في السنوات الأخيرة، وخصوصاً بين فئة الشباب، أصبح «الهاتف الذكي» أشبه بظل الإنسان، لا يفارقه لا في الشارع، ولا في البيت، ولا حتى في أوقات النّوم.
هذه الظاهرة، رغم إنها جزء من التطور التكنولوجي، إلا إنها ولّدت مشكلات اجتماعية ونفسية بدت تزداد يومًا بعد يوم.
الشاب اليوم ممكن يقعد ساعات على التطبيقات، من غير ما يحس بمرور الوقت، ومن غير تواصل حقيقي مع الناس اللي حوله.
العلاقات الاجتماعية بدت تضعف، وحتى القدرة على التركيز والتحصيل العلمي تأثرت. بعض الشباب يصلون لمرحلة الإدمان، وين يحسوا بالتوتر والضيق لو الموبايل مش معاهم، أو فصل من البطارية.
اللوم مش كله على الشباب، المجتمع كله مسؤول. من الأهل للمدرسة للإعلام. ضروري تكون فيه حملات توعية، وضروري ندعم البدائل الصحية: رياضة، أنشطة ثقافية، تواصل اجتماعي حقيقي.
التكنولوجيا نعمة، لكن لما تتحوَّل لعبء، لازم نوقف ونسأل: هل نملك هواتفنا، ولا هي تملكنا؟!
الملاحظ اليوم حتى الأطفال، مش بس الشباب، بدؤوا يستخدموا الهواتف ساعات طويلة، وأحياناً في عمر مبكر جداً. هذا الشيء يأثر على نموهم العقلي، والاجتماعي، ويخلّيهم يعتمدوا على الأجهزة بدل من تنمية مهاراتهم من خلال اللعب أو التواصل الواقعي.
المشكلة ما ليست في الموبايل بروحه، لكن في طريقة استخدامه. لما يتحوّل من وسيلة للتعلم والتواصل إلى وسيلة للهروب من الواقع، هنا الخطر الحقيقي ناس كثيرة تستخدِم الموبايل باش تنسى همومها، أو تهرب من مشاكلها، لكن هذا الهروب يزيد الوضع تعقيدًا، ويخلق عزلة داخلية.
الحل مش ساهل، لكنه ممكن. يبدأ من وعي الشخص بنفسه، ومن ثم دعم المجتمع. لازم نعلم أولادنا منذ الصغر أهمية التوازن، ونكون قدوة ليهم. لازم تكون في أوقات مخصصة دون موبايل، مثلاً وقت الأكل، أو وقت النوم، أو حتى ساعة في اليوم نخصصها لنشاط بعيد ًا عن الشاشة..لو كل واحد فينا راجع استخدامه للموبايل، وبدأ بخطوات بسيطة، نقدروا نسيطروا ونعيشوا حياة أكثر توازنًا.