في الحقيقة الكاتب الليبي لم يصعد على برج عاجي،بل هو دائما يلامس قضايا بناء وطنه و يحاول أن يقوم بدوره ويتابع ويتفاعل مع الكثير من هموم الشارع،الكاتب الليبي هو نفسه يعيش معاناة ومحاولات كثيرة لكبح حريته،وتكبيله تحت مظلة أخلقة الأدب وأمن الدولة وغيرها.الكاتب ابن بيئته يعيش ما يعيشه كل ابناء وطنه،ويشعر بمعاناتهم؛فهو متأثرومؤثر بالتأكيد بكل ما يحيط به وما يجري من حوله،وعبر تاريخ الكتابة العربية والليبية كان هناك دور كبير للمقالات والروايات والمسرحيات في ما يمر به المواطن لا سيما الليبي من مشاكل اقتصادية واجتماعية وسياسية أيضاً،فالكتابة الإبداعية والفنون بشكل عام وفي أي بلد تلعب دوراً مهماً في تسليط الضوء على هموم الناس،وقضاياهم الاجتماعية والإقتصادية والسياسية، وذلك من خلال الكتابات السردية مثل:القصة والرواية،ومن خلال المسرحيات والأغاني،والتلفزيون الليبي قدم خلال سنوات طويلة العديد من البرامج والمسلسلات التي تسلط الضوء على مشاكل مثل:غلاء الأسعار وجشع التجار،كما أن هناك نصوص سردية قدمها كُتاب ليبيين تحدثوا فيها عن قضايا سياسية واجتماعية،أدت لزَج بهم في السجون لسنوات طويلة.! الفن بجميع أنواعه يمتلك القدرة على إلهام الناس وتحفيزهم للتفكير والعمل نحو التغيير الإيجابي لقضية معينة؛فمثلاً: في قضية المقاطعة لبعض السلع نتيجة لغلاء أسعارها في ليبيا وفي هذه الإيام نجد تفاعل ودعم كبير من الكثير من الكُتاب والمبدعيين في ليبيا عبر وسائل التواصل الاجتماعي،ومن المفترض أن نسمع ونقرأ قصائد شعرية ومقالات تحاكي وتنقل معاناة المواطن الليبي من الغلاء وتشجعه على مقاطعة بعض السلع التي تجاوزت أسعارها حد المعقول والمقبول.