الرئيسيةرتوش

الشماري .. الثمار قبل الأزهار ..!!

فرج غيث

شجرة‭ ‬‮«‬الشماري‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تنمو‭ ‬في‭ ‬الجبل‭ ‬الأخضر،‭ ‬وتتعرض‭ ‬للحرق‭ ‬والتقطيع،‭ ‬ولم‭ ‬تلقَ‭ ‬أي‭ ‬اهتمام‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬أهميتها،‭ ‬أو‭ ‬الاستفادة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬منها،‭ ‬ونظراً‭ ‬لأهميتها‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬البيئية‭ ‬والاقتصادية؛‭ ‬نسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬المخاطر‭ ‬البيئية‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬الأنشطة،‭ ‬لأن‭ ‬هذه‭ ‬البيئة‭ ‬حساسة‭ ‬لأدنى‭ ‬تغيير‭ ‬يحدثه‭ ‬النشاط‭ ‬البشري،‭ ‬وبالتالي‭ ‬تستدعي‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬التخطيط‭ ‬البيئي‭ ‬لضمان‭ ‬الاستدامة‭ ‬عند‭ ‬استغلال‭ ‬الموارد‭ ‬الطبيعية،‭ ‬وممارسة‭ ‬التحجير‭ ‬‮«‬استخراج‭ ‬المواد‭ ‬الخام‮»‬،

التي‭ ‬تستخدم‭ ‬في‭ ‬صناعات‭ ‬البناء‭ ‬مثل‭ ‬الإسمنت‭ ‬وأحجار‭ ‬البناء،‭ ‬التي‭ ‬تزامن‭ ‬طلبها‭ ‬مع‭ ‬نمو‭ ‬السكان‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬حيث‭ ‬شهد‭ ‬البناء‭ ‬والتشييد‭ ‬توسعًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬بفضل‭ ‬استثمار‭ ‬العائدات‭ ‬النفطية،‭ ‬ليزداد‭ ‬عدد‭ ‬المحاجر‭ ‬والكسارات،‭ ‬التي‭ ‬تتركز‭ ‬غالبًا‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬الغطاء‭ ‬النباتي،‭ ‬وسببت‭ ‬تدميرًا‭ ‬للغطاء‭ ‬النباتي‭ ‬وتدهورًا‭ ‬في‭ ‬خصائص‭ ‬التربة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تلوث‭ ‬البيئة‭ ‬بالغبار‭ ‬والأتربة،‭ ‬وظاهرة‭ ‬تدهور‭ ‬الأحياء‭ ‬البريّة‭ ‬لا‭ ‬تتركز‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬محددة‭ ‬بل‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬مناطق‭ ‬متعددة‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭.‬

وتشكل‭ ‬الأحياء‭ ‬البريّة‭ ‬جزءاً‭ ‬لا‭ ‬ينفصل‭ ‬عن‭ ‬مكونات‭ ‬النظام‭ ‬البيئي‭ ‬الطبيعي‭ ‬التي‭ ‬تشمل‭ ‬الغطاء‭ ‬النباتي‭ ‬الطبيعي‭ ‬والمياه‭ ‬والتربة‭ ‬وغيرها،‭ ‬وتستمر‭ ‬هذه‭ ‬المكونات‭ ‬محتفظة‭ ‬بتوازنها‭ ‬الطبيعي‭ ‬طالما‭ ‬بقيت‭ ‬تحت‭ ‬الظروف‭ ‬الطبيعية،‭ ‬لكن‭ ‬استغلال‭ ‬الإنسان‭ ‬الجائر‭ ‬لها‭ ‬يُخل‭ ‬بهذا‭ ‬التوازن،‭ ‬ويظهر‭ ‬هذا‭ ‬الخلل‭ ‬عادةً‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬أشكال‭ ‬من‭ ‬التدهور‭ ‬البيئي‭ ‬مثل‭ ‬تناقص‭ ‬الأحياء‭ ‬البريّة‭ ‬وانقراضها،‭ ‬الذي‭ ‬إذا‭ ‬تُرِكَ‭ ‬دون‭ ‬معالجة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب‭ ‬فإنه‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬فقدان‭ ‬أحد‭ ‬عناصر‭ ‬النظام‭ ‬البيئي‭ ‬الطبيعي،‭ ‬التي‭ ‬تلعب‭ ‬دوراً‭ ‬مهمًا‭ ‬في‭ ‬حفظ‭ ‬التوازن‭ ‬البيئي‭ ‬الطبيعي‭ ‬وعندها‭ ‬يكون‭ ‬علاج‭ ‬هذا‭ ‬الخلل‭ ‬أمراً‭ ‬بالغ‭ ‬الصعوبة،‭ ‬وتُعد‭ ‬مشكلة‭ ‬تلوث‭ ‬التربة‭ ‬إحدى‭ ‬المشكلات‭ ‬البيئية‭ ‬المعاصرة‭ ‬التي‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬الجبل‭.‬

وقد‭ ‬أخذت‭ ‬عينات‭ ‬من‭ ‬التربة،‭ ‬والمياه،‭ ‬لتحليلها؛‭ ‬ولمعرفة‭ ‬أنواع‭ ‬التلوث،‭ ‬والإرسابات‭ ‬الجوية‭ ‬من‭ ‬الغازات،‭ ‬والجسيمات‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬وسائل‭ ‬النقل،‭ ‬ومخلفات‭ ‬الصناعة،‭ ‬والمخلفات‭ ‬الصلبة‭ ‬مثل‭ :‬

المخلفات‭ ‬المنزلية،‭ ‬والمخلفات‭ ‬السائلة‭ ‬كمياه‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي،‭ ‬وكذلك‭ ‬الإسفلت،‭ ‬والأدوية،‭ ‬وزيوت‭ ‬المحركات،‭ ‬فهذه‭ ‬الكنوز‭ ‬بحاجة‭ ‬كبيرة‭ ‬لمكافحة‭ ‬هذه‭ ‬المشاكل‭ ‬البيئية‭ ‬الملحة‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭.‬

يتركز‭ ‬غرس‭ )‬الشماري‭(‬‭ ‬حول‭ ‬وادي‭ ‬الكوف،‭ ‬ووادي‭ ‬درنة،‭ ‬وفي‭ ‬محمية‭ ‬منطقة‭ ‬لملودة‭ ‬شرق‭ ‬مدينة‭ ‬قوريني‭ ‬بـ‭ ‬15كم‭.‬

تُزهر‭ ‬الشجرة‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬الخريف‭ ‬وبداية‭ ‬الشتاء،‭ ‬وموسم‭ ‬الشجرة‭ ‬أواخر‭ ‬نوفمبر‭ ‬وحتى‭ ‬منتصف‭ ‬يناير‭.‬

من‭ ‬العجيب‭ ‬الغريب‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الشجرة‭ ‬أنها‭ ‬تزهر‭ ‬في‭ ‬عام،‭ ‬وتثمر‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬القادم،‭ ‬أي‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬موسم‭ ‬ثمارها‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬ديسمبر،‭ ‬تزهر‭ ‬وتثمر‭ ‬في‭ ‬خريف‭ ‬العام‭ ‬التالي،‭ ‬ثمارها‭ ‬تنضج‭ ‬بعد‭ ‬12‭ ‬شهرًا‭ ‬من‭ ‬التلقيح،‭ ‬وعند‭ ‬نضج‭ ‬الثمار‭ ‬تكون‭ ‬الأزهار‭ ‬الجديدة‭ ‬قد‭ ‬ظهرت‭ ‬بالوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬لذلك‭ ‬يظن‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬الثمار‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬دخل‭ ‬بالأزهار،‭ ‬فالأزهار‭ ‬تلقح‭ ‬بالنحل‭.‬

يميل‭ ‬ساق‭ ‬هذه‭ ‬الشجرة‭ ‬إلى‭ ‬اللون‭ ‬الأحمر‭ ‬‮«‬النبيتي‮»‬،‭ ‬أوراقها‭ ‬أصفر‭ ‬قليلاً‭ ‬من‭ ‬أوراق‭ ‬شجرة‭ ‬البرتقال‭.‬

الغريب‭ ‬أنَّ‭ ‬ثمارها‭ ‬تخرج‭ ‬قبل‭ ‬أزهارها،‭ ‬وهذا‭ ‬حير‭ ‬علم‭ ‬النبات،‭ ‬فالأزهار‭ ‬تظهر‭ ‬في‭ ‬موسم‭ ‬البرد،‭ ‬وزهرتها‭ ‬بيضاء‭ ‬يُطلق‭ ‬عليها‭ ‬محلياً‭ ‬‮«‬الحنّون‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬جرس‭ ‬مائل‭ ‬إلى‭ ‬أسفل‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تدخلها‭ ‬مياه‭ ‬الأمطار‭.‬

ثمارها‭ ‬تبدأ‭ ‬صلبةً،‭ ‬وتحتاج‭ ‬إلى‭ ‬وقت‭ ‬لكي‭ ‬تنضج،‭ ‬ولكنها‭ ‬حين‭ ‬تنضج‭ ‬تكون‭ ‬شديدة‭ ‬الليونة‭ ‬لدرجة‭ ‬تصعب‭ ‬معها‭ ‬عمليتي‭ ‬النقل‭ ‬والتخزين‭.‬

وتؤكل‭ ‬الثمار‭ ‬بعد‭ ‬قطفها‭ ‬مباشرةً،‭ ‬ولا‭ ‬تباع‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬المحلية،‭ ‬فهي‭ ‬ذات‭ ‬قيمة‭ ‬غذائية‭ ‬عالية‭ ‬وغنية‭ ‬بفيتامين‭ ‬C،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬تخلط‭ ‬مع‭ ‬الحليب‭ ‬وتقدم‭ ‬دون‭ ‬تحلية،‭ ‬ويرعى‭ ‬عليها‭ ‬النحل‭ ‬فينتج‭ ‬عسل‭ ‬‮«‬الحنّون‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬أغلى‭ ‬أنواع‭ ‬العسل‭ ‬في‭ ‬ليبيا،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬الأنواع‭ ‬الجيدة‭ ‬والمطلوبة،‭ ‬وتستغل‭ ‬أغصان‭ ‬الشجرة‭ ‬في‭ ‬الوقود،‭ ‬وفي‭ ‬إنتاج‭ ‬الفحم‭ ‬النباتي،‭ ‬وفي‭ ‬بعض‭ ‬الصناعات‭ ‬الخشبية‭.‬

ويمكن‭ ‬القول‭ ‬بإنها‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الأشجار‭ ‬الجميلة‭ ‬والنادرة‭ ‬المتوطنة‭ ‬في‭ ‬الجبل‭ ‬الأخضر،‭ ‬ومن‭ ‬الثروات‭ ‬الطبيعية‭ ‬الوطنية‭ ‬المهدّدة‭ ‬بالانقراض،‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬الاهتمام‭ ‬طيلة‭ ‬السنوات‭ ‬الاخيرة،‭ ‬والتعدي‭ ‬السافر‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬فئات‭ ‬منحرفة‭ ‬على‭ ‬المساحات‭ ‬الخضراء،‭ ‬كما‭ ‬تعرضت‭ ‬للحرق‭ ‬والتقطيع‭ ‬والرعي،‭ ‬ولم‭ ‬تلقَ‭ ‬اهتمامًا‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬أهميتها،‭ ‬والاستفادة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬منها،‭ ‬ونظراً‭ ‬لأهميتها‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬البيئية‭ ‬والاقتصادية؛‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬رصد‭ ‬عملية‭ ‬النمو‭ ‬الطبيعي‭ ‬لها،‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬تنمو‭ ‬فيها،‭ ‬وأهم‭ ‬الأنواع‭ ‬المرافقة،‭ ‬وطبيعة‭ ‬الظروف‭ ‬البيئية‭ ‬الملائمة‭ ‬لنموها،‭ ‬وكذلك‭ ‬عمل‭ ‬مقارنة‭ ‬بين‭ ‬ثمارها‭ ‬وثمار‭ ‬الفراولة،‭ ‬نظرًا‭ ‬لتقاربهما‭ ‬في‭ ‬الشكل‭ ‬والطعم،‭ ‬وفي‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الصفات‭ ‬الظاهرية،‭ ‬ولأنها‭ ‬نادرة‭ ‬وتشكل‭ ‬جزءاً‭ ‬من‭ ‬الموروث‭ ‬الطبيعي،‭ ‬تم‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬الاستدامة‭ ‬والمحافظة‭ ‬على‭ ‬النباتات‭ ‬المتوطنة‭ ‬والنادرة‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬التنوع‭ ‬البيولوجي،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬أهمية‭ ‬هذه‭ ‬الأنواع‭ ‬ومعرفة‭ ‬توزيعها‭ ‬والسمات‭ ‬البيئية‭ ‬لإدارتها‭ ‬بطريقة‭ ‬مستدامة‭ ‬ووضع‭ ‬استراتيجيات‭ ‬فعالة‭ ‬لحفظها‭ ‬مسؤولية‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬وعلينا‭  ‬حفظها‭ ‬وصونها‭ ‬للأجيال‭ ‬القادمة،‭ ‬فمن‭ ‬استطاع‭ ‬منكم‭ ‬أن‭ ‬يحتفظ‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬حديقته‭ ‬فليفعل،‭ ‬خدمة‭ ‬لشجرة‭ ‬أعطتنا‭ ‬ثمار‭ ‬وأسعدتنا‭ ‬بوجودها‭ ‬الجميل‭ ‬واستفدنا‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬أيام‭ ‬الشتاء‭ ‬الباردة‭. ‬وانخفاض‭ ‬التنوع‭ ‬البيولوجي‭ ‬من‭ ‬الأثار‭ ‬البيئية‭ ‬التي‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬التنوع‭ ‬البيولوجي‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬كما‭ ‬تتسبب‭ ‬الضوضاء‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬النشاط‭ ‬الصناعي‭ ‬والبناء‭ ‬والحركة‭ ‬المرورية‭ ‬وسواها‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬بضرر‭ ‬للأشجار‭ ‬والتنوع‭ ‬النباتي،‭ ‬ويستمر‭ ‬تأثيرها‭ ‬السلبي‭ ‬مدة‭ ‬طويلة‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬عودة‭ ‬الصمت،‭ ‬وتمت‭ ‬دراسة‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬اختفى‭ ‬فيها‭ ‬التلوث‭ ‬الضوضائي‭ ‬لمعرفة‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬الأشجار،‭ ‬كـ‭)‬العرعر‭ ‬والصنوبر‭(‬،‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬فرضية‭ ‬مفادها‭ ‬أنها‭ ‬ستتعافى‭ ‬بسرعة‭ ‬بمجرد‭ ‬عودة‭ ‬طيور‭ ‬‮«‬القيق‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تنثر‭ ‬البذور‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬يسود‭ ‬الصمت‭ ‬المنطقة‭ ‬مجددًا،‭ ‬ولكن‭ ‬تبيّن‭ ‬أن‭ ‬الوضع‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬كذلك،‭ ‬إذ‭ ‬لوحظ‭ ‬انخفاض‭ ‬طويل‭ ‬المدى‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬البراعم‭ ‬الجديدة،‭ ‬بسبب‭ ‬امتناع‭ ‬الطيور‭ ‬عن‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬المواقع،‭ ‬فهذه‭ ‬الشجرة‭ ‬مصدر‭ ‬غذائي‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬الطيور‭ ‬والحشرات،‭ ‬وحذَّروا‭ ‬من‭ ‬انقراض‭ ‬النباتات‭ ‬النادرة‭ ‬في‭ ‬الجبل‭ ‬الأخضر،‭ ‬بفعل‭ ‬التغيُّرات‭ ‬المناخية‭ ‬وبدورها‭ ‬أضرت‭ ‬بالثروة‭ ‬النباتية‭ ‬والحيوانية‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وهددت‭ ‬الدورة‭ ‬النباتية‭ ‬وضعف‭ ‬خزان‭ ‬البذور‭ ‬الموجود‭ ‬في‭ ‬التربة،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬رصد‭ ‬إصابة‭ ‬الشجرة‭ ‬بمرض‭ ‬يهدد‭ ‬نموها‭ ‬وانتشارها،‭ ‬وحذروا‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬الأمراض‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬استمراريتها،‭ ‬وأن‭ ‬الرعي‭ ‬الجائر‭ ‬يقلل‭ ‬من‭ ‬نموها،‭ ‬وتحوَّل‭ ‬الغطاء‭ ‬النباتي‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المناطق‭ ‬إلى‭ ‬غطاء‭ ‬نباتي‭ ‬محدود‭ ‬الأنواع‭.‬

وحذرً‭ ‬الخبراء‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬ومع‭ ‬مرور‭ ‬الزمن‭ ‬سيصبح‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬خزان‭ ‬البذور‮»‬‭ ‬الموجود‭ ‬في‭ ‬التربة‭ ‬ضعيفًا،‭ ‬ومن‭ ‬غير‭ ‬المؤكد‭ ‬أنَّ‭ ‬يستأنف‭ ‬نموه‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬نظرًا‭ ‬لقلة‭ ‬وحدات‭ ‬التكاثر‭ ‬سواء‭ ‬أكانت‭ ‬الخضرية‭ ‬منها‭ ‬أم‭ ‬البذرية،‭ ‬وتقدر‭ ‬المساحة‭ ‬التي‭ ‬تغطيها‭ ‬الغابات‭ ‬في‭ ‬الجبل‭ ‬بحوالي‭ ‬500‭ ‬كم،‭ ‬وهذه‭ ‬المساحة‭ ‬تتراجع‭ ‬اليوم‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ؛‭ ‬بسبب‭ ‬تجريف‭ ‬الغابات‭ ‬والحرائق‭ ‬وتحطيب‭ ‬الأشجار‭ ‬الجائر‭ ‬لإنتاج‭ ‬الفحم‭ ‬النباتي،‭ ‬من‭ ‬قِبل‭ ‬‮«‬الفحامة‮»‬‭ ‬تجار‭ ‬الفحم‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى