
لئن لم يحدث ما ليس في الحسبان، فستكون تجربة كاتب هذه السطور موضوعا للنشاط الأسبوعي الذي دأب على تنظيمه ضمن المواسم الثقافية، المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية لأكثر من ربع قرن مضى، كان آخرها مشروعه التاريخي للمائة سنة الماضية والتي قد شملت ضمن ما شملت الفترة التاريخية التي تلت غروب شمس النظام السياسي الذي ساد بلادنا منذ الفاتح من سبتمبر 1969 ولم يسلم أحد من ذوي الوجود المعدود إلا وكان له نصيبه من التعاطي معه سلبا أو إيجابا، حتى لقد رأيناه يتسع لعديد الأسماء التي تصدرت المشهد عقب السابع عشر من فبراير 2011، فما حدا بي، ضمن المشاركة في أي تجمع عقب التحول المشار إليه، إلى الدفع باختيار عنوان ضمير الوطن ليكون عنونا لحراك مفتوح يتسع للجميع ويرفض أي إقصاء بدأت ملامحه تظهر، وما كان له أن ينكمش لولا ما أفلحت فيه العملة الرديئة من قدرتها على طرد كل ما عداها من العملات، فآثر عديد القادرين الصمت ولم يبق إلا قليل القادرين، ولا سيما الذين وثقوا من أن ليس لديهم ما يُخْسَرُ، فكان لا بد أن يكون هذا التوجه موضوع أحد التدوينات التي أنشرها هنا أو هناك، إذ لن أكون في المنشط المذكور أكثر من المستمع أو المشاهد لكل ما قد يتفضل به من يحضر أو يتصل عن بعد، فليس لمن يُكتَب له من العمر ما يسمح له بحضور هذا التجمع القائم على إتاحة الفرصة لكل ذي رأي أن يؤكد رغبته في متسع من الوقت وزاد في اهتمامه بتقديم ملخص سمح بتقديمه مكتوبا لكل من يتسع وقته للقراءة لاحقا وربما الإضافة أو التصويب، أو أي ما يدعو إليه المحتوى، لأن القتل بالصمت هو أردأ ما تُقابل به الفكرة حين تكون نصا مكتوبا وفعلا مؤثرا تتنادى له الأجيال من أكثر من مكان، تماما مثلما كان التناول ومنذ خمسينيات القرن الماضي موضع اشتباك مع ما يجري فتجمع الحلقة بين المشجع وغير المشجع لتحقق حضورها في ستينياته وتدخل مرحلة أخرى في سبعينياته ليتم الحرص على اختيار أخف الضررين حتى هذه العشرية التي بدأت بالحقبة الثانية فكانت اللقاءات مع الذين دفعوا الأثمان ورحلوا والذين خرجوا بأضعاف المردود وتلك طبيعة الحياة والأشياء، وليس لمن يراهن على الكلمة إلا أن يجعلها في مقام اللائي خرجن من صلبه فصِرنَ أثمن ما رُزِقَ به في الحياة الدنيا، فيعجز المال ومثله السلاح ولا شيء غير العِرْضِ، والكلمة دائما نوع من العِرْضِ، فتُحْفَظ كما يُحفَظ ويُذادُ عنها بذات الأدوات، وريثما يتم لما يُخطط له أن يُنَفّذَ، فليس لنا غير أن ننتظر لنتبين ما نقبل وما لا نقبل، وإذ ذاك ربما يكون لكل حادث حيث كما ينصح دعاة عدم سبق الأحداث.



