
في ختام المعرض التشكيلي الذي أقيم مؤخرًا للفنان التشكيلي الليبي الكبير معتوق بوراوي بأسبانيا، أقيمتْ على هامشه محاضرة مشتركة مع طلبة كلية الفنون الجميلة بجامعة غرناطة، وذلك بهدف الاحتفاء بجهود الفنان بوراوي الفنية، وأيضًا مناقشة قضايا محورية تهم المشهد الفني المعاصر، خصوصًا في إطار سعي الطلاب للاستفادة من الفنانين غير القارين .
وقدّم لهذا المحاضرة الأكاديمية المميزة أستاذ الفنون البصرية «د. خوان بيجار»، الذي أسهب في ادراج السيرة الذاتيه للفنان معتوق بوراوي، متحدثًا عن مسقط رأسه ومدينته القره بوللي التي هي جزءٌ من حوض البحر الأبيض المتوسط.
وأكد على أهمية معرض الفنان بوراوي في المكسيك، والذي هو موجود بـ)اليوتيوب(، وأيضًا أشاد بتجربة بوراوي لكونها تجربة ملهمة وجريئة وذلك لتشجيع الطلاب، والطالبات لخوض تجربتهم الخاصة عبر الإضاءة التي توفرها تجربة الفنان معتوق بوراوي .
وقد تكونتْ محاور النقاش الأساسية من ثلاثة بنود رئيسة، تمثل تحديات وفرصًا للتبادل الثقافي والفني بين ضفتي المتوسط وهي:
1 – معضلة الاندماج الفني الأفرو-أوروبي:
حيث تم التركيز على التحديات التي تواجه فناني شمال إفريقيا في تحقيق اندماج أكبر ووجود أكثر تأثيرًا في الساحة الفنية الأوروبية المعاصرة، وبحث السُبل الكفيلة بتجاوز هذه الحواجز الثقافية واللوجستية.
2 – توحيد المناهج الأكاديمية والثقافة المتوسطية فطرحتْ المحاضرة فكرة إمكانية توحيد المناهج الدراسية بين كليات الفنون الجميلة ودول حوض البحر المتوسط، بما في ذلك الدول العربية، مع التأكيد على الأهمية القصوى للحفاظ على المسافة الثقافية والخصوصية الفنية التي تميز كل دولة ومنطقة.
3 – الفنون الغربية المعاصرة بين التلقي والتأثير وفيها نوقشتْ كيفية تعامل المؤسسات والأوساط الفنية في الدول الأوروبية ودول شمال إفريقيا مع الفنون الغربية المعاصرة، وكيف أثر هذا التعامل في تطور الحركات الفنية المحلية والهوية البصرية في المنطقة.
لقد كانت هذه الفرصة حوارًا مثمرًا لتبادل الرؤى وتعميق الفهم حول طبيعة الحركة الفنية العالمية، وخطوة نحو بناء جسور تعاون أكاديمي وفني أكثر رسوخًا بين الشباب المبدع في ضفتي المتوسط.