الأخطاء الطبية تحدثُ في معظم مستشفيات العالم طبعاً دون قصد، تتعدَّد أسبابها منها الأخطاء البشرية، أو التقنية، هذه الأخطاء قد تكون قضاءً وقدرًا زي ما يقول البعض، إن حدث فعلاً ما هي الإجراءات المتبعة لتعويض المريض ؟، وهل المريض لديه الثقافة والشجاعة لتبليغ عن هذه الخطاء؟.
استعرضنا بعض الحالات في هذا الاستطلاع مع بعض المختصين في المجال الطبي :
رصدنا عدة حالات حدث معها خطأ طبي .
حالة عن عملية ولادة طبيعية لامرأة شابة في إحدى المصحات، فضلتْ عدم ذكر اسم المصحة، أثناء الولادة صار نقص في الأكسجين للمولودة حسبما ذكرتْ السيدة تسبب لها في إعاقةٍ ذهنية خفيفة، وعجزٍ في حركة القدمين، بقتْ المولادةُ على حالها إلى أن بلغت سن الاربع سنوات سافر بها الأهل إلى مصر لعلاجها لتسطيع المشي وتحسنت حالتها الصحية، وذكرتْ الأمُ : نتيجة خطأ طبي ابنتي ليست طبيعية مش زي أقرانها .. الحالة نفسها لم يتم التبليغ عن الخطأ من قبل أهل المزيودة ..
الحاجة )م. ك( من طرابلس حكتْ لنا عن خسارة عينها اليسرى جراء خطأ طبي في إحدى المصحات، حيث كانتْ تعاني من مشكلة في الشبكية، وتم إجراء عملية ولم تنجح وقالت : لاحظتُ ضعفًا في الرؤية، وعيني بدأتْ تصغر كل فترة يعني حجمها مش طبيعي، سافرتُ لتونس ولم يعطوني نتيجة تذكر، وبقتْ عيني هكذا لا أرى بها وصارلها ضمور، الآن أنا بعين واحدة نتيجة خطأ طبي.
حاجة .. ما الإجراءات التي أتخذتْ بالخصوص ؟
أبني حاول معي رفع شكوى على المصحة لكنَّني رفضتُ وفوضتُ أمري لله تعالى..
كما ذكرتْ الحاجة إن قريبتها صار معها الحالة نفسها وخسرت عينها ولكن في مصحة أخرى، وقد حذرتها قريبتها بعدم إجراء العملية لأنها من العمليات غير الناجحة ..
أخبرتنا السيدة )أ. ص( عن نوع آخر من الأخطاء الطبية الشائعة، وهي كيفية إعلام الدكتور عن حالة المريض، أو لأهله : و وصلتْ حديثها عند ولادتي لابنتي على الفور خرجتْ دكتورة الأطفال وابلغتْ زوجي بأن ابنتا لديها «متلازمة دون» ، الحقيقة كانت صدمة قوية لزوجي تصوروا من فرحة الولادة إلى صدمة الحالة كان الاجدر بها استقباله في المكتب، وأخبره بالحالة تدريجيًا، أليس هذا خطاء طبي فادح قد يسبب صدمة نفسية، وهذا ما حصل مع زوجي ظل لشهور وهو متأثرٌ جداً، لهذا على الأطباء أخذ هذا بعين الاعتبار ..
حكتْ ليّ جارة أمي عن إحدى قريباتها حيت بدأت قصتها عند تعرضها لإحتكاك في الركبة ووصف لها الطبيب حقنًا في إحدى مصحات منطقة السواني، وبالفعل أخذت العلاج بعد تلقيها ثاني حقنة وهنا بدأت رحلة المعاناة وارتفع السكري، والضغط، وتورمت قدمها مما استدعى أن تقيم في المصحة وصرف لها مضادٌ لعلاج الالتهاب دفعت حوالي 13 ألف قيمة الاقامة والعلاج، بعد عشرة أيام رجعت لنفس الحالة المرضية وذهبت إلى مصحة أخرى حيث تم فتح الجرح ثم تنظيفه وتم تشخيص الحالة هي عند اعطائها الحقنة الاولى لعلاج الاحتكاك الحقنة لم تصل للعظم لعلاجه ووصل العلاج للجلد، ومازالت الحالة تعاني وكلفها العلاج 25 ألف من فاتورة علاج بمئات..
دكتور وسام عمار القشطي
مدير عام مستشفى الجميل العام :
الأخطاء الطبية وارد حدوثها خاصة في العمليات الجراحية ما هي أهم هذه الأخطاء ؟
الأخطاء الطبية عادة وإن وجدت تكون أثناء الولادة سواء أكانت عملية طبية أم ولادة طبيعية وكذلك في الجراحات العامة؛ فعادة ما تحدث مضاعفات للمريض ما بعد العملية..
ما الإجراءات المتخذة حيالها ؟
الإجراءات المتبعة في حالة حدوث خطأ طبي لو قدّر الله يتم إعداد تقرير طبي للمعني من قبل الدكتور المعالج موضحًا أسباب الخطأ في حال المريض لم يقدم شكوى تتم المصالحة بينه وبين التأمين الطبي الذى بدوره يتم التواصل والوصول لحل، وفي حال المريض قدم شكوى قانونية يتم التعامل مع هيئة التأمين الطبي..
ما علاقة إدارة المستشفيات والتعاطي مع أي أخطاء قد تحدث ؟
وبالنسبة كإدارة مستشفيات فهي الفاصل ما بين الطبيب المهني والإداري فيستطيع خريج الإدارة الصحية التعامل مع كل المواقف سواء أكانت طبية أم إدارية..
الدكتور : أسامة الساكت / مدير مستشفى الخمس التعليمي :
ما هي أكثر الأخطاء الطبية شيوعًا بالعموم؟
أولاً : يجب التفريق بين الخطأ الطبي والمضاعفات المتوقع حدوثها أثناء العملية الجراحية ..
الخطأ الطبي هو يأتي من عدم الاهتمام والعناية بالمريض وعدم إتباع الخطوات أثناء إجراء العمليات الجراحية وسأتحدث عن الأخطاء الطبية أثناء إجراء العمليات ..
بالنسبة للمضاعفات تحدث بعد إجراء العملية والمفترض من الطبيب يكون منتبهًا للمضاعفات التي تحدث للمريض، وأياً منها لها طرق معينة للتعامل معها ومش مشكلة أن تنتج مضاعفات ولكن المشكلة هي عدم معرفة كيف طريقة التعامل معها ..
بالنسبة للاهمال الطبي الذي يؤدي الى الاخطاء وأكثر الاخطاء الطبية شيوعاً هو نسيان قطع «الشاش الطبي» داخل المريض وهذه أشياء تحصل ومتكرًّرة وللأمانة قلّ حدوثها الآن وكذلك خطأ عدم أحكام خيوط الجروح وينتج عنه فتح الجرح بعد العملية وبعضها يلتهب وهذا سببه الاهمال وهي شائعة ايضاً، وبعض المرضى هم سبب الخطأ منهم لم يأخذ الدواء ولا يتم التغيير عن الجرح .
كيف يتم التعامل مع هذا الأخطاء الطبية ؟
يتم التعامل معها حسب كل حالة ويتم اكتشاف الخطأ ومعالجته وأهم شيء متابعة المريض لحالته وأحياناً يصير تضخيم الأمور، أود الاشارة إلى جهاز الكي الكهربائي له عدة اقطاب وإن لم يتم تركيبه بطريقة الصحيحة يصيب المريض بحروق ومعالجته يستغرق وقتًا ..
وهل يوجد متابعة للحالات ؟
طباعاً المريض يتواصل مع الدكتور ونقوم بمتابعة الحالة باهتمام خاص وبدقة حتى يتم معالجة الخطأ ..
وماهي الاجراءات المتبعة في حالة حدوث خطاء طبي؟
إذا المريض تواصل مع الدكتور يتم معالجة الخطأ على الفور ولو حصل ضرر عضوي أو نفسي له الحق تقديم شكوى ويفتح تحقيق في نفس المؤسسة التي حاصل فيها الخطأ أو يفتح تحقيق في مركز الشرطة ويحول للنيابة العامة ويعرض على مجلس التخصصات الطبية واللجنة تدرس الأمر ويتم تحديد الاخطاء وتقدير نسبة الخطأ ومنها يصدر حكم المحكمة ويتم تعويض المريض والطاقم الطبي مؤمن طبياً عبر هيئة التأمين الطبي ويخصم من المعاش مبلغ مالي من 60 دينارًا إلى 150 دينارًا تغطي التعويضات وفي حالة عدم وجود اهمال أو خطأ طبي تحفظ القضية وكذلك يوجد حل ودي في بعض الحالات ..
محمد أبوالقاسم زميت مدير إدارة الشؤون الطبية مستشفى نسمه العام..
دكتور .. من منطلق الذي يعمل قابل للخطأ والصواب، هل سبق وأن حدث خطأ طبي في المستشفى لديكم ؟
أولا لا توجد عندي المعلومات الكافية عن الأخطاء الطبية التي حدثت في المستشفى وذلك لإستلامي مهام الشؤون الطبية منذ شهرين فقط ..ولكي اجيبك يجب أن ابحث عن الاحصائيات السابقه والاخطاء الطبية التي حدثت، وكيف تم معالجتها..
في حالة حدوث أي من الاخطاء الطبية ، ما الإجراءات بالخصوص ؟
تشجيع العاملين والمراجعين للابلاغ عن الأخطاء الطبية من اولى الخطوات التي يجب تعزيزها، وذلك بوضع طريقة تساعد على الإبلاغ عن مثل هذه الحوادث والنظر إليها بإيجابية لحلها..
دكتور هل نقص المعدات الطبية لها آثارها لحدوث هذة الاخطاء، أو الاخطاء تصب في العامل البشري ؟
قد تكون سببًا ولكن قد تنطوي الأخطاء الطبية على :
إعطاء الاشخاص الدواء الخطأ أو جرعة خاطئة أو دواء لديهم حساسيه اتجاهه
تحديد موعد للفحوصات او اعطاء ادوية للشخص الخطأ أو عدم تسجيل ملاحضات مواعيد الادوية.
القيام بإجراء جراحي في الجانب أو الجزء الخاطئ من الجسم.
إخفاء أو التغافل عن الاختبارات المهمة..
كيف يمكن تفادي تلك الاخطاء ؟
- الحصول على قائمة دقيقه للادوية التي يأخذونها في المنزل.
- الحصول على قائمة لأدوية الحساسية التي يأخدونها .
فهم لماذا يجرى إعطاء أدوية معينه في المستشفى، ولماذا تجرى الاختبارات؟.
تعلم أسماء الادوية التي توصف وتعطى لهم بالإضافه إلى الجرعات وعدد مرات إعطاء الأدوية كل يوم .
في كل مرة تقوم الممرضه بإعطاء دواء ،الطلب منها اخبارهم باسم الدواء وسبب اعطائه.
السؤال حول نتائج أية اختبارات خضعوا لها .
التأكد من انهم شخصيا واطبائهم وجراحيهم يتفقون جميعا وعلى علم كامل بماذا سيجري القيام فيه بالضبط في أثناء أي اجراء جراحي.
طرح الأسئلة إذا بدأ شيئا ما ليس صحيحًا.
شرح طبيعة الخطأ والتأثير الذي سيحدثه في صحتهم.
الإبلاغ عن الاخطاء المحتملة إلى مسؤولي المستشفى بحيث يمكن تصميم نظم للوقاية من هذه الأخطاء.