رأي

تعليم قيادة 

هاشم شليق

محطة

العالم يسير على قدمين .. واحدة تكنولوجية والأخرى اقتصادية..فالتقارير تتحدث عن اقتراب سيطرة النظارات الذكية على حساب الكمبيوتر والموبايل والتلفزيون وأجهزة الألعاب..وظهور ملامح الميتافيرس الافتراضي الذي يتيح إمكانية العمل والتسوق ومقابلة الأصدقاء وحضور الحفلات الموسيقية وزيارة المتاحف دون الحاجة للتنقل هنا وهناك..كذلك تطور الذكاء الاصطناعي وانتشار قادم لشبكات الجيل السادس..وتحول التجمعات السكانية إلى مدن ذكية تدار بالشبكة العنكبوتية..إضافة إلى صناعة سيارات ذاتية التحكم ورقمنة العملة..كما أن شيخوخة بعض المجتمعات تقود إلى استحواذ الروبوتات على وظائف المعلم والمذيع وعامل النظافة.. 

الأوضاع الاقتصادية العالمية تزداد صعوبة بسبب تراكم الديون الخارجية في ظل محاولة التوازن بين الإنفاق العسكري وتحقيق اكتفاء الناتج الوطني الإجمالي تحت ضغط عيش أكثر من ثلثي سكان العالم في المدن..مما استدعى صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة في نصف الكرة الأرضية الشمالي للتضييق أكثر على المغتربين وصد غيرهم..

يضاف إلى ذلك أن  العالم سيشهد تناقص المياه بنسبة 40%..بسبب التغيرات المناخية باتجاه وقوع المزيد من الكوارث الطبيعية من جفاف وتصحر وفيضانات بمعدل 560 كارثة عالمية سنويا بدءا من عام 2030 تؤول بالتالي إلى المزيد من الفقر والجوع..وهذا ما دعا بعض الدول الكبرى فعليا وبعيدا عن مناطق الاضطرابات السياسية وتحسبا لعدم الاستقرار الأمني إلى التفكير في التنقيب عن المعادن في الفضاء الخارجي..كما توجد منافسات على الإستفادة من موارد القارة المتجمدة التي تحتوي مابين 1530% من الغاز..رغم الكلام الكثير عن استبدال الوقود الاحفوري الذي هو رهين المستجدات السياسية بالطاقات البديلة كالشمس والرياح..

ما يحدث اليوم من معالجات للأزمات الدولية واللحاق بالقفزات التكنولوجية تنجح في استيعابه المؤسسات الدولية والشركات الخاصة والمصارف أكثر من رسميات الدول   نفسها..فنصيب الأسد من التنفيذ سيكون عبئا على كاهل الخاص الموزع على خارطة البلديات..لذا يتحول القطاع العام إلى مدرسة تعليم قيادة لتدريب السائق وهو الخوصصة بإتجاه إدارة عجلة الإقتصاد والتقنية..ذلك مهم فتغير أنماط الحياة بوتيرة متسارعة يكون دائمًا على مرمى حجر..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى