في زمن أصبحتْ فيه وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، لم يعد الأمر مجرد منصات للتسلية، أو تبادل الصور، بل تحوّلتْ إلى ساحة خطيرة يمكن أن تبتلع أحلام الفتيات وتشوّه مستقبلهن. فبين إعجاب عابر، ورسائل خادعة، ووعود كاذبة بالارتباط، تتساقط الكثيرات في فخّ «العلاقات الوهمية» التي ينصبها بعض الشباب بلا وازع أخلاقي.
«مريم» .. فتاة معروفة بين زميلاتها بأدبها ونجاحها الدراسي. تعرفتْ عبر «الفيسبوك» على شاب ادّعى أنه يريد خطبتها، وشيئاً فشيئاً منحته ثقتها وأسرارها، بل أرسلتْ له صوراً خاصة. لكن ما أن تأخرتْ في تلبية طلباته حتى تحوّل ذاك «العاشق» إلى مبتز، يهدّدها بنشر صورها.
انهارتْ نفسياً، تراجعتْ في دراستها، فقدتْ ثقة أهلها بعدما انكشف أمرها، وتحولتْ من فتاة متفوقة إلى أسيرة صراع داخلي ودموع لا تجف.
السوشيال ميديا.. سلاح ذو حدين
ما حدث مع «مريم» ليس حالة فردية، بل قصة تتكرر بأشكال مختلفة. وسائل التواصل الاجتماعي فتحتْ آفاقاً للتعلم والتواصل، لكنها في الوقت ذاته أصبحتْ مصيدة لكل فتاة تضعف أمام كلمات معسولة ووعود خادعة.
رسالة لكل
أولياء الأمور أن لا يتركوا هواتف أبنائهم دون رقابة، فالمراقبة ليستْ انعدام ثقة بل حماية من الانزلاق.
على الفتيات أن يدركن أن الحب الحقيقي لا يُبنى خلف الشاشات، وأن كل صورة تُرسل قد تتحوَّل إلى قيد يلتف حول أعناقهن.
على المجتمع أن يكثف التوعية، في المدارس والجامعات والإعلام، بأن الحرية الرقمية لا تعني الانفلات الأخلاقي.
إن العلاقات الوهمية عبر الفضاء الافتراضي ليستْ مجرد تسلية، بل قنابل موقوتة تدمر مستقبل الفتيات وتزرع الشك بين الأسر. ولن نحمي أبناءنا وبناتنا إلا بالوعي، والثقة المتبادلة، والرقابة الذكية، قبل أن نجد المزيد من «مريم» غارقات في دموع الندم.