أحيانا تراودني رغبة في فقدان ذاكرتي، مع إعترافي أن ذاكرتي ضعيفة جدًا في الأساس، لا تحتفظ بالأحداث، على العكس هناك تعطش خفي نحو تجربة كل جديد، استبدال ما مضى بما هو آتي..
لكن سؤالي الدائم،
ما الذي سيولده فقدان الذاكرة فيّ كإنسان !
بمعنى آخر )ماذا يكون الإنسان دون ذكرياته!(
أعتقد أن الإنسان يفقد الارتباط العاطفي والحسي و الأحداث المرافقة لهما أكثر من فقدانه الذاكرة بشكل حقيقي، فخلال متابعتي لأغلب من يفقدون الذاكرة .
لاحظت أنهم بشكل عام يفقدون الهوية، أو الذكريات الشخصية، وليس تحصيل الفرد، أو بشكل أدق المعرفة والمهارات المكتسبة على مدى العمر..
وهذا يدفعني للتساؤل أي عبء تشكله الأحداث على الشخص ليختار الدماغ في بعض الحالات حذفها بالكامل، كما يفعل في فقدان الذاكرة ما بعد الصدمة، إلى أي حد ذاكرة الإنسان تستطيع هدمه!
ما مقدار الحرية التي يكتسبها الإنسان من فقدانه الاتصال الحسي بذكرياته؟
في المقابل من يعي تمامًا فقدانه للذاكرة ويتمنى استرجاعها لما !؟
هل هي موطن أمن يعود له الإنسان ليستشعر السعادة من خلالها!؟ أو هي جزء مهم من هويته، بفقدانها يفقد الاتصال بأعمق نقطة و الدليل القاطع على كونه عاش الحياة!
بطبيعة الحال لا يوجد معنى كافٍ، أو واضح للرابط بين الإنسان والحياة، لكن في لحظات الموت ربما الذاكرة هي كل ما ينشده الإنسان..
أما بالنسبة ليّ، أعتقد أن اللاشيء أكثر اتساعًا، و انشراحًا وربما حالة الطمأنينة الوحيدة…