
في ظل البحث عن ممثل لدور ما يصبح الأسهل على المخرج هو اللجوء إلى ممثل ذكر لتجسيد الدور بدلاً من بذل جهد في البحث عن ممثلة أو حل التحديات المرتبطة بحضورها
على الرغم من حضور المرأة في النص قد يكون الاهتمام في الحركة المسرحية بشكل عام منصبا على قضايا ذكورية أو عروض لا تتطلب بالضرورة حضورا نسائيا لافتا لهذا
تعتبر هذه القضية واحدة من التحديات الرئيسية التي تواجه الحركة المسرحية والفنية في العديد من المناطق في بلادنا عن غياب العنصر النسائي علي خشبة المسرح رغم وجودها في النص وقيام الرجل بأداء دور المرأة وعدم الاقتناع هو سؤال يحمل في طياته الكثير من الإحباط والتساؤلات التي تحتاج إلى إجابات واضحة
المـهـرجـان إسـتدامـة ام «لـــــــــــــمـــــة» وتـنـفـيـس مـوسـمي
فكان يشغلنا ونحن كمهتميين بالشان الفني في بلادنا عدم تواجد العنصر النسائي علي الخشبة في العديد من المهرجانات التي قامت في عدة مناطق وان حضورها كان خجولا جدا الا مارحم ربي فكان يدور في ادهانناا لماذا هذا الغياب وماسببه وخاصة ان الفنانة موجودة ولماذا كانت بعض العروض وان لما تكون جلها دور المراة علي الخشبة غير مرئي وان وجد في النص علي الخشبة كان يقوم بدورها الرجل … فكنا نحمل سؤالنا في جعبتنا وننتظر ان يسقينا الاخرون بالاجابة ويبشبشوا علينا برداد بارد من الاجابات لتطفي حيرتنا وتساولاتنا التي كانت تشغلنا .. استغلينا قيام مهرجان المسرح الوطني في دورته 13 وتوجهنا بسؤالنا لبعض الفنانات المعنيات بالسؤال…ما هي الأسباب الحقيقية التي تمنعهن من التواجد على الركح ؟ هل هي أسباب ذاتية (عزوف) أم أسباب موضوعية ؟. ام ان صعوبة الحصول على الفرص أو الموانع هي اجتماعية ؟…. لماذا الرجل هو من يقوم بدور المراة برغم ان اداءه غير مقنع وهذا بشهادة الكل لماذا التقصير والتنقيص في حق الفنانة وحق وجودها كما اكد النص على خشبة المسرح؟
اولا كنا مع الدكتورة .. وسام بوزقية والتي اجابت بقولها .
هناك نقص ملحوظ في وجود الفنانات في العروض المسرحية خلال المهرجان، وأن ظهور الفنانة ما زال خجولًا جدًا.
و غالبا ما تفرض العادات والتقاليد نظرة سلبية على عمل المرأة في مجال الفن خاصة المسرح الذي يتطلب تفاعلًا مباشرًا وحضورًا جماهيريًا، مما يحد من أعداد الممثلات المتاحا
وكما ذكرت الدكتورة بوزكير ان أي شكل من أشكال التشدد الاجتماعي أو الفكري يمكن أن يشكل ضغطًا على الفنانة أو على أسرتها، مما يدفعها لعدم المشاركة أو يمنع المخرجين من اختيار العنصر النسائي في بعض المناطق.
واضافت عندما يؤدي الرجل دور المرأة (وهو تقليد مسرحي قديم عالميًا، لكنه يصبح إشكالية عند فرضه بسبب القيود)، فإنه غالبًا ما يؤثر على مصداقية الدور وعمق الشخصية النسائية، ويفقد المسرح فرصة لتقديم قضايا المرأة بصوتها الحقيقي.
إن مطالبة الدكتورة بوزقية بتمكين المرأة من أداء أدوارها الفنية هي دعوة لـ احترام المهنية الفنية وتمكين الفنانة من التعبير عن قضاياها ومجتمعها بطريقة احترافية ومحترمة
_ وهذا تصريح قوي من الفنانة رندة عبد اللطيف التي شاركت في المهرجان المسرح الوطني بمسرحية «طاحو نجوم الليل»
حيث اكدت الفنانة فكرة حضور الممثلة في النص ولكنها غالبا ما تغيب عن المسرح وتصف هذا الأمر بأنه حقيقة واضحة وملموسة
وإنها تدافع بقوة عن وجود العنصر النسائي في جميع المجالات الفنية وليس فقط على المسرح
وتؤكد أن دور المرأة وأدائها على المسرح يقدم بعد أكثر وضوحا وأداء أجمل مما يوحي بأن حضورها يعزز القيمة الفنية للعمل
وتعترف الفنانة رندا بأن غياب الممثلات أكثر وضوحا في بعض المناطق خارج طرابلس ولكن في مهرجان المسرح الوطني حضور العنصر النسائي واضح وقوي خاصة من الممثلات الطرابلسيات وفي المسرحيات الطرابلسية
وتبرر أنه لا ينبغي إلقاء اللوم على الفرق التي تفتقر إلى العنصر النسائي وتعزو غيابها ربما إلى صعوبات السفر أو ظروف أخرى تمنع النساء من المشاركة في العرض
وتدعو إلى تكثيف الجهود حتى لا يقع العب بشكل كبير على الهيئة العامة للسينما والمسرح مشيرة إلى أن القطاع لا يزال في مراحله الأولى من النمو والتطور وتوجه نداؤها الرئيسي نحو العائلات ورجال الأعمال في جميع المناطق لدعم الفنانة في جميع الجوانب لضمان اكتمال العنصر النسائي في كل أداء
_ نعيمة ابراهيم النائلي
فنانات الجيل السابق أمثال الأديبة والإذاعية الرائدة خديجة الجهمي (المعروفة بنت الوطن والتي كانت من أوائل المدافعات عن حقوق المرأة وأسست مجلات تعنى بها وأمباركة عدالة (التي ورد اسمها في السياق الثقافي الليبي في مجالات مثل حقوق الطفل والإرشاد النفسي) والفنانة القديرة حميدة الخوجة التي تجاوزت مسيرتها نصف قرن وغيرهن كن حقا يخضن معركة الوجود في ظل ظروف اجتماعية صعبة كانت تقيد ظهور المرأة ظهورهن القليل لم يكن نقصا في موهبتهن بل كان نتيجة حتمية لتلك الظروف.
ملاحظتي حول أداء الرجل لدور المرأة في بعض العروض المسرحية اسباب قد تخص الفرق أو قصر مدة العروض هذه الظاهرة لا تُعتبر دائمًا نفيا لدور المرأة بل قد تكون في سياقات مسرحية معينة (كالتراثية القديمة أو لأسباب إنتاجية) أو لأسباب فنية خاصة بالفرقة والأهم أن هذا لم يعطك انطباعًا سيئًا مما يدل على وعيك بطبيعة الفن المسرحي.
أكدت نعيمة ان دور الفنانة موجودة وفي كل العصور وخاصة الفنانة الطرابلسية» هو تأكيد على الأصالة والاستمرارية لهذا الدور الريادي في المشهد الفني الليبي.
_ عبير الترهوني ممثلة كوميدية
من وجهة نظري تعد قضية غياب وحضور المرأة على خشبة المسرح من القضايا التي تثير الكثير من النقاش في الأوساط الفنية والثقافية وتشير ايضا إلى أن غيابها قد يعود لأسباب عملية مثل التكاليف المادية (إقامة ومصروفات الفرق القادمة من مناطق أخرى) أو حجم الدور (أدوار ثانوية قد لا ترغب فنانة كبيرة في القيام بها
وفي كثير من المجتمعات قديمًا كان هناك محاذير اجتماعية وثقافية وحتى دينية تمنع أو تحد من ظهور المرأة على المسرح مما كان يدفع للاستعانة بالرجال أو الصبية لأداء الأدوار النسائية
واسباب اجتماعية أخرى تشمل نظرة المجتمع التي قد لا تكون داعمة لعمل المرأة في هذا المجال أو قلة الحوافز والفرص المهنية الكافية
تتفق وجهة نظري تمامًا مع ما يؤكد عليه العديد من النقاد والمسرحيين حول ضرورة وجود العنصر النسائي فهو يمثل إضافة وقيمة للعرض ويعكس الواقع الاجتماعي بشكل أكثر شمولاً وطبيعية
وتضيف الفنانة يعتبر حضور المرأة أساسيا لتقديم قضاياها ومعاناتها ووجهة نظرها من منظورها الخاص وهو ما لا يتقنه الرجل مهما حاول لأنه لا يستطيع إيصال العمق والتفاصيل التي تشعر بها الممثلة التي تجسد الدور بصدق
وتري ايضا ان وجود المرأة في المسرح هو نوع من التوازن والتعبير الكامل عن المجتمع والمطالبة بإقامة مهرجانات مدرسية ودورات تدريبية لتشجيع واكتشاف المواهب النسائية هي خطوة هامة نحو تعزيز هذا الحضور وتطويره
في الختام تضيف الفنانة إن إشراك المرأة ككاتبة ومخرجة وممثلة أمر حيوي ليتمكن المسرح من تحقيق دوره التعبيري والاجتماعي الكامل.
ثم اخذنا سؤالنا االتالي _وكان عن المهرجان الوطني للمسرح دورته 13
وسؤال عن الاستدامة والاستمرارية للمهرحان وفق مواعيد تابثة ام انها مجرد لمة او تنفيس موسمى ؟ وبداية اجابنا عبد الباسط أبو قندة رئيس الهيئة العامة للسينما والمسرح
يؤكد عبد الباسط على الاعتراض على وصف الدورة بأنها «متأخرة»، ويفضل استخدام «الدورة اللي فاتت» (الماضية
و يشدد على أن المهرجان لم يتأخر بل جاء في موعده المحدد كل سنتين الدورة الماضية كانت في سنة 2023.
الدورة الحالية في سنة 2025
وذكر أن الدورة الماضية كان مقررا لها أن تكون في شهر 10 ولكن لظروف درنة والأحداث التي وقعت تم تأجيلها إلى شهر 12
و يقول أن المهرجان ليس مجرد «تنفيس موسمي» بل جاء في موعده المحدد وهو مقرر كل سنتين
وعن سؤالنا كيف قدمت عروض المهرجان الوطني الفساد والصراع ووجع الموطن علي الخشبة..
أجاب… أن العروض المسرحية تناولت مجموعة من القضايا الهامة مثل الفساد، والصراع، واللّمَّة (الوحدة) قضايا اجتماعية ووطنية تخص المواطن منها الاجتماعية ومشاكل التشظي الذي حدث في الوطن وهي بمثابة رسائل وهي مهمة جداً تطرقت لوجع المواطن ولامست وجع المواطن
ويرى ابوقندة أن الدورة كانت ناجحة إلى حد كبير من ناحية العروض وان المهرجان نجح في لم الليبيين من جميع المدن الليبية لان الفن يجمع مش يفرق.. والسياسيين يفرقوا.. والفنانين يجمعوا
_ المخرج منير باعور كان له راي اخر
حيث يري أن المهرجان لن يتجاوز كونه «عادة سنوية» ما لم تتغير الظروف المحيطة
بالمسرح ويؤكد على ضرورة وجود خطة سنوية متكاملة تشمل تدريبات وورش عمل تغطي مختلف المجالات والفئات العمرية
ويري باعور أنه لن يتم الوصول إلى مهرجان وطني يليق بدولة لها تاريخ مسرحي مثل ليبيا طالما أن الفرق المسرحية تعمل على عرض واحد فقط في السنة
ويعرب عن أمنيته في الاستمرار ولكنه يلاحظ أن مستوى المهرجان يصبح أسوأ كل سنة مقارنة بالتي سبقتها ويؤكد أن المشكلة لا تكمن في الممثل أو الفرق بل في قلة التدريبات على مدار السنة وقلة استقطاب العناصر الجديدة
ويشدد باعور على أن الخطة السنوية يجب أن تضعها الجهة المسؤولة على الفرق (الهيئة العامة للسينما والمسرح) وليس الفرق نفسها ويذكر أمثلة مثل إلزام الفرق بـ ثلاثة عروض سنوية والمشاركة في مدن أخرى والتبادل والزيارات بين الفرق
و يرى أنه بدون هذه الخط سيبقى المهرجان مجرد ملتقى جميل للفنانين لكنه لن يتجاوز مرحلة «الملتقى» وستكون النتيجة نحن في الخارج أفضل من علي المسرح أي أن الأثر الاجتماعي أهم من الأثر الفني.
_علاء الاوجلي ممثلل مسرحي..
والذي اكد على أن المهرجان هو أكثر من مجرد «لمة» بل يمثل حدثا ذا أهمية كبيرة في المشهد الفني والوطني في بلادنا لهذا كنا تنتظر عودته بفارغ الصبر لذا قمنا بتجهيز عملين أحدهما باسم المسرح الوطني طرابلس والآخر باسم فرقة بنغازي للفنون المسرحية وهو دليل على حماسنا ورغبتنا في المشاركة القوية واشار علاء إلى أن نقص الممثلين أثر على العمل الثاني لفرقة بنغازي وهو تحد يواجه الحركة المسرحية شاركنا في هذا المهرجان للدورة 13 بعمل بعنوان «أهل الخفاء»لفرقة المسرح الوطني بنغازي رواية «ربوت الصخرة» للكاتب إبراهيم الكوني والكتابة المسرحية الأستاذ خالد نجم تأليف وسينوغرافيا وإخراج نصر الأوجلي البطولة لمجموعة من شباب المسرح الوطني
أشار الاوجلي إلى أن بعض العروض تناولت بشكل مباشر قضايا ومشاكل تهم المواطن مشيرا إلى قضايا الفساد والصراع ووجع الوطن وأبدي الفنان ملاحظتة حول أن أغلب العروض الأخرى التي تندرج تحت مسمى «كوميديا دراكي» تتسم بـ التكرار في القصة والموضوع والمضمون ايضا وعلى الرغم من أن من يقدمها هم «أصحاب كار حرفيين مسرح»
في الختام يضيف الفنان علاء كانت رغبتنا من المشاركة هي الارتقاء بمستوى المهرجان الوطني، بالإضافة إلى فخرنا بالعمل الذي قدمناه.



