رأي

جمع أخطبوط!

هاشم شليق

 

يعكف كوري جنوبي في جامعة ستانفورد الأمريكية على تطوير برنامج يتيح للناس من مختلف أنحاء العالم التحاور مع مترجم آلي..ولكن على المتصل التحدث بلغته الفصحى الحديثة لغة الأخبار والجرائد وليس اللهجة العامية أو الفصحى الأم أو القديمة..وكذا هو الحال مع سماعات الترجمة بين شخصين جالسين في مقهى..

يظل البحث عن تبسيط اللغة الأم مستمر وهذا ما يتطلبه عصر العولمة والثورة التقنية وانفتاح الأسواق والاقتصادات مثلما قامت الصين نتيجة تزايد الطلب على تعلم لغتها بعد بروزها كقوة اقتصادية بإختراع أحرف صينية مبسطة للأجانب..حتى أن شركة آبل اضطرت عام 2014 إلى تقديم لغة السويفت لتصبح مفضلة بسبب أسلوبها المرن..واللغة الإنجليزية التي تنتج كل فترة كلمة جديدة على غرار كلمة سيلفي..

إن الأساليب القديمة في شرح دروس مادة النحو في اللغة العربية وتقديم مناهج البلاغة والنصوص بطريقة غير جذابة تفتقر عند العطاء لبهرجة الإنترنت..تؤدي إلى ضعف التحصيل اللغوي نتيجة قرار جفاء مسبق من الطلاب ومن ثم عزوفهم عن التركيز والمتابعة لإعتقادهم بأنها مواد صعبة الاستيعاب.. وهكذا صدر حكمهم  عليها قبل التداول بأنها غير مستساغة ومحيرة كأنهم وسط متاهة الإجابة على سؤال ماهو جمع أخطبوط؟!..

من جهة أخرى يمكن أن يكبح تطور التقنية استمرار تسيد اللغة الإنجليزية بما سيأتي به الذكاء الاصطناعي من إلغاء الحاجة إلى إتقان لغة معينة حيث ستتوفر تقنيات ترجمة رقمية يضعها مسافر في جيبه أو على معصمه..لكن يظل العالم يتعامل بالإنجليزية فهناك 85% من المنظمات الدولية تستخدمها..كما تصدر 80% من المجلات الأكاديمية بنفس اللغة..وكذلك حوالي 52% من المواقع الأكثر زيارة على الإنترنت تكون بالإنجليزية..ويظل يتحدث بها اليوم مليار ونصف شخص..وهنا حسب إحصاء مؤسسة متخصصة فإن بلادنا حلت في العام الماضي في المرتبة 110 عالميا ضمن الدول الأكثر إتقانا للغة الإنجليزية رغم مساعي وجهود الدولة ويكمن السبب الرئيسي وراء تذيل الترتيب في أن الوعاء الزمني لا يحتوي على حصة تفاعلية يتم فيها الإستماع إلى مقاطع صوتية ولا وجود لبروجكتر يعرض فيديوات محادثة ليتم النقاش أثر عرضها..فاللغة كالرياضة يجب أن تكون ممارسة لتعود بالفوائد..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى