
ميس الريم القطراني
في مدينتنا التي
لا تشيخ
تتوارثُ الكراسي أسماءها
كأنها سلالات من دمٍ
لا يُسال
وكأن الولادة لا تحتاج سوى ختمٍ قديم.
الجنود هناك
لا يحفظون النشيد
لكنهم يعرفون جيدًا
كيف يُصوَّب الصمت
وكيف يُعتقل الحنين.
كنتُ أكتب
حين كان الليل يسمح ليّ أن أكون ظلّاً لا يُرى
ثم جاء الضوء
فأصبح كل حرفٍ مرآةً
وكل مرآةٍ تهمة.
مدينتنا لا تحب الأسئلة
تفضل أن نُصفّق
أن نُبارك للكرسي حين يُرزق بوريث
أن نُسمي الخوفَ «حكمةً»
والصمتَ «وطنيةً».
لكنَّني ما زلتُ أكتب
في جيب الريح
على جدران الغبار
وفي عيون مَنْ يعرفون أن الحقيقةَ
لا تحتاج تصريحاً
كي تُولد..