عن الدورة 13 طرابلس الفلاح: العالم تجاوز المساءلة عن الإبداع
علي الفلاح: كاتب ومؤلف وممثل مسرحي

لعل من الواجب التأكيد على أهمية إقامة المهرجان في مواعيد ثابتة وفي العاصمة طرابلس ومن الواجب أيضا أن ندعم ونحيي كل الجهود المبذولة في سبيل إقامته . للحديث عن شروط وجوائز المهرجان . نبدأ بالشروط .. – أن يكون مؤلف النص المسرحي ليبي الجنسية ويكون النص باللهجة المحلية الليبية وأن يتناول قضايا تهم المواطن الليبي مع الإلتزام بأخلاقيات المجتمع واحترام الآداب العامة ومجاز من لجنة إجازة النصوص الفنية إجازة حديثة ، مرفق موافقة كاتب النص أو ما تقرره اللجنة ( إذا كان الكاتب متوفي ) – هذه الفقرة التي يبدو أنها مجموعة شروط مدمجة في بعضها حد التناقض مع بعضها . أولا .. أن يكون النص باللهجة المحلية الليبية ؟ هنا يبرز سؤال لماذا استبعاد اللغة العربية بمستوياتها كافة ؟ هل تسعى الهيئة لترويج عرضا شعبيا ومحاولة إعادة الجمهور الهارب من صالات العرض لأسباب بريئة اللغة من أغلبها فكم من مسرحية باللهجة فاشلة كرهت الناس في أيام ميلادهم ؟ وحتى إذا كان الأمر كذلك فهذه مسائلة لا تحل بعروض باللهجة المحلية بل بخطط تشمل التدريب والتكوين وتجويد العرض والدعاية والإعلان والعمل على دعم مشروع وطني متكامل للمسرح ، مشروع شامل واقعي ومخطط له بعناية لأهداف واضحة بأستثمارات طويلة الآجال تواكب التطور المسرحي وتجذر له كضرورة مجتمعية . أم هل الإنحياز للهجة المحلية هو موقف من اللغة العربية ومدلولاتها التاريخية وارتباطها بتشكل الوجود الليبي الحالي ؟ هل هو شرط لإعادة ترتيب الهوية تساوقا مع الحملة التي تستهدف التلاعب بجيناتها ؟ وهناك توضيح لم تبينه الهيئة أيضا وهو أي لهجة محلية ليبية مطلوبة في بلد له تنوع ثقافي يصر المتطرفون عرقيا على فرضه واقعا تعددي وليس تنوعا ؟ مثلا هل بإمكاني أن أشارك بنص باللهجة التباوية فهي لهجة ليبية أيضا ؟ ثم تمضي الفقرة إلى شروط أخلاقية وتحديد نوع القضايا التي تطرحها النصوص وفجأة تدخل الفقرة بعد هذا كله بلجنة لإجازة النصوص وتسميتها بالفنية وأستغرب هنا الهيئة التي وضعت محددات للنص مضمونا وأهدافا وكذلك شكلا شاملا للغة فما ضرورة لجنة إجازة النصوص الفنية والتي سأثبت لكم أنها ليست فنية بالمفهوم الطهراني والمتنصل من الرقابة الأمنية والوصيا على المسرحيين وإعتبارهم قصرا وجب حمايتهم من ايذاء أنفسهم والمجتمع معا . – كما يروج بعد فبراير عتاة الرقابة السبتمبرية القديمة لخلق وجاهة أخلاقية وضرورة إنسانية وموقفا وطنيا في مصادرتهم ومنعهم وتوجيههم للنصوص والعروض المسرحية – . هذه اللجنة الشبح التي نصت عليها فقرة 2 فهي لم يعلن عن أعضاءها وأخذت تصدر تقاريرها المضحكة الباكية بتوقيع ( مدير المركز القومي للمسرح) . يا عمتي الهيئة أقلها أيام سبتمبر كانت اللجنة معلن عن أعضاءها وليست سرية !!! كانوا راكبين الجمل بس مش مغطيين رؤوسهم . الرقابة التجميلية التي بدأتها الهيئة على أيام البيوضي وحاولت تمريرها في طبرق وفشلت المحاولة بوعي مجموعة من الفنانين . البيوضي الذي أختفى من طرابلس في ظروف غامضة ليظهر في بنغازي كذلك في ظروف غامضة أيضا يبدو أنه خاض كل انواع الخلافات والصراعات والقضايا في أروقة المحاكم مع رئاسة الهيئة الحالية اختلفوا في كل شي إلا مسائلة الرقابة فهي أرث مقدس تتوارثه رئاسة عن رئاسة . عجبت لأتفاقهم في الرقابة على ما بينهم من حروب وتطاحن !!!! . ومن الغريب أيضا أن للمهرجان لجنة مشاهدة للعرض وهنا يبرز سؤال آخر ، ما دام هناك لجنة لمشاهدة العروض ما فائدة لجنة رقابة وإجازة النصوص ؟ فمن البديهي النص مشروع عرض والعرض يقدم الصورة النهائية للنص ، إذا ما هي ضرورة لجنة النصوص في وجود لجنة مشاهدة ؟!!! إن الهيئة بهذه الخطوة كأنها تطلب من المسرحيين التيمم ثم الوضوء لتأكيد طهارتهم شرطا لقبول صلاتهم . وهنا وجب التعريج على هذا المسرحي المسكين وغيره من جماعة على باب الله وهم فرحين بإجازة نصوصهم وكأنهم تلاميذ فرحين بنتائج نجاحهم ولو بتقدير مقبول أو كمرضى أثبتت التحاليل أنهم خاليين من الأيدز والكورونا . يا أخي لو كنت فنان حقيقي لعرفت وآمنت بأن حرية التعبير حق أصيل وأنها لا تتجزاء ولا يجوز المساس بها أو المساومة عليها وأن العالم تجاوز مسائلة الوصاية على الإبداع وأن الفنانين والأدباء والكتاب دفعوا في العالم وفي ليبيا أثمانا باهضة تصل حد التضحية بأرواحهم واحتجاز حريتهم بالسجن والتعذيب من أجل حرية الإبداع والتعبير . من ليبيا يأتي الجديد . فنانون فرحون لسلب حريتهم وعجبي !! رقابة فنية !! رقابة تجويد العروض !!