فنون

الدويلي : نافذة للضوء تقضي على العتمة

حاوره: نصر الدين علي

أحبَّ‭ ‬المسرحَ‭ ‬فأحبه‭ ‬جعل‭ ‬من‭ ‬ستارته‭ ‬فستان‭ ‬يتراقص‭ ‬معه‭ ‬كل‭ ‬عرض‭ ‬قدمه،‭ ‬لن‭ ‬تتوارى‭ ‬من‭ ‬أول‭ ‬لحظة‭ ‬أن‭ ‬تحكم‭ ‬عليه‭ ‬أنه‭ ‬يشكل‭ ‬أدواره‭ ‬كعجينة‭ ‬بين‭ ‬يديه‭ ‬يشكلها‭ ‬كيف‭ ‬شاء‭ ‬لعب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشخصيات‭ ‬وتفوق‭ ‬عليها‭ .. ‬الفنان‭ ‬لديه‭ ‬لا‭ ‬يصنف‭.. ‬بل‭ ‬الفنان‭ ‬أينما‭ ‬وجد‭ ‬يكون‭ ‬مبدعًا‭ ‬سواء‭ ‬كوميديًا‭ ‬أم‭ ‬تراجيديًا‭  ‬هذا‭ ‬مقياس‭ ‬الإبداع‭ ‬لديه

عن‭ ‬التجربة‭ ‬الفنية‭ ‬والبدايات

بدايتكَ‭ ‬مع‭ ‬المسرح‭ ‬؟‭ ‬هل‭ ‬جاءتْ‭ ‬بالصدفة‭ ‬أم‭ ‬كانتْ‭ ‬حلمًا‭ ‬منذ‭ ‬الطفولة‭ ‬؟

وُلدتُ‭ ‬وتربّيتُ‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬أدبية‭ ‬فنية؛‭ ‬أنتمي‭ ‬لعائلة‭ ‬من‭ ‬الكتّاب،‭ ‬والشعراء‭ ‬والتشكيليين‭. ‬والدي‭ ‬هو‭ ‬الكاتب‭ ‬والمخرج‭ ‬المسرحي‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬ونيس،‭ ‬وهو‭ ‬مؤطر‭ ‬مسرحي،‭ ‬ومؤسس‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬الفرق‭ ‬المسرحية‭. ‬منذ‭ ‬طفولتي‭ ‬كنتُ‭ ‬أستيقظ‭ ‬على‭ ‬أصوات‭ ‬المسرح‭ .. ‬وأجواء‭ ‬الأدب‭ ‬والفن‭ ‬تحيط‭ ‬بي‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬جانب؛‭ ‬فكان‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬تتكوّن‭ ‬شخصيتي‭ ‬الفنية‭ ‬والأدبية‭ ‬في‭ ‬إطارٍ‭ ‬تربوي‭ ‬واعٍ‭ .. ‬جعل‭ ‬الفن‭ ‬بالنسبة‭ ‬ليّ‭ ‬أسلوب‭ ‬حياة‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مهنةً،‭ ‬أو‭ ‬خيارًا‭ .‬

ما‭ ‬أول‭ ‬مرة‭ ‬شعرتَ‭ ‬فيها‭ ‬أنَّ‭ ‬المسرح‭ ‬سيكون‭ ‬طريقكَ؟

من‭ ‬الصعب‭ ‬أنَّ‭ ‬أحدد‭ ‬لحظة‭ ‬بعينها‭ .. ‬لأن‭ ‬المسرح‭ ‬كان‭ ‬حاضرًا‭ ‬في‭ ‬حياتي‭ ‬منذ‭ ‬البدايات‭ ‬الأولى،‭ ‬كنتُ‭ ‬أراه‭ ‬في‭ ‬البيت‭.. ‬في‭ ‬أحاديث‭ ‬والدي‭ .. ‬في‭ ‬البروفات‭ .. ‬وفي‭ ‬المقاعد‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬العروض‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يخرجها؛‭ ‬لكن‭ ‬ربما‭ ‬اللحظة‭ ‬التي‭ ‬شعرتُ‭ ‬فيها‭ ‬أن‭ ‬المسرح‭ ‬سيكون‭ ‬طريقي‭ ‬فعلاً‭ ‬كانتْ‭ ‬عندما‭ ‬وقفتُ‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬على‭ ‬خشبة‭ ‬المسرح‭ ‬المدرسي،‭ ‬وسمعتُ‭ ‬تصفيق‭ ‬الجمهور‭. ‬وقتها‭ ‬أدركتُ‭ ‬أنّ‭ ‬هذا‭ ‬المكان‭ ‬يحمل‭ ‬سحرًا‭ ‬لا‭ ‬يُقاوَم،‭ ‬وأنني‭ ‬أنتمي‭ ‬إليه‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬فيّ‭.‬

مَنْ‭ ‬هو‭ ‬الشخصُ،‭ ‬أو‭ ‬الحدث‭ ‬الذي‭ ‬دفعك‭ ‬فعلاً‭ ‬إلى‭ ‬دخول‭ ‬هذا‭ ‬المجال؟

بصراحة‭ .. ‬والدي‭ ‬هو‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬التأثير‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬دخولي‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭.. ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يدفعني‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ .. ‬بل‭ ‬كان‭ ‬وجوده‭ ‬الفني‭ ‬وحضوره‭ ‬المسرحي‭ ‬يلهمني‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يتكلم‭ ‬كثيرًا‭ .. ‬كنتُ‭ ‬أراه‭ ‬يعمل‭ ‬بإخلاص‭ ‬للمسرح،‭ ‬يتعامل‭ ‬معه‭ ‬كرسالة‭ ‬لا‭ ‬كمهنة،‭ ‬وهذا‭ ‬انعكس‭ ‬فيّ‭ ‬بشكل‭ ‬طبيعي‭. ‬الحدث‭ ‬الفعلي‭ ‬ربما‭ ‬كان‭ ‬عندما‭ ‬شاركتُ‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬بروفاته‭ ‬وطلب‭ ‬مني‭ ‬أنّ‭ ‬أؤدي‭ ‬مشهدًا‭ ‬بسيطًا‭.. ‬فشعرتُ‭ ‬بشيء‭ ‬مختلف‭.. ‬شعور‭ ‬بالانتماء‭ ‬والمسؤولية‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ .. ‬ومن‭ ‬هناك‭ ‬بدأتْ‭ ‬رحلتي‭ ‬مع‭ ‬الخشبة‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬عام‭ ‬2003‭ .‬

ما‭ ‬أصعب‭ ‬مرحلة‭ ‬مرَّرتَ‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬بداياتكَ‭ ‬المسرحية؟

كانتْ‭ ‬مرحلة‭ ‬الإصرار‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬الإحباط‭.. ‬أن‭ ‬تعمل‭ ‬وأنتَ‭ ‬لا‭ ‬تجد‭ ‬دعمًا،‭ ‬ولا‭ ‬إمكانات‭ .. ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬تواصل‭ ‬لأنك‭ ‬مؤمن‭. ‬كثيرون‭ ‬توقفوا‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المرحلة‭ .. ‬لكن‭ ‬المسرح‭ ‬بالنسبة‭ ‬ليَّ‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هواية‭ .. ‬كان‭ ‬ضرورة‭.‬

لو‭ ‬عدتَ‭ ‬للبداية،‭ ‬هل‭ ‬كنتَ‭ ‬ستختار‭ ‬المسرح‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬؟

نعم‭ .. ‬وبقوة‭ .. ‬رغم‭ ‬توجهاتي‭ ‬لفنون‭ ‬الصحافة‭ .. ‬وكتابة‭ ‬القصص‭ ‬القصيرة،‭ ‬والمقالة‭ .. ‬ولكن‭ ‬المسرح‭ ‬هو‭ ‬المسرح‭ ‬رغم‭ ‬التعب،‭ ‬والخذلان‭ ‬أحيانًا‭ .. ‬المسرح‭ ‬هو‭ ‬المكان‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬أشعر‭ ‬فيه‭ ‬أنني‭ ‬أعيش‭ ‬بصدق‭ ‬دون‭ ‬أقنعة‭. ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬المسرحي‭.‬

حدّثنا‭ ‬عن‭ ‬آخر‭ ‬عمل‭ ‬مسرحي‭ ‬شاركتَ‭ ‬فيه‭  ‬وما‭ ‬الذي‭ ‬يميّزه‭ ‬عن‭ ‬تجاربك‭ ‬السابقة؟

العمل‭ ‬كان‭ ‬مونودراما‭ ‬الممثل‭ ‬الأخير‭ .. ‬ضمن‭ ‬المونديال‭ ‬المغاربي‭ ‬للمسرح‭ ‬الذي‭ ‬أقيم‭ ‬بمدينة‭ ‬البيضاء‭ .. ‬وهو‭ ‬عمل‭ ‬يقترب‭ ‬من‭ ‬الذات‭ .. ‬من‭ ‬علاقة‭ ‬الفنان‭ ‬بفنه‭ ..‬من‭ ‬فكرة‭ ‬العزلة،‭ ‬والتمثيل‭ ‬كقدر‭ .. ‬يميّزه‭ ‬أنه‭ ‬صادق‭ ‬جدًا‭.. ‬وقد‭ ‬تحصلتُ‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬أفضل‭ ‬ممثل‭ ‬وتحصل‭ ‬الوالد‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬أفضل‭ ‬نص‭ ‬بمشاركة‭ ‬مغاربية‭ ‬ومحلية‭.‬

ما‭ ‬الدور‭ ‬هذا‭ ‬العمل؟‭ ‬وكيف‭ ‬تعاملتَ‭ ‬معه‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬النفسية؟

كنتُ‭ ‬أجسّد‭ ‬شخصية‭ ‬الممثل‭ ‬الذي‭ ‬يعيش‭ ‬صراعه‭ ‬بين‭ ‬الفن‭ ‬والواقع‭ .. ‬بين‭ ‬ما‭ ‬يريد‭ ‬قوله‭ ‬وما‭ ‬يُسمح‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬يقوله‭.. ‬تعاملتُ‭ ‬مع‭ ‬الدور‭ ‬كمرآة‭.. ‬أفرغتُ‭ ‬فيه‭ ‬الكثير‭ ‬منّي‭ .. ‬من‭ ‬خيباتي

وأحلامي‭ ‬المؤجلة‭.‬

ما‭ ‬الرسالة‭ ‬التي‭ ‬تحاول‭ ‬إيصالها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬العرض؟

إنّ‭ ‬الفنان‭ ‬ليس‭ ‬آلةً‭ ‬للترفيه‭ .. ‬بل‭ ‬إنسانًا‭ ‬يحمل‭ ‬همّ‭ ‬النَّاس‭ ‬بصوته‭ ‬وجسده‭.. ‬وأنَّ‭ ‬المسرح‭ ‬مهما‭ ‬بدأ‭ ‬بسيطًا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬صرخة،‭ ‬واعترافًا‭ ‬في‭ ‬آنٍ‭ ‬واحد‭.‬

ما‭ ‬الصعوبات‭ ‬التي‭ ‬واجهتكم‭ ‬أثناء‭ ‬البروفات‭ ‬والتحضير‭ ‬للعمل؟

الظروف‭ ‬الإنتاجية‭ ‬كانت‭ ‬محدودة‭ ‬جداً‭ .. ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ضيق‭ ‬الوقت‭ ‬وصعوبة‭ ‬توفير‭ ‬فضاء‭ ‬للتدريب‭.. ‬لكن‭ ‬التحدي‭ ‬الأكبر‭ ‬كان‭ ‬نفسياً‭ .. ‬كيف‭ ‬تحافظ‭ ‬على‭ ‬صدقك‭ ‬الفني‭ ‬وسط‭ ‬الفوضى‭ ‬والضغوط‭.‬

  ‬عن‭ ‬الفكرة‭ ‬والرؤية‭ ‬الفنية‭ ‬

كيف‭ ‬ترى‭ ‬وضع‭ ‬المسرح‭ ‬اليوم‭ ‬مقارنة‭ ‬بالماضي‭..‬؟

المسرح‭ ‬اليوم‭ ‬يعيش‭ ‬حالة‭ ‬مفصلية‭.. ‬لدينا‭ ‬طاقات‭ ‬شابة‭ ‬ورؤى‭ ‬جديدة‭ ..‬لكن‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬هناك‭ ‬ضعف‭ ‬في‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬والدعم‭.‬

هل‭ ‬المسرح‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬قادرًا‭ ‬على‭ ‬التأثير‭ ‬في‭ ‬الجمهور‭ ‬وسط‭ ‬طغيان‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا؟

نعم‭ .. ‬لأن‭ ‬المسرح‭ ‬لا‭ ‬ينافس‭ ‬في‭ ‬السرعة‭.. ‬بل‭ ‬في‭ ‬العمق‭.. ‬في‭ ‬زمن‭ ‬الصور‭ ‬السريعة‭ ‬يظل‭ ‬المسرح‭ ‬المكان‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬يجعلك‭ ‬ترى‭ ‬الإنسان‭ ‬أمامك‭.‬‭. ‬تسمع‭ ‬أنفاسه‭ ‬وتشعر‭ ‬بنبضه‭. ‬هذه‭ ‬العلاقة‭ ‬لا‭ ‬يعوضها‭ ‬أي‭ ‬‮«‬لايك‮»‬

ما‭ ‬الفرق‭ ‬بين‭ ‬الممثل‭ ‬المسرحي،‭ ‬والممثل‭ ‬التلفزيوني،‭ ‬أو‭ ‬السينمائي‭ ‬برأيك؟

الممثل‭ ‬المسرحي‭ ‬يعيش‭ ‬اللحظة‭ ‬كاملة‭ ‬بلا‭ ‬مونتاج‭ ‬ولا‭ ‬إعادة‭.. ‬هو‭ ‬يغامر‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬عرض‭.. ‬وكل‭ ‬مساء‭ ‬يولد‭ ‬من‭ ‬جديد‭ .. ‬أما‭ ‬الممثل‭ ‬أمام‭ ‬الكاميرا‭ ‬فله‭ ‬أدواته‭ ‬الخاصة‭ .. ‬لكنه‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬تلك‭ ‬الحرارة‭ ‬التي‭ ‬تمنحها‭ ‬الخشبة‭.‬

ما‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تشغلك‭ ‬كمبدع‭ ‬وتود‭ ‬طرحها‭ ‬على‭ ‬خشبة‭ ‬المسرح؟

أهتم‭ ‬بالقضايا‭ ‬الإنسانية‭.. ‬الإنسان‭ ‬المهمش‭.. ‬الحلم‭ ‬المكسور‭.. ‬علاقة‭ ‬الفنان‭ ‬بمجتمعه‭.. ‬أؤمن‭ ‬أن‭ ‬المسرح‭ ‬ليس‭ ‬للترفيه‭.. ‬للمساءلة‭.‬

هل‭ ‬تفضل‭ ‬المسرح‭ ‬الجاد،‭ ‬أم‭ ‬الكوميدي؟‭ ‬ولماذا؟

أفضل‭ ‬المسرح‭ ‬الصادق‭ .. ‬سواء‭ ‬أكان‭ ‬جادًا‭ ‬أم‭ ‬كوميديًا‭ .. ‬لأن‭ ‬الكوميديا‭ ‬حين‭ ‬تكون‭ ‬نابعة‭ ‬من‭ ‬وجع‭ ‬صادق‭ ‬تصبح‭ ‬أصدق‭ ‬من‭ ‬الدموع

عن‭ ‬الشخصية‭ ‬والجانب‭ ‬الإنساني

ما‭ ‬أكثر‭ ‬شيء‭ ‬يخيفك‭ ‬قبل‭ ‬الصعود‭ ‬إلى‭ ‬الخشبة؟

الصمت‭ .. ‬تلك‭ ‬اللحظة‭ ‬قبل‭ ‬الإضاءة‭ ‬حين‭ ‬تسمع‭ ‬دقات‭ ‬قلبك‭.. ‬الخوف‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬النسيان‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬ألا‭ ‬أصل‭ ‬إلى‭ ‬الناس‭ ‬كما‭ ‬أريد

هل‭ ‬ترى‭ ‬اختلافًا‭ ‬بين‭ ‬العرض‭ ‬المسرحي‭ ‬وتحضيراته‭ ‬في‭ ‬الدورة‭ ‬السابقة‭ ‬وهذه‭ ‬الدورة؟

نعم‭ .. ‬هناك‭ ‬تطور‭ ‬ملحوظ‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬التحضير‭ ‬والجرأة‭ ‬الفنية‭ .. ‬المهرجانات‭ ‬صارت‭ ‬مختبراً‭ ‬للتجريب‭.. ‬وهذا‭ ‬شيء‭ ‬مبشّر‭.‬

كيف‭ ‬تتعامل‭ ‬مع‭ ‬النقد؟‭ ‬وهل‭ ‬تعتبره‭ ‬دافعاً‭ ‬أم‭ ‬عبئًا‭ ‬ثقيلاً‭ ‬ومزعجًا‭ ‬؟

أتعامل‭ ‬معه‭ ‬بوعي‭.. ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬فنان‭ ‬فوق‭ ‬النقد‭ ‬لكن‭ ‬المهم‭ ‬من‭ ‬أين‭ ‬يأتي‭ ‬النقد‭ ‬وكيف‭ ‬يُقال‭.. ‬النقد‭ ‬الحقيقي‭ ‬يبني‭ .. ‬أما‭ ‬التهكم‭ ‬فمجرد‭ ‬ضجيج

ما‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬تحلم‭ ‬بأدائه‭ ‬ولم‭ ‬يتحقق‭ ‬بعد؟

أحلم‭ ‬بدور‭ ‬يعري‭ ‬الفنان‭ ‬من‭ ‬الداخل‭ ..‬يُظهر‭ ‬هشاشته‭ ‬وضعفه‭ ‬الإنساني‭ ‬دون‭ ‬أقنعة‭ ‬ولا‭ ‬تزيين‭.. ‬ربما‭ ‬شخصية‭ ‬تمثل‭ ‬‮«‬الإنسان‭ ‬العادي‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يحاول‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬بطلاً‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬شيء

عن‭ ‬المستقبل‭ ‬والرؤية‭ ‬العامة

كيف‭ ‬ترى‭ ‬مستقبل‭ ‬المسرح‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬والعالم‭ ‬العربي؟

أراه‭ ‬ممكناً‭ .. ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬الصعوبات‭.. ‬هناك‭ ‬وعي‭ ‬جديد‭ .. ‬ومخرجون‭ ‬شباب‭ ‬يؤمنون‭ ‬بأن‭ ‬المسرح‭ ‬ليس‭ ‬ترفًا‭ ‬بل‭ ‬حاجة‭.. ‬إذا‭ ‬وُجد‭ ‬الإيمان‭ ‬والإصرار‭ ‬فالمستقبل‭ ‬لا‭ ‬يُخيفني‭.‬

‭ ‬هل‭ ‬لديك‭ ‬مشروع‭ ‬مسرحي‭ ‬تحلم‭ ‬بتقديمه‭ ‬مجددًا؟

نعم‭ .. ‬لديّ‭ ‬مشروع‭ ‬مسرحي‭ ‬أعمل‭ ‬عليه‭ ‬حاليًا‭ ‬مع‭ ‬رفاقي‭ ‬في‭ ‬المسرح‭ ‬بمدينة‭ ‬شحات‭ .. ‬وهو‭ ‬بعنوان‭ )‬أيام‭ ‬قورينا‭ ‬المسرحية‭( ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬يمثل‭ ‬حلمًا‭ ‬نحاول‭ ‬تحقيقه‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬وقد‭ ‬وصلنا‭ ‬بالفعل‭ ‬إلى‭ ‬خطوات‭ ‬متقدمة‭ ‬في‭ ‬التحضير‭ ‬له‭.‬

نؤمن‭ ‬بأنه‭ ‬سيكون‭ ‬إضافة‭ ‬حقيقية‭ ‬للحراك‭ ‬المسرحي‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ .. ‬وسنعلن‭ ‬عن‭ ‬تفاصيله‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب‭ ‬إن‭ ‬شاء‭ ‬الله

ما‭ ‬الرسالة‭ ‬التي‭ ‬تود‭ ‬توجيهها‭ ‬لجيل‭ ‬الشباب‭ ‬المهتم‭ ‬بالمسرح؟

أن‭ ‬لا‭ ‬يستعجلوا‭ ‬الشهرة‭ ..‬وأن‭ ‬يفهموا‭ ‬أن‭ ‬المسرح‭ ‬ليس‭ ‬منصة‭ ‬للظهور‭ ..‬بل‭ ‬طريق‭ ‬لا‭ ‬يُسلك‭ ‬إلا‭ ‬بالعشق‭ ‬والصبر‭.. ‬من‭ ‬لم‭ ‬يحب‭ ‬المسرح‭ ‬بصدق‭ ‬لن‭ ‬يحتمله‭ ‬طويلاً‭.‬

‭. ‬كيف‭ ‬تتمنى‭ ‬أن‭ ‬يتذكرك‭ ‬الجمهور‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة؟

أتمنى‭ ‬أن‭ ‬يُقال‭ ‬إن‭ ‬عزالدين‭ ‬الدويلي‭ ‬كان‭ ‬فنانا‭ ‬صادقا‭ .. ‬أحب‭ ‬المسرح‭ ‬كما‭ ‬يُحب‭ ‬الإنسان‭ ‬وطنه‭ ‬وان‭ ‬امشي‭ ‬في‭ ‬طريقي‭ ‬حتى‭ ‬اخر‭ ‬الضوء‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى