الدرس المستفاد
في قلب جبل نفوسة وبين بيوت الأصابعة الهادئة استيقظ السكان صباح ١٩ فبرير ٢٠٢٥ على نيران غامضة تندلع بلا مقدمات.
لم تكن حرائق عادية اعتاد الناس تفسيرها بحاث عرضي أو خطأ بشري بل كانت لغزاً مشتعلاً يزداد غموضاً كلما خمدت ألسنت اللهب .
على مدى اسابيع متتالية احترق أكثر من ١٦٠ منزلاً مشهد لا تفسره قوانين الفيزيا ولا تهدئه تكهنات وسائل الإعلام وبينما كانت فرق الإنقاذ تسابق الزمن للسيطرة على الحرائق كانت التساؤلات تكبر ما الذي يحدث في الأصابعة؟!
هل هو عبث يد خفية < أم ظاهرة طبيعية مجهولة؟
أم أن هناك أبعاد أعمق تتجاوز حدود المنطق؟
في هذا الملف الخاص نفتح أبواب المدينة التي أحرقتها النار ولم تحرق إرادتها تستعرض شهادات العائلات المنكوبة ونلاحق خيوط التحقيقات الرسمية وننقل خفايا القصة كما لم تروى من قبل.
لازال الغموض يكتنف مدينة الاصابعة، حرائق تنشب فجأة بلا سابق إنذار،ولا نتائج أكيدة حتى اللحظة عن مسببات الحرائق، الجميع يمشي على أطراف الأصابع في انتباه واعصاب مشدودة، اطفال يحتضنون حقائبهم ونساء أصابهن الهلع وشيوخ يرفعون أيديهم إلى السماء نظرات تتحسس محتويات المنازل آخر الليل فقط لتبقى ذكرى فمن غير المؤكد أن تلك الأشياء يمكن رؤيتها مرة أخرى.
هكذا تنام المدينة وتصحو، عزائها ربما «فزعة» متطوعون فرق وأفراد، تقنيون، وبحاث، منظمات مجتمع مدني، أجهزة أمنية واسعاف وطوارئ.
لكن الحدث يضعنا أيضا أمام نقاط مهمة وهو عدم الذهاب سريعا للجانب الميتافيزيقي لمجرد الشعور باستنفاد الحلول، فنحن لانملك ارادة البحث عن منطق علمي بقدر ما نرضخ بسهولة للتفسيرات الجاهزة ولايعني ذلك الغاء أو تتفيه البعد الماورائي من زاوية دينية تحديدا وإنما ترك مجال لاختبار قدراتنا على الرصد والمتابعة والتقصي وتطوير أدواتنا في ذلك، وقد أشار أحد الأهالي إضافة لماذكرت إلى مسألة توفير أجهزة الاستجابة السريعة والغرض من ذلك التعامل مع أي ظرف طارئ بصورة تقلل من حجم الخسائر.