
تعرفتُ على منصور بوشناف في كلية الآداب جامعة بنغازي في العام الدراسي 74-75 الحقيقة لم نقترب من بعضنا، ولم تقم بيننا صداقة كانتْ مجرد زمالة عادية. كنا في قسم الفلسفة.
شاهدتُ ضمن نشاطات الجامعة الثقافية مسرحيته «تداخل الحكايات عند غياب الراوي». كانت مسرحية متقنة، ولافتة.
فيما بعد سُجِنَ هو سنة 76 ولحقت أنا نهاية سنة 78.
في السجن لم نلتقِ كنتُ أنا في قسم المحكومين مؤبدًا وكان هو في قسم من نسميهم تندرًا «أصحاب الأحكام الخفيفة» المحكومين بين عشر سنوات، وخمس عشرة سنة.
وفي السجن سربتْ إلى قسمنا مسرحية مهمة من تأليفه لها عنوانان، أذكر أن أحدهما كان )رفع السلم(.
بعد الخروج من السجن كنا نلتقي أحيانًا غالبًا في بعض المناشط الثقافية صحبة أصدقاء مشتركين غالبياتهم كانوا سجناء. كان يقول أحيانًا مازحًا: أنا قضيتُ في السجن حوالي اثنتي عشرة سنة، أما أنتَ فلم تعشْ فيه إلا حوالي عشر سنوات فأرد عليه لا تنس أنني كنتُ محكومًا مؤبدًا، أما أنتَ فكنتَ محكومًا حكمًا خفيفًا، خمس عشرة سنة، فيقول: نعم أنتَ ضابط متخرج من الكلية العسكرية، بينما أنا ضابط بالترقي.
بدأ الكتابة بعد خروجنا من السجن بقليل في مجلة )لا( وكانت كتاباته متنوعة وعميقة ولافتة للاهتمام.