رأي

الكوكب الأحمر

هاشم شليق

محطة

كشف الجفافُ الشديدُ في أوروبا عن هياكل عشرات السفن الحربية الألمانية التي غرقتْ خلال الحرب العالمية الثانية في نهر «الدانوب»..وفي حين أن العالم يركز اليوم على احتمالية اندلاع الحرب الثالثة..تجده يغفل عن التي نشبت فعلًا وهي التغيرات المناخية..حيث تعتقد الأغلبية أن خطرها لا يزال بعيدًا..فالمهم عدم وجود إطلاق لصواريخ تحمل رؤوسًا نووية..لكن إذا استمر  المعدل الحالي من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون وغيره..فإن العالم مقبلٌ على صواريخ مناخية أشد وطأة..

سترتفع درجة حرارة سطح الأرض إلى مستوى لم نشهده من قبل .. مما يؤدي إلى زيادة تواتر الأعاصير..وتتحوَّل أجزاء من أوروبا إلى صحراء..ومن المناطق المتضرَّرة إيطاليا وإسبانيا واليونان..كما سيكون مستوى سطح البحر أعلى..ليجعل العديد من المدن الكبرى مثل أمستردام، ونيويورك، معرضة لخطر الغرق..

كذلك سوف يؤثر الجفافُ على مصادر المياه في جنوب الكرة الأرضية..وتختفي الغابات المطيرة..كما سيتأثر ما يقرب من ثلث إنتاج المحاصيل الغذائية العالمية..وسيعمل تغير المناخ على زيادة الجوع بسبب تعطل الإمدادات الغذائية العالمية..إذن كل شيء سوف يتغير..الهواء الذي نتنفسه والماء الذي نشربه والطعام الذي نستهلكه وحتى روتيننا اليومي..بل العديد من الصناعات والخدمات المصرفية والتأمين و النقل والتجارة ستظهر بوجوه مختلفة..كما سوف تكون للهجرة الناجمة عن تغير المناخ تداعيات كبيرة على الأمن الدولي..يعني حدوث تحولات جذرية في المتغيرات الاقتصادية والديموغرافية والسياسية..

المواصلات لها دور مهم في تجنب تسارع آثار التغير المناخي..حيث يتمتع نقل البضائع بالسكك الحديدية ببصمة أقل لثاني أكسيد الكربون..بينما الشحن الجوي أكثر تلويثا بحوالي عشرة أضعاف من المسار البري..ويظل الشحن عبر البحار لا يحظى بشعبية في الوقت الحالي ولكن من المتوقع أن يصبح مهما في المستقبل..

هناك من يطالب بدعم وسائل تنقل على غير العادة..وهو مشروع وكالة ناسا إلى المريخ والذي يهدف إلى إطلاق رواد فضاء إلى الكوكب الأحمر بحلول ثلاثينيات القرن الحالي..في خطوة تمهيدية لنقل مجموعات من البشر للعيش هناك..وهكذا ربما ستظهر آثارٌ للإستكشاف والسياحة مستقبلاً في مختلف بقاع الأرض لدراسة حياة أجيال الغد القريب..مثلما هي اليوم كهوف الصحراء الليبية، ومغارات الجبال، وحضارة الساحل تعود لأجيال زمن بعيد وعميق مضى..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى