
بحضور مهم من جمهور الفنانين التشكيليين، والمثقفين والمهتمين بالفن التشكيلي والأكاديميين، أقيمتْ في أسبانيا يوم الجمعة الموافق 12 سبتمبر 2025م، التظاهرة الثقافية التي ترعاها وتشرف عليها الهيئة اللليبيه للبحث العلمي وذلك بالمشاركة مع جامعه غرناطة؛ حيث تم افتتاح المعرض التشكيلي )سرد II Recuento II( للفنان الليبي التشكيلي د.معتوق بوراوي وذلك بقاعة «كورالا دي سانتياغو» التابعة لجامعة غرناطة بأسبانيا.
حيث تم عرض عددٍ من اللوحات الجديد منها والقديم التي تحمل اللمسة الفنية المميزة للفنان معتوق بوراوي، وتشكل في مجملها تجربةً ثرية حرص معتوق على استمرارها وتطويرها، ولهذا أخذتْ مكانها في الفن العالمي في مسار يؤكد على أهمية الفن التشكيلي الليبي.
هذا ويستمر المعرض خلال الفترة من 12 سبتمبر إلى يوم 6 أكتوير 2025م، وتصاحبه مجموعة من الفاعليات الثقافية، وستتوج بمحاضرة يلقيها د.بوراوي عن الفن في شمال أفريقيا ومدى تأثره بالفن الأوروبي المعاصر والعلاقة التاريخية بين الطرفين وذلك يوم 15 سبتمبر 2025م.
وسيقدم أيضًا نخبة من الأكاديميين والفنانين التشكليين محاضرات في ذات الإتجاه الفني.
معتوق بوراوي تجربة تشكيلية كبيرة تجاوزت الحدود المحلية لتكون دالة على أهمية التشكيل الليبي وعما وصل إليه من تطور وتميز.
كان لنا معه هذا الحوار على هامش معرضه والذي قال فيه:
المعرض يأتي ضمن سلسلة من المعارض السابقة التي قمتْ بها عن طريق جامعة غرناطة كوني من ضمن الباحثين بهذه الجامعة، وهذا المعرض تكملة للمعرض السابق وهو سرد رقم )1(، والحالي هو سرد
)2(والمعرض يتناول جميع المراحل التي مرّرتْ بها منذ وصولي إلى اسبانيا من عام 2000 إلى عام 2025 عبر خمس وعشرين عامًا من العمل الفني استطعتُ ترتيب وتوثيق مراحل مهمة وطباعتها في كتب التي وصل عددها إلى ثمانية كتب بعناوين مهمة في حياتي التشكيلية في أسبانيا بداية من أحلامي في غرناطة من عام ألفين الى الفين وعشرة تناولت فيها تأثري بالفن التشكيلي الاسباني ومن تم الأوربي ومحاولة ادخال اللغة البصرية الليبية في المشهد الثقافي الاسباني، ثم انتقلتُ لمرحلة أخرى مهمة جدًا وهي تأبين المفقودين من المهاجرين الأفارقة إلى الساحل الاوروبي وطبعنا عنها كتاب، و أقمنا معرضا بالمؤسسة العربية في 2012، ثم تأتي المرحلة الاكثر خشونة ودراما وهي مرحلة الربيع العربي التي أنتجنا عنها كتاب اشرف عليه الشاعر الراحل احمد الفقيه صالح الذي كان به نص له نال اعجاب الجميع، ثم تأتي مرحلة وهي التي اخوضها الان عن الشعور الخاص الحميمي تجاه علاقتي بالفن ككل وتجاه نضجي التشكيلي والثقافي، فبدأ عندي التحول من الخارج إلى الداخل نحو الذات والاستماع الى النفس، وهذه مرحلة بدأت بها من 2019 إلى اليوم، والمعرض المقام الآن هو تجميع لكل هذه الفترة وعرضها بطريقة المراحل، شعوري الآن في الحقيقة هو مزيج من السعادة والشعور بالحظ كوني موجودًا هنا كفنان عربي افريقي مسلم بأوروبا، واتيحت لي امكانية العرض في معارض اسبانيا والمكسيك والارجنتين، اشبه هذا بحظ كبير صعب نيله من قبل زملاء آخرين، فالمنافسة التشكيلية هنا على اشدها، ضمن جو فني نشط فيه الكتب والمطبوعات والمعارض الفنية، ارجع نجاحي ذلك إلى حظ نلته بموهبتي وترجمته إلى فعل، المعرض يأتي بعد انتقالي من جامعة طرابلس بعد مشادات وعدم فهم للحركة الفنية وما يراه الفنان كأستاذ وعدم تشيعهم ولا اعترافهم بالأنشطة الفنيه ولا الفردية للأساتذة مما يجعل من الاستاذ اداة متصلبة بين الجدران وهكذا قررتُ الانسحاب بهدوء والحقيقة اتفق الزملاء على توديعي بإقامة حفل صغير خارج الجامعة، شاركتْ فيه دار الفنون بكلمة اعتراف وتقدير لما قدمناه طيلة السنين الفائته لنشر بعض من التجارب الفنية الليبية بالخارج.
كان ذلك لفتة كريمة جدًا اعتز بها، ثم جاء انتقالي إلى الهيئة الليبية للبحث العلمي، وفي الحقيقة وجدتُ هناك تفاهمًا طيبًا، وتفهمًا من مدير الهيئة أ.فيصل العبدلي، كانتْ لي نشاطات مختلفة بها، قمتُ بمداخلات فنية في إذاعات مختلفة.
الحقيقة وجدتُ فرقًا كبيرًا في الرعاية كفنان تشكيلي يحمل هموم الوطن في الخارج، لدي لوم على الإعلام الليبي ككل، ولكنَّني اشكر الصفحات الثقافية بصحيفة «فبراير» التي تتابع باهتمام مسيرة الفن التشكيلي في ليبيا بالخارج، لأن الفن الليبي لاعزاء له بالداخل.