رأي

شرمولة‭ ‬السداسي

نوري‭ ‬النجار

المتابعُ‭ ‬للأخبارِ‭ ‬التى‭ ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬عاصمة‭ ‬الأزياء‭ ‬‮«‬ميلانو‮»‬‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬فيها‭ ‬ما‭ ‬يسر‭ ‬فمنذ‭ ‬أن‭ ‬وطئت‭ ‬أقدام‭ ‬أندية‭ ‬السداسي‭ ‬الثاني‭ ‬التتويج‭ ‬ونحن‭ ‬نشاهد‭ ‬ونسمع‭ ‬ذلك‭ ‬الكم‭ ‬الكبير‭ ‬من‭ ‬المشكلات‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬حصر‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬الإقامة‭ ‬إلى‭ ‬الملاعب،‭ ‬إلى‭ ‬المسافة‭ ‬بين‭ ‬ملاعب‭ ‬التدريب،‭ ‬ومقر‭ ‬الإقامة‭ ‬وأرضيات‭ ‬الملاعب‭ ‬سيلٌ‭ ‬من‭ ‬المشكلات‭ ‬التى‭ ‬كان‭ ‬بالإمكان‭ ‬تجاوزها‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬نية‭ ‬صادقة‭ ‬لدى‭ ‬من‭ ‬لهم‭ ‬علاقة‭ ‬بتنظيم‭ ‬السداسي‭ ‬خاصة‭ ‬وإن‭ ‬بعضًا‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬في‭ ‬لجان‭ ‬السداسي‭ ‬الحالي‭ ‬كانوا‭ ‬ضمن‭ ‬لجان‭ ‬السداسي‭ ‬السابق‭ ‬الذي‭ ‬أقيم‭ ‬في‭ ‬روما‭ ‬السنة‭ ‬الماضية،‭ ‬ومثلما‭ ‬يقول‭ ‬المثل‭ )‬لا‭ ‬يلدغ‭ ‬المؤمن‭ ‬من‭ ‬جحر‭ ‬مرتين‭( ‬إلا‭ ‬إن‭ ‬الليبيين‭ ‬وعلى‭ ‬كل‭ ‬الأصعدة‭ ‬اعتمدوا‭ ‬على‭ ‬اللدغ‭ ‬ومن‭ ‬الجحر‭ ‬نفسه‭ ‬عديد‭ ‬المرات‭ ‬تلك‭ ‬عادة‭ ‬توارثها‭ ‬الليبيون‭ ‬أما‭ ‬ما‭ ‬نراه‭ ‬في‭ ‬سداسي‭ ‬التتويج‭ ‬من‭ ‬مشكلات‭ ‬فهو‭ ‬أمرٌ‭ ‬تجاوز‭ ‬كل‭ ‬الخطوط،‭ ‬وإن‭ ‬الأمرَ‭ ‬بلغ‭ ‬من‭ ‬الاستخفاف‭ ‬والاستهزاء‭ ‬بعقول‭ ‬الليبيين‭ ‬حدًا‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬السكوت‭ ‬عليه‭ ‬لأن‭ ‬إيطاليا‭ ‬وميلان‭ ‬ومن‭ ‬قبلها‭ ‬روما‭ ‬لم‭ ‬يتصدق‭ ‬بالإقامة‭ ‬والملعب‭ ‬على‭ ‬الليبيين‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬كل‭ ‬مصاريف‭ ‬السداسي‭ ‬تدفع‭ ‬من‭ ‬أموال‭ ‬الليبيين،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬تخبط‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأيام‭ ‬السابقة‭ ‬وليد‭ ‬سوء‭ ‬الإدارة‭ ‬في‭ ‬المجموعة‭ ‬التى‭ ‬تشرف‭ ‬على‭ ‬تنظيم‭ ‬السداسي‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬أعلن‭ ‬عن‭ ‬تنظيمه‭ ‬قبل‭ ‬قرابة‭ ‬الشهر‭ ‬وكان‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬تشرفوا‭ ‬بتنظيم‭ ‬السداسي‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬أكثر‭ ‬دقة‭ ‬وحرصًا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يظهر‭ ‬بالصورة‭ ‬المطلوبة‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬الإمكانات‭ ‬المادية‭ ‬متوفرة‭ ‬وإلا‭ ‬لما‭ ‬تم‭ ‬إقامته‭ ‬في‭ ‬ميلانو‭ ‬من‭ ‬الأساس‭ .. ‬إما‭ ‬أن‭ ‬يذهب‭ ‬الليبيون‭ ‬إلى‭ ‬ميلانو‭ ‬فراده‭ ‬وجماعات‭ ‬ويكون‭ ‬استقبالهم‭ ‬لنا‭ ‬تحدث‭ ‬عنه‭ ‬الصربي‭ ‬مدرب‭ ‬الهلال‭ ‬عندما‭ ‬قال‭ : ‬إن‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬عار‭ ‬على‭ ‬الكرة‭ ‬الليبية،‭ ‬فهو‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬يسر‭ ‬صديقًا‭ ‬ولا‭ ‬عدوًا‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الاجدى‭ ‬أن‭ ‬يقام‭ ‬السداسي‭ ‬في‭ ‬ملاعبنا‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تبعد‭ ‬عن‭ ‬مقر‭ ‬الإقامة‭ ‬إلا‭ ‬كيلو‭ ‬مترات‭ ‬قلية‭ ‬وفي‭ ‬ملاعب‭ ‬هي‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬الأفضل‭ ‬في‭ ‬أفريقيا‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ملاعب‭ ‬طرابلس‭ ‬وبنغازي‭ ‬وبنينا‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬تم‭ ‬تقسيم‭ ‬سداسي‭ ‬التتويج‭ ‬إلى‭ ‬مجموعتين‭ ‬بأن‭ ‬تلعب‭ ‬فرق‭ ‬المجموعة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬طرابلس‭ ‬وفرق‭ ‬المجموعة‭ ‬الثانية‭ ‬في‭ ‬بنغازي‭ ‬والمتصدران‭ ‬يقام‭ ‬بينهما‭ ‬نهائي‭ ‬على‭ ‬لقب‭ ‬الدوري‭ ‬أما‭ ‬ما‭ ‬شاهدناه‭ ‬في‭ ‬ميلانو‭ ‬في‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬فهو‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬يبعث‭ ‬على‭ ‬التفاؤل‭.‬

إما‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬بنا‭ ‬الأمور‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬نراه‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬تخبط،‭ ‬وانعدام‭ ‬الرؤية‭ ‬والقفز‭ ‬فوق‭ ‬اللوائح‭ ‬والنظم‭ ‬فهو‭ ‬أمرٌ‭ ‬تجاوز‭ ‬كل‭ ‬المقاييس‭ ‬وبعد‭ ‬الهروب‭ ‬إلى‭ ‬تونس‭ ‬ومنها‭ ‬إلى‭ ‬إيطاليا‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬لنا‭ ‬إلا‭ ‬الاتجاه‭ ‬نحو‭ ‬القمر‭ ‬لانهاء‭ ‬الدوري‭ ‬الليبي‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬أحد‭ ‬أسوأ‭ ‬الدوريات‭ ‬في‭ ‬العالم‭ .‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى