
من ثقب الباب
في فترات سابقة وتحديدا وعندما كنا نريد تصعيد أي شخصية تكون جادة مع رغباتنا المناطقية أو القبلية والجهوية لتكليفها بأي منصب كان فما علينا إلا أن نجتهد في تحشيد أكبر عدد ممكن من الأصوات في المرابيع أو الصالات وإقامة الولائم الباذخة دعما لتواجدها وزيادة أعدادها.
نعم كان لزاما على أي شخص يدخل معترك التصعيد أن يجهز قوة بشرية تكون مستعدة لأي طاريء مهما كان..الحال في تقديري لم يتغير وهو واضح لكل من أراد أن يتأكد بأن الانتخابات هي التصعيد مع وجود فوارق نسبية تتعلق بالجانب التنظيمي ..
أما معايير الانتخاب فقد بقيت كما هي عليه تتوقف نفوذ المنتخب ومدى علاقاتاه الاجتماعية والمالية.. المرابيع والصالات هي أيضا حافظت على تواجدها في العملية الانتخابية وجددت وجودها السابق فترة التصعيدات الدعاية الانتخابية زادت من دعم المنتخب اجتماعيا ولم تساهم ولو بجزئية واحدة في التعريف بإمكانياته ومعايير أحقيته في تولي أي منصب أقيمت من أجله الآنتخابات في الظاهر نحن فعلا انتقلنا إلى تجربة ديمقراطية منتشرة في أغلب دول العالم
أما واقع الأمر فإننا نجسد هذا المشهد بما احتفظنا به من سلوكيات وثقافات بعيدة عن أي معيار حقيقي لانتخاب من يمكن أن يساهم في تطوير مدننا وبلدياتنا مثلا ولنضرب مثالا بسيطا في ذلك والمتمثل في أحقيته تكوين مجموعة انتخابية لعميد بلدية مع ستة أو سبعة أعضاء لاقت حضوة ودعم المنطقة وهي في الأساس لم يستطع عميدها المنخب تحرير رسالة ولم يسمع يوما عن أي دورة مستندية ..كما لم يكن قريبا من أي مجال إداري أو أكاديمي..
كيف لنا أن نبني وطناً ونحن لم نسع يوما في تغيير ذواتنا ولم نفكر في المسير في الاتجاه الصحيح.
كونوا بخير
