يبدأ التلميذ يومه بحقيبة أثقل من أكتافه مكدسة بكتب وكراريس لا تنتهي ومناهج محشوة بما قد لا يحتاجه في مستقبله أو بما يمكن أن يجده اليوم بسهولة في عالم مفتوح عبر الثورة الرقمية.
ومع كل هذا العناء جاءتْ مبادرة وزارة التعليم بتوفير حقيبة مدرسية لكل تلميذ… لكنها مبادرة متأخرة جدًا، وكأنها محاولة لتغطية الشمس بالغربال.
ولا نقف هنا فقط فالمعلمون والمعلمات رغم عطائهم المتواضع في ظل ظروف مادية صعبة مطالبون أن يصنعوا المعجزات.
يضاف ذلك إلى معاناة التلميذ الذي يطلب منه أن يحقَّق نتائج عالية بينما هو لا يستفيد حقًا من جلوسه صباحًا ومساءً صيفًا وشتاءً في نظام تعليمي يثقل كاهله أكثر مما ينفعه.
أما أولياء الأمور فينفقون من قوت يومهم على الحصص والدروس الخصوصية حتى غابت حقيقة أن التعليم مجاني بشكل أو بآخر لم يعد التعليم مجانيًا .
وسط هذه الدوامة صار لزامًا على التلميذ وولي الأمر أن يبحثا عن تكوين علاقات جيدة مع المعلمين والمعلمات كوسيلة لتخفيف المعاناة وضمان بعض الفائدة في وقت يفترض أن يكون فيه التعليم مؤسسة عادلة للجميع لا شبكة علاقات شخصية.
أليس الأجدر أن نعيد النظر في فلسفة التعليم عندنا؟
أن ننتقل إلى الثانويات التخصصية التي تفتح أمام الطالب الطريق في مجاله منذ وقت مبكر؟
أن نوفر مناهج واقعية وخفيفة بدلاً من هذه الحقيبة المنفوخة التي تختصر صورة تعليم يرهق ولا يبني؟
العالم يتغير بسرعة ونحن ما زلنا ندور في حلقة مفرغة بين حقيبة التلميذ الثقيلة وعطاء معلم يحتاج للتعلم وولي أمر مرهق دون أن نقترب من إصلاح حقيقي.
عبد الناصر شتيوي