كالعادة ومع بداية كل عام دراسي تتكرر الحكاية وكأنها قدر محتوم تأخر في توزيع الكتاب، وربكة في سير العملية التعليمية وبداية محبطة للمعلم قبل الطالب، وعندما يصل الكتاب المنتظر في نفس المناهج القديمة لا تجد جديدًا يواكب متغيرات العصر ولا تعديلًا يستجيب لسوق العمل.
وليظل الحديث عن تطوير وتحديث المناهج حبرًا على ورق حاضرًا فقط في اللقاءات والندوات والمؤتمرات ففي الوقت الذي يتغير فيه العالم بسرعة البرق ويدخل الطلاب في دول العالم سباق المعرفة عبر مناهج حديثة تعتمد على التكنولوجيا والابتكار يبقى الطالب الليبي محاصرًا في كتب ومناهج ليست إلا حشوًا أكثر منه معرفة بل تجدها مكررة ومشوهة بأخطاء إملائية مطبعية ولغوية، كتب تزرع في عقول أبنائنا الإحباط بدل أن تمنحهم فرصة الحلم والسؤال إلى متى سيبقى أبناؤنا في نفس الدائرة المغلقة؟، ومتى سيكون الحديث عن التعليم ليس مجرد كلام عام بل أفعال ملموسة تبدأ من أبسط التفاصيل كتاب مدرسي يليق بالطالب الليبي خالٍ من الأخطاء متجدد في المضمون منفتح على العالم فالتعليم ليس مجرد شعارات والكتاب المدرسي ليس فقط أوراقًا مطبوعة بل هما خارطة طريق تحدد مستقبل الأجيال، ومعركة حقيقية لبناء وطن.