
الفنان المسرحي علي الشول يعلن المفاجأة بإسدال الستار عن فصول مسيرته الفنية التي امتدتْ لأكثر من أربعة عقود، معلنًا قراره الصعب بالتوقف عن العمل المسرحي في طرابلس، لم يكن هذا الخبر مجرد إعلان، بل كان صرخة فنان أنهكته سنوات من التهميش، ومكابدات العيش في واقع لا يُقدر فيه الفن، ولا يُحتفى بمسرحه؛ حيث عبر الشول عن ألمه العميق من حال المسرح في طرابلس، حيث «انعدمتْ البنية التحتية»، و«غزته العوالق الغريبة»، تاركةً شغفًا أربعينيًا بلا أرض صلبة يقف عليها.
وأضاف أنَّ المهنة التي أحبها، وأفنى عمره فيها، لم تعد تضمن له أدنى مقومات العيش الكريم، ما جعله يقف أمام خيار مؤلم: إما الاستمرار في صراع لا طائل منه، أو الانسحاب بكرامة. لينهي الشول منشوره بكلمات تحمل في طياتها مزيجًا من الحسرة والأمل، قائلًا: )لكم أن تتخيلوا كيف يمكن لشغوف أن يترك شغفه(، ويؤكد أن توقفه هذا ليس نهاية المطاف، بل هو توقف مؤقت )إلى حين تحسن الأمور لو كان هناك في العمر بقية(.
وتبقى كلماته هذه تساؤلًا مفتوحًا، ونداءً أخيرًا لمن بيدهم زمام الأمور: هل سيُعاد لهذا الفن مجده، قبل أن تتدلى الستائر على آخر فنانيه؟!