رأي

عن الكوني و بوجناح و توحيد المسار

 

 

أمين مازن

نقلت الفضائيات وقائع الإجتماع الذي حضره نائب رئيس الحكومة السيد رمضان بوجناح مع بعض الفاعليات الإجتماعيةbb  بالجنوب باعتباره قد حمل صفته هذه من ذلك المدخل شأنه شأن السيد موسى الكوني الذي سبق له حضور  اجتماع مماثل أعلن فيه «أي الكوني» عزمه على تأسيس مقر للمجلس الرئاسي هناك و الإتفاق مع السيد بوجناح للقيام بذات الخطوة، و قد كان أهم ما دعا إليه السيد بوجناح وجوب تشكيل لجنة يختارها الحاضرون و من يشاركهم المسئولية و بالأحرى الإهتمام، يكون من مهامها التبصير بالنواقص التي يعاني منها الأهل هناك و التي على رأسها «بحسب بوجناح» التهميش، هذه العبارة التي متى قُدِّرَت حق قدرها فسيتوفر الحد الأعلى من الفاعلية و التي بدأت منذ اتفاق الصخيرات و تشكيل مجلس الدولة و العبث برئاسته و تغويل مهمته و فتحه لأبواب التذمّر التي لم تأتِ إلا بما يدمر كل شيء بلا هوادة مما يجعل لدعوة بوجناح لعموم المعنيين كي يشكلوا اللجنة المطلوبة خاصةً و أنه قد قرن توجهه هذا بتوكيده أن صفة نائب رئيس حكومة لا تعني شيئا ما لم تقترن بالإختصاص الذي يُمَكّنه من أداء مهمته، و التي يرى غيره أيضا أنها لن تكتمل بدون اتفاق متساكني الجنوب على تحديد هذا المُكوَّن الجغرافي و الذي تسعى بعض الأطراف إلى تمييعه بالتسميات التي لا هم لها سوى تمرير قطار الإستفادة و الإستفراد بالمجموعات أولاً و ابتلاع الوطن للجهويات ثانيا، فتكون وجهة بوجناح هذه و إلى جانبه الكوني خطوة عملية لتبادل المشورة و الخبرة و الوقوف على حقيقة التهميش الذي لن يكون للتساهل معه أو عدم تقديره حق قدره سوى العبث بما هو أكبر، ذلك أن اللجان التي قد تُشَكَّل لمثل هذه المهام فإن التقاء أعضائها و تبادلهم الرأي في هذا الشأن أو ذاك لن يقف أثره على المواضيع المحلية و إنما سيعم مختلف الشئون و ستمتد أثاره التوعوية  على ما يهم الوطن ككل و مكاشفة الفاعلين لبعضهم البعض لما للجلسات المُضَيَّقة من الوصول إلى المعاني الأبعد و الأهداف الأكبر، و ليس خارج ذلك التناصح حول السلبيات و أساليب التغفيل، إذ كثيرا ما يتخذ المكلفون بهذه المسئولية أو تلك من وجودهم بعيدين عن أهلهم و الأرومة التي دفعت بهم، لغياب التبصير بأمور كثيرة كان من الممكن تلافيها مبكرا إن بوقف ما يعتريها من السلبي المحتاج إلى الإيقاف أو الإيجابي المحتاج للرعاية. و ليحذر الذين قد يرون في مثل هذه التوجهات دفعاً لما يضر الوحدة الوطنية، فالوحدة الوطنية الحقيقية هي تلك التي تأخذ من الكبار لتابعيهم الصغار، خاصةً حينما يكون هؤلاء الصغار لديهم النوعية البشرية و المساحة الجغرافية و الصلات الدولية، و الوعي الذي يفرق بين التضحية و الضعف، و الكرم و السذاجة، و عسى أن يكون في بوجناح و الكوني ما يسهم في تصحيح المسار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى