رأي

زمن عمتي سدينا ..!! الناجي الحربي

 

 

حافة العشق

ماذا لو كنا على قناعة السلف؟!!

كانوا يؤمنون بالقضاء والقدر.. كانوا يرفعون أكفهم في كل صلاة متضرعين للخالق بأن يسترهم في الدنيا والآخرة وأن يخرجهم من هذه الدنيا لا مدانين ولا دائنين..

النقاء شعارهم.. الصدق منهجهم.. حبهم للخير جعل خواتمهم كما يرغبون..

عمتي سدينا أنموذج لذاك الجيل الذي لن يتكرر.. عمتي سدينا امرأة منظمة.. وتقية.. تحتفظ بمسبحة زوجها سي عوض.. كثيرا ما تسبح بها.. تدعو له ولها بأدعية تثير فضولنا.. فكانت تقول: استغفر الله في الخافيات.. استغفر الله في الحياة قبل الممات.. عندما تتوجه نحو القبلة وتنوي صلاة الوتر بعد  تناول وجبة العشاء وردم كانون الفحم ببقايا الرماد كانت تقول بصوت مسموع:» اللهم إني نويت نصلي صلاة الوتر ينترني نتر لعند كبابيد السماء»..

كانت عمتي سدينا من أصحاب المعاشات الأساسية باعتبارها أرملة وتعيش بمفردها .. تتقاضي ثلاثين جنيها كل شهر.. تدخر خمسة جنيهات منها بنية أداء فريضة الحج .. كانت تكلفة الحج وقتها لا تتعدى الثلاثمئة جنيه.. كانت عمتي سدينا حريصة على دفع رسوم الكهرباء والمياه نهاية كل شهر .. وسداد ما عليها من ديون لدى البقالة ودكان سي حسن والجزار سي علي ..  كانت تؤمن بأن الموت سيدركها في أي لحظة.. كثيرا ما كانت تقول: فكنا من الدين وغصب الوالدين..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى