جنون
في إحدى الإجابات والتي جمعناها لموضوع هذا الملف والذي خصصناه للجنون في أسعار مواد البناء أجاب أحدهم «ان يفكر صاحب المرتب في بناء بيت هذا ضرب من الجنون» .والأمر فعلا كذلك .
صاحب المرتب لكي يسكن وعائلته واولاده في بيت يجمعهم ليس له مفر من دفع الإيجار كل شهر وتحمل تبعاته والتي مهما كانت قاسية لوجدها أهون عليه ألف مرة من الشروع في مشروع بناء بيت و التفكير كل يوم في أسعار الإسمنت و الحديد بومشي وقزة ومواد صحية الخ ..
مالم تتدخل الدولة وبكل قوتها لحسم هذا الأمر سيبدأ الشباب «وهذا مايحدث حاليا» في العزوف عن مشروع الزواج أصلا .
وقد ناسب وبالصدفة عددنا هذا عقد المصرف المركزي لورشة عمل بخصوص تنشيط مشروعات الإسكان والتنمية والتعمير ..
نعم من الضروري والآن أن يتدخل القطاع المصرفي لإنقاذ مايمكن إنقاذه واستكمال الالاف من الوحدات السكنية والمتوقفة منذ 2011 .
القطاع المصرفي وبدون أن ينتظر أحدا قادرا على الاقراض والتمويل وغيره من الوسائل المصرفية على الشروع في العمل على حل هذه المشكلة والتي تقع على رأس هموم الليبي ، مشكلة لم يكن يفترض أن تكون أصلا في بلد يغرق بالنفط .
أيضا الصناعات المحلية لمواد البناء لما لايتم الالتفات إليها وإعادة الروح لها لتضخ في الأسواق المحلية كما كانت بديلا عن الاعتماد وبالكامل على الاستيراد .
مصانع يكاد يشبه وجوده عدم وجودها أصلا .
أيضا التجار واحتكارهم لهذه السلع و المضاربة بها في السوق أيضا علاقة سعر الصرف وضعف الدينار بهذه المشكلة .
يظل ونحن نبحث في هذا الملف عن مشكلة مواد البناء .. الأسعار المتصاعدة بوتيرة متسارعة .. نبحث عن مجمل الأسباب وبعض من سبل الحلول .
وجدنا أنفسنا فعلا نتفق مع الشروع في بناء بيت في هذه البلاد لصاحب المرتب ضرب من الجنون .
محرره