رأي

انتخابات المرابيع

■ محمد الرحومي

من‭ ‬ثقب‭ ‬الباب

في‭ ‬فترات‭ ‬سابقة‭ ‬وتحديدا‭ ‬وعندما‭ ‬كنا‭ ‬نريد‭ ‬تصعيد‭ ‬أي‭ ‬شخصية‭ ‬تكون‭ ‬جادة‭ ‬مع‭ ‬رغباتنا‭ ‬المناطقية‭ ‬أو‭ ‬القبلية‭ ‬والجهوية‭ ‬لتكليفها‭ ‬بأي‭ ‬منصب‭ ‬كان‭ ‬فما‭ ‬علينا‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬نجتهد‭ ‬في‭ ‬تحشيد‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬ممكن‭ ‬من‭ ‬الأصوات‭ ‬في‭ ‬المرابيع‭ ‬أو‭ ‬الصالات‭ ‬وإقامة‭ ‬الولائم‭ ‬الباذخة‭ ‬دعما‭ ‬لتواجدها‭ ‬وزيادة‭ ‬أعدادها‭.‬

نعم‭ ‬كان‭ ‬لزاما‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬يدخل‭ ‬معترك‭ ‬التصعيد‭ ‬أن‭ ‬يجهز‭ ‬قوة‭ ‬بشرية‭ ‬تكون‭ ‬مستعدة‭ ‬لأي‭ ‬طاريء‭ ‬مهما‭ ‬كان‭..‬الحال‭ ‬في‭ ‬تقديري‭ ‬لم‭ ‬يتغير‭ ‬وهو‭ ‬واضح‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬أراد‭ ‬أن‭ ‬يتأكد‭ ‬بأن‭ ‬الانتخابات‭ ‬هي‭ ‬التصعيد‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬فوارق‭ ‬نسبية‭ ‬تتعلق‭ ‬بالجانب‭ ‬التنظيمي‭ ..‬

‭ ‬أما‭ ‬معايير‭ ‬الانتخاب‭ ‬فقد‭ ‬بقيت‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬عليه‭ ‬تتوقف‭ ‬نفوذ‭ ‬المنتخب‭ ‬ومدى‭ ‬علاقاتاه‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والمالية‭.. ‬المرابيع‭ ‬والصالات‭ ‬هي‭ ‬أيضا‭ ‬حافظت‭ ‬على‭ ‬تواجدها‭ ‬في‭ ‬العملية‭ ‬الانتخابية‭ ‬وجددت‭ ‬وجودها‭ ‬السابق‭ ‬فترة‭ ‬التصعيدات‭ ‬الدعاية‭ ‬الانتخابية‭ ‬زادت‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬المنتخب‭ ‬اجتماعيا‭ ‬ولم‭ ‬تساهم‭ ‬ولو‭ ‬بجزئية‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬التعريف‭ ‬بإمكانياته‭ ‬ومعايير‭ ‬أحقيته‭ ‬في‭ ‬تولي‭ ‬أي‭ ‬منصب‭ ‬أقيمت‭ ‬من‭ ‬أجله‭ ‬الآنتخابات‭ ‬في‭ ‬الظاهر‭ ‬نحن‭ ‬فعلا‭ ‬انتقلنا‭ ‬إلى‭ ‬تجربة‭ ‬ديمقراطية‭ ‬منتشرة‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬دول‭ ‬العالم

أما‭ ‬واقع‭ ‬الأمر‭ ‬فإننا‭ ‬نجسد‭ ‬هذا‭ ‬المشهد‭ ‬بما‭ ‬احتفظنا‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬سلوكيات‭ ‬وثقافات‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬معيار‭ ‬حقيقي‭ ‬لانتخاب‭ ‬من‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬مدننا‭ ‬وبلدياتنا‭ ‬مثلا‭ ‬ولنضرب‭ ‬مثالا‭ ‬بسيطا‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬والمتمثل‭ ‬في‭ ‬أحقيته‭ ‬تكوين‭ ‬مجموعة‭ ‬انتخابية‭ ‬لعميد‭ ‬بلدية‭ ‬مع‭ ‬ستة‭ ‬أو‭ ‬سبعة‭ ‬أعضاء‭ ‬لاقت‭ ‬حضوة‭ ‬ودعم‭ ‬المنطقة‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬الأساس‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬عميدها‭ ‬المنخب‭ ‬تحرير‭ ‬رسالة‭ ‬ولم‭ ‬يسمع‭ ‬يوما‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬دورة‭ ‬مستندية‭ ..‬كما‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬قريبا‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬مجال‭ ‬إداري‭ ‬أو‭ ‬أكاديمي‭..‬

كيف‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نبني‭ ‬وطناً‭ ‬ونحن‭ ‬لم‭ ‬نسع‭ ‬يوما‭ ‬في‭ ‬تغيير‭ ‬ذواتنا‭ ‬ولم‭ ‬نفكر‭ ‬في‭ ‬المسير‭ ‬في‭ ‬الاتجاه‭ ‬الصحيح‭.‬

كونوا‭ ‬بخير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى