادية‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬الرجوع‭ ‬إلى‭ ‬المواثيق‭ ‬والمعاهدات‭ ‬الدولية‭ ‬وميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬فيه‭ ‬عن‭ ‬حق‭ ‬الشعوب‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬مصيرها‭ ‬ولا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬محاربة‭ ‬الفساد‭ ‬المالي‭ ‬وإيجاد‭ ‬حلول‭ ‬لوقف‭ ‬العبث‭ ‬بالمال‭ ‬العام‭ ‬وتطبيق‭ ‬القوانين‭ ‬على‭ ‬تجار‭ ‬العملة‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬السوداء‭. ‬

الحاجة‭ ‬كريمة‭ ‬بن‭ ‬يوسف‭ ‬قالت‭: ‬أثر‭ ‬ارتفاع‭ ‬سعر‭ ‬الدولار‭ ‬في‭ ‬سعر‭ ‬الدواء‭ ‬وعانيت‭ ‬من‭ ‬صعوبة‭ ‬شرائه‭ ‬لعلاج‭ ‬الورم‭ ‬من‭ ‬3‭ ‬آلاف‭ ‬إلى‭ ‬5‭ ‬آلاف‭ ‬ووزارة‭ ‬الصحة‭ ‬ليس‭ ‬دائمًا‭ ‬توفر‭ ‬فيه؛‭ ‬بل‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬في‭ ‬صيدليات‭ ‬المراكز‭ ‬الصحية‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬تدهور‭ ‬حالتي‭ ‬الصحية‭ ‬وسببتُ‭ ‬توترًا‭ ‬لبناتي‭ ‬المعلمات،‭ ‬وقد‭ ‬تغيبن‭ ‬عن‭ ‬عملهن‭ ‬لأجل‭ ‬خدمتي‭ ‬بل‭ ‬إحداهن‭ ‬اضطرتْ‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬صالات‭ ‬الأفراح‭ – ‬تنظف‭ ‬الأواني‮ ‬‭- ‬لأجل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬المال‭.‬

وقال‭ ‬الحاج‭ ‬فتحي‭ ‬الحبيشي‭ :‬

أثر‭ ‬ارتفاع‭ ‬الدولار‭ ‬على‭ ‬صعوبة‭ ‬توفير‭ ‬الغذاء‭ ‬لعائلتي،‭ ‬فمعاشي‭ ‬التضامن‭ ‬لا‭ ‬يكفي‭ ‬إلا‭ ‬نصف‭ ‬شهر،‭ ‬وباقي‭ ‬الأسابيع‭ ‬اعتمد‭ ‬على‭ ‬مساعدات‭ ‬من‭ ‬الجمعيات‭ ‬ومؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ .‬

وقال‭ ‬عبد‭ ‬الرزاق‭ ‬اشروي‭ – ‬تاجر‭ -:‬

إنّ‭ ‬ديون‭ ‬المواطنين‭ ‬تزداد‭ ‬مع‭ ‬صعوبة‭ ‬دفع‭ ‬الكاش،‮ ‬وأننا‭ ‬نعاني‭ ‬خسارة‭ ‬في‭ ‬رمي‭ ‬السلع‭ ‬المنتهية‭ ‬الصلاحية‭ ‬بسبب‭ ‬قلة‭ ‬الزبائن‭ ‬المعتمدين‭ ‬على‭ ‬المرتبات‭ ‬التي‭ ‬تتأخر‭ ‬دائمًا،‭ ‬والديون‭ ‬تتزايد‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭ ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬زيادة‭ ‬الأسعار‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬تجار‭ ‬القطاعي،‭ ‬فنحن‭ ‬نأخذ‭ ‬من‭ ‬سوق‭ ‬الجملة‭ ‬ونبيع‭ ‬بهامش‭ ‬ربح‭ ‬بسيط‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬تجار‭ ‬أجانب‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬العربية‭ ‬يتحكمون‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬الليبي،‭ ‬وفي‭ ‬الأسعار‭ ‬ولا‭ ‬بد‭ ‬من‮ ‬‭ ‬أن‭ ‬تضع‭ ‬الدولة‭ ‬ضوابط‭ ‬للعمالة‭ ‬الأجنبية،‭ ‬وكذلك‭ ‬تقوية‭ ‬روح‭ ‬الوطنية‭ ‬لدى‭ ‬التجار‭ ‬الليبيين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التوعية‭ ‬في‭ ‬خطب‭ ‬الجمعة‭ ‬وفي‭ ‬البرامج‭ ‬المرائية،‭ ‬وعبر‭ ‬صفحات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬‭.‬

‮  ‬‭ ‬من‭ ‬جهته‭ ‬أوضح‭ ‬د‭. ‬محمد‭ ‬يوسف‭ ‬مستشار‭ ‬ورئيس‭ ‬مؤسسة‭ ‬مجتمع‭ ‬مدني‭ ‬سابقاً‭:‬

إن‭ ‬تغير‭ ‬أسعار‭ ‬صرف‭ ‬الدولار‭ ‬له‭ ‬آثار‭ ‬سلبية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬دخل‭ ‬المواطن‭ ‬الليبي،‭ ‬فإذا‭ ‬كان‭ ‬متوسط‭ ‬مستوى‭ ‬دخل‭ ‬الفرد‭ ‬الليبي‭ ‬سنة‭ ‬1999م‭ ‬‮«‬150‮»‬‭ ‬دينار‭ ‬ًا‭ ‬يقابله‭ ‬بالدولار‭ ‬‮«‬500‮»‬‭ ‬دولار‭ ‬شهريًا بمعنى‮ ‬‭ ‬150‮÷‬‭ ‬0‭.‬30‭= ‬500‭ ‬دولار‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬تخفيض‭ ‬قيمه‭ ‬الدينار‭ ‬الليبي‭ ‬أمام‮ ‬‭ ‬العملات‭ ‬الأجنبية‭ ‬وأصبح‭ ‬الدولار‮ ‬‭ ‬1‭.‬20‭ ‬د‭.‬

وأوضح‭ ‬قائلاً‭ ‬بما‭ ‬أن‭ ‬متوسط‭ ‬دخل‭ ‬الفرد‭ ‬الليبي‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬‮«‬150‮»‬ديناارًا‭ )‬150‭ ‬‮÷‬1‭.‬20‭=‬125‭ ‬دولارًا‭(‬‮ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬نلاحظ‭ ‬الانخفاض‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬متوسط‭ ‬دخل‭ ‬الفرد‭ ‬الليبي‭ ‬الناجم‭ ‬عن‭ ‬سياسة‭ ‬تخفيض‭ ‬قيمة‭ ‬الدينار‭ ‬مقابل‭ ‬العملات‭ ‬الأخرى؛‭ ‬حيث‭ ‬انخفاض‭ ‬متوسط‭ ‬دخل‭ ‬الفرد‭ ‬الليبي‭ ‬من‭ ‬500‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬الشهر‭ ‬إلى‭ ‬125دولارًا‭ ‬شهريًا هذا‭ ‬الإجراء‭ ‬الأحادي‭ ‬الجانب‭ ‬له‭ ‬تأثير‮ ‬‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬العامة‭ ‬للمواطن‭ ‬الليبي‭ ‬مما‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬نسبه‭ ‬الفقر،‭ ‬والبؤس‭ ‬والحرمان‭ ‬من‭ ‬الحقوق‭ ‬الأساسية‭ ‬للإنسان‭.‬

وأضاف‭ ‬‮«‬يوسف‮»‬‭ ‬قائلاً‮ ‬‭ :‬

دول‭ ‬العالم‭ ‬المتحضّر‭ ‬والمتخلف‭ ‬الغنية،‭ ‬والفقيرة‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬استغلال‭ ‬مواردها‭ ‬الاستغلال‭ ‬الأمثل‭ ‬وتنوع‭ ‬مصادر‭ ‬الدخل‭ ‬القومي‭ ‬وتحسين‭ ‬المستوى‭ ‬المعيشي‭ ‬للأفراد‭ ‬وخلق‭ ‬النمو‭ ‬والتنمية‭ ‬وتحسين‭ ‬مستوى‭ ‬الخدمات‭ ‬العامة‭ ‬وتوفير‭ ‬بيئة‭ ‬خصبة‭ ‬لبيئة‭ ‬المال‭ ‬والأعمال‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬دائمًا‭ ‬القرارات‭ ‬موجه‭ ‬لتحقيق‭ ‬هدف‭ ‬يخدم‭ ‬جماعات‭ ‬مصلحة‭ ‬معينة،‭ ‬ومرتكز‭ ‬على‭ ‬التخفيض‭ ‬المستمر‭ ‬في‭ ‬قيمة‭ ‬الدينار‭ ‬والدعم‭ ‬والقوى‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬دون‭ ‬ذكر‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬النتائج،‭ ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬عند‭ ‬فرض‭ ‬ضرائب‭ ‬على‭ ‬شراء‭ ‬العملة‭ ‬الأجنبية‭ ‬نلاحظ‭ ‬أن‭ ‬متوسط‭ ‬دخل‭ ‬الفرد‭ ‬700‭ ‬دينار‭ ‬شهرياً،‭ ‬وكذلك‭ ‬5‭.‬45‭ ‬سعر‭ ‬الدولار‭ ‬في‭ ‬السوق‮  ‬‭ ‬الأولى‭ ‬أي‭ )‬700‮÷‬3‭.‬90‭ = ‬179‭ ‬دولارًا‭ ‬في‭ ‬الشهر‭(‬،‭ ‬والثانية‭ ‬بسعر‭ ‬السوق‭ ‬الموازي‭ ‬700‮÷‬5‭.‬45‭= ‬129‭ ‬دولارًا‭ ‬في‭ ‬الشهر‭ ‬و‭ ‬هذا‭ ‬بعد‭ ‬فرض‭ ‬ضرائب‭ ‬على‭ ‬شراء‭ ‬الدولار‭ ‬قبل‭ ‬فرض‭ ‬الضرائب‭ ‬700‭ ‬‮÷‬1‭.‬40‭ =‬500‭ ‬دولار‭ ‬شهري‭ ‬وبالتالي‭ ‬تظهر‭ ‬آثار‭ ‬فرض‭ ‬الضرائب‭ ‬قد‭ ‬سببت‭ ‬انخفاض‭ ‬مستوى‭ ‬دخل‭ ‬الفرد‭ ‬الليبي‭ ‬من‭ ‬500‭ ‬دولار‭ ‬شهري‭ ‬وأصبح‭ ‬دخل‭ ‬الفرد‭ ‬179‭ ‬دولارًا‭ ‬شهري‭ ‬أما‭ ‬في‭ ‬حساب‭ ‬السوق‭ ‬الموازي‭ ‬أصبح‭ ‬دخل‭ ‬الفرد‭ ‬129‭ ‬دولارًا‭ ‬شهري،‭ ‬وهذا‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬مشكلات‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الليبي‭ ‬وأهمها‭ ‬بروز‭ ‬مشكلة‮ ‬‭ ‬انخفاض‭ ‬مستوى‭ ‬دخل‭ ‬الفرد،‭ ‬والآن‭ ‬المسؤولون‮ ‬‭ ‬يريدون‭ ‬توحيد‭ ‬سعر‭ ‬الصرف‭ ‬بي‭ ‬4‭.‬50‭ ‬أو5‭ ‬د‭.‬ل،‭ ‬وإذا‭ ‬تحقق‭ ‬هذا‭ ‬سوف‭ ‬يصبح‭ ‬دخل‭ ‬الفرد‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬متدن‭ ‬جدًا‭ ‬للأسف‮ ‬‭ ‬وتزيد‭ ‬من‭ ‬حدة‭ ‬التشوهات‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الليبي‭.‬‮ ‬‭ ‬

وفي‭ ‬سياق‭ ‬آخر‭ ‬قال‭ ‬أ‭. ‬حمدي‭ ‬الهنشيري‮ ‬‭-‬تاجر‭ ‬جملة‭ – :‬

‭ ‬هناك‭ ‬حرب‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الليبي‮ ‬‭ ‬مصدرها‭ ‬السوق‭ ‬الموازي،‭ ‬متسائلاً‭ ‬كيف‭ ‬وصلت‭ ‬صناديق‭ ‬العُملة‭ ‬لتجار‭ ‬سوق‭ ‬المشير‭ ‬بالمدينة‭ ‬القديمة‮ ‬‭ ‬طرابلس‮ ‬‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬توزع‭ ‬على‭ ‬المصارف‭!!.‬

وأوضح‭ ‬‮«‬الهنشيري‮»‬‭ ‬أن‭ ‬معالجة‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬سعر‭ ‬صرف‭ ‬الدولار‭ ‬تكون‭ ‬بوضع‮ ‬‭ ‬بدائل‭ ‬اقتصادية‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬التخفيف‭ ‬من‭ ‬أثر‭ ‬زيادة‭ ‬ضريبة‭ ‬الدولار‭ ‬على‭ ‬معيشة‭ ‬المواطن‭ ‬الليبي،‭ ‬منها‭ )‬دعم‭ ‬السلع‭ ‬الأساسية‭(‬؛‭ ‬بحيث‭ ‬يمكن‭ ‬للحكومة‭ ‬تقديم‭ ‬دعم‭ ‬مباشر‭ ‬للسلع‭ ‬الأساسية‭ ‬مثل‭ : ‬الغذاء‭ ‬والدواء،‭ ‬مما‭ ‬يقلل‭ ‬من‭ ‬تأثير‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬الناتج‭ ‬عن‭ ‬الضريبة،‭ ‬وتشجيع‭ ‬الإنتاج‭ ‬المحلي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬حوافز‭ ‬للمزارعين،‭ ‬والصناعيين‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تقليل‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الواردات‭ ‬وبالتالي‭ ‬خفض‭ ‬الأسعار‭.‬

والعمل‭ ‬على‭ ‬تنويع‭ ‬مصادر‭ ‬الإيرادات‭ ‬الحكومية‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬ضرائب‭ ‬الدولار،‭ ‬مثل‭ ‬تطوير‭ ‬السياحة،‭ ‬أو‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬القطاعات‭ ‬الأخرى،‭ ‬وضرورة‭ ‬تخفيض‭ ‬الضرائب‭ ‬الأخرى‭ ‬لتخفيف‭ ‬العبء‭ ‬العام‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭ ‬وتحفيز‭ ‬الاقتصاد،‭ ‬وتحسين‭ ‬نظام‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬لتقديم‭ ‬مساعدات‭ ‬مالية‭ ‬للأسر‭ ‬الأكثر‭ ‬احتياجًا،‭ ‬مما‭ ‬يساعد‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬آثار‭ ‬السلبية‭ ‬لزيادة‭ ‬الضريبة‭. ‬والتخطيط‭ ‬السليم‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬المال‭ ‬العام‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تركيز‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬استقرار‭ ‬سعر‭ ‬الصرف‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سياسات‭ ‬نقدية‭ ‬فعالة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬تقليل‭ ‬تقلبات‭ ‬الأسعار‭. ‬وبذلك‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬البدائل‭ ‬ناجعة‭ ‬ولأجل‭ ‬تنفيذها‭ ‬يتطلب‭ ‬تنسيقًا‭ ‬جيدًا‭ ‬بين‭ ‬الحكومة‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬والمجتمع‭ ‬المدني‭ ‬لتحقيق‭ ‬تأثير‭ ‬إيجابي‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭.‬

أ‭. ‬محمد‭ ‬البدوي‮ ‬‭-‬معلم‮ ‬‭- ‬قال‭ :‬

يمكن‭ ‬للحكومات‭ ‬اتخاذ‭ ‬حزمة‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬الفعالة‭ ‬للتخفيف‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬ارتفاع‭ ‬سعر‭ ‬الدولار‭ ‬على‭ ‬أسعار‭ ‬الغذاء،‭ ‬ويتطلب‭ ‬ذلك‭ ‬استجابةً‭ ‬شاملة،‭ ‬ومتكاملة‭ ‬لتعزَّز‭ ‬الاستقرار‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬وتضمن‭ ‬توفير‭ ‬الغذاء‭ ‬بأسعار‭ ‬معقولة‭ ‬للمواطنين‭. ‬

وأوضح‭ :‬‭ ‬أن‭ ‬الحكومات‭ ‬توجه‮ ‬‭ ‬تحديات‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬آثار‭ ‬ارتفاع‭ ‬سعر‭ ‬الدولار‭ ‬على‭ ‬أسعار‭ ‬الغذاء،‭ ‬ويتوجب‭ ‬عليها‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬بعدة‮ ‬‭ ‬استراتيجيات‭ ‬فعالة‭ ‬منها‭ ‬تقديم‭ ‬دعم‭ ‬مباشر‭ ‬كمساعدات‭ ‬مالية‭ ‬للأسر‭ ‬الفقيرة‮ ‬‭ ‬لمساعدتها‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬ارتفاع‭ ‬تكاليف‭ ‬المعيشة،‭ ‬توعية‭ ‬المواطنين‭ ‬باستخدام‭ ‬‮«‬البطاقة‭ ‬المصرفية‮»‬‭ ‬بدل‭ ‬الأوراق‭ ‬الندية‭ ‬لاستخدامها‭ ‬في‭ ‬شراء‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬الأساسية‭ ‬وحاجاتهم‭ ‬الضرورية‭.‬مع‭ ‬ضرورة‭ ‬توفير‭ ‬ما‭ ‬يحتاجه‭ ‬جهاز‭ ‬الحرس‭ ‬البلدي‭ ‬من‭ ‬أدوات‭ ‬يستخدمها‭ ‬في‭ ‬مراقبة‭ ‬الأسعار‭ ‬فرض‭ ‬الرقابة‭ ‬المشدَّدة‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬المحلي،‭ ‬وتنظيم‭ ‬السوق‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬فرض‭ ‬رقابة‭ ‬على‭ ‬أسعار‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬الأساسية‭ ‬لمنع‭ ‬التجار‭ ‬من‭ ‬زيادة‭ ‬الأسعار‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مبرر،‭ ‬ومراقبة‭ ‬احتكار‭ ‬السلع،‭ ‬واتخاذ‭ ‬حيالها‭ ‬الإجراءات‭ ‬القانونية‮ ‬‭ ‬لضمان‭ ‬توفر‭ ‬السلع‭ ‬بأسعار‭ ‬عادلة،‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬المدن‭ ‬الليبية‭ .‬

‮ ‬وأضاف‭ :‬‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬تعزيز‭ ‬الإنتاج‭ ‬المحلي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تشجيع‭ ‬الزراعة‭ ‬فدعم‭ ‬المشاريع‭ ‬الزراعية‭ ‬المحلية‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬التقليل‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الواردات‭ ‬وزيادة‭ ‬الإنتاج‭ ‬المحلي،‭ ‬وكذلك‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬توفير‭ ‬حوافز‭ ‬للمزارعين‭ ‬مثل‭ : ‬القروض‭ ‬الميسرة‭ ‬والمواد‭ ‬الزراعية‭ ‬بأسعار‭ ‬منخفضة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تنويع‭ ‬مصادر‭ ‬الاستيراد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬أسواق‭ ‬جديدة‭ ‬فتوسيع‭ ‬شبكة‭ ‬الموردين‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬دول‭ ‬جديدة‭ ‬لاستيراد‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬منها،‭ ‬مما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يخفض‭ ‬التكاليف‭. ‬وشدد‭ ‬‮«‬البدوي‮»‬‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تحسين‭ ‬السياسات‭ ‬النقدية‭ ‬في‭ ‬استراتيجية‭ ‬سعر‭ ‬الصرف‭ ‬ويتم‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬استقرار‭ ‬سعر‭ ‬الصرف‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سياسات‭ ‬نقدية‭ ‬فعالة،‭ ‬مما‭ ‬يساعد‭ ‬في‭ ‬تقليل‭ ‬التقلبات‭.‬

كما‭ ‬تتم‭ ‬زيادة‭ ‬الشفافية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توفير‭ ‬المعلومات‭ ‬حول‭ ‬أسعار‭ ‬السوق‭ ‬وتكاليف‭ ‬الإنتاج‭ ‬لتعزيز‭ ‬الشفافية‭ ‬والمنافسة‭ ‬العادلة‭. ‬وأيضًا‭ ‬تكاتف‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬في‭ ‬توعية‭ ‬المستهلكين‭ ‬حول‭ ‬كيفية‭ ‬اختيار‭ ‬السلع‭ ‬والتخطيط‭ ‬المالي،‭ ‬ومن‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬يتم‮ ‬‭ ‬إرشاد‭ ‬وتوجيه‭ ‬المواطنين‮ ‬‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬برامج‭ ‬مرئية‭ ‬أو‭ ‬مسموعة‭ ‬أو‭ ‬تحقيقات‭ ‬استقصائية‭ ‬في‭ ‬الصحف‭ ‬الرسمية‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬الإسراف‭ ‬والتدبير‭ ‬والتفكير‭ ‬في‭ ‬الأجيال‭ ‬القادمة‭ ‬أو‭ ‬مواجهة‭ ‬الأزمات‭ ‬والكوارث‭ ‬البيئة‭ ‬من‭ ‬خلال‮ ‬‭ ‬إنشاء‭ ‬مخزونات‭ ‬استراتيجية‭ ‬وتكوين‭ ‬احتياطي‭ ‬غذائي‭ ‬فإنشاء‭ ‬مخزونات‭ ‬استراتيجية‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬الأساسية‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الأزمات‭ ‬وتقليل‭ ‬التأثيرات‭ ‬السلبية‭ ‬على‭ ‬الأسعار‭.‬

وفي‭ ‬سياق‭ ‬آخر‭ ‬قالت‭ ‬أ‭. ‬نجوى‭ ‬عبدالوهاب‭ ‬عضو‭ ‬تدريس‭ ‬تخصص‭ ‬اقتصاد‭ ‬لحل‭ ‬مشكلة‭ ‬تغير‭ ‬في‭ ‬سعر‭ ‬صرف‭ ‬الدولار‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬حلول‭ ‬لمواجهة‭ ‬ظاهرة‭ ‬السوق‭ ‬السوداء‭ ‬للدولار‭ ‬وأهمها‭ ‬تحسين‭ ‬السياسات‭ ‬النقدية‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تثبيت‭ ‬سعر‭ ‬الصرف‭ ‬الرسمي‭ ‬للدينار‭ ‬الليبي‭ ‬لتقليل‭ ‬الفجوة‭ ‬بين‭ ‬السعر‭ ‬الرسمي‭ ‬والسوق‭ ‬السوداء‭.‬

تقديم‭ ‬تسهيلات‭ ‬بزيادة‭ ‬المعروض‭ ‬من‭ ‬الدولار‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬الرسمي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬تسهيلات‭ ‬للمستوردين‭ ‬والمواطنين‭. ‬وتقديم‭ ‬معلومات‭ ‬دقيقة‭ ‬حول‭ ‬سعر‭ ‬الصرف‭ ‬وأسعار‭ ‬السلع،‭ ‬مما‭ ‬يعزَّز‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬الرسمي،‭ ‬تنفيذ‭ ‬حملات‭ ‬توعية‭ ‬للمواطنين‭ ‬حول‭ ‬مخاطر‭ ‬السوق‭ ‬السوداء،‭ ‬وفوائد‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬السوق‭ ‬الرسمية،‭ ‬مع‭ ‬تطوير‭ ‬النظام‭ ‬المالي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تطوير‭ ‬النظام‭ ‬المصرفي‭ ‬لتسهيل‭ ‬الوصول‭ ‬للعملات‭ ‬الأجنبية‭ ‬وتقديم‭ ‬خدمات‭ ‬أفضل‭ ‬للمواطنين،‭ ‬استخدام‭ ‬المدفوعات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬لتقليل‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬النقد‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬الأنشطة‭ ‬غير‭ ‬القانونية‭.‬

وأكدتْ‭ ‬أن‭ ‬الجهود‭ ‬الحكومية‭ ‬المتكاملة‭ ‬والمستدامة‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬ظاهرة‭ ‬السوق‭ ‬السوداء‭ ‬للدولار،‭ ‬كما‭ ‬شدّدتْ‭ ‬على‭ ‬مكافحة‭ ‬الفساد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحسين‭ ‬آليات‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬الأنشطة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬الفساد‭ ‬والممارسات‭ ‬غير‭ ‬القانونية‭ ‬فرض‭ ‬عقوبات‭ ‬صارمة‭ ‬على‭ ‬الأفراد‭ ‬والشركات‭ ‬المتورطة‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬السوداء‭. ‬وكذلك‭ ‬دعم‭ ‬الإنتاج‭ ‬المحلي‭ ‬دعم‭ ‬المشاريع‭ ‬المحلية‭ ‬لتقليل‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الواردات‭ ‬وزيادة‭ ‬الإنتاج‭ ‬المحلي‭ ‬من‭ ‬السلع‭ ‬الغذائية‭ ‬توفير‭ ‬حوافز‭ ‬للمستثمرين‭ ‬في‭ ‬القطاعات‭ ‬الإنتاجية‭ ‬لتشجيع‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭. ‬والعمل‭ ‬مع‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬والبنك‭ ‬الدولي‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬الدعم‭ ‬الفني‭ ‬والمالي‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬الإصلاحات‭ ‬الاقتصادية‭.‬

وختمت‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي‭ ‬يلعب‭ ‬دورًا‭ ‬محوريًا‭ ‬في‭ ‬معالجة‭ ‬مشكلة‭ ‬السوق‭ ‬السوداء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تنفيذ‭ ‬سياسات‭ ‬فعالة‭ ‬وزيادة‭ ‬الشفافية‭ ‬وتعزيز‭ ‬النظام‭ ‬المالي‭. ‬والتعاون‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬الأمنية‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬الفساد‭ ‬وفرض‭ ‬العقوبات‭ ‬الصارمة‭ ‬على‭ ‬الأفراد‭ ‬والشركات‭ ‬المتورطة‭ ‬في‭ ‬أنشطة‭ ‬السوق‭ ‬السوداء،‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬للقطاعات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬و‭ ‬يتطلب‭ ‬ذلك‭ ‬جهدًا‭ ‬متكاملاً‭ ‬ومستمرًا‭ ‬لضمان‭ ‬استقرار‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الليبي‭ ‬وتحسين‭ ‬الظروف‭ ‬المعيشية‭ ‬للمواطنين‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى