فنون

عن منصور

عمر أبوالقاسم الككلي

تعرفتُ‭ ‬على‭ ‬منصور‭ ‬بوشناف‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬الآداب‭ ‬جامعة‭ ‬بنغازي‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الدراسي‭ ‬74‭-‬75‭ ‬الحقيقة‭ ‬لم‭ ‬نقترب‭ ‬من‭ ‬بعضنا،‭ ‬ولم‭ ‬تقم‭ ‬بيننا‭ ‬صداقة‭ ‬كانتْ‭ ‬مجرد‭ ‬زمالة‭ ‬عادية‭. ‬كنا‭ ‬في‭ ‬قسم‭ ‬الفلسفة‭.‬

شاهدتُ‭ ‬ضمن‭ ‬نشاطات‭ ‬الجامعة‭ ‬الثقافية‭ ‬مسرحيته‭ ‬‮«‬تداخل‭ ‬الحكايات‭ ‬عند‭ ‬غياب‭ ‬الراوي‮»‬‭. ‬كانت‭ ‬مسرحية‭ ‬متقنة،‭ ‬ولافتة‭.‬

فيما‭ ‬بعد‭ ‬سُجِنَ‭ ‬هو‭ ‬سنة‭ ‬76‭ ‬ولحقت‭ ‬أنا‭ ‬نهاية‭ ‬سنة‭ ‬78‭.‬

في‭ ‬السجن‭ ‬لم‭ ‬نلتقِ‭ ‬كنتُ‭ ‬أنا‭ ‬في‭ ‬قسم‭ ‬المحكومين‭ ‬مؤبدًا‭ ‬وكان‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬قسم‭ ‬من‭ ‬نسميهم‭ ‬تندرًا‭ ‬‮«‬أصحاب‭ ‬الأحكام‭ ‬الخفيفة‮»‬‭ ‬المحكومين‭ ‬بين‭ ‬عشر‭ ‬سنوات،‭ ‬وخمس‭ ‬عشرة‭ ‬سنة‭.‬

وفي‭ ‬السجن‭ ‬سربتْ‭ ‬إلى‭ ‬قسمنا‭ ‬مسرحية‭ ‬مهمة‭ ‬من‭ ‬تأليفه‭ ‬لها‭ ‬عنوانان،‭ ‬أذكر‭ ‬أن‭ ‬أحدهما‭ ‬كان‭ )‬رفع‭ ‬السلم‭(.‬

بعد‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬السجن‭ ‬كنا‭ ‬نلتقي‭ ‬أحيانًا‭ ‬غالبًا‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المناشط‭ ‬الثقافية‭ ‬صحبة‭ ‬أصدقاء‭ ‬مشتركين‭ ‬غالبياتهم‭ ‬كانوا‭ ‬سجناء‭. ‬كان‭ ‬يقول‭ ‬أحيانًا‭ ‬مازحًا‭: ‬أنا‭ ‬قضيتُ‭ ‬في‭ ‬السجن‭ ‬حوالي‭ ‬اثنتي‭ ‬عشرة‭ ‬سنة،‭ ‬أما‭ ‬أنتَ‭ ‬فلم‭ ‬تعشْ‭ ‬فيه‭ ‬إلا‭ ‬حوالي‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬فأرد‭ ‬عليه‭ ‬لا‭ ‬تنس‭ ‬أنني‭ ‬كنتُ‭ ‬محكومًا‭ ‬مؤبدًا،‭ ‬أما‭ ‬أنتَ‭ ‬فكنتَ‭ ‬محكومًا‭ ‬حكمًا‭ ‬خفيفًا،‭ ‬خمس‭ ‬عشرة‭ ‬سنة،‭ ‬فيقول‭: ‬نعم‭ ‬أنتَ‭ ‬ضابط‭ ‬متخرج‭ ‬من‭ ‬الكلية‭ ‬العسكرية،‭ ‬بينما‭ ‬أنا‭ ‬ضابط‭ ‬بالترقي‭.‬

بدأ‭ ‬الكتابة‭ ‬بعد‭ ‬خروجنا‭ ‬من‭ ‬السجن‭ ‬بقليل‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ )‬لا‭( ‬وكانت‭ ‬كتاباته‭ ‬متنوعة‭ ‬وعميقة‭ ‬ولافتة‭ ‬للاهتمام‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى