ثقافةمتابعات

الرواية الشفوية.. الواقع والتحديات

عبد السلام الفقهي

 

تحت هذا العنوان، نظم المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية الندوة العلمية الأولى حول الرواية الشفوية، بمشاركة نخبة من الأكاديميين المعنيين بتاريخ اللغة وأصول التدوين.

تأتي هذه الندوة باعتبار الرواية الشفوية أقرب من غيرها للتعبير عن الحقائق، لكون رواتها ينقلون الاخبار بلغتهم العفوية، لذا فهي تطرح نفسها بقوة كمصدر اساسي لتدوين التاريخ البشري منذ العصور القديمة وحتى العصر الحديث.

ووفق هذه الاعتبارات جاءت جهود المركز الليبي للمحفوظات في باب أرشفة الرواية الشفوية كاحدي أبرز الخطوات لصون الذاكرة الوطنية، حيث قام بتسجيل اكثر من عشرة آلاف شريط صوتي.

ذلك جاءت هذه الندوة بهدف تبادل الاراء والخبرات بخصوص حماية هذا الإرث ومعالجة التحديات التي تواجهه.

محاور وورقات.

افتتح الندوة الدكتور محمد الجراري بكلمة استعرض خلالها وبشكل موجز محطات من تاريخ المركز في مجال مشاريعه حول الرواية الشفوية خصوصا مايتعلق بتاريخ الجهاد ضد الغزو الإيطالي، وكيف اتجه المركز بتنبني خطة بحثية قسمت الجغرافيا الليبية إلى سبعة عشر دائرة بحثية  ومناطق بهدف تنظيم وترتيب خطة الأرشفة..

ومن جانبه قدمت وزارة التعليم  ورقة ألقاها الدكتور كامل الويبة أشار خلالها إلى أهمية إيجاد الآليات المناسبة لتوثيق التاريخ الثقافي وكذلك ضرورة الاستفادة من عضوياتنا في المؤسسات الدولية لخدمة هذا المجال.

وقال الدكتور الطيب البهلول رئيس اللجنة العلمية للندوة ان الأمم القديمة وظفت الأساطير والخرافات إلى جانب الحقيقة في الرواية وهو ما انتج اختلاط الممكن بالمستحيل، لذا يتوجب النظر الى مسارها الحقلي والاشتغال بشكل دقيق عليها كمادة علمية تفسر وتشرح وتُساهم في رصد تحولات البنية المجتمعية.

وتضمن برنامج الفاعلية زيارة إلى قسم الرواية الشفوية بالمركز، حيث استمع الحضور إلى شرح واف من مدير مركز المحفوظات التاريخية الدكتور محمد الجراري، بين فيه منجز المركز فيما يخص الرواية الشفوية وتقديم نماذج من التسجيلات التي أجراها قسم الرواية  خلال العقود السابقة مع كبار السن والمجاهدين ومن كان لهم دراية في المشهد المجتمعي والتراثي.

جلسات علمية 

واستمرت الندوة على مدار يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين بواقع اربع جلسات علمية تناول فيها المشاركون موضوعات تبحث في الرواية الشفوية وكتابة التاريخ، ودور المؤرخين في إبراز معالم تاريخ الجهاد، كذلك التراث الشفوي ودوره في الحفاظ على الهوية الوطنية.

وتناولت الدكتورة مفيدة جبران تجربتها مع الرواية الشفوية وتحديدا فيما يتعلق بتاريخ طرابلس .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى