إستطلاعاتالرئيسيةتحقيقاتلقاءات

ألسنة اللهب تهدد الحياة الطبيعية في ليبيا… الجزء الثاني

 

تحقيق: سالمة عطيوة

كان من ضمن الخارطة العامة للصحيفة إجراء تحقيق حول الحرائق التي شهدتها وتشهدها بعض البلديات، حرائق مختلفة شبتْ في المزارع والبيوت والمحال التجارية حيث كان من المفترض أن يجرى  التحقيق في وقت لاحق إلا إننا وفور سماع خبر حريق مزارع النخيل في بلدية زلة والذي التهم  عددًا كبيرًا من أشجار النخيل ذات الجودة العالية، شرعنا على الفور بتجميع الخيوط والبحث عن البلديات التي حدثت فيها هذه الحرائق .

تناولنا في تحقيقنا أسئلة عن الأسباب؟ والامكانات ؟ والخسائر؟.

2/3 من مدينة درج والتي شهدت حرائق  متنوعة توجهنا بطرح عدة أسئلة على رئيس قسم السلامة الوطنية درج مقدم / محمد جمال حصن .

ما حال جهاز الحماية المدنية؛ وما ينقصه من مستلزمات لأداء عمله ؟

تعد هيئة السلامة الوطنية فى حال جيدة من ناحية توفر بعض الامكانات .. كما تضم الهيئة عديد الخبرات فى مجال الاطفاء سواء أكان رئيس الهيئة ونائبه  أو مديرو فروع وإدارات ورؤساء أقسام ووحدات واطفائيين وهذا ما يميز عملهم كونهم يعملون كأسرة واحدة .

عانت هيئة السلامة الوطنية  فى سنوات سابقة من ضعف فى صرف ميزانياتها المالية المخصصة لها أثناء فترة الحرب على العاصمة وهذا ادى فى تأخر توفير بعض لاوازم الإطفائيين؛ ولكن بفضل الله تعالى ثم جهود رئيس الهيئة لواء عثمان مليقطة، ونائب رئيس الهيئة لواء امحمد المختار خلال سنة 2020م 2021م 2022م لاحظنا فرقً كبيرًا فى توفير الامكانات للأقسام والوحدات التابعة للأقسام  ولعل آخرها قافلة (ابشروا) التي أطلقها رئيس الهيئة ونائبه التى تضمنت توفير بعض  الامكانات  من فرش وأغطية واسطوانات وملابس للاطفائيين وايضا صيانة لشاحنات الاطفاء؛ وذلك بإنشاء ورشة مركزية خاصة بصيانة شاحنات الاطفاء.

بصفتكم رئيسًا لقسم السلامة الوطنية في البلدية لو تعطنا فكرة على عمل القسم والعراقيل التي تواجه عملكم؟

قسم السلامة الوطنية درج من الاقسام التابعة للجبل الغربي ويضم عددًامن  الوحدات وهي وحدة (اوال) يخدم قسم السلامة الوطنية درج عدد سبع محلات مترامية الاطراف بالبلدية قوته العمومية موزعة على خفارات يومية يقوم رجال الاطفاء بتلقي البلاغات الواردة بشكل مستمر سواء بالاتصال على الرقم المخصص للقسم 0247866382 أو بالحضور الشخصي للقسم من أجل البلاغ عن الحريق أو وجود الاجسام المشبوهة .

العراقيل التى تواجه رجال الاطفاء

التأخر فى تلقي البلاغ فى غالب الاحيان، ضعف القوة العمومية لرجال الاطفاء بقسم السلامة الوطنية درج، عدم توفر سيارات خدمية لنقل معدات الاطفاء، الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي وخاصة فى فصل الصيف.

ما هي هم أسباب اندلاع تلك الحرائق ؟

الاسباب لا حد لها ولا حصر فقد اصبحت الحرائق متكرَّرة بشكل لافت سواء في غابات النخيل بسبب رمي القمامة بجانب الحشائش والاعشاب الجافة واضرام النَّار بها  ايضا ضعف الوصلات الكهربائية فى المنازل وهذه أكبر مسبب للحرائق خصوصًا فى فصل الشتاء ايضا تخزين الوقود فى المنازل وسجلت لدينا عديد الحرائق بسبب الوقود وتخزينه ايضا عدم اقتناء المواطنين لاسطوانات الاطفاء وعدم وجود منظومات الاطفاء  فى كثير من الاماكن والاهداف الحيوية والمؤسسات الحكومية والمحال التجارية ومحطات الوقود ومستودعات  الغاز.

كم تبلغ نسبة الحرائق صيفاً وشتاءً ؟

سجل قسم السلامة الوطنية درج  العديد من الحرائق خلال السنوات الاخيرة؛ لعل آخر الحرائق احتراق (وادي اوقاز) الذي قضي على اكثر من (500) شجرة نخيل مثمرة واشجار الاثل والاعشاب والحشائش… نحن باعتبارنا رجال الإطفاء نتأسف على فقدان أطراف وأرواح  زملائنا  بسبب اخماد الحرائق أو تفكيك الالغام وايضا فقدان ارواح وممتلكات المواطنين جراء الحرائق  او الكوارث الطبيعية من هدم أو غرق او زلازل.

هل يتم توفير معدات الاطفاء إذا لزم الأمر ؟

يتم مخاطبة رؤسائنا لتوفير الامكانات ولله الحمد بعد مراسلات عديدة لمدير الفرع، ونائب رئيس الهيئة  ورئيس الهيئة وخاصة بعد الحريق الكبير بوادي النخيل  ببلدية درج تم توفير قوافل من الامكانات للأقسام عامة وقسم درج خاصة و وعد رئيس الهيئة ونائبه خلال الفترة القادمة بتوفير شاحنات إطفاء بسعة (10 آلاف) لتر  لكي تؤدي مهامها بشكل افضل لأن الشاحنات الموجودة اغلبها ذات سعة ال 4000 لتر.

بصراحة هل القسم جاهزٌ للعمل خاصة خلال فصل الصيف وظاهرة الجفاف التي قد تتسبب في اندلاع حرائق لا قدر الله ؟

بعون الله تعالى رغم ضعف القوة العمومية للأشخاص إلا أن قسم السلامة الوطنية درج على جاهزية تامة فى عمليات الانقاذ، والاطفاء واثبت رجال قسم السلامة الوطنية درج ذلك في كثير من الاحيان فى عمليات السيطرة على الحرائق.

وفي الختام .. اتقدم بجزيل الشكر لصحيفة (فبراير) على تسليطها الضوء على هذا المرفق الحيوى المهم  .. كما اتمنى من المواطن الكريم الابلاغ الفوري عن الحرائق وافساح المجال لشاحنات الاطفاء واقتناء اسطوانات الاطفاء .. ودمتم في أمن وسلام.

في أثناء اعداد التحقيق رصدنا حريقًا في منطقة غنيمة التابعة لبلدية قصر الاخيار وعلى الفور تم الاتصال بعضو اللجنة التسييرية ببلدية قصر الاخيار السيد / عمر القرمادي :

الذي اوضح بقوله : منطقة غنيمة شهدت عدة حرائق خاصة في الغابات  حيث تعد المنطقة مكانًا للزوار والعائلات.

الحريق الذي حدث مؤخرًا اندلعت النيران في سيارة أحد المواطنين في جهة الطريق الفرعية متجهًا للبحر وتم الاتصال بقسم السلامة الوطنية الخمس، وغرفة العمليات بمديرية الخمس بعد ساعة وصلت سيارة الاطفاء نظرًا لبعد المسافة حوالي 25 كم بالإضافة إلى ازدحام الطريق العام وتم  اطفاء الحريق من قبل المواطنين  إلا أن ألسنة النيران امتدت   إلى الحشائش والأشجار في الغابة  على مساحة 200 متر وبعدها تم السيطرة على الحريق  إلا اننا نرجو اخذ هذه الحوداث في عين الاعتبار.

بحكم أن منطقة (غنيمة) وجهة سياحية وبها غابات شاسعة هل بإمكان السلامة الوطنية العمل لو قدر الله في حالة نشوب حرائق ؟

شهدت منطقة (غنيمة) منذ شهر مارس الماضي حتى الآن 4 حرائق .. قسم السلامة الوطنية الخمس لديها القدرة على اخماد الحرائق؛ ولكن بعد المسافة التي تربط غنيمة عن بلدية الخمس حيث يستغرق الوقت من عملية الابلاغ على الحريق وحتى تصل السيارات يكون الحريق قد امتد بشكل كبير لهذا طالبنا بفتح وحدة للسلامة الوطنية في البلدية .

حسب علمكم .. هل قسم السلامة الوطنية مجهزٌ للعمل مثلاً السيارات ومواد التشغيل ؟

 

كما ذكرتُ قسم السلامة الوطنية مقره الخمس لديها حوالي 10 سيارات اطفاء معظمها عاطلة عن العمل توجد سيارة واحدة تحت الخدمة بهذا لا تستطيع تغطية بلدية الخمس وبلدية قصر الاخيار نحن نواجه مشكلة كبيرة بهذ الخصوص الحرائق متنوعة في الغابات والمنازل والسيارات والمحال التجارية لهذا قامت اللجنة التسييرية في بلدية قصر الاخيار بتوجيه رسائل مطالبات في عام 2021م  5 رسائل تم توجهيها لمكتب السلامة الوطنية بالدفاع المدني الخمس وحين وصلتهم تم ارسالها إلى المنطقة الوسطى بالخمس ورسالة لهيئة السلامة الوطنية طرابلس وتم الرد من قبل الهيئة الوطنية بعدم توفر الامكانات خلال الوقت الحاضر أو فتح مقر بالمنطقة.

هل الغابات بها لوحات ارشادية للزوار لتوخي الحذر من اشعال النيران لغرض الطهي الطعام ؟

للاسف لا توجد لوحات ارشادية وتوعوية في جميع غابات البلدية وفي منطقة بالخصوص باعتبارها تضم اكبر مساحة جغرافية للغابات والاشجار وعدم وجود هذه الارشادات اسهم في حدوث تلك الحرائق لعدم وعي المواطن .

في الختام أود تقديم الشكر لمصنع الاسمنت الخمس المرقب على سرعة تجاوبه وتلبية النداء وسرعة وصول سيارات الاطفاء مع شكر لكل طاقم هيئة السلامة الوطنية التابع للمصنع في مساعدتنا في اطفاء عدة حرائق والسيطرة عليها نشكرهم مجدَّدًا على تعاونهم .

من بلدية بنت بيه وهي إحدى البلديات التي نشرنا عبر صفحات (فبراير) خلال الأشهر الماضية خبرين عن حرائق  إحدهما في مزرعة، والآخر في منزل أحد المواطنين .. من جهته قال مدير مكتب الإعلام في البلدية / أ. مصباح الزنتاني :

فيما يخص حرائق المنازل عادة ما يكون السبب ماسٌ كهربائي حيث إن كل منزل في الجنوب ضروري أن يكون فيه بنزين مخزن مما يزيد من سرعة الاشتعال أما في المزراع فدائمًا تكون الأسباب من عمال المزرعة عندما يقومون بتنظيف الحشائش ثم اشعال النَّار فيها وعندما تأتي الرياح تنتشر النَّار في كل مكان وتلتهم كل شيء؛ واحياناً يكون السبب  التماس كهربائي في المزارع .

وعن الامكانات المتوفرة قال :

نقص الإمكانات يكمن في عدم توفير سيارات في الجنوب بالكامل سيارات التدخل السريع لاخماد الحرائق في الجنوب .. الموجود  حاليًا شاحنات ثقيلة وبعضها متهاكلة لا تسطيع الوصول لاخماد الحرائق وايضا لا يوجد بها المواد الخاصة بالاطفاء .

ايضا تنقص هنا الثقافة والحرص عند المواطنين في الاستهزاء على هذه المواد مثل تخزين الوقود في المنازل ايضا عدم توفير اسطوانة اطفاء في المنازل وسيارات الخاصه لهم.. كذلك ايضا سيارات المواطنين في الجنوب دائمًا أثناء الحوادث لو تكون كارثه للأسف بسبب البنزينه حتى عندما يسافر يحمل  معه مخزونًا من البنزين بسبب نقص البنزين وارتفاع ثمنه بالسوق السوداء وهنا عندما يقع الحادث تحترق السيارة بما فيها.

واضاف قائلاً :  آخر الحوادث في البلدية حريقين شبا في مزرعتين للمواطنين محمد علي امحمد وعبدالقادر امحمد السالم بمحلة القراية ولم يسفرا عن خسائر كبيرة وتم السيطرة عليهما؛ وحريق هائل بمحلة الرقيبة في منزل المواطن إبراهيم الزورق الخليل تردي الكهرباء أدى إلى التماس كهربائي أدى إلى حريق منازل أبناء الخليل .

ككل مرة عدم توفر المعدات يؤدي بالطبع لعدم أداء عمليات الاطفاء بالشكل السريع والمطلوب .

كلمة المحـــــــرَّرة :

بعد هذه الحقائق التي جاءت من أرض الواقع وبشهود أهل الاختصاص سنحاول جمع بعض التساؤلات التي استنتجناها من المذكورين في التحقيق  لنقل الصورة إلى الجهة المعنية وهي هيئة السلامة الوطنية الليبية ..

ترقبونا خلال العدد القادم بعون الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى