فنون

قرفال‭ :  ‬الطريق‭ ‬للجمهور‭ ‬لا‭ ‬تصنعه‭ ‬الصدفة

‭ ‬نصر‭ ‬الدين‭ ‬علي

في‭ ‬فضاء‭ ‬تتقاطع‭ ‬فيه‭ ‬دهشة‭ ‬الفن‭ ‬مع‭ ‬سحر‭ ‬الصورة‭ ‬الدرامية،‭ ‬يبرز‭ ‬اسمٌ‭ ‬استطاع‭ ‬أن‭ ‬يشقّ‭ ‬طريقه‭ ‬بثبات‭ ‬بين‭ ‬عالمَي‭ ‬المسرح،‭ ‬والتلفزيون،‭ ‬حاملًا‭ ‬معه‭ ‬حضورًا‭ ‬يفرض‭ ‬الاحترام‭ ‬وموهبةً‭ ‬لا‭ ‬تُخطئها‭ ‬عين‭.‬

فنانٌ‭ ‬يهوى‭ ‬المغامرة‭ ‬الفنية،‭ ‬ويجيد‭ ‬الانتقال‭ ‬بين‭ ‬الأدوار‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬أنه‭ ‬يعيد‭ ‬تشكيل‭ ‬روحه‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬عمل‭ ‬جديد‭..‬

وبين‭ ‬حرارة‭ ‬الأضواء‭ ‬على‭ ‬المسرح،‭ ‬وبرودة‭ ‬الكاميرا‭ ‬أمام‭ ‬عدسة‭ ‬الدراما،‭ ‬يظلّ‭ ‬وفيًّا‭ ‬لفكرته‭ ‬الأولى‭: ‬أن‭ ‬الفن‭ ‬فعل‭ ‬صدق‭ ‬وجرأة،‭ ‬وأن‭ ‬المتلقي‭ ‬يستحق‭ ‬دائمًا‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬المتوقّع‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬الحوار،‭ ‬نقترب‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬تجربته،‭ ‬نتلمس‭ ‬ملامح‭ ‬رؤيته،‭ ‬ونستكشف‭ ‬دوافعه‭ ‬وخطواته‭ ‬القادمة،‭ ‬لنفهم‭ ‬كيف‭ ‬صاغ‭ ‬هذا‭ ‬الفنان‭ ‬مساره‭ ‬المتفرّد‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬تتسارع‭ ‬فيه‭ ‬التحوّلات‭ ‬الفنية

البدايات‭ ‬والشغف‭ ‬

كيف‭ ‬كانتْ‭ ‬بداياتكَ‭ ‬مع‭ ‬المسرح‭ ‬؟،‭ ‬وهل‭ ‬كانت‭ ‬صدفة‭ ‬أم‭ ‬حلمًا‭ ‬وهدفًا‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬؟‭ ‬

وما‭ ‬الذي‭ ‬جذبكَ‭ ‬لعالم‭ ‬الدراما‭ ‬النص؟‭ ‬أم‭ ‬الأداء‭ ‬؟

أولاً‭ ‬البداية‭ ‬و‭ ‬الانطلاقة‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬كلية‭ ‬الفنون‭ ‬الجميلة‭ ‬قسم‭ ‬‮«‬المسرح‮»‬‭ ‬تخصص‭ ‬تمثيل‭ ‬وإخراج‭ ‬شاركتُ‭ ‬باسم‭ ‬الكلية‭ ‬وتحصلتُ‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬المرات‭ ‬على‭ ‬التراتيب‭ ‬الأولى‭ ‬لخمس‭ ‬سنوات‭ ‬كأفضل‭ ‬ممثل

هل‭ ‬واجهتَ‭ ‬رفضًا،‭ ‬أو‭ ‬صعوبات‭ ‬من‭ ‬المحيط‭ ‬عندما‭ ‬قرَّرتَ‭ ‬دخول‭ ‬الفن؟،‭ ‬وما‭ ‬الذي‭ ‬ينقص‭ ‬الفنان‭ ‬الشاب‭ ‬الليبي‭ ‬ليصنع‭ ‬له‭ ‬مكانًا‭ ‬في‭ ‬الساحة؟‭.‬

ما‭ ‬ينقص‭ ‬الشباب‭ ‬اليوم‭ ‬هي‭ ‬الموهبة‭ ‬الحقيقية‭ ‬الفطرية‭ ‬ثم‭ ‬الصقل‭ ‬الحقيقي‭ ‬بالعلم‭ ‬والتجربة‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬كفاءات‭ ‬حقيقية،‭ ‬وورش‭ ‬عمل‭ ‬متخصَّصة،‭ ‬والتقليل‭ ‬من‭ ‬المجاملة‭ ‬والواسطة،‭ ‬والمحسوبية،‭ ‬والولاءات‭ ‬والطاعة‭ ‬لأخذ‭ ‬الفرص‭.‬

المسرح‭ ‬والدراما‭ ‬والتجربة‭ ‬الشخصية‭ ‬والرؤيا‭ ‬الفنية‭ ‬ما‭ ‬أكثر‭ ‬دور‭ ‬أحببته،‭ ‬وقدمته؟،‭ ‬ولماذا‭ ‬؟‭.‬

تمكنتُ‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬عديد‭ ‬النجاحات‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬‮«‬المسرحي‭ ‬والتلفزيوني‮»‬‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الليبي،‭ ‬أو‭ ‬العربي‭ ‬إلا‭ ‬أني‭ ‬ألوم‭ ‬إعلامنا‭ ‬لعدم‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬بقعة‭ ‬ضوء‭ ‬متمثلة‭ ‬في‭ ‬شخصي،‭ ‬ولله‭ ‬الفضل‭ ‬والحمد‭ ‬فلقد‭ ‬قدمتُ،‭ ‬وشاركتُ‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬أفلام‭ ‬سواء‭ ‬الطويلة،‭ ‬أو‭ ‬القصيرة‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬العربي‭ ‬أذكر‭ ‬منها‭ ‬فيلم‭ ‬‮«‬روح‮»‬‭ ‬للمخرج‭ ‬مروان‭ ‬الطرابلسي‭ ‬إنتاج‭ ‬‮«‬ارت‭ ‬بروديكشن‮»‬،‭ ‬وفيلم‭ ‬‮«‬سكوت‮»‬‭ ‬للمخرج‭ ‬الأردني‭ ‬مراد‭ ‬أبو‭ ‬عيسى‭ ‬والمسلسل‭ ‬المصري‭ ‬‮«‬الطريق‭ ‬الصعب‮»‬‭ ‬صحبة‭ ‬نخبة‭ ‬من‭ ‬الممثلين‭ ‬العرب،‭ ‬والمصريين،‭ ‬أذكر‭ ‬منهم‭ ‬أحمد‭ ‬بدير،‭ ‬وسلاف‭ ‬فواخرجي،‭ ‬وغيرهما‭ ‬وفيلم‭ ‬وثائقي‭ ‬أمريكي‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬المهاجرين‮»‬‭ ‬وغيرها‭.‬

هل‭ ‬تؤمن‭ ‬أنّ‭ ‬الفن‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يغير‭ ‬المجتمع،‭ ‬أو‭ ‬يحرك‭ ‬وعي‭ ‬النَّاس؟

كل‭ ‬الفنون‭ ‬لها‭ ‬رونقها‭ ‬ولها‭ ‬طقوسها‭ ‬وحالاتها‭ ‬وأجواءها‭.‬

المسرح‭ ‬له‭ ‬طقوسه‭ ‬والتلفزيون‭ ‬والسينما‭ ‬لها‭ ‬طقوسها‭ ‬ولهم‭ ‬آلياتها‭ ‬وادواتها‭ ‬امكانات‭ ‬المسرح‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬امكانات‭ ‬السينما،‭ ‬والتفزيون

بين‭ ‬هذه‭ ‬السطور،‭ ‬تتضح‭ ‬ملامح‭ ‬فنانٍ‭ ‬يعرف‭ ‬جيّدًا‭ ‬أن‭ ‬الطريق‭ ‬إلى‭ ‬الجمهور‭ ‬لا‭ ‬يُصنع‭ ‬بالصدفة،‭ ‬بل‭ ‬بالشغف‭ ‬والبحث‭ ‬المستمرّ‭ ‬عن‭ ‬المختلف‭.‬

مسيرته‭ ‬التي‭ ‬بدأتْ‭ ‬على‭ ‬خشبة‭ ‬المسرح‭ ‬وما‭ ‬زالت‭ ‬تتسع‭ ‬في‭ ‬فضاء‭ ‬الدراما،‭ ‬تكشف‭ ‬عن‭ ‬روح‭ ‬لا‭ ‬تهدأ،‭ ‬وعن‭ ‬رغبة‭ ‬دائمة‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬أعمال‭ ‬تترك‭ ‬أثرًا‭ ‬لا‭ ‬يُنسى‭.‬

هكذا‭ ‬يترك‭ ‬لنا‭ ‬الفنان‭ ‬‮«‬سفيان‭ ‬قرفال‮»‬‭ ‬خلفه‭ ‬أسئلة‭ ‬عن‭ ‬المستقبل‭ ‬ورغبة‭ ‬في‭ ‬متابعة‭ ‬محطاته‭ ‬القادمة،‭ ‬لما‭ ‬يحمله‭ ‬من‭ ‬صدق‭ ‬وحضور‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬ملامسة‭ ‬وجدان‭ ‬المشاهد،‭ ‬وبين‭ ‬طموح‭ ‬الفنان‭ ‬وفضول‭ ‬الجمهور،‭ ‬يبقى‭ ‬الفن‭ ‬هو‭ ‬الجسر‭ ‬الذي‭ ‬يجمعهما‭ ‬دائمًا‭  .-‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى