اختتمت بمعهد جمال الدين الميلادي فعاليات الدورة الأولى من مهرجان ليبيا السينمائي الدولي للأفلام القصيرة، تاركًا أثرًا وبصمة واضحة على الساحة الثقافية الليبية.
المهرجان شهد مشاركة واسعة من صُنَّاع الأفلام من مختلف الجنسيات، وعرض مجموعة متنوعة من الأفلام التي تناولت قضايا اجتماعية، وسياسية وثقافية مهمة وقد أسهم المهرجان في إثراء الحراك الثقافي في ليبيا، وتعزيز التواصل بين صُناع السينما الليبيين ونظرائهم في العالم...
المهرجان واجه عديد التحديات، إلا أنه تمكن من تجاوزها بفضل جهود القائمين عليه ومشاركة صناع الأفلام. ويبقى التحدي الأكبر هو دعم صناعة السينما في ليبيا وتوفير البيئة المناسبة للإبداع والتطور. مع أمنيات أن يشهد المهرجان في دوراته القادمة تطورات كبيرة.
افتتح مهرجان ليبيا السينمائي الدولي للأفلام القصيرة في الأول من أكتوبر بقاعة فندق «ريكسوس» معلنًا عن دورته الأولى التي اختير لها أن تكون دورة المخرج الراحل محمد الفرجاني تخليدًا وتكريمًا له، ليستمر لمدة أربعة أيام متواصلة وقد شهدت قاعة الافتتاح حضوراً جيدًا، تم خلال الافتتاح عرض موسيقي لموسيقى تصويرية من ألحان الفنان خالد الزواوي وفرقته كما شملت مراسم الافتتاح معرض لكاميرات ومعدات التصوير السينمائي القديمة وعدد من ملصقات الأفلام الليبية المعروفة كفيلم )الطريق( أول الأشرطة السينمائية الليبية و)الشظية( الذي نال عدة جوائز في مهرجانات عالمية
و)معزوفة المطر( وافلام ذات الانتاج والتمثيل المشترك مثل )الضوء الأخضر( و)الرسالة( و)عمر المختار( …
جاء الاحتفال وسط حضور عدد من الفنانيين والأكاديميين بتغطية جيدة من وسائل الإعلام المختلفة وإن أخذ على مراسم الافتتاح شيء من الفوضى في التنظيم بسبب القاعة الفسيحة المفتقدة لأجهزة التكييف إلا ان الأجواء سادتها الفرحة بعودة الحياة للسينما الليبية بعد توقف وانقطاع دام لعديد السنوات…
قدم للحفل الإعلامي القدير عز الدين عبدالكريم والمذيعة الشابة عواطف الشيباني لتتوالى كلمات القائمين على المهرجان من رئيس الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون السيد عبد الباسط ابو قنده إلى السيد مصطفى الكرماجي مدير عام المهرجان إلى جانب كلمة الرئيس الشرفي للمهرجان المخرج عبد الله الزروق
تخلل ذلك مختارات لمقتطفات من بعض الأشرطة السينمائية، وتكريم لعدد كبير من الفنانين والفنيين الذين أمضوا سنوات طويلة في هذا المجال حيث تم عرض سيرهم الذاتية وخبراتهم من خلال العرض المرئي،
ضمن برنامج الافتتاح عرض شريطان سينمائيان قصيران الأول كان بعنوان )ليبيا ربي حافظها( وهو عمل فردي بشخصية واحدة، وتقريباً بآلة تصوير واحدة وممثل واحد، كان موضوعه وطنياً بامتياز ومؤثراً جداً…
أما الفيلم القصير الثاني فكان بعنوان )قرنٌ وستة أعوام( وقد استخدم فيه المخرج تقنية الفلاش باك وكان عن القضية الفلسطينية
واختتم اليوم الاول بعرض لفيلم مقاطعة للمخرج الليبي محمد النعاس
الحضور…
في متابعة ورصد للحضور جاءت الشهادات عن التصريح بالفرح العارم بهذا المنجز من الفنانين والمخرجين والمكرمين.
الفنان المخرج الهادي البكوش اكد بان ليبيا صاحبة باع طويل في تاريخ السينما وان المهرجان جاء ليذكر بهذه الحقيقة ويفسح مجالا لصناع السينما الشباب للانطلاق والانفتاح على ثقافات مختلفة…
واكد المخرج محمد بلعم بان هذا المهرجان عرس ليبي بامتياز لصناع السينما ومحبيها وان على الدولة تقع مسؤولية كبيرة لدعم هذا القطاع والاهتمام به..
الفنان عياد الزليطني من جهته أكد بان السينما مرآة الشعوب وان ليبيا تنهض بشبابها وتمنى ان نستغل التنقية في تنظيم مثل هذه المهرجانات وان نقدم دائمًا الأفضل
اما المكرمون فقد انحبست الكلمات في حناجرهم سعد الدين عقيل وعبدالمجيد بن حميد وعلي القروش والمزداوي والخويلدي وحميدة الخوجة والقبايلي وغيرهم وعبرت كلماتهم على الامتنان وتقدير للمسة الوفاء المتفردة وغير المسبوقة
على هامش المهرجان…
في ثاني أيام المهرجان ومنذ ساعاته الأولى انطلقت الندوات الفكرية والعروض السينمائية بحضور المهتمين والفنانين والإعلاميين وبتغطية إعلامية مواكبة..
جاءت الندوة الأولى عن معوقات الدراما الليبية للمخرج والمنتج الهادي البكوش ثم بدأت العروض للأفلام المشاركة وفي الفترة المسائية كانت ندوة بعنوان أهمية ودور المهرجانات في الانتاج السينمائي وختم اليوم الاول بعروض سينمائية لمجموعة الافلام المشاركة في مسرح معهد جمال الدين الميلادي
استمرّت العروض للندوات منذ صباح الخميس عن السينما والتاريخ ألقاها الدكتور نورالدين سعيد ثم انطلقت العروض السينمائية لبقية الافلام المشاركة من 22دولة عربية واجنبية ترشح منها 47 فيلمًا ثم عرضها جميعا في مسرح المعهد بالإضافة لانطلاق المعرض المقام على هامش المهرجان والذي عرضت فيه الات تصوير وصور لأسماء أفلام قديمة ومشاركة بالإضافة إلى معدات وأدوات استخدمت في تصوير الافلام الليبية إلى جانب كتب للمخرج محمد الفرجاني الات عرض
وفي المساء كانت ندوة حوارية عن الموسيقى وتاثيرها ألقاها السباعي والفنان خالد الزواوي واختتم اليوم الثالث بعروض الافلام المشاركة
اختتام المهرجان…
في عرس ثقافي كبير اختتم المهرجان فعالياته مساء الجمعة بمسرح معهد جمال الدين الميلادي بطرابلس بحضور ضيوف المهرجان وحشد من الفنانين المخرجين والاعلاميين وعشاق الفن السابع وبمشاركة أفلام تتنوع بين الروائي والوثائقي من عديد الدول العربية والاجنيبة..
ويعكس المهرجان الإرادة القوية للفنانين الليبيين في تحقيق إنجازات فنية تسهم في تعزيز الهوية الثقافية للبلاد.كما يهدف الى خلق سينما ليبية من خلال دعم وتشجيع الشباب لخوض هذه التجربة وإثبات قدرة الليبيين على التميز وتحقيق المراتب الأولى والمتقدمة في كافة التخصصات الفنية والسينمائية..
هذه التجربة وإثبات قدرة الليبيين على التميز وتحقيق المراتب الأولى والمتقدمة في كافة التخصصات الفنية والسينمائية.. هذا وحصد فيلم )السطل( في فئة الافلام الوثائقية للمخرج اليمني عادل محمد الحيمي جائزة أفضل فيلم وحل في الترتيب الثاني فيلم )سحر الرمال( من سلطنة عمان للمخرج وليد سعد الخروجي، فيما تحصل على الترتيب الثالث فيلم )تحت( للمخرج العراقي أحمد الطاهر، حصد جائزة أفضل سيناريو للأفلام الوثائقية فيلم )بطلة( الليبي للمخرج محمد المصلي وجائزة أفضل مونتاج لفيلم )صوفيز( من تونس للمخرج يونس بن حجرية وجائزة أفضل موسيقى تصويرية للفيلم المصري )عيون كاثرين( للمخرج منة الله خالد يونس.أما جائزة أفضل إدارة تصوير تحصل عليها الفيلم الجزائري )ازيتا( للمخرج جمال باشا..جائزة أفضل مخرج للأفلام الوثائقية كانت من نصيب الفيلم التونسي )الأم( للمخرجة نجوى الخشيمي.كما ذهبت جائزة لجنة التحكيم إلى الفيلم العماني )بيت الرمل( للمخرج صلاح الحضري. وحصد جائزة أفضل فيلم درامي فيلم )سراكيش( وهو فيلم درامي إيراني للمخرج ياسر أحمدي.اما جائزة المركز الثاني فيلم )قرن وستة أعوام( كانت للمخرج مصطفى محمد ناصف كما جاء في المركز الثالث الفيلم الليبي )عصفور طل من الشباك( للمخرجين مالك الزيتوني وأمجد ابوزويده .وفاز بجائزة أفضل سيناريو الفيلم الليبي البريطاني )نحن مختلفون( للمخرج علي فرج العجيلي كما ذهبت جائزة افضل مونتاج لفيلم )لأجل أبي( من الجزائر للمخرج عبد الجليل بولحبال.
وأسندت جائزة افضل موسيقى تصويرية لفيلم )أثر( الليبي للمخرج فرج معيوف.وجائزة افضل مدير تصوير للفيلم الايطالي )لون اللحم واحد( للمخرج البرتو مركيوري…اما جائزة أفضل ممثل فكانت للفيلم المغربي )الأيام الرمادية( للمخرجة عبير فتحوني…جائزة أفضل ممثلة اسندت لفيلم )آخر حلم( من العراقي للمخرجة ملاك مناحي… وجائزة أفضل مخرج لفيلم )عذر أجمل من ذنب) من البحرين للمخرج هاشم شرف…اما جائزة لجنة التحكيم فكانت لفيلم )كما يليق بك( من سوريا للمخرج ربيع عبد العزيز..هذا وتضمن حفل الاختتام عرضا فيلم )البطيخة( للفنان محمد النعاس الذي تدور أحداثه حول قمع قوات الاحتلال الصهيوني للفنانين .. كما كان للموسيقى مكان في حفل الاختتام فقدم الفنان خالد الزواوي قطعة موسيقية غاية في الروعة والجمال قدمت باحساس راقٍ اعجب الحضور ..اسدل بعدها الستار على فاعليات الدورة الاولى للمهرجان ..
فلاشات
اللجنة الإعلامية
أصدرت اللجنة الإعلامية للمهرجان كتيبًا عن المهرجان ومطوية للأفلام المشاركة وصحيفة السينمائي طيلة أيام المهرجان والتغطية الإعلامية المكتوبة والمصورة والإلكترونية للحدث مع متابعة مستمرة لفعاليات المهرجان طيلة الايام منذ انطلاقة
المخرجون الليبيون
مثل المخرجون الليبيون المشاركة الليبية في افضل صورة وحصدوا جوائز عن افضل موسيقى تصويرية وسيناريو وتراتيب عن أفلام روائية ووثائقية ذات رسائل واضحة
محمد مصلي مالك الزنتوتي وامجد بوزويدة فرج معيوف وعلي بن موسى ومخرج فيلم نحن مختلفون علي فرج العجيلي كل التحية والتقدير والأمل بغدٍ رائد لمستقبل سينمائي منتظر.