
في فضاء تتقاطع فيه دهشة الفن مع سحر الصورة الدرامية، يبرز اسمٌ استطاع أن يشقّ طريقه بثبات بين عالمَي المسرح، والتلفزيون، حاملًا معه حضورًا يفرض الاحترام وموهبةً لا تُخطئها عين.
فنانٌ يهوى المغامرة الفنية، ويجيد الانتقال بين الأدوار كما لو أنه يعيد تشكيل روحه في كل عمل جديد..
وبين حرارة الأضواء على المسرح، وبرودة الكاميرا أمام عدسة الدراما، يظلّ وفيًّا لفكرته الأولى: أن الفن فعل صدق وجرأة، وأن المتلقي يستحق دائمًا ما هو أبعد من المتوقّع.
في هذا الحوار، نقترب أكثر من تجربته، نتلمس ملامح رؤيته، ونستكشف دوافعه وخطواته القادمة، لنفهم كيف صاغ هذا الفنان مساره المتفرّد في زمن تتسارع فيه التحوّلات الفنية
البدايات والشغف
كيف كانتْ بداياتكَ مع المسرح ؟، وهل كانت صدفة أم حلمًا وهدفًا منذ البداية ؟
وما الذي جذبكَ لعالم الدراما النص؟ أم الأداء ؟
أولاً البداية و الانطلاقة كانت من كلية الفنون الجميلة قسم «المسرح» تخصص تمثيل وإخراج شاركتُ باسم الكلية وتحصلتُ في عديد المرات على التراتيب الأولى لخمس سنوات كأفضل ممثل
هل واجهتَ رفضًا، أو صعوبات من المحيط عندما قرَّرتَ دخول الفن؟، وما الذي ينقص الفنان الشاب الليبي ليصنع له مكانًا في الساحة؟.
ما ينقص الشباب اليوم هي الموهبة الحقيقية الفطرية ثم الصقل الحقيقي بالعلم والتجربة على أيدي كفاءات حقيقية، وورش عمل متخصَّصة، والتقليل من المجاملة والواسطة، والمحسوبية، والولاءات والطاعة لأخذ الفرص.
المسرح والدراما والتجربة الشخصية والرؤيا الفنية ما أكثر دور أحببته، وقدمته؟، ولماذا ؟.
تمكنتُ من تحقيق عديد النجاحات على الصعيدين «المسرحي والتلفزيوني» سواء على الصعيد الليبي، أو العربي إلا أني ألوم إعلامنا لعدم تسليط الضوء على بقعة ضوء متمثلة في شخصي، ولله الفضل والحمد فلقد قدمتُ، وشاركتُ في عدة أفلام سواء الطويلة، أو القصيرة على الصعيد العربي أذكر منها فيلم «روح» للمخرج مروان الطرابلسي إنتاج «ارت بروديكشن»، وفيلم «سكوت» للمخرج الأردني مراد أبو عيسى والمسلسل المصري «الطريق الصعب» صحبة نخبة من الممثلين العرب، والمصريين، أذكر منهم أحمد بدير، وسلاف فواخرجي، وغيرهما وفيلم وثائقي أمريكي بعنوان «المهاجرين» وغيرها.
هل تؤمن أنّ الفن يمكن أن يغير المجتمع، أو يحرك وعي النَّاس؟
كل الفنون لها رونقها ولها طقوسها وحالاتها وأجواءها.
المسرح له طقوسه والتلفزيون والسينما لها طقوسها ولهم آلياتها وادواتها امكانات المسرح تختلف عن امكانات السينما، والتفزيون
بين هذه السطور، تتضح ملامح فنانٍ يعرف جيّدًا أن الطريق إلى الجمهور لا يُصنع بالصدفة، بل بالشغف والبحث المستمرّ عن المختلف.
مسيرته التي بدأتْ على خشبة المسرح وما زالت تتسع في فضاء الدراما، تكشف عن روح لا تهدأ، وعن رغبة دائمة في تقديم أعمال تترك أثرًا لا يُنسى.
هكذا يترك لنا الفنان «سفيان قرفال» خلفه أسئلة عن المستقبل ورغبة في متابعة محطاته القادمة، لما يحمله من صدق وحضور قادرين على ملامسة وجدان المشاهد، وبين طموح الفنان وفضول الجمهور، يبقى الفن هو الجسر الذي يجمعهما دائمًا .-



