
في أولى ردود الفعل من داخل الوسط الفني حول إعتزال مدير المسرح الوطني مصراتة، ومدير المهرجان الوطني للفنون المسرحية لعامين متتاليين الفنان «أنور التير» الفن بأشكاله كافة.
هذا الاعتزال الذي أُعلنه عبر كلمته التي ألقاها في حفل ختام المهرجان الوطني للفنون المسرحية الثالث عشر على ركح مسرح الكشاف.
أدرج الفنان المسرحي «علي الفلاح» وعبر حسابه الخاص منشورًا تحدث فيه عن التير، وما يتمتع به من صفات حسنة، وعن تفانيه الدائم في عمله وطالبه بإعادة التفكير، والعدول عن قراره حيث كتب :
«بعيدًا عن المواقف الأخيرة التي أخذ بعضها منحى شخصي، وأفضتْ إلى الاقصاء عن فعاليات الدورة )13( من المهرجان الوطني للفنون المسرحية ذلك الاقصاء الذي طال عدة أسماء، ورموز في المسرح الليبي بعضها كان بسبب المصادرة على الرأي، وبعضها لأسباب لا يتسع المجال لذكرها.
وبعيدًا عما جرى قبل ما يقارب العامين من إخلال بإلتزام وتجاهل منه أدى إلى جفوة من حينها بيني وبين الأخ، والصديق أنور التير بعيدًا عن كل ذلك ومتجاوزًا أصراري وثبات مواقفي المعلنة سلفًا إلا أنني أجد من الواجب إيفاء الرجل شيئا من حقه .
فقد أحزنني خبر إعتزاله المجال الفني فليس من اليسير أن تخسر الحياة المسرحية إنسانًا كـ«أنور التير» الذي عمل بصدق، ويقين الواثق وأنجز للمسرح مكتسبات مادية بينة؛ فالمسرح الوطني مصراته خير شاهد على ذلك عرفته إنسانًا راقيًا صاحب نخوة وشهامة وذا فزعة ووفاء قل وجوده في هذا الزمن وفي هذا الوسط المائج المحشو بالتملق والنفاق .
إنني وفي قمة زعلي وأختلافي معه إلا أنه وللأمانة لم يتخلَ عن قيمه الأخلاقية الشخصية الراقية .
أقول هذا للتاريخ وبعد أن أنتهى المهرجان ولعل من عرفني عن قرب يدرك أنه لا طمع ولا تزلف ولا مصلحة شخصية لي فيما ذكرت فزعلي منه لا زال كما هو وأختلافي معه أيضًا، وما ذكرته ليس جميلاً مني ولا منة ولكنه حقه الذي وجب مني له .
أتمنى منه أن يراجع قراره قد تكون المسؤوليات والضغوط مرهقة ومكلفة ولكن هذا هو المسرح المحكوم في هذه البلاد بعجاج القبلي .
لتتوالى ردود الفعل من مختلف فئات الوسط الفني
المخرج أسامة رزق الذي بدت المفاجأة واضحة من خلال كلماته في منشور على صفحته : «قررت أن نصبر شوية قبل التعليق على إعلان صاحبي وخوي أنور التير اعتزاله فوق مسرح الكشاف في حفل ختام المهرجان الوطني للفنون المسرحية التي كان مفاجئًا وأنا موجود بين الناس في المسرح.
حاولتُ التواصل معاه أمس الجمعة لكن للإسف كانت كل سُبل التواصل مقطوعة وكأنه عارف ان كل الناس حيكلموه.
محتاج لفيلم وثائقي نحكي فيه عن أنور لأنه مستحيل حنقدر في منشور أن نحكي عمق علاقتي مع أنور على المستوى المهني والشخصي لكن نقدر نقول إن أنور بذل كل جهده لمساعدتي ومساعدة الكثير والكثير من أبناء المهنة وأنور كان دائمًا يرشحلي في وجوه جديدة وحتى ممثلين محترفين أنور هو إللي كان ينظم كل سنة في تجارب الاداء في مصراتة و الخمس ويقولي إنه فيه أبناء مسرح مظلومين ماخدوش فرصة و كان السبب في تقديم أبناء مسرح مصراتة والخمس حتى نشوفهم وأخترت منهم الكثير في اأمالي وكان يبعتلي في أعمال ممثلين من المدن الشرقية و الجنوب و الغرب وينصحني نشوف أعمالهم كنت مش منتبه ليهم، انور كان يساعد فيا في كل عمل حتى هو مش مشارك فيه بفضل علاقاته الواسعة إللي كونها بسبب احترام الناس له وأيضًا بسبب كلمته إللي ديما زي السيف لو قالكَ «تم» يعني«تم»
شارك انور في أغلب أعمالي لقناعتي به و ثقتي في امكانياته و نتفأل جدًا بوجوده معاي خاصة دوره في مسلسل «غسق» إللي كان يخدم فيه بكل حب وإخلاص وكنتُ نتأثر اني وهو في عدة مشاهد مهمة في المسلسل
أنور مش حنقبل انا شخصيًا اعتزالك ومعاي الفنانين كلهم مستحيل حنقبلو ابتعادك عن الشيئ الي انت قدمتله كل حياتك و كنت جزء من تطوره في الدراما و من خلال مجهودك الجبار في مسرح مصراتة و المسرح في ليبيا عموًما.
أنور التير سنراك غدًا في المسرح والدراما ونقولوا مع بعض «قسمًا بالله الحمد لله».
الفنان يوسف خشيم علق على إعلان الاستقالة بقوله
«أبو الأنوار.. كما أحب وتحب أن اناديك..بقدر حبك ليَّ وللمسرح والفن عامة استحلفك بالله أن تعدل عن قرارك الذي لم أفاجأ به، إذ حدثتني عنه قبل بدء المهرجان عندما زرتني في مربوعتي المتواضعة.
يا أبا الأنوار أنتَ ركيزة المسرح في مصراتة، وليبيا؛ فإذا انهارت الركيرة إنهار معها كل البيت المسرحي.
من حقكَ أن تسلم رئاسة المهرجانات لغيرك لكن أن تعتزل المسرح فهذا القرار يرجع لنا نحن المسرحيين وليس من حقك اتخاذه.
المسرح في حاجتك ونحن أيضًا في حاجتك فهل يتخلى الطبيب عن مريضه؟!.
وهل يتخلى الولي عن مريده؟
باتخاذ هذا القرار الجائر أنت تخليت عن محبيك وأبنائك الذين اخرجتهم للوجود المسرحي وقبرتهم؛ فبحق الاب على ابنه وبحق الأخوة والصداقة والحب الذي بيننا أن تعدل عن قرارك.
أنا سأغادر في اليومين القادمين، ولن أرجع في المدة القريبة، فالمسرح أمانة بين يديك..مع كل حبي لك وللمسرح تحياتي.
الممثلة جميلة المبروك
كتبت على حائط صفحتها:
«كلنا نعرف كم أعطيت للمسرح من روحك. ووقتك وجهدك .. وكم تنفست رائحة خشبته كما يتنفس القلب الحياة..
وقبل أن تصدق فكرة الاعتزال…خذ وقتك لتلتقط أنفاسك فقط. التعب ليس نهاية الطريق، بل إشارة إلى أنك أعطيت أكثر مما يحتمل الجسد.
المسرح لا يترك من أحبه.. وربما الآن هو دور الصمت قبل الدور القادم.
خذ استراحة ..) لا وداع ( تحياتي لك صديقي الفنان .



