رأي

قبح اينشتاين وغباء مارلين

محمد الرحومي

في‭ ‬أغلب‭ ‬الأحيان‭ ‬لا‭ ‬تكتمل‭ ‬الأشياء‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬اعطتنا‭ ‬تقديرات‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬التصنَّيف‭ ‬والايجابية‭ ‬‭.. ‬وهو‭ ‬أمرٌ‭ ‬طبيعي‭ ‬لأن‭ ‬الكمال‭ ‬لله‭ ‬وحده‭.‬

‮«‬مارلين‭ ‬مونرو‮»‬‭ ‬فاتنة‭ ‬السينما‭ ‬العالمية‭ ‬فترة‭ ‬ستينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬كانت‭ ‬فتاة‭ ‬أحلام‭ ‬كل‭ ‬مراهق،‭ ‬ورجل‭ ‬وحتى‭ ‬عجوز‭ ‬غنياً‭ ‬كان‭ ‬أم‭ ‬فقيراً‭.. ‬كان‭ ‬الجميع‭ ‬يأملُ‭ ‬منها‭ ‬ولو‭ ‬ابتسامة‭ ‬خاصة‭ ‬تكون‭ ‬ربيعًا‭ ‬دائمًا‭ ‬لكل‭ ‬شخص‭ ‬محظوظ‭ ‬بهذه‭ ‬الابتسامة‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬عالمة‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬مميزة‭ ‬الذكاء،‭ ‬بل‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬ربة‭ ‬بيت‭ ‬تجيد‭ ‬الطبخ،‭ ‬أو‭ ‬تربية‭ ‬الأطفال‭ ‬ولا‭ ‬أي‭ ‬التزام‭ ‬اجتماعي،‭ ‬ومع‭ ‬هذا‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬غبية‭ ‬يقال‭ ‬إنها‭ ‬تجرأتْ‭ ‬وطلبتْ‭ ‬الزواج‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬‮«‬اينشتاين‮»‬‭ ‬لأنها‭ ‬أحبته‭ ‬في‭ ‬علمه‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬تحتاجه،‭ ‬ومحرومة‭ ‬منه؛‭ ‬فقد‭ ‬أحبتْ‭ ‬‮«‬إينشتاين‮»‬‭ ‬كونه‭ ‬قامة‭ ‬علمية،‭ ‬ولم‭ ‬تلتفت‭ ‬أبدًا‭ ‬إلى‭ ‬قامته‭ ‬الجسدية،‭ ‬أو‭ ‬اتساع‭ ‬عينيه،‭ ‬ووسامة‭ ‬وجهه،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬‮«‬اينشتاين‮»‬‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬أحمق،‭ ‬أو‭ ‬غبياً‭ ‬عندما‭ ‬رفض‭ ‬هذا‭ ‬العرض‭ ‬الكوني‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يأتي‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬الأحلام؛‭ ‬وأيضاً‭ ‬كان‭ ‬مصرًا‭ ‬على‭ ‬رفضه‭ ‬رغم‭ ‬محاولات‭ ‬‮«‬مارلين‮»‬‭ ‬إقناع‭ ‬‮«‬اينشتاين‮»‬‭ ‬بأنه‭ ‬لو‭ ‬تزوج‭ ‬منها‭ ‬فإنهما‭ ‬سينجبان‭ ‬أطفالاً‭ ‬أذكياء‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬اينشتاين‮»‬،‭ ‬وفائقي‭ ‬الجمال‭ ‬مثلها‭.‬

المنطق‭ ‬السطحي‭ ‬يقول‭ ‬بإن‭ ‬‮«‬مارلين‭ ‬مونرو‮»‬‭ ‬تريد‭ ‬الكمال‭ ‬وهي‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬غبية‭ ‬في‭ ‬تفكيرها‭ .. ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬تفكر‭ ‬أبداً‭ ‬في‭ ‬استحالة‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬بزواجها‭ ‬مع‭ ‬‮«‬اينشتاين‮»‬‭ ‬بهذا‭ ‬الكمال‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬‮«‬اينشتاين‮»‬‭ ‬بطبيعة‭ ‬قامته‭ ‬العلمية،‭ ‬ونظرياته‭ ‬المخلَّدة‭ ‬لدى‭ ‬البشر‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬غبياً‭ ‬عندما‭ ‬رفض‭ ‬هذا‭ ‬العرض‭.‬

أسباب‭ ‬رفض‭ ‬‮«‬اينشتاين‮»‬‭ ‬لهذا‭ ‬الزواج‭ ‬أُدرجتْ‭ ‬ضمن‭ ‬القيم‭ ‬العلمية،‭ ‬والفكرية‭ ‬التي‭ ‬يتمتع‭ ‬بها‭ ‬هذا‭ ‬العالم؛‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬رده‭ ‬على‭ ‬الممثلة‭ ‬ذات‭ ‬الشهرة‭ ‬العالية‭ ‬هو‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المحتمل‭ ‬جداً‭ ‬أن‭ ‬ينجبا‭ ‬أطفالاً‭ ‬بوجه‭ ‬وقبح‭ ‬‮«‬اينشتاين‮»‬‭ ‬وبغباء‭ ‬‮«‬مارلين‮»‬‭.‬

مؤكدًاً‭ ‬بذلك‭ ‬حتمية‭ ‬عدم‭ ‬إكمال‭ ‬أي‭ ‬مشهد،‭ ‬أو‭ ‬حالة‭ .. ‬هذا‭ ‬مادمنا‭ ‬بشرًا‭ ‬لا‭ ‬نمتلك‭ ‬الحلول‭ ‬الكاملة‭ ‬لرغباتنا‭ ‬ولمشكلاتنا‭ ‬وحتى‭ ‬لظروفنا‭ ‬الشخصية‭ ‬البسيطة‭ ‬أحيانًا‭.‬

‮«‬اينشتاين‮»‬‭ ‬بخبرته‭ ‬العلمية‭ ‬راهن‭ ‬على‭ ‬قراءة‭ ‬الأشياء‭ ‬بعمق،‭ ‬لذا‭ ‬كان‭ ‬مكتفيًا‭ ‬بعلمه‭ ‬مقابل‭ ‬ما‭ ‬خسر‭ ‬من‭ ‬وسامة،‭ ‬واحضان‭ ‬كانت‭ ‬ستكون‭ ‬دافئة‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬شك‭ ‬عند‭ ‬أكبر‭ ‬المتشائمين‭ .‬

والمقاصد‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬كثيرة‭ ‬لمن‭ ‬امتلك‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬الحكمة،‭ ‬واقتنع‭ ‬بعدم‭ ‬اكتمال‭ ‬الأشياء‭.‬

كونوا‭ ‬بخير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى