رأي

الأوفياء يغادرون

■ صالح قدر بوه

جدارية

في‭ ‬دمشق‭ ‬كان‭ ‬لقاء‭ ‬يومي‭ ‬بالأديب‭ ‬المحب‭ ‬لليبيا‭ ‬حد‭ ‬نكران‭ ‬الذات‭ ‬القاص‭ ‬الناقد‭ ‬الدكتور‭ ‬زياد‭ ‬علي‭ ‬ينعش‭ ‬القلب‭ ‬ويبعث‭ ‬الطمأنينة‭ ‬ويعني‭ ‬حضوره‭ ‬تجمع‭ ‬الأصدقاء‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬بلد‭ ‬عربي‭. ‬ابتسامة‭ ‬وترحاب‭ ‬وكرم‭ ‬نادر‭ ‬يتبعه‭ ‬حديث‭ ‬ترويجي‭ ‬عن‭ ‬الثقافة‭ ‬الليبية‭ ‬والأدب‭ ‬الليبي‭ ‬ورموز‭ ‬الفكر‭ ‬والفن،‭ ‬يقوم‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬بتوزيع‭ ‬كتب‭ ‬الأدباء‭ ‬الليبيين‭ ‬على‭ ‬العرب‭ ‬ويلح‭ ‬في‭ ‬تقدير‭ ‬ليبيا‭ ‬معتزًا‭ ‬بانتسابه‭. ‬قبل‭ ‬ذلك‭ ‬كنا‭ ‬نلتقي‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬الكتاب‭ ‬بأرض‭ ‬المعارض‭ ‬طريق‭ ‬صلاح‭ ‬سالم‭ ‬فيط،‭ ‬وحيث‭ ‬يوجد‭ ‬زياد‭ ‬يتحلق‭ ‬المثقفون‭ ‬العرب،‭ ‬والليبيون‭ ‬في‭ ‬أحاديث‭ ‬جادة‭ ‬عن‭ ‬التاريخ‭ ‬الليبي،‭ ‬والإبداع‭ ‬الليبي،‭ ‬ويستمر‭ ‬الحبيب‭ ‬الراحل‭ ‬في‭ ‬نخوته‭ ‬وترويجه‭ ‬للأسماء‭ ‬والكتب‭ ‬الليبية‭ ‬في‭ ‬اعتزاز‭ ‬وقوة،‭ ‬ونرى‭ ‬الفرح‭ ‬الحقيقي‭ ‬في‭ ‬عينيه‭ ‬إذا‭ ‬وجد‭ ‬حقًا‭ ‬من‭ ‬يحب‭ ‬ليبيا،‭ ‬ويقرأ‭ ‬لليبيين‭ ‬ويعتز‭ ‬بما‭ ‬يكتبون‭.‬

وفي‭ ‬طرابلس‭ ‬إلتقينا‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬الثقافية،‭ ‬وجل‭ ‬ما‭ ‬نحكي‭ ‬عنه‭ ‬الوطن‭ ‬والكتابة‭ ‬وعظمة‭ ‬الفكر‭ ‬واستشراف‭ ‬المستقبل‭.‬

أديب‭ ‬ذائع‭ ‬الصيت‭ ‬يعرفه‭ ‬ويتشرف‭ ‬بصداقته‭ ‬الأدباء‭ ‬العرب‭ ‬من‭ ‬اليمن‭ ‬إلى‭ ‬المغرب،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬أخًا‭ ‬مخلصًا‭ ‬ووفيًا‭ ‬من‭ ‬طراز‭ ‬نادر،‭ ‬يجعل‭ ‬مصلحة‭ ‬الآخرين‭ ‬فوق‭ ‬مصلحته‭ ‬ذو‭ ‬مواقف،‭ ‬وصاحب‭ ‬كرامة‭ ‬وشخصية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أو‭ ‬شراء‭ ‬أو‭ ‬التأثير‭ ‬في‭.‬

غادر‭ ‬الوفي‭ ‬وغادر‭ ‬قبله‭ ‬أوفياء‭ ‬آخرون‭ ‬حزنوا‭ ‬حالة‭ ‬المجتمع‭ ‬وتآكل‭ ‬القيم‭ ‬فيه‭ ‬لكننا‭ ‬سنبقى‭ ‬سيرًا‭ ‬على‭ ‬أوفياء‭ ‬لليبيا‭ ‬وله‭ ‬ولتاريخ‭ ‬الثقافة‭ ‬الليبية‭ ‬والأمل‭ ‬في‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى