على الطريق

الطابور كفكرة وطنية

سميرة البوزيدي

كيف‭ ‬تهزم‭ ‬الطابور‭ .. ‬وينتصر‭ ‬عليكَ‭ ‬؟‭!‬

في‭ ‬بلادي،‭ ‬حين‭ ‬يريد‭ ‬المواطن‭ ‬أن‭ ‬يحجز‭ ‬شيئًا‭ ‬عبر‭ ‬الانترنت،‭ ‬أو‭ ‬يذهب‭ ‬إلى‭ ‬المصرف،‮ ‬‭ ‬أو‭ ‬محطة‭ ‬البنزين،‭ ‬لا‭ ‬يذهب‭.‬

إنه‭ ‬يفكر‭ ‬أولًا‭. ‬

يقول‭ ‬لنفسه‭ ‬بهدوء‭:‬

لن‭ ‬أكون‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬الزحام،‭ ‬سأنتظر‭ ‬يومًا‭ ‬آخر،‭ ‬حين‭ ‬يفرغ‭ ‬المكانُ‭ ‬من‭ ‬الوجوه‭ ‬المتعبة،‭ ‬والأنفاس‭ ‬المتلاحقة‭.‬

لكن‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يعرفه،‭ ‬أن‭ ‬كلَّ‭ ‬الليبيين‭ ‬يحملون‭ ‬الفكرة‭ ‬نفسها‭.‬

وأنهم‭ ‬جميعًا‭ ‬أجّلوا‭ ‬طوابيرهم‭ ‬إلى‭ ‬الغد،‭ ‬بحكمة‭ ‬واحدة،‭ ‬وقلق‭ ‬واحد‭.‬

هناك‭ ‬شخص‭ ‬يظن‭ ‬أنه‭ ‬مختلف،‭ ‬فهيم‭.‬

يذهب‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬الأول،‭ ‬يحجز‭ ‬في‭ ‬الساعة‭ ‬الأولى،‭ ‬يزاحم‭ ‬السيارات،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تبدأ‭ ‬الحشود‭ ‬بالتفكير‭.‬

لكنه،‭ ‬وللمفارقة،‭ ‬يجد‭ ‬الحشود‭ ‬هناك‭ ‬تزاحمه‭.‬

شيء‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المفارقة‭ ‬يُضحكني‭ ‬ويُحزنني‭ ‬في‭ ‬آنٍ‭ ‬واحد‭.‬

ليس‭ ‬الزحام‭ ‬هو‭ ‬المشكلة،‭ ‬بل‭ ‬النية‭ ‬الجماعية‭ ‬في‭ ‬الهروب‭ ‬منه‭.‬

وحتى‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة،‭ ‬لا‭ ‬أعرف‭ ‬لماذا‭ ‬يحدث‭ ‬هذا؟‭!.‬

لكن‭ ‬شيئًا‭ ‬في‭ ‬داخلي‭ ‬يقول‭:‬

ربما‭ ‬لأننا‭ ‬لا‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬معًا،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬نعرف‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬وحدنا‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى