
وهذه البحيرات السبع، هي بحيرات سبع رائعة متوزعة في مختلف أنحاء المدينة:
بحيرة عين الزيانة، بحيرة بودزيرة، بحيرة اللثامة، بحيرة ازواوة، بحيرة 23 يوليو، بحيرة جليانا، بحيرة السلماني، بحيرات أجاج مترامية الأطراف تستمد روعتها وجمالها من مغايرتها لتلك الطبيعة، بمناظر ربما يحسدك عليها الصديق قبل العدو.
بحيرة عين الزيانة .. تسمى «الثغرة الزرقاء» تقع في شمال شرق مدينة بنغازي، وهي متصلة جزئيًا بالبحر، وتعمل كمنفذ للمياه الممتزجة التي تتدفق من الجنوب مرورًا بالكويفية، ثم إلى البحر المتوسط، وتبلغ مساحة البحيرة 40م، بينما يبلغ حجم الحوض الأرضي 4200م، مغطيًا المنحدر الشمالي الغربي للجبل الأخضر، وتضم مصادر مياه عين الزيانة ثمانية ينابيع، وتتمثل أكبر بنية تصريف للمياه الجوفية في بنغازي.
هي مظهر «كارستي» مركب؛ حيث تتدفق منها المياه العذَّبة من الخزانات الموسيمية الجوفية الضحلة التي تمر بمنطقتي «بنينا وسيدي منصور»، ومن ثم تصل المياه المالحة البحر في اتجاه معاكس لمنطقة الكويفية من خلال قنوات أفقية عميقة، ولقد تم استكشاف قناة أفقية في المنطقة «قناة المريسى» البالغ قطرها سبعة أمتار وطولها 700 متر، وتصب مياه هذه القناة في البحيرة الزرقاء، ومن ثم إلى البحر، وتعد آخر بحيرة جيرية في ليبيا، وفي قارة أفريقيا بأكملها، وهي حفره قطرها 10 أمتار، والعرض 12 مترًا العمق 30 مترًا، اختلطتْ فيها ماء العين، وماء البحر، بها مزرعة لأسماك البلطي، تحتوي على 6 أنواع من الأسماك ونوع واحد من الأصداف الطبشيرية النَّادرة التي تعيش في المياه العذَّبة، والمالحة، كذلك تعيش فيها عدد من الطيور، وتأتي إليها دائمًا مختلف أنواع الطيور المهاجرة، وبها حوالي 14 نوعًا من النباتات البحرية، منها دوائية، إضافة إلى الشجيرات الجميلة، وفي كل سنة برزخ البحيرة يتغير بشكل «لولب» يمكن ملاحظة ذلك بالاطلاع على Google earth.
في عام 1930م أجريتْ عليها عدة بحوث من قبل علماء، ومختصين إيطاليين، وفي أواخر 1980م تحولتْ إلى مكان سياحي وترفيهي، وفي العام 2009م نُفِذَ فيها مشروعٌ ترفيهي سياحي، ولكن بسبب ظروف الدولة لم يستكمل.
بحيرة بودزيرة موجودة بـ«منتزه بودزيرة» السياحي تحديدًا في المدخل الشرقي وشمال شرق مدينة بنغازي، وهي أجمل بحيرات بنغازي السبع، وأبرز الأماكن السياحية في المدينة، بحيرة طبيعية تتوسطها جزيرة، مياهها عذَّبه تعيش فيها عدة أنواع من الأسماك أشهرها أسماك البلطي، تقع على بعد 7 كم إلى الشمال من مركز مدينة بنغازي بالتحديد بمنطقة الكويفية.
بحيرة «23 يوليو» أو بحيرة «بنغازي» الواقعة في وسط بنغازي وهي من أبرز معالم المدينة وتربطها بالبحر المتوسط قناة صغيرة مع ميناء بنغازي يبلغ عرضها 120 مترًا، يمر فوقها جسر «جليانا» الذي يصل بين وسط المدينة وجليانا، وتبلغ مساحة البحيرة مائة هكتار في حين أن عمقها يصل في حده الأقصى إلى 5 أمتار بينما يصل أدنى عمق لها إلى 2.5 متر تقريبًا.
كانتْ البحيرة مركزًا للسباقات البحرية والسباحة وموقعا لتجمع هواة الصيد لانتشار أنواع مختلفة من الأسماك بها، إلا أنها ومنذ أواسط التسعينيات تعاني من مشكلة ناتجة عن تعطل في بعض شبكات الصرف الصحي، ما أدى لتسربها إليها وتلويثها وشاطئ البحر بحيث لم يعد يعيش بها حاليًا من الأسماك سوى نوعين من التي تعيش على المخلفات العضوية.
باقي البحيرات موجودة في شمال شرق بنغازي على بعد أمتار قليل من البحر، ومن أهم البحيرات الواقعة في الجزء الشمالي من الشريط الساحلي بحيرة «سيدي اعبيد»، والبحيرات الشمالية لمنطقتي «اللثامة»، و«أرض ازواوة»، وبحيرة اللثامة وبحيرة الصابري وبحيرة حي السلام وبحيرة المنقار، وبحيرة الكويفية، وبحيرة سيدي خليفة وبحيرة دريانة وبحيرة المبني وبحيرة برسس، وبحيرة الكوز وبحيرة بوجرار، أما المنطقة الواقعة في الجنوب الغربي فتضم بحيرة الكيش بحيرة جُليانا وبحيرة قاريونس وبحيرة قنفودة وبحيرة بوقطيفة وبحيرة قمينس وبحيرة كركورة وبحيرة الرقطة وبحيرة زيتونة. وبحيرة ترتيونس وهي البحيرة الواقعة إلى الجنوب من مدينة بنغازي القديمة، ومعظم هذه المواقع الآن سبخ في وضع بيئي متردٍ جدًا، وذلك نظرًا لتنامي الممارسات البشرية المدمرة التي ادت إلى حدوث تغير جذري لبعض المناطق وتحولتْ مكبًا لقاء النفايات وأماكن للتخلص من النفايات الصلبة ومياه المجاري، وينبغي أن تخضع هذه المناطق للدراسة الجيدة، وتوجيه التوسع الحضري على نحو يحد من استغلالها، وذلك من خلال حمايتها والاستفادة منها في مجال السياحة الطبيعية والترفيهية، وينبغي أن تخضع للحماية كمناطق محميات طبيعية، وذلك من أجل ابقائها كموطن طبيعي للحياة البرية وثروات التنوع الاحيائي.
ونتيجة لزيادة السكان وضغوط التوسع الافقي في المناطق الحضرية تم ردم العديد منها نظرًا لموقعها المتميز؛ حيث جرى تنفيذ عديد مشروعات الانشاء.
بحيرات لم تنالْ من الدراسات المطلوبة من النواحي الآثارية والسياحية والتاريخية، لذلك وجب الاهتمام بها، كمنطقة لازالتْ بكرًا لم تصل إليها الدراسات التي يعتمد عليها وهذا الأمر يستوجب تشكيل فريق بحثي لدراستها تاريخيًا وسياحيًا وأثريًا.
خلال عام 2006م قرَّرتْ بلدية بنغازي انجاز مشروع البحيرات الشمالية، للاستجمام والراحة في الضواحي الشمالية لمدينة بنغازي، يتكون المشروع بشكل رئيس في حفر بحيرتين صناعيتين يتم ربطهما بالبحر عن طريق قناتين محاطة برصف مع ممرات للمشاة تتخللها نتوءات صخرية، سيتم حماية مداخل القنوات بحاجزين للأمواج، ستشجع النتوءات الصخرية وأعمال التخضير على معيشة الطيور والكائنات الحيَّة واعتدال البيئة والبحيرات، يتكون المشروع من أعمال الحفر، وضع صخور أحجام مختلفة، الأعمال الخرسانية، أعمال الرصف، أعمدة إنارة 630 عمودًا، عدد 7 محطات تحويل، أعمال التخضير والنباتات، مواقف سيارات، ارصفة، وقامت شركة السير William Halcrow وشركاه من المملكة المتحدة بوضع التصميم، بينما تم ارساء عقد تنفيذ المشروع على شركة Mont Montaza الكرواتية، واسند الاشراف الفني إلى مكتب العمارة للاستشارات الفنية من ليبيا، وبدأ العمل في التنفيذ شهر مايو 2007م وكان من المقرَّر انجازه في شهر يناير من العام 2010م، وحدَّدتْ قيمة المشروع بـ 81 مليون دينار.
في نوفمبر 2008م خلصتْ ندوة علمية حول البحيرات إلى ضرورة الاهتمام بها وتبني الخطط البحثية، وتكاتف الجهود من أجل معالجتها وإصحاحها، كما طالبتْ بإصدار قوانين تجرم أي عمل يلوث هذه البحيرات، لكن ظل مجرد كلام، وحبرًا على ورق.
مشروع البحيرات السبع هو جزءٌ من التخطيط العمراني الهادف الى تحسين الصرف الصحي في المدينة والذي يضفي مضمونًا عمرانيًا خلابًا لصالح جميع سكان مدينة بنغازي التي نالها ما نالتْ من اهمال، ومن عبث المسؤولين عبر الحقب الليبية الثلاث….

