مطار مزدحم، وجوه مرهقة، وركاب يتهامسون عن تأجيل جديد للرحلة ، وآخرون يتحسرون على رحلات الخطوط الجوية الليبية، وكيف كانت زمان .
مشهدٌ كان كافيًا ليفتح أمامنا بابًا لملفٍ كبير .
ملف شركتين عريقتين كانتا في يوم من الأيام مصدرًا للثقة، والاعتزاز .
الخطوط الجوية الليبية، والخطوط الأفريقية فمنذ تأسيسهما مع اختلاف فترة التأسيس بينها كانتا نافذة ليبيا على العالم.
الشركتان كانتا تحملان صورة الوطن في الجو، ومنافسًا شرسًا لعديد شركات الطيران العربية، بل وتتفوقان عليها في الخدمات.
كان السفر على متنهما يمتعك بشعور الهيبة، والأمان ولكن ما نراه اليوم لا شيء فيه مما كان؛ إذ أصبحتْ شركات الطيران الخاصة، والعربية وحتى بعض الشركات العالمية تكتسح السوق الليبي بجودة خدماتها، ودقة مواعيدها.
فالمسافر من ليبيا أصبح يفضل أن يدفع المزيد ليسافر من مطارات دول مجاورة بدل خوض مغامرة رحلة غير مضمونة.
في صحيفة )فبراير( رأينا أنّ نفتح هذا الملف لشركتي )الخطوط الليبية، والخطوط الأفريقية( من البدايات المشرفة، مرورًا بنحطات الازدهار، وصولًا إلى الانحدار الذي تعيشه خطوطنا الوطنية اليوم.
استمعنا لقصص مسافرين، وشهادات موظفين وبحثنا عن الاجابات لدى المسؤولين.
ما الذي أوصل شركاتنا الوطنية إلى هذه المزحلة، ومَنْ يتحمل مسؤولية ضياع ثقة المواطن؟.
هذا الملف ليس للإدانة فقط بل دعوة للمصارحة حتى تعود خطوطنا إلى مكانتها، ولا يظل المواطن الليبي أسيرًا لرحلات مؤجلة، وخدمات لا تليق باسم ليبيا.