الرئيسيةرصد

مناسبة للتأريخ .. أم استلاب ثقافي ؟!!

هدى الميلودي

يستعد‭ ‬العالم‭ ‬لاستقبال‭ ‬عام‭ ‬جديد،‭ ‬وبينما‭ ‬تضاء‭ ‬العواصم‭ ‬بالألوان،‭ ‬يشتعل‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا‭ ‬نقاش‭ ‬يتجاوز‭ ‬مجرد‭ ‬‮«‬احتفال‮»‬‭ ‬ليصبح‭ ‬معركة‭ ‬سنوية‭ ‬حول‭ ‬الهوية‭ ‬والتبعية‭. ‬فبين‭ ‬مؤيد‭ ‬يراها‭ ‬مناسبة‭ ‬للتفاؤل‭ ‬وتجديد‭ ‬الروح،‭ ‬ومعارض‭ ‬يراها‭ ‬خروجاً‭ ‬عن‭ ‬الموروث‭ ‬وتشبهاً‭ ‬بالغير‭ ‬فإذا‭ ‬أردنا‭ ‬انتقاد‭ ‬الاحتفال‭ ‬بحجة‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬سنة‭ ‬النصارى‮»‬،‭ ‬ألا‭ ‬يجدر‭ ‬بنا‭ ‬منطقياً‭ ‬أن‭ ‬نرفض‭ ‬تأريخ‭ ‬أعمارنا‭ ‬ووثائقنا‭ ‬الرسمية‭ ‬به؟‭ ‬أم‭ ‬أننا‭ ‬ننتقي‭ ‬من‭ ‬‮«‬الحداثة‮»‬‭ ‬ما‭ ‬يسهل‭ ‬معاملاتنا،‭ ‬ونحارب‭ ‬منها‭ ‬ما‭ ‬يمنحنا‭ ‬لحظة‭ ‬من‭ ‬الفرح؟

        ‬المفارقة‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬يواجهنا‭ ‬بها‭ ‬الواقع،‭ ‬هي‭ ‬أننا‭ ‬نعيش‭ ‬‮«‬ميلادياً‮»‬‭ ‬بامتياز‭. ‬فمن‭ ‬لحظة‭ ‬استخراج‭ ‬شهادة‭ ‬ميلادنا،‭ ‬إلى‭ ‬تواريخ‭ ‬رواتبنا،‭ ‬وعقود‭ ‬عملنا،‭ ‬ومواعيد‭ ‬سفرنا،‭ ‬وحتى‭ ‬تاريخ‭ ‬انتهاء‭ ‬صلاحية‭ ‬أدويتنا؛‭ ‬كل‭ ‬تفاصيل‭ ‬حياتنا‭ ‬الدقيقة‭ ‬مضبوطة‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬التقويم‭ ‬الميلادي‮»‬‭. ‬نحن‭ ‬لا‭ ‬نستخدم‭ ‬التاريخ‭ ‬الهجري‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬الشعائر‭ ‬الدينية‭ ‬الموسمية،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬يقف‭ ‬الكثيرون‭ ‬موقف‭ ‬العداء‭ ‬من‭ ‬‮«‬ليلة‮»‬‭ ‬تنتمي‭ ‬لتقويم‭ ‬ينظم‭ ‬365‭ ‬يوماً‭ ‬من‭ ‬حياتهم‭.‬السؤال‭ ‬الذي‭  ‬يطرح‭ ‬نفسه‭ ‬؟إذا‭ ‬كنا‭ ‬نرفض‭ ‬الاحتفال،‭ ‬فلماذا‭ ‬نعتمد‭ ‬تاريخه‭ ‬مرجعاً‭ ‬وحيداً‭ ‬لأعمارنا‭ ‬وإنجازاتنا؟

ولماذا‭ ‬يتقبل‭ ‬المجتمع‭ ‬التاريخ‭ ‬الميلادي‭ ‬كـ‭ ‬‮«‬رقم‮»‬‭ ‬في‭ ‬الأوراق‭ ‬الرسمية،‭ ‬ويرفضه‭ ‬كـ‭ ‬‮«‬فرحة‮»‬‭ ‬في‭ ‬ليلة‭ ‬عابرة؟

في‭ ‬هذا‭ ‬الاستطلاع‭ ‬نغوص‭ ‬في‭ ‬عمق‭ ‬هذا‭ ‬التباين‭ ‬ونسأل‭ ‬الشارع‭ ‬هل‭ ‬الاحتفال‭ ‬بالسنة‭ ‬الجديدة‭ ‬هو‭ ‬مجرد‭ ‬مواكبة‭ ‬لتقويم‭ ‬يحكم‭ ‬حياتنا؟‭ ‬ويجعله‭ ‬يثير‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الانقسام‭ ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬المؤرخ‭ ‬الرسمي‭ ‬لكل‭ ‬شؤوننا‭.‬

بدايتنا‭/‬كانت‭ ‬مع‭ ‬

ليلى‭ ‬القريتلي

أشرتي‭  ‬في‭ ‬سؤالك‭ ‬إلى‭ ‬نقطة‭ ‬جوهرية،‭ ‬وهي‭ ‬أن‭ ‬التقويم‭ ‬الميلادي‭ ‬هو‭ ‬المعتمد‭ ‬في‭ ‬المعاملات،‭ ‬الرواتب،والمواعيد‭ ‬الرسمية‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬يمتنع‭ ‬الكثيرون‭ ‬عن‭ ‬الاحتفال‭ ‬به‭ ‬السبب‭.‬الارتباط‭ ‬الديني‭ ‬واللعقائدي‭ ‬وان‭ ‬الاحتفال‭ ‬

البعض‭ ‬أن‭ ‬المبالغة‭ ‬في‭ ‬الاحتفال‭ ‬برأس‭ ‬السنة‭ ‬الميلادية‭ ‬هو‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬‮«‬التبعية‭ ‬الثقافية‮»‬‭ ‬للغرب،‭ ‬ويفضلون‭ ‬التمسك‭ ‬بالتقويم‭ ‬الهجري‭ ‬كرمز‭ ‬للهوية‭ ‬الإسلامية‭ ‬والعربية،‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬التعامل‭ ‬اليومي‭ ‬بالميلادي‭.‬‮ ‬أصبحت‭ ‬احتفالات‭ ‬رأس‭ ‬السنة‭ ‬تعتمد‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬الاستهلاك‭ ‬‮«‬حفلات‭ ‬مكلفة،‭ ‬مطاعم،‭ ‬هدايا‮»‬،‭ ‬مما‭ ‬يجعلها‭ ‬عبئاً‭ ‬مادياً‭ ‬يفضل‭ ‬الكثيرون‭ ‬تجنبه‭.‬

المجتمعات‭ ‬تعيش‭ ‬حالة‭ ‬من الواقعية‭ ‬العملية‭ ‬فهي‭ ‬تستخدم‭ ‬التاريخ‭ ‬الميلادي‭ ‬لتنظيم‭ ‬حياتها‭ ‬لأنه‭ ‬نظام‭ ‬عالمي‭ ‬موحد‭ ‬للعمل‭ .‬

فالتاريخ‭ ‬الميلادي‭: ‬هو‭ ‬وسيلة‭ ‬لضبط‭ ‬الوقت‭ ‬والعمل‭.‬والاحتفال‭: ‬هو‭ ‬فعل‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬انتماء‭ ‬عقائدي‭ ‬أو‭ ‬شعور‭ ‬بالفرح‭ ‬لا‭ ‬يستشعره‭ ‬الجميع‭ ‬تجاه‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭.‬وعدم‭ ‬الاحتفال‭ ‬ليس‭ ‬بالضرورة‭ ‬رفضاً‭ ‬للتاريخ‭ ‬نفسه،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬تعبير‭ ‬عن‭ ‬اختلاف‭ ‬في‭ ‬المرجعية‭ ‬الثقافية‭ ‬والدينية،‭ ‬ورغبة‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬خصوصية‭ ‬الأعياد‭ ‬الخاصة‭ ‬بكل‭ ‬مجتمع

‭.‬

مفيدة‭ ‬الورفلي‭ ‬

موضوع‭ ‬الاحتفال‭ ‬برأس‭ ‬السنة‭ ‬الميلادية‭ ‬من‭ ‬المواضيع‭ ‬التي‭ ‬تتكرر‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬وهو‭ ‬يعكس‭ ‬تنوع‭ ‬الثقافات‭ ‬والقناعات‭ ‬الشخصية‭ ‬والاجتماعية‭. ‬وجهة‭ ‬نظري‭ ‬تاريخ‭ ‬مؤرخ‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬التنظيمية‭ ‬والزمنية‭.‬

هناك‭ ‬من‭  ‬يراها‭ ‬مناسبة‭ ‬عادية‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬يراها‭ ‬مناسبة‭ ‬دينية‭ ‬أو‭ ‬ثقافية‭:‬

‭ ‬أصبحت‭ ‬السنة التقويم‭  ‬العالمي‮ ‬الذي‭ ‬يضبط‭ ‬مواعيد‭ ‬العمل،‭ ‬الدراسة،‭ ‬السفر،‭ ‬والمعاهدات‭ ‬الدولية‭. ‬مبرراتهم‭ ‬تشمل

بداية‭ ‬جديدة‮ ‬يُنظر‭ ‬إليها‭ ‬كمحطة‭ ‬لمراجعة‭ ‬الذات‭ ‬ووضع‭ ‬أهداف‭ ‬جديدة‭ ‬و هي‭ ‬فرصة‭ ‬للاجتماع‭ ‬مع‭ ‬العائلة‭ ‬والأصدقاء‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬يكون‭ ‬فيه‭ ‬أغلب‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬عطلة‭ ‬‮ ‬الكثيرون‭ ‬لا‭ ‬يحتفلون‭ ‬بها‭ ‬كعيد‭ ‬ديني،‭ ‬بل‭ ‬كحدث‭ ‬زمني‭ ‬بحت‭ ‬يخص‭ ‬‮«‬الزمن‮»‬‭ ‬وليس‭ ‬‮«‬المعتقد‭ ‬غالباً‭ ‬ما‭ ‬تنبع‭ ‬المعارضة‭ ‬من‭ ‬منطلقات‭ ‬دينية‭ ‬أو‭ ‬رغبة‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الهوية،‭ ‬ومن‭ ‬أسبابهم‭:‬الارتباط‭ ‬الديني‭ ‬والبعض‭ ‬يرون‭ ‬جذور‭ ‬هذا‭ ‬التقويم‭ ‬مرتبطة‭ ‬بمناسبات‭ ‬دينية‭ ‬مسيحية‭ ‬‮«‬مثل‭ ‬أعياد‭ ‬الميلاد‮»‬،‭ ‬وبالتالي‭ ‬يفضلون‭ ‬الاكتفاء‭ ‬بالمناسبات‭ ‬الإسلامية‭ ‬‮«‬كعيد‭ ‬الفطر‭ ‬والأضحى‮»‬‭. ‬وان‭ ‬المبالغة‭ ‬في‭ ‬الاحتفال‭ ‬بها‭ ‬هي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬‮«‬التبعية‭ ‬الثقافية‮»‬‭ ‬والغفلة‭ ‬عن‭ ‬التقويم‭ ‬الهجري‭ ‬الذي‭ ‬يمثل‭ ‬الهوية‭ ‬الإسلامية‭ ‬والعربية‭.‬

عبدالسلام‭ ‬اشطيبة‭ ‬

موضوع‭ ‬الاحتفال‭ ‬برأس‭ ‬السنة‭ ‬الميلادية‭ ‬من‭ ‬المواضيع‭ ‬التي‭ ‬تتكرر‭ ‬سنوياً،‭ ‬وهناك‭ ‬تمايز‭ ‬دقيق‭ ‬يوضحه‭ ‬العلماء‭ ‬والمشايخ‭ ‬بين‭ ‬‮«‬التعامل‭ ‬بالتقويم‮»‬‭ ‬كأداة‭ ‬تنظيمية،‭ ‬وبين‭ ‬‮«‬الاحتفال‮»‬‭ ‬كشعيرة‭ ‬أو‭ ‬مناسبة‭ ‬دينية

الفرق‭ ‬بين‭ ‬‮«‬التأريخ‮»‬‭ ‬و«الاحتفال‮»‬

يرى‭ ‬أغلب‭ ‬العلماء‭ ‬أن‭ ‬استخدام‭ ‬التاريخ‭ ‬الميلادي‭ ‬في‭ ‬المعاملات‭ ‬اليومية،‭ ‬الرواتب،‭ ‬والمواعيد‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬‮«‬المصالح‭ ‬المرسلة‮»‬‭ ‬والحاجة‭ ‬الحياتية،‭ ‬ولا‭ ‬حرج‭ ‬فيه‭ ‬شرعاً‭ ‬لأنه‭ ‬مجرد‭ ‬وسيلة‭ ‬لحساب‭ ‬الوقت‭.‬

التأريخ‭: ‬حاجة‭ ‬دنيوية‭ ‬لتنظيم‭ ‬الأمور‭ ‬مع‭ ‬العالم‭.‬

الاحتفال‭: ‬يُنظر‭ ‬إليه‭ ‬كفعل‭ ‬تعبدي‭ ‬أو‭ ‬مشاركة‭ ‬في‭ ‬شعائر‭ ‬دينية‭ ‬لغير‭ ‬المسلمين،‭ ‬وهنا‭ ‬يكمن‭ ‬التحفظ‭.‬

الآراء‭ ‬الفقهية‭ ‬السائدة

تنقسم‭ ‬آراء‭ ‬المشايخ‭ ‬عموماً‭ ‬إلى‭ ‬اتجاهين‭ ‬رئيسيين‭:‬الاتجاه‭ ‬الأول‭ ‬‮«‬المنع‮»‬‭: ‬يرى‭ ‬فريق‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬المشايخ‭ ‬أن‭ ‬الاحتفال‭ ‬برأس‭ ‬السنة‭ ‬الميلادية‭ ‬غير‭ ‬جائز‭.‬والأسباب‭: ‬الاستناد‭ ‬إلى‭ ‬حديث‭ ‬النبي‭: ‬‮«‬من‭ ‬تشبه‭ ‬بقوم‭ ‬فهو‭ ‬منهم‮»‬،‭ ‬واعتبار‭ ‬أن‭ ‬للمسلمين‭ ‬عيدين‭ ‬فقط‭ ‬‮«‬الفطر‭ ‬والأضحى‮»‬‭. ‬ويرون‭ ‬أن‭ ‬الاحتفال‭ ‬فيه‭ ‬إقرار‭ ‬لرموز‭ ‬دينية‭ ‬لا‭ ‬تتفق‭ ‬مع‭ ‬العقيدة‭ ‬الإسلامية‭.‬الاتجاه‭ ‬الثاني‭  ‬يرى‭ ‬بعض‭ ‬العلماء‭ ‬مثل‭  ‬مصروبعض‭ ‬علماء‭ ‬الشام‭ ‬والمغرب‭) ‬أن‭ ‬التهنئة‭ ‬أو‭ ‬الفرح‭ ‬بقدوم‭ ‬عام‭ ‬جديد‭ ‬جائز‭ ‬بشرط‭ ‬أن‭ ‬تخلو‭ ‬من‭ ‬المحرمات‭.‬لأسباب‭: ‬يعتبرونها‭ ‬مناسبة‭ ‬اجتماعية‭ ‬ووطنية‭ ‬وليست‭ ‬دينية‭ ‬بالضرورة،‭ ‬وأنها‭ ‬فرصة‭ ‬لنشر‭ ‬السلام‭ ‬والمودة،‭ ‬طالما‭ ‬أن‭ ‬الشخص‭ ‬لا‭ ‬يقصد‭ ‬بها‭ ‬تعظيم‭ ‬شعائر‭ ‬دينية‭ ‬لغير‭ ‬المسلمين‭.‬

أحمد‭ ‬السنوسي‭ ‬

‭. ‬لماذا‭ ‬التحفظ‭ ‬رغم‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬تاريخ‭ ‬حياتنا»؟‭ ‬المشايخ‭ ‬الذين‭ ‬يميلون‭ ‬للمنع‭ ‬سبب‭ ‬رفضهم‭ ‬للاحتفال‭ ‬رغم‭ ‬استخدامهم‭ ‬للتاريخ‭:: ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الاستقلالية‭ ‬الثقافية‭ ‬والهوية‭ ‬الإسلامية‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالتقويم‭ ‬الهجري‭.‬

الارتباط‭ ‬الديني‭: ‬رأس‭ ‬السنة‭ ‬الميلادية‭ ‬مرتبط‭ ‬في‭ ‬أصله‭ ‬بذكرى‭ ‬دينية‭ ‬‮«‬ميلاد‭ ‬المسيح‭ ‬عليه‭ ‬السلام‭ ‬وفق‭ ‬المعتقد‭ ‬الغربي‮»‬،‭ ‬والاحتفال‭ ‬بها‭ ‬قد‭ ‬يُفهم‭ ‬كنوع‭ ‬من‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المعتقد‭.‬

و‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المشايخ‭ ‬يرفضون‭ ‬الاحتفال‭ ‬بسبب‭ ‬ما‭ ‬يصاحبه‭ ‬من‭ ‬مخالفات‭ ‬شرعية‭ ‬‮«‬في‭ ‬بعض‭ ‬التجمعات‮»‬‭ ‬وليس‭ ‬لمجرد‭ ‬فكرة‭ ‬‮«‬السنة‭ ‬الجديدة‮»‬‭.‬

‭ ‬استخدام‭ ‬التاريخ جائز‭ ‬ومباح‭ ‬للحاجة‭ ‬والمصلحة‭.‬

التهنئة محل‭ ‬خلاف‭ ‬‮«‬بين‭ ‬التحريم‭ ‬وبين‭ ‬الإباحة‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬البر‭ ‬والإحسان‮»‬‭.‬

إقامة‭ ‬الحفلات يميل‭ ‬أغلب‭ ‬المشايخ‭ ‬إلى‭ ‬تجنبها‭ ‬حفاظاً‭ ‬على‭ ‬الهوية‭ ‬الإسلامية‭.‬

يفرق‭ ‬العلماء‭ ‬دائماً‭ ‬بين‭ ‬‮«‬المعاملة‭ ‬الحسنة‮»‬‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭ ‬وبين‭ ‬‮«‬الموافقة‭ ‬في‭ ‬الأعياد‮»‬،‭ ‬فالمسلم‭ ‬مأمور‭ ‬بالبر‭ ‬والقسط،‭ ‬لكنه‭ ‬مأمور‭ ‬أيضاً‭ ‬بالاعتزاز‭ ‬بخصوصيته‭ ‬الدينية‭.‬

سالم‭ ‬الفقهي

‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬الاحتفال‭ ‬بقدوم‭ ‬السنه‭ ‬الجديدة‭ ‬ترويح‭ ‬عن‭ ‬النفس‭ ‬عائليا‭ ‬وتجديد‭ ‬الأمل‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬عام‭ ‬جديد‭. ‬واعتبره‭ ‬فصلاً‭ ‬بين‭ ‬مرحلة‭ ‬زمنية‭ ‬انتهت‭ ‬وأخرى‭ ‬بدأت،‭ ‬ومناسبة‭ ‬لجمع‭ ‬العائلة‭ ‬والأصدقاء‭.‬

بينما‭ ‬هناك‭ ‬اناس‭ ‬متحفظون‭ ‬لا‭ ‬يقيمون‭ ‬حفلات‭ ‬صاخبة،‭ ‬لكنهم‭ ‬يستخدمون‭ ‬التاريخ‭ ‬للمراجعة‭ ‬الذاتية‭ ‬ووضع‭ ‬‮«‬أهداف‭ ‬السنة‭ ‬الجديدة‮»‬‭.‬

وهناك‭ ‬اناس‭ ‬يرفضون‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مظاهر‭ ‬احتفالية‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬قناعات‭ ‬دينية‭ ‬أو‭ ‬رغبة‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الهوية‭ ‬الثقافية‭ ‬الخاصة‭.‬

احلام‭ ‬التاجوري‭ ‬

تكمن‭ ‬نقطة‭ ‬الجدل‭ ‬التي‭ ‬ذكرتيها‭ ‬في‭ ‬كيف‭ ‬نرفض‭ ‬شيئاً‭ ‬ننظم‭ ‬به‭ ‬مواعيدنا،‭ ‬رواتبنا،‭ ‬ومعاملاتنا‭ ‬الرسمية؟‭ ‬الرافضون‭ ‬يفرقون‭ ‬بين‮ «‬الاعتراف‭ ‬بالتقويم‮» ‬وبين‮ «‬الاحتفال‭ ‬بالمناسبة‭ ‬وان‭  ‬التاريخ‭ ‬الميلادي‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬أو‭ ‬الدراسة‭ ‬هو‭ ‬ضرورة‭ ‬إدارية‭ ‬وتنظيمية‭ ‬للحياة‭ ‬الحديثة‭ ‬‮«‬مثل‭ ‬استخدام‭ ‬اللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬في‭ ‬العلم‮»‬،‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬بالضرورة‭ ‬تبني‭ ‬الأبعاد‭ ‬الثقافية‭ ‬أو‭ ‬الدينية‭ ‬المرتبطة‭ ‬ببداية‭ ‬هذا‭ ‬العام‭.‬وان‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الهوية‭:‬‮ ‬يخشى‭ ‬الكثيرون‭ ‬من‭ ‬‮«‬الذوبان‭ ‬الثقافي‮»‬‭. ‬بالنسبة‭ ‬لهم،‭ ‬الاحتفال‭ ‬برأس‭ ‬السنة‭ ‬الهجرية‭ ‬أو‭ ‬المناسبات‭ ‬الوطنية‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يعزز‭ ‬الهوية،‭ ‬بينما‭ ‬يعتبرون‭ ‬الاحتفال‭ ‬برأس‭ ‬السنة‭ ‬الميلادية‭ ‬تقليداً‭ ‬لا‭ ‬يشبه‭ ‬جذورهم‭.‬والبعض‭ ‬الاخر‭ ‬

يربط‭ ‬هذه‭ ‬الاحتفالات‭ ‬بجذور‭ ‬تاريخية‭ ‬أو‭ ‬دينية‭ ‬لا‭ ‬تتوافق‭ ‬مع‭ ‬معتقداتهم،‭ ‬وبالتالي‭ ‬يفضلون‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬اليوم‭ ‬كـ‭ ‬‮«‬يوم‭ ‬عادي‮»‬‭ ‬جداً‭ ‬لا‭ ‬يتميز‭ ‬عن‭ ‬غيره‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬الورق‭ ‬الرسمي‭.‬هناك‭ ‬تناقض‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬نظرت‭ ‬الناس‭ ‬الي‭ ‬نهاية‭ ‬السنة‭ ‬الجديدة‭ ‬

أسامه‭ ‬الأعوج‭ ‬

يتعايش‭ ‬الرافضون‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬التاريخ‭ ‬لكن‭ ‬رفضهم‭   ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬‮«‬إنكار‭ ‬وجود‭ ‬اليوم‮»‬،‭ ‬بل‭ ‬يعني‮ ‬عدم‭ ‬إعطائه‭ ‬صبغة‭ ‬احتفالية‭. ‬

يُستخدم‭ ‬التاريخ‭ ‬الميلادي‭ ‬بشكل‭ ‬طبيعي‭ ‬في‭ ‬العقود،‭ ‬المواعيد،‭ ‬والعمل‭ ‬و‭ ‬قضاؤها‭ ‬كأي‭ ‬ليلة‭ ‬عادية‭: ‬نوم‭ ‬مبكر،‭ ‬أو‭ ‬ممارسة‭ ‬الأنشطة‭ ‬اليومية‭ ‬المعتادة‭.‬التهنئةيكتفي‭ ‬البعض‭ ‬بعبارات‭ ‬عامة‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬سنة‭ ‬خير‭ ‬على‭ ‬الجميع‮»‬‭ ‬دون‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬طقوس‭ ‬الاحتفال‭.‬فالحقيقة‭ ‬أن‭ ‬الناس‭ ‬لا‭ ‬يرفضون‭ ‬التاريخ‭ ‬كـ‭ ‬‮«‬أرقام‮»‬‭ ‬تنظم‭ ‬حياتهم،‭ ‬بل‭ ‬يرفضون‭ ‬‮«‬الرمزية‮»‬‭ ‬التي‭ ‬يحملها‭ ‬الاحتفال‭. ‬بالنسبة‭ ‬لهم،‭ ‬النجاح‭ ‬أو‭ ‬التغيير‭ ‬لا‭ ‬يرتبط‭ ‬بيوم‭ ‬1،‭ ‬بل‭ ‬بالعمل‭ ‬المستمر‭ ‬طوال‭ ‬العام‭.‬

سالمه‭ ‬أحمد‭ ‬بنور‭ ‬

‭ ‬بخصوص‭ ‬الاحتفال‭ ‬بالسنه‭ ‬الجديدة‭ ‬مابين‭ ‬مؤيد‭ ‬ومعارض‭ ‬رغم‭ ‬انه‭ ‬هذا‭ ‬الاحتفال‭ ‬تاريخيه‭ ‬مؤرخ‭ ‬بحياتنا‭ ‬لذلك‭ ‬لماذا‭ ‬ينتقض‭ ‬بعضهم‭ ‬الاحتفال‭ ‬بدخول‭ ‬السنة‭ ‬الجديدة‭ ‬ويحتفلون‭ ‬بااعياد‭ ‬ميلاد‭ ‬ابنائهم‭ ‬والتاريخ‭ ‬مؤرخ‭ ‬لان‭ ‬معظم‭ ‬مناسباتنا‭ ‬تحسب‭ ‬بالتاريخ‭ ‬مسألة‭ ‬الاحتفال‭ ‬برأس‭ ‬السنة‭ ‬الميلادية‭ ‬جدلاً‭ ‬يتكرر‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬وهو‭ ‬جدل‭ ‬يخلط‭ ‬عادةً‭ ‬بين‭ ‬الأبعاد الدينية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬والمنطقية‭.‬

رغم‭ ‬أن‭ ‬التاريخ‭ ‬الميلادي‭ ‬هو‭ ‬المعتمد‭ ‬عالمياً‭ ‬وفي‭ ‬أغلب‭ ‬المعاملات‭ ‬الرسمية،

اكرام‭ ‬احتاش

أن‭ ‬المعارضين‭ ‬يستندون‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬إلى‭ ‬اسباب‭ ‬منهاالبُعد‭ ‬الديني‭ ‬الارتباط‭ ‬بالعقيدة‭ ‬و‭ ‬أن‭ ‬رأس‭ ‬السنة‭ ‬الميلادية‭ ‬مرتبط‭ ‬في‭ ‬أصله‭ ‬بمناسبات‭ ‬دينية‭ ‬لغير‭ ‬المسلمين،‭ ‬ويعتبرون‭ ‬المشاركة‭ ‬فيه‭ ‬نوعاً‭ ‬من‭ ‬‮«‬التشبه‮»‬‭ ‬أو‭ ‬إقراراً‭ ‬لطقوس‭ ‬لا‭ ‬تنتمي‭ ‬لثقافتهم‭.‬فالموقف‭ ‬من‭ ‬‮«‬الاحتفال‮»‬‭ ‬كفعل‭:‬‮ ‬يفرق‭ ‬البعض‭ ‬بين استخدام‭ ‬التاريخ كأداة‭ ‬تنظيمية‭ ‬للوقت‭ ‬‮«‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬ضروري‮»‬‭ ‬وبين الاحتفال‭ ‬به كشعيرة،‭ ‬حيث‭ ‬يرون‭ ‬أن‭ ‬الاحتفال‭ ‬يضفي‭ ‬صبغة‭ ‬قدسية‭ ‬أو‭ ‬أهمية‭ ‬لا‭ ‬يراها‭ ‬هؤلاء‭ ‬مشروعة‭.‬فالعادات‭ ‬المصاحبة‮ ‬يرفضها‭ ‬البعض‭  ‬بسبب‭ ‬المظاهر‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تصاحبه‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأماكن‭ ‬مثل‭ ‬الصخب‭ ‬الشديد‭ ‬أو‭ ‬السلوكيات‭ ‬الغريبة‭ ‬عن‭ ‬مجتمعهم‭ ‬فيعممون‭ ‬الرفض‭ ‬على‭ ‬المبدأ‭ ‬نفسه‭.‬

‭ ‬لماذا‭ ‬يحتفلون‭ ‬بأعياد‭ ‬الميلاد‭ ‬الشخصية‭ ‬ويرفضون‭ ‬رأس‭ ‬السنة؟

الخصوصية‭ ‬مقابل‭ ‬العمومية‮ ‬يُنظر‭ ‬إلى‭ ‬عيد‭ ‬ميلاد‭ ‬ابنه‭ ‬كحدث‭ ‬‮«‬عائلي‭ ‬خاص‮»‬‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬الفرح‭ ‬بنعمة‭ ‬وجود‭ ‬طفل،‭ ‬بينما‭ ‬يُنظر‭ ‬لرأس‭ ‬السنة‭ ‬كعيد‭ ‬‮«‬عام‮»‬‭ ‬له‭ ‬جذور‭ ‬تاريخية‭ ‬ودينية‭ ‬عالمية‭.‬والسبب‭ ‬غياب‭ ‬البعد‭ ‬العقدي‭:‬‮ ‬يعتقد‭ ‬الكثيرون‭ ‬أن‭ ‬الاحتفال‭ ‬بميلاد‭ ‬شخص‭ ‬لا‭ ‬يحمل‭ ‬دلالة‭ ‬دينية،‭ ‬بينما‭ ‬يعتقدون‭ ‬أن‭ ‬رأس‭ ‬السنة‭ ‬يحملها،‭ ‬لذا‭ ‬يشعرون‭ ‬‮«‬بأمان‭ ‬شرعي‮»‬‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬الاحتفال‭ ‬الخاص‭.‬وان‭ ‬العاطفة‭ ‬الأبوية‭:‬‮ ‬العاطفة‭ ‬تجاه‭ ‬الأبناء‭ ‬غالباً‭ ‬ما‭ ‬تتغلب‭ ‬على‭ ‬القواعد‭ ‬الصارمة؛‭ ‬فالرغبة‭ ‬في‭ ‬إسعاد‭ ‬الطفل‭ ‬تجعل‭ ‬الوالدين‭ ‬يتجاوزون‭ ‬تحفظاتهم‭ ‬تجاه‭ ‬فكرة‭ ‬‮«‬الاحتفال‭ ‬السنوي‮»‬‭.:‬

محمد‭ ‬زائد‭ ‬

بما‭ ‬أننا‭ ‬نسجل‭ ‬مواليدنا،‭ ‬وعقود‭ ‬عملنا،‭ ‬وإنجازاتنا‭ ‬بالتاريخ‭ ‬الميلادي،‭ ‬فمن‭ ‬المنطقي‭ ‬اعتبار‭ ‬نهاية‭ ‬دورة‭ ‬زمنية‭ ‬وبداية‭ ‬أخرى‭ ‬‮«‬سنة‭ ‬جديدة‮»‬‭ ‬فرصة‭ ‬للتفاؤل‭ ‬ومراجعة‭ ‬الذات‭. ‬مناسبة‭ ‬اجتماعية‭ ‬عالمية‮ ‬يراها‭ ‬الكثيرون‭ ‬مناسبة‭ ‬إنسانية‭ ‬تهدف‭ ‬لنشر‭ ‬السلام‭ ‬والفرح،‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬صراعات‭ ‬أو‭ ‬أبعاد‭ ‬دينية‭ ‬قديمةوجهةنظري‭ ‬الأساسيه‭ ‬السنه‭ ‬الجديدة‭ ‬مناسبة‭ ‬للتفاؤل‭ ‬وبداية‭ ‬صفحة‭ ‬جديدة‭.‬التاريخ‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬تنظيم‭ ‬حياتنا‭ ‬اليومية‭.‬

‭ ‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى