
في ندوة جمعت «الصحافة» و»الضرائب»: الجباية مسؤولية وطنية والانتماء يبدأ من الثقة دعوة لإعلام ضريبي مهني، ومؤسسة ضريبية شفافة ، ومواطن شريك في التنمية في اطار التعاون المؤسسي بين الهيئة العامة للصحافة ومصلحة الضرائب نظمت اللجنة الثقافية بالهيئة الأسبوع الماضي ندوة حوارية جاءت تحت عنوان الضرائب بين الجباية وتعزيز الأنتماء وذلك بمشاركة نخبة من مدراء الإدارات المتخصصة وخبراء اقتصادين وإعلاميين وبحضور السيد رئيس الهيئة العامة للصحافة والسيد مدير صندوق دعم الصحفين وعدد من رؤساء الصحف الصادرة عن الهيئة وعدد من الشخصيات والمهتمين بالشأن الاقتصادي والإعلامي .
لا نطلب من المواطن
أن يدفع..فقط نطلب منه أن يثق
حيث تمثل الضرائب أحد أهم مصادر تمويل الدول وكما تلعب دورا جوهريا في دعم ميزانية الدولة لتمويل الخدمات العامة وتحقيق العدالة الاجتماعية غير أن العلاقة بين المواطن ومصلحة الضرائب ظلت في كثير من البلدان فاقدة للثقة أو سوء الفهم وهو مايبرز أهمية الإعلام في تبسيط المفاهيم وشرح السياسات الضريبية وتسليط الضوء على أهمية الجباية كركيزة من ركائز الانتماء الوطني .
الحوارية التي أدارتها السيدة السيدة فتحية الجديدي التي فتحت باب الحوار الشفاف بين أصحاب القرار الضريبي والسادة الحضور الممثبين في الاعلاميين والخبراء الاقتصادين بهدف بناء جسور الثقة وتعزيز التفاهم المشترك حول السياسات الجبائية ودورها الفاعل في التنمية .
في كلمته التي ألقاها السيد رئيس الهية العامة للصحافة «عبدالرزاق الداهش» التي أكد من خلالها على أهمية هذه المبادرات الحوارية التي ترسخ ثقافة الاصلاح وتعزيز الشفافية وبناء الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة .
وأشار الداهش في كلمته إلى أن الضرائب لا تفرض على الجميع بشكل عدل وأن بعض الجهات الحكومية لاتلتزم بالدفع وحتى القطاعات الخاصة دائما ماتتهرب من الضرائب .
من جانبه قدم مدير مكتب الخبراء بمصلحة الضرائب عرضا تفصيليا حول هيكلية الجباية ومصادر الإيرادات، مؤكدًا أن الضريبة تمثل العمود الفقري لميزانية الدولة. لكنه لم يتردد في الاعتراف بأن العلاقة مع الجمهور ليست في أفضل حالاتها، وقال:
نحن لا نطلب من المواطن أن يدفع فقط، بل نطلب منه أن يثق. وهذا لن يتحقق ما لم نطوّر أدواتنا، ونتحدث إليه بلغته، ونكون أكثر شفافية في عرض البيانات وأوجه الصرف.»
وأشار إلى أن المصلحة بصدد إطلاق منصات تفاعلية جديدة، وتحسين بيئة الأعمال، وتعزيز قنوات التواصل مع المكلفين، ضمن خطة متكاملة للتحول الرقمي .
ومن جهته قال: الخبير الاقتصادي عمران الفورتي أننا بحاجة إلى رؤية وطنية متكاملة لاصلاح هذا القطاع وأن الضريبة يجب أن تكون مفهومة ومقبولة من فبل المواطن وأن ينظر إليها كمساهمة في التنمية والاصلاح في المرافق الخدمية وكما أكد الخبير المالي السيد علي أبوعجيلة أن الضرائب تعد من اهم ادوات السياسة المالية في الدول وأن فرض الضرائب دون دراسة أثرها على السوق قد يؤدي إلى تشوهات اقتصادية .
مشيرا الى ان الدولة الليببية معتمدة على الايرادات النفطية في حين ان عائدالت الضرائب من القطاعات الاخرى لم تتجاو 3.6 مليار دينار وهذ الرقم ضعيف جدا .
وكما طالب أبوعجيلة بأن توضع مقاربة لاستثمار عوائد الضرائب في النهضة بقطاعات حكومية خدمية كي يشعر المواطن بان هناك خدمات تقدم وتساهم في أستعادة الثقة
.
في ختام الحوارية فتح باب النقاش والتسأؤل جمع الخبراء والصحافين والتي هدفت في مجملها على تعزيز الوعي الضريبي من خلال تسليط الضوء على طبيعة الضرائب وأهميتها في دعم المرافق العامة وتعزيز الانتماء الوطني من خلال ربط الاداء الضريبي بمفهوم المواطنة الصالحة وترسيخ الشعور بأن الجباية ليست عبئاً بل هي مساهمة في تمويل الوطن وخدمة المواطنين .